فضيلة الإمام المجتهد الفقيه محمد بن صالح العثيمين
السائل : سماحة الشيخ يذكر السائل سؤالا مهم أرجو الإجابة : ما رأيكم في أشرطة الدكتور طارق السويدان ، وهل تنصحون بسماعها ؟
الشيخ : أنا أنصح باستماع الأشرطة المفيدة من أي إنسان كان ، وأُحذِّر من الاستماع من الأشرطة غير المفيدة من أي إنسان كان .
والإنسان الفاهم العاقل يعرف ما ليس بمفيد وما كان مفيداً ، فأي أشرطة تنشر ما حدث بين الصحابة من الأمور الاجتهادية التي أدَّت إلى اقتـتال بعضهم مع بعض على وجه الخطأ أو العمد الذي هم فيه مجتهدون .
فإن هذه الأشرطة لا يجوز استماعها لأنها لابد أن تؤثر في القلب ، الميل مع هؤلاء أو هؤلاء ومادام الإنسان في عافية فالحمد لله .
فإن قال قائل : أنا أريد أفهم وأعلم نقول الحمد لله الكتب موجودة ارجع إليها أنت ، أما أن ينشر ما جرى بين الصحابة فهذا لا يجوز أبداً ولا استماعها وكان من عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يسكتون عما شجر بين الصحابة ويفضون أمرهم إلى الله عز وجل ويقولون ما ورد منهم من الخطأ فهم مجتهدون إما مصيبون فلهم أجران أو مخطئون فلهم أجر .
وإذا قدر وأن هناك خطأ محقق بدون تأويل فإن حسناتهم العظيمة تنغمر فيها مساوئهم ، يدلك على أن المساوئ تنغمر بالحسنات . ما جرى لحاطب بن أبي بلتعة ا حين كتب إلى قريش يخبرهم أن النبي ص يريد غزوهم فأطلع الله نبيه على ذلك وكان أرسله مع امرأة فأدركت المرأة وجيء بها وإذا الكتاب من حاطب يخبرهم أن النبي ص يريد أن يغزوهم إذن كان جاسوساً لقريش الكافرة ؟ فجاءه النبي ص فقال ما هذا يا حاطب فاعتذر بعذر قبله النبي ص فستأذن عمر بن الخطاب ا أن يضرب عنقه لأنه جس على المسلمين ، فقال له النبي ص : (( لا ، إن الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )) فانظر كيف اندرج هذا الخطأ العظيم تحت هذه الحسنة الكبيرة فغمرته .
إذا كان هذا حُكم ما جرى بين الصحابة أنهم إمَّا مجتهدون والمجتهد إمَّا مخطئ وإما مصيب ، فإن كان مخطئ فله أجر وإن كان مصيباً فله أجران ، وإما أنهم غير مخطئين ، بل متعمدون لكن لهم من الحسنات الكثيرة من الجهاد مع رسول الله ص وحمل الشريعة الإسلامية إلى من بعدهم وغير ذلك من الحسنات العظيمة التي تنغمر فيها مساوئهم ، وإذا كان كذلك فما بالنا ننشر المساوئ الآن ، أليس هذا يحدث أن يحبُّوا فلانًا دون فلان أو فلاناً دون فلان ؟ ، بلى والله يَحدث هذا ، فلا يجوز نشر مثل هذه الأشرطة ولا الاستماع إليها ، هذا هو الضابط سواءً كان من فلان أو فلان .
كذلك أيضاً يجب أن نحترز غاية الاحتراز أن نسمع إلى قول من ليس من أهل الاختصاص فيما يقول ، فمثلاً لو جاءنا رجل فقيه وصار يتكلم بالتاريخ لا نثق به تمام الثقة ، لماذا ؟ ، لأنه ليس من اختصاصه ونثق بصاحب التاريخ الذي هو دُونَه في الفقه لأن التاريخ من اختصاصه ، فكيف إذا كان المتكلم بهذه الأشرطة ليس له اختصاص في العلوم الشرعية ، وإنما اختصاصه في الفيزياء والكيمياء أو ما أشبه ذلك ، يكون كحاطب الليل الذي لا يُميِّز بين النافع والضار ، هذا هو الضابط ، فكل من لا يُميِّز بين ضار ونافع يُسمَّى حاطب ليل .
نقلا عن كتاب ( الإيضاح والبيان في أخطاء طارق السويدان ، ص 46-48 )
=========================================
أم شهد ووعد @am_shhd_ooaad
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
السائل : في آخر أشرطة الدكتور طارق السويدان عنوانه قصة النهاية ، يقول أن سماحتكم قد وافقه على ما يقول ، وأنكم لم تجدوا عليه أي ملاحظة ، فهل ما يقوله صحيح ، وما رأيكم في استماع أشرطته فيما جرى وشجر بين الصحابة ؟
الشيخ : لم أسمع أشرطته ، ولكن بلغنا أن أشرطته التي تتعلق بالصحابة والفتن التي بينهم أنها غير مناسبة ، وثبت عندنا ذلك ، وأشرنا إلى المسؤولين ألاَّ تُباع لئلا يقع بذلك فتنة .
السائل : وقوله أنكم توافقون ؟
الشيخ : ما اطلعت عليها وما أوافقه على شيء من هذا ، لأني ما اطلعت عليها ، وإنَّما نصحنا بعدم نشر وإذاعة الأشرطة التي تتعلق بأشرطة في الفتن التي بين الصحابة .
" الإيضاح والبيان في أخطاء طارق السويدان "( ص45 )