ليش الله ما يوفقني ؟؟ ليش آنه كله عايشه بحزن ؟؟؟

الأسرة والمجتمع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى الأمين ، وعلى آله الطاهرين إلى يوم الدين .

أما بعد :
فهناك صنف من الناس دائم الشكوى والتبرم والتظلم ، ولا يكفّ عن إلقاء اللوم على غيره ، ويتساءل دائماً في حيرة وقلق :

لماذا لا يوفقني الله لطاعته ؟ لماذا يجعلني من أهل معصيته ؟ لماذا يبتليني بالأمراض والضعف في بدني ؟ لماذا يكدر عليّ معيشتي ؟ لماذا لا يجعلني أشعر بالسعادة والفرح والسرور ؟ لماذا يبتليني بالهموم والغموم والأحزان وضيق الصدر ؟ لماذا يوقعني في المصائب والفشل والبلايا ؟ لماذا يبتليني بالغضب وضعف البصيرة ؟


ولو تأمل هذا المشتكي في ذلك ، لعلم أن الآفة فيه والبلية منه ، فسبب تلك الشرور والمصائب التي تحيط بالإنسان هي نفسه التي بين جنبيه !

قال تعالى { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
} ،

وقال تعالى { مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ } ،


وقال تعالى : { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ}


فالجزاء من جنس العمل ، والحصاد من جنس البذرة ، واعمل ما شئت فكما تدين تدان !!

ولكن الإنسان لا يرى ذلك ؛ لأنه طُبع على الجهل والظلم وحُسن الظن بالنفس والرضى بأفعالها .

قال تعالى { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا } .

وقال تعالى : {إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} ،

قال ابن عباس ومجاهد رضي الله عنهما : كفور جحود للنعم . وقال الحسن : هو الذي يعدُّ المصائب وينسى النعم . وقال أبو عبيدة : هو قليل الخير.


هكذا أنت أيها الإنسان ! أنت الظالم الجاهل .. الكفور الكنود .. الجحود لنعم الله تعالى .. إلا من رحم الله عز وجل من عباده الصالحين { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} .


كيف تشتكي وأنتى القاعد في طريق مصالحك تقطعها عن الوصول إليك ؟

وكيف تتبرمى وأنتى الغيم المانع لإشراق شمس الهدى على قلبك ؟

وكيف تتظلمى وأنى الحجر الذي قد سد مجرى الماء الذي به حياتك ؟


ومع ذلك تستغيث : العطش العطش !!


فليس منكى أضر منك على نفسك كما قيل :

ما تبلغ الأعداءُ من جاهل *** ما يبلغ الجاهل عن نفسه

- فأنتى الظالمه وتدعي أنكى مظلومه .. وأنتى المعرض وتزعمى أنهم طردوك وأبعدوك !!


- تولي ظهرك الباب .. بل تغلقيه على نفسك .. وترمي مفتاحه وتضيعه وتقولى :
دعاني وسدَّ الباب دوني فهل إلى *** دخولي سبيل بينوا لي قصتي !!

كوني عاقله

* أما العاقله فإنها تنظر إلى نفسها ، وتحاسبها ، وتعرف أنها محلُ جناية ومصدر البلاء ؛ لأنها خلقت ظالمة جاهلة ، وأن الجهل والظلم يصدر عنهما كل قول وفعل قبيح . وهذا النظر يدعوه إلى العمل على إخراجها من هذين الوصفين ، فتبذل جهده في تعلم العلم النافع الذي يخرجها عن وصف الجهل ، وتبذل جهده في اكتساب العمل الصالح الذي يخرجها به عن وصف الظلم .

وترغب إلى خالقها وفاطرها أن يقيها شرها ، وأن يؤتيها تقواها ، وأن يزكيها فهو خير من زكاها ، فهو وليّها ومولاها ، وألا يكله إلى نفسه طرفة عين ، فإنه إن أوكله إليها هلك . قال تعالى { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} .


فيا عبدت الله !

- إذا وقعتى في معصية ، فاعلمى أن ذلك منك لا من غيرك .

- وإذا نزل بك بلاء ، فبسبب جهلك وظلمك .

- وإذا عشت في ضيق وهم وغمّ وكرب وخوف وقلق ، فاعلم أن ذلك بسبب بعدك عن ربك ، وإعراضك عن خالقك وفاطرك ..


فانظرى في نفسك .. ودققّ النظر ، فسترى سبب ذلك لائحاً أمام عينيك . أما إذا لم تر ذلك ،

فالأمر كما قال الشاعر :

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ *** وينكر الفم طعم الماء من سقم


قال تعالى {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } .


كفى مخادعة

فيا من تشكي وتتظلم وتتبرم !


- أين أنتى من القيام بواجب العبودية لله عز وجل ؟
- أين عبودية قلبك ؟
- أين عبودية لسانك ؟
- أين عبودية جوارحك ؟
- أين أنتى من الصلاة ؟
- أين أنتى من الزكاة ؟
- أين أنتى من الصيام ؟
- أين أنتى من الزكاة ؟
- أين أنتى من الحج ؟
- أين أنتى من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
- أين أنتى من بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران ؟
- أين أنتى من مصاحبة الأخيار والتخلق بأخلاقهم ؟
- أين أنتى من ترك صحبة الأشرار وتكثير سوادهم ؟

- أينى أنت من مزاحمة العلماء بالركب وحضور مجالسهم ؟
- أين أنت من الاهتمام بشؤون المسلمين والدعاء لهم والتألم لآلامهم ومصائبهم ؟
- أين أنت من صدق الحديث والوفاء بالوعد وأداء الأمانة ، وترك الغيبة والنميمة والحسد والبغضاء ؟
- أين مراقبتك لله وقد جعلته أهون الناظرينَ إليك ؟
- أين شكرك للنعم وأنت تستخدم نعمه في محاربة ليلاً ونهاراً ؟
- أين حفظك للرأس وما وعى ؟
- أين حفظك للبطن وما حوى ؟
- أين ذكرك للموت والبلى ؟

- فالعين منك مسخَّرة في النظر إلى المحرمات ، ومشاهدة القنوات التي تعرض للعهر والفجور ، وتدعو إلى الفساد والرذيلة .

- واليدُ : جعلتها وسيلة لإيذاء من لا يحلُّ لك إيذاؤه ، أو لمس ما لا يحلُّ لك لمسه ، أو تناول مالا يجوز لك تناوله .

- الرجلُّ : وظفتها في السعي إلى الحرام ، وإيذاء عباد الله الصالحين ، بدلاً من السعي إلى الطاعات وإقام الصلوات .

- والقلب يهوى ويتمنى ..

- والفرج يصدّق ذلك أو يكذّبه .

قال تعالى : {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ(25) }.
سبيل النجاة

أختي المفرّطه !

هذا بعض ما جَنَتْه يداك .. وهذه عاقبة أفعالك ومعاصيك ، ولكنك لا تشعرى : {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } .

* أما في الدنيا : فأنتى من أعظم الناس غروراً .. ترجوا النجاة ، وتأمل السعادة والراحة ، وتطمعى في الفرح والسرور والسكينة والطمأنينة ، مع أنكى دائم السير في الطرق الموصلة إلى أضداد هذه الأمور .

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليَبَسِ


منقول للفائدة

دعواتكم
74
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

@نبع الجود@
@نبع الجود@
جزاك الله خير أختي والله يهدي الجميع
*ضحية صمت*
*ضحية صمت*
جزاك الله كل خير وجعلها في موازين حسناتك
لحظات ولكن
لحظات ولكن
جزاك الله خير
خـرز
خـرز
جزاك الله خير.............
!~ شجون الأمواج~!
جزاك الله خير