ما تحت السرير ...

الملتقى العام





تحت السرير و أنا تجمعنا علاقة وطيدة على مر السنين ننمو معاً ولكن بطريقة عكسية
مؤكد أن الكثير من الناس قد خاضوا هذه العلاقة إن لم يكن أغلبهم ,بل لنقول كل من نام على سرير
حتى لو لم يكن ملكه ولا نأبه بمادة الصنع ولا بنوع الوسائد خيزران كان أو كرتوناً ريش نعام
أو حتى حصير
هي علاقة تتخلص من كل أشكال الفرقة والتمييز المهم فيها
هي تلك المساحة الصغيرة أو _ الشاسعة _ بين السرير و الأرض ...

هناك عوالم وحضارات

في أول سنيّ الوعي والإدراك لنقل في عمر الأربع أو الخمس سنوات
تكون تلك المساحة عبارة عن كتلة من الظلام المتكعب بشكل محكم
لايزيد سنتيمتراً واحد خارج إطار السرير. ظلام حالك يخبئ في طياته عالم مجهول
لا يعرف له كنهاً ولا كيفية المهم هو الخوف الذي يملأ عيني ذات الاربع سنوات وهو ممدد على سريره بالمقلوب يسترق نظرات خاطفة تحت سريره لعله يلمح طيف لعبته المفضلة
التي سقطت من يده دون عمد وغاصت في غياهب الظلام
قبل أن يرفع رأسه ويهب مسرعاً فزعاً يدق باب الغرفة المجاورة وهو يبكي لتلتقفه الأم بين ذراعيها تطبطب على ظهره وتذكر الله ..
وتبقى عينيه معلقة نحو تلك المساحة الداكنة متسائلاً بداخله عن مصير لعبته
تزيد دقات قلبه يغمض عينيه ويدس رأسه بين يدي أمه متنكراً للعبته وصحبته الحميمة معها ....
****

اليوم نكمل في الحياة اثناعشر عاماً لاجديد سوى أننا أصبحنا شغوفين بكل ماهو خيالي وفضائي
واسطوري وعلى حوائط الغرفة صور إما لديناصور أو مركبة فضائية
أولبطل وسيم من وسماء الحكايا واساطير الكرتون روبن هود , أو زورو, وأضعف الإيمان كابتن ماجد  والأهم من ذلك نومنا .. فحين نأوي إلى أسرتنا نجلس على حافة السرير ونرفع أقدامنا بسرعة هائلة
ننام وهي بأحضاننا نسورها بأذرعتنا نتأكد من سلامتها كل ليلة
نعد أصابعها العشرة بدقة , وإن أيقظ مضاجعنا نداء الطبيعة في منتصف الليل
تكون هنا معركة البقاء أذهب لألبيه أم اتجاهل ضغطاته المتتالية على عضلاتي وأقاومه بشدة ,
وإن شعرنا بإن معركتنا تدنو من الخسارة هنا بفطنة الصبا سنختصر المسافة بين السرير وباب الغرفة فنقف منتصبين على السرير ونقفز لأقرب مسافة ممكنة من الباب نلج منه بخوف ورؤوسنا ملتفتة لتلك اليد المرعبة تحت السرير التي لم تستطع الإمساك بأقدامنا فعادت خالية الوفاض لجحرها المجهول تنتظر عودتنا والنيل من أقدامنا ...

نبت لظلام المتكعب يــد !!!


إن سركم ماكان من الحديث فسيكون له بقية إن شاء الله ...

( سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك )

37
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

(ام بتال)
(ام بتال)
كلام حلو كملي وقلم مبدع ماشاء الله ...........


فحين نأوي إلى أسرتنا نجلس على حافة السرير ونرفع أقدامنا بسرعة هائلة
ننام وهي بأحضاننا نسورها بأذرعتنا نتأكد من سلامتها كل ليلة
نعد أصابعها العشرة بدقة
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
^^^^^^^^^^^^^

اي والله هالمقطع شدني كل ليلة هالمعاناة احس احد بيمسك رجلي وانا واقفه جنب السرير هههههههههههههههه

()()()()()())()()()()()()()()()()

اتوقع قصدك من هالكلام انه الانسان هو يصنع الخوف بداخله
ويصدقه ويلازمه طول عمره

بس انا كتبت المختصر وانتي ماشاء الله نمقتي الكلام
هلاوينات2
هلاوينات2
وصف رائع وجميل للحظات الخيال الجامح بمخلوقات تتربص بنا دائما وابدا لماذا انا لتميزي سأكون العبد المأسور وسأعطيهم جميع أسراري مقابل حريتي
أسراري هي سر نجاتي
أسرار الطفولة
كيف اتغير واتشكل لأخفي نفسي عن ( ساميه الشريره)
كيف اختصر الطرق للوصول لبيت جارتنا(ام محمد) بدون ان يمسك بي ( عبدالرحمن) ليرد الصاع لأخي في أنا ( أنتقام الطفوله)
هذي هي أسراري العظيمه ومطلب الخارقين
ليتها تعود تلك المخاوف لأنام قريرة العين
مرتاحة البال
لكن تأبى ان تعود
حل محلها
حوف من المستقبل
خوف وهمي من الاجهزه والكهرباء
خوف وهمي من الغاز
من الطريق ( التريلات)
ليتها تعود وتنجلي عني تلك المخاوف
********
قلمك جميل ووصفك رائع استمري
بنت المؤمنين
بنت المؤمنين
طرح رائع جميل يحاكي قلوبا غضة
كانت ومازالت تنظر للعالم من حولها بخوف وترقب من داخل اسوار الدهشة
ومن منا لم يمر عليها بعضا مما سطر قلمك الجميييل

واصلي لمزيد من الابداع والمتعة
انا في شوق ولهفة..
اغصان الشمال
اغصان الشمال
ماشاء الله ابدعتي استمري الله يوفقك
ياقلب لا تحزن
ياقلب لا تحزن
أمسينا وأمسى الملك لله