بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عشرة كاملة قضيتها .... في المستشفى ..أسأل الله أن لا يُريها حبيب ولا قريب
قضيتها بين الأسلاك والتحاليل والأشعات و..و...
هي ليست عشرة أيام بل كأنها عشر سنين ..
والحمد لله حمدا كثيرا طيبا ..
أسأل الله أن يجعلها كفارة وتمحيص للذنوب والسيئات ..
قالوا الأطباء لابد أن تمشي قليلا حتى لا تُصيب القروح جسدك ..
فخرجت إلى رُدهات المشفى ومعي أسلاكي وعدتي ..
وما إن ترى غيرك وابتلائه إلا وتحمد الله أن كان مُصابك أهون منه ..
مما رأيت في رُدهات المشفى ..
ذاك الرجل حسن الوجه والهندام , ظاهره الالتزام والله حسيبه
مُنكّس الرأس يبكي بشدة وكأنه فقد عزيزًا !! أو ابتلي في عزيز !!
اقتربت منه وألقيت السلام فرد بأحسن منه , قلت عسى ما شر ؟
قال : ما شر إن شاء الله , هي أمي الغالية ترقد في المستشفى
وقد أبلغني الطبيب أن لا فائدة من العلاج وأنها في أيامها الأخيرة .
قلت : يا أخي هم لم يطّلعوا على الغيب والأعمار بيد الله سبحانه والله على كل شيء قدير
قادر أن يَمُن عليكم بشفاء الوالدة .. وعليكم بالدعاء والرقية ,
وكأنه ارتاح .. وكم نحن بحاجة إلى كليمات تخفف عنا بعض الشيء !!!
قلت : هل بإمكاني زيارتها , أخبرها فلتستتر وسأدخل لزيارتها ..
أتاني قائلا تفضل بالدخول , دخلت وإذ بي أرى امرأة في جانب الغرفة متسترة ممسكة بمصحفها تقرأ ,
وامرأة كبيرة في السن نائمة على السرير ,
قلت : يا والدة طهور إن شاء الله , جمع الله لك بين الأجر والعافية إن شاء الله ,
قالت بصوت يبدو عليه التعب : الحمد لله ,
قلت : هنيئًا لك بر ابنك بارك الله فيه , وأصلح الله له الذرية ..
فأجهشت بالبكاء , فعجبت !!
قالت : هو خير من أبنائي , لي ست من الأبناء (ذكر وأنثى) ولا أحد فيهم يسأل عني ..!!
وهذا ابني الذي لم ألده هو أخير منهم وهو من نفعني الله به , والده رحمه الله في آخر أيامه تزوج
وساعتها غضبت وشعرت بالأهانة ولماذا يتزوج ؟ ولماذا؟؟؟
وما لبثت أن توفيت الزوجة الثانية ,وأتى بالصبي الصغير لأربيه ,
وقال لي : خافي الله فيه .. ,
وفعلا ربيته مع أبنائي وأحسنت إليه وأكرمته مخافة لله عز وجل
وهذا هو يخاف الله فيني ..
وأصبح أحسن من أبنائي ولا يخرج صباحا إلا وقد قبّل قدمي ورأسي برًا بي فجزاه الله عني خيرا
لو أنه لم يقيض الله لي هذا الابن وزوجته لكنت ملقاة في دور العجزة أو في الشارع
فأبنائي لا يريدوني وجميعهم تخلوا عني ..!!!
قلت : هنيئًا لك .. وهنيئًا لكِ هذا الابن البار .. أسأل الله أن يكتب أجرك ويجزيك عنها كل خير
فخرجت وأنا أردد : ( فعسى أن تكرهُوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا)
ولكن من يفقه !! من يستقرئ أقدار الله عز وجل .........!!!!!!!!!
وأقدار الله سبحانه وتعالى كلها خير ....
هذا ما رأيت بتصرف مني بعض الشيء .
( وسأكمل إن كتب الله لي عمر في هذه الحياة )
اللهم إني أسألك الرضى بعد القضاء , وبرد العيش بعد الموت ,
ولذة النظر إلى وجهك الكريم , والشوق إلى لقائك ,
في غير ضراء مضرة , ولا فتنة مضلة ..
منقول
:كلمة طيبة: @klm_tyb_3
محررة برونزية
سلمت يمناك ع النقل