ماذا لو كان الزهراني ملتحيا؟مقال اعجبني فنقلته لكم

الملتقى العام




ما هو تعليقك على المقال ؟؟!


إن النظر للظروف المحيطة و الضعف و القوة و العواقب و أخذ ذلك بالحسبان ينتج عنه تصرف محمود ، متزن ، لا تخشى عواقبه ، و لا يعني هذا الإنحناء و الرضوخ و الخضوع و لكن لكل مقام مقال ، كما أن ردات الفعل (المنفعلة ) هي أشد ضررا .

انتشر في الآونة الأخيرة خبر قتل الطالب السعودي في أمريكا عبد السلام الزهراني لبروفيسور يهودي كان يدرسه ، و هذا المقال أكتبه قبل أن تتضح الصورة عن أسباب هذا الإعتداء ، و إرهاصاته ،و حتى لا يستغل كلامي خطأ من أصحاب الشذوذ الفكري ، و يتم تصويره و كأني أؤيد هذه الحادثة و الفعل ! أؤكد مثل ما قلت : أننا لم نعرف ما وراء الحادث بعد !و أيا كان الخلاف فإنه لا يصل إلا حد القتل لا سيما مع وجود قنوات قانونية .

و لكني لن أتحدث عن الحادث بل عن (الحديث ) !

الحديث حول الحادث من قبل الإعلام ملفت للنظر ، و هو يضرب لنا دليلا صارخا آخر - و لا أظنه أخير - ! حول انتقائية الإعلام السعودي المؤدلج ، و المنحرف في طرحه ، حتى صار هذا ظاهرا للأعمى بله الأعور أو البصير .

و هذه الإنتقائية التي نراها تطل علينا بوجهها الكالح البغيض هي التي جعلت ( حطاب الصحافة ) و ( أبواق الإعلام ) لا يتعاطون مع الحدث بتفاعلهم المعتاد في مثل هذه القضايا التي تمس ( ماما أمريكا ) ، و أنا و إن كنت على يقين بأن مثل هذه الحادثة من المفترض أن لا تضخم و تأخذ أكثر و اكبر من حجمها ، فهي حادثة طبيعية عادية تجاهلها هو الأصل كونها تعد جريمة كأي جريمة تحدث في العالم الغربي يوميا بل ( لحظيا ) ! و هناك ما هو أشد و أعنف منها ، و ليس في هذه الحادثة شيء مثير سوى أن مرتكبها ( طالب سعودي ) ، ضد ( أستاذه اليهودي ) .

لكن الملفت للنظر دوما في مثل هذه القضايا أن تجد إعلامنا المختطف يتحدث بصوت الراعي الأمريكي ، ينطلق من منطلقه و ينطق بنطقه ، و يوجه بتفكيره ، لا يمنعه من هذا السلوك القذر ديانة ، أو حمية وطنية ، أو حتى قومية عربية !

و تحت هذه التبعية ترى اختلافا في اتخاذ المواقف بين الشارع السعودي المسلم ، و الإعلام المؤدلج المختطف ، فيتم قلب الحق باطلا و الباطل حقا ، و تسويغ ما لا يساغ و التماس العذر لمن ليس لديه أدنى عذر ، بينما في المقابل ترى العنف الفكري الإرهابي يمارس ضد القضايا الإسلامية و الوطنية و جميع ما يمس الهوية .

و لهذا بات ظاهرا الإنتقاء الإعلامي المقصود عن سبق إصرار و ترصد للحوادث العابرة و تضخيمها لتشويه الدين و أهله ، و في المقابل ( غض البصر ) بخشوع و سكينة عن كل ما سواه ! و نحن لو افترضنا - جدلا - أن الفكر الذي سرق الإعلام السعودي و قاده يسير في نمط متسق ، لاستطعنا التنبؤ بمواقفه تجاه القضايا ، و لكن التذبذب جعلنا نقول أن هذا النمط ليس إنبهارا في الغرب الكافر فحسب ، أو ذوبانا في هويتهم فحسب ، بل نتج عن هذا : العداء و الترصد للدين و محاولة النيل منه كنتيجة حتمية لهذا الإنبهار و الذوبان !

لقد حصلت هذه الحادثة ، و السؤال الذي يكشف انتقائية الإعلام هو : ماذا لو كان الجاني الزهراني ملتحيا ؟

لا أظن الصورة القاتمة للذي سيحدث تغيب عن ذهنك أو تتورع في اقتحامه ، نعم ما ظننته صحيح ! سيعج الحطاب بكتاباتهم ضد ( الصحويين ) و ( المؤدلجين ) و ( تصدير العنف ) و ( تشويه الإسلام ) و ( الإرهاب ) و ختاما ستكون : اللحية هي السبب !
اللحية هي سبب تخلفنا و عنفنا و اضطهادنا للمرأة و همجيتنا و رجعيتنا ، اللحية هي أم المصائب و أم الكبائر و حين ترى المرء ملتحيا فهذا يدل على خطر محدق محقق ، نحن لا نصلح للحياة أصلا ! و من قال أصلا أننا بشر ! إن الكائن الأمريكي المقدس هو الذي يستحق ( احتلال الأرض ) و ( احتلال السماء ) و سيحتل ( القمر ) حتى !

هذا الفكر الذي ينشر ( مبطنا ) لتصوير الكائن الأمريكي الغربي الكافر بأنه كائن ملائكي ، و أن الإنسان المسلم كائن همجي هو سبب كل خطيئة ، هو الذي يحاول اليوم أن يقنع من هو في قمة عافيته و صحته بأنه في غاية المرض و السقم ! و هو مع ذلك لا يدعوه لتناول الأدوية بل يدعوه لمخالطة الأمراض !

أنا لا أقول أن الوقوف مع ( السعودي ) أو ( المسلم ) بإطلاق هو المطلوب ، بل إن ديننا أمرنا بالعدل و حين يتعدى المسلم على غيره و إن كان كافرا فقد ظلم ، و يستحق العقاب ، مع كفه عن الظلم ، و لكن هل نحن نكيل بنفس المكيال ؟ أم ميزاننا قد أرهقه التطفيف و ( ويل للمطففين) ؟

غض البصر عن الإعتداءات التي يواجهها المسلمون في درك ( الحرية الأسفل ) أمريكا ، و المواقف العنصرية ، و التفريق البيّن الظاهر ، لم تنل قطرة حبر من كاتب يفترض أنه مسلم بالمقام الأول و سعودي بالمقام الثاني .

لقد كان لنا في ( حميدان التركي ) آية ، حين تجاهله إعلامنا يوم أن أهوت بنا أمريكا بحادثته إلى وادي سحيق من العبودية و الاستبداد ، و الغطرسة و الكبر .

ما أردت قوله : إن الإعلام السعودي لم يعد يمثل إلا شرذمة قليلة منحرفة ، تحاول وضع الأحداث العابرة تحت المجهر فتضخمها و تكبرها و تهولها و تعقد النقاشات حولها لتسيء للدين و أهله ، تحت دعاوى مختلفة : ( الإسلام السياسي ) ( المتشددون ) ( المؤدلجون ) ... الخ الإسطوانة المشروخة التي ملها حتى الببغاوات !

و في نفس الوقت يحاول تبرير و تمرير أي موقف عدائي صارخ فكري أو غيره ضد المسلمين ، فأنت حين تدهس أميركيا فأنت مجمع القاذورات ! و حين يدهسك الأمريكي الكافر فقد كان ( مسرعا و لم ينتبه لك المسكين ) !

ماذا لو :

كان سجن أبو غريب و صوره التي هي عار على الإنسانية و البشرية يقع في نيويورك و سجانوه أفغان ؟ و ماذا لو كانت فضائع احتلال العراق الوحشية نحن من قام بها ؟ و ماذا لو كان الزهراني الذي قتل البروفيسور اليهودي ملتحيا ؟




بدر الغامدي
3
529

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الهمس الجنوبي
د
ركايز
ركايز
ياحبيبتي خلاص مولازم يكون ملتحي يكفي انة سعودي يعني ارهابي،اسأل الله ان يفك كربة
الهمس الجنوبي
اختي ركايز
شاكرة مرورك