ما يقال من ذكر بعد ( التجشؤ ) و ( التثاؤب ) ليس بسُّنَّة !
--------------------------------------------------------------------------------
السؤال : فضيلة الشيخ ! إذا تجشأ الإنسان أو تثاءب ، فهل هناك ذكر معين يقوله ؟
الجواب : لا .
إذا تجشأ الإنسان أو تثاءب فليس له ذكر ، خلافًا للعامة ، فالعامة إذا تجشئوا يقولون : الحمد لله ! والحمد لله على كل حال ؛ لكن لم يرد أن التجشؤ سبب للحمد ، كذلك إذا تثاءبوا قالوا : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وهذا لا أصل له ، ولم يرد عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه كان يفعل ذلك .
لكن قد يقول قائل : أليس التجشؤ نعمة ، والنعمة يستحق الله - عز وجل - عليها الحمد ؟
قلنا : بلى . هو نعمة ؛ لكن لم يرد عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه كان يحمد الله إذا تجشأ ، وإذا لم يرد فإنه ليس مشروعًا بناء على قاعدة معروفة عند العلماء ، وهي : أن كلَّ شيء وُجِد سببه في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - فلم يفعله ففعلُه ليس بسنة ؛ لأن فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - سنة وتركه سنة ، فالتجشؤ موجود ، ولم يكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحمد الله عليه .
إذًا : ترك الحمد هو السنة .
كذلك الاستعاذة من الشيطان الرجيم عند التثاؤب قد يقول قائل : إن الرسول - صلى الله عليه وسلم – قال : ( التثاؤب من الشيطان ) .
وقد قال الله تعالى : وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ . سورة الأعراف ، ( الآية : 200 ) .
قلنا : إن المراد بقوله تعالى : وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ .
أنك إذا هممتَ بمعصية أو بترك واجب فاستعذ بالله ؛ لأن الأمر بالفحشاء من الشيطان ، الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ . سورة البقرة ، ( الآية : 268 ) .
فإذا حصل هذا النـزغ فاستعذ بالله .
أما التثاؤب فإن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال : ( التثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدُكم فليَكْظِم ما استطاع ، فإن عجز فليضع يده على فيه ) .
ولم يقل : إذا تثاءب أحدكم فليستعذ بالله ، مع أنه قال : ( التثاؤب من الشيطان ) ، فدل هذا على أن الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند التثاؤب ليست بسُنَّة .
قاله فضيلة العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين
مفرغ من مادة صوتية بعنوان " سلسلة لقاء الباب المفتوح جزء 22 "
لا بأس @la_bas
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
am2006al
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة