بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركااته ...
قد نادت الدنيا على نفسها
لو كان في العالم من يسمعُ
كم من واثق بالعمر أفنيتهُ
و جامع بددتُ ما يجمعُ
ورد في القرآن الكريم آيات ظاهره كثيرة تذم الدنيا و الحرص عليها .
قال تعالى : (( زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و الأنعام و الحرث ذلك متاع الحياة الدنيا و الله عنده حسن المآب ))
و قال تعالى :(( و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ))
ولقد حث رسول الله صل الله عليه و سلم المسلمين على الزهد في الدنيا و الإقبال على الآخرة وبين ذلك في أحاديث كثيرة منها : قوله صل الله عليه و سلم
(( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء )) رواه الترمذي و قال حديث صحيح غريب
و هذا رسول الله صل الله عليه و سلم يبين لأمته حقيقة الدنيا بعبارات بينة واضحة قال صل الله عليه و سلم (( ما لي و للدنيا ؟ إنما مثلي و مثل الدنيا كراكب قال تحت شجرة ثم راح و تركها )) رواه الترمذي و قال حديث حسن صحيح .
و لقد شاء الله – جل وعلا – أن تكون للدنيا شهوات مثيرة تجذب الناظر إليه و تفتنه فإما يتقوى عليها و يصبر و إما يسقط صريعاً في أحضانها .
فهي فتنة و امتحان جعلها الله – جل وعلا – حلوة خضرة و استخلف فيها الإنسان لينظر هل يكفر أم يشكر و هل يعبد أم يجحد .
قال رسول الله صل الله عليه و سلم (( إن الدنيا حلوة خضرة و إن الله مستخلفكم فيها فناظر ماذا تعملون فاتقوا الدنيا و اتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ))
أختي الكريمة :
تبلغ من الدنيا بأيسر زاد
فإنك عنها راحل لمعاد
و غض عن الدنيا و زخرف أهلها
جفونك و أكحلها بطيب مهاد
و جاهد عن اللذات نفسك جاهداً
فإن جهاد النفس خير جهاد
وما هي إلا دار لهو و فتنة
و إن قصارى أهلها لنفاذ
فما هي حقيقة الدنيا ؟ و ما هو حال المؤمنين فيها ؟!
حقيقة الدنيا
الدنيا هي :
ظل زائل و أحلام ليل و سحابة صيف و أضغاف أحلام كل ما فيها يبلى و كل ما عليها يفنى لذاتها حسرات و شهواتها أفات و حلالها حساب و حرامها عذاب من أغنته أفقرته و من أسرته أبكته لا تدوم على حال و كل ما عليها زوال
إنما الدنيا فناء
ليس للدنيا ثبوت
إنما الدنيا كبيت
نسجته العنكبوت
أختي المسلمة :
تذكرِ أن فلاح الإنسان على وجه هذه البسيطة يرتكز على نقطتين :
الأولى :
العلم بحقيقة الدنيا
الثانية :
العمل بمقتضى تلك الحقيقة وفق الثوابت الدينية و القواعد الربانية التي تدل على الفقه السليم لذلك المقتضى !
و أعلم ِ أختي حفظكِ الله أن أحوالكِ ثلاث :
حال لم تكوني شيئاً و هي قبل أن توجدي
و حال أخرى و هي ساعة موتكِ إلى ما لا نهاية لها في البقاء فإن لنفسكِ بعد خروجها من بدنكِ إما في الجنة أو النار و هو الخلود الدائم و بين هاتين الحالتين حالة متوسطة و هي أيام حياتكِ في الدنيا فانظرِ إلي مقدار ذلك و انسبيه إلى الحالتين تعلمِ أنه أقل من طرفة عين في مقدار الدنيا
و لقد أخبرنا الرسول صل الله عليه و سلم أن الدنيا بما فيها من خيرات و شهوات هي سجن المؤمن لأنها بمقابل ما عند الله من الخير و الفضل لا تساوي شيئاً قال صل الله عليه و سلم (( الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر )) رواه مسلم .
أختي :
خير ما أختم به وصية رسول الله صل الله عليه و سلم لأبن عمرو قال رضي الله عنهما :
أخذ رسول الله صل الله عليه و سلم بمنكبي فقال : (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )) و كان أبن عمر رضي الله عنهما يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح و إذا أصبحت فلا تنتظر المساء
و خذ من صحتك لمرضك و من حياتك لموتك
و صل الله و سلم على نبينا محمداً و على آله و صحبه أجمعين
دمتم بخير
:26::26::26:
شوشو 1400 @shosho_1400
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
شوشو 1400
•
تسلميييين يا الغلا على المرور
الصفحة الأخيرة