والاسلام
يقول الله تعالى في محكم التنزيل: { قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا} . ما معنى هذه الآية؟ وهل هناك فرق بين الإيمان والإسلام؟ وما هو؟
الدين ثلاث مراتب..
المرتبة الأولى: الإسلام.. وأعلى منها: الإيمان، وأعلى من الإيمان الإحسان. كما جاء ذلك في حديث جبريل - عليه الصلاة والسلام - حين سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن هذه المراتب، وأجابه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن كل مرتبة.. وفي النهاية قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأصحابه: (هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم).
وقد ذكرها مرتبة مبتدئًا بالأدنى ثم ما هو أعلى منه ثم ما هو أعلى منه... فالأعراب لما جاءوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أول دخولهم في الإسلام ادعوا لأنفسهم مرتبة لم يبلغوها... جاءوا مسلمين، وادعوا الإيمان وهي مرتبة لم يبلغوها بعد.. ولهذا رد الله عليهم بقوله: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} .
فهم في أول إسلامهم لم يتمكن الإيمان في قلوبهم وإن كان عندهم إيمان ولكن إيمانهم ضعيف أو إيمان قليل.. ويستفاد من قوله: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} أنه سيدخل في المستقبل، وليسوا كفارًا أو منافقين ولكنهم مسلمون ومعهم شيء من الإيمان لكنه قليل لم يستحقوا أن يسموا مؤمنين. لكنهم سيتمكن الإيمان في قلوبهم فيما بعد في قوله: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} .
والإسلام والإيمان إذا ذكر معًا افترقا. فصار للإسلام معنى خاص وللإيمان معنى خاص.. كما في حديث جبريل فإنه سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الإسلام فقال: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً).
وسأله عن الإيمان فقال: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره) .
فعلى هذا يكون الإسلام هو الانقياد الظاهري، والإيمان هو الانقياد الباطني هذا إذا ذكرا جميعًا..
أما إذا ذكر الإسلام وحده أو الإيمان وحده فإنه يدخل أحدهما في الآخر، إذا ذكر الإسلام وحده أو الإيمان وحده فإن أحدهما داخل في الآخر. إذا ذكر الإسلام فقط دخل فيه الإيمان.. وإذا ذكر الإيمان فقط دخل فيه الإسلام.
لهذا يقول أهل العلم: إنهما إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا.. فالإيمان عند أهل السنة والجماعة: هو عمل بالأركان وقول باللسان وتصديق بالجنان.. ويدخل فيه الإسلام، يكون قولاً باللسان وعملاً بالأركان وتصديقًا بالجنان.. إذا ذكر وحده، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين....
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وغفر لكــ ولوالديكـــ ..... غاليتي