محبوبة رنودة @mhbob_rnod
كبيرة محررات
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
مع القرآن الكريم: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ، مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ .
في هذه الآية تذكير للمؤمنين برقابة الله عز وجل التي لا تتركه لحظة من اللحظات، ولا تغفل عنه في حال من الأحوال، حتى فيما يصدر عنه من أقوال، وما يخرج من فمه من كلمات؛ كل قول محسوب له أو عليه، وكل كلمة مرصودة في سجل أعماله: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد . يسجله الملكان في الدنيا ويوم القيامة ينكشف الحساب ويكون الجزاء .
ذكر سيد قطب في تفسيره هذه الآيات: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ يشير إلى المقتضى الضمني للعبارة. فصانع الآلة أدرى بتركيبها وأسرارها، وهو ليس بخالقها؛ لأنه لم ينشئ مادتها، ولم يزد على تشكيلها وتركيبها، فكيف بالمنشئ الموجد الخالق؟.. فهو مكشوف الكنه والوصف والسر لخالقه العليم بمصدره ومنشئه وحاله ومصيره...
﴿وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ﴾ وهكذا يجد الإنسان نفسه مكشوفة لا يحجبها ستر، وكل ما فيها من وساوس خافتة وخافية معلوم لله، تمهيداً ليوم الحساب الذي ينكره ويجحده.
﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ(16) ﴾ ... الوريد الذي يجري فيه دمه... وحين يتصور الإنسان هذه الحقيقة، لابد يرتعش ويحاسب، ولو استحضر القلب مدلول هذه العبارة وحدها، ما جرؤ على كلمة لا يرضى الله عنها، بل ما جرؤ على هاجسة في الضمير لا تنال القبول، وإنها وحدها لكافية ليعيش بها الإنسان في حذر دائم، وخشية دائمة، ويقظة لا تغفل عن المحاسبة.
ولكن القرآن يستطرد في إحكام الرقابة. فإذا الإنسان يعيش، ويتحرك، وينام، ويأكل، ويشرب، ويتحدث، ويصمت، ويقطع الرحلة كلها بين ملكين موكلين به، عن اليمين وعن الشمال، يتلقيان منه كل كلمة، وكل حركة، ويسجلانها فور وقوعها.
﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ(17) ﴾ أي رقيب حاضر... ونحن لا ندري كيف يسجلان، ولا داعي للتخيلات التي لا تقوم على أساس، فموقفنا بإزاء هذه الغيبيات أن نتلقاها كما هي، ونؤمن بمدلولها دون البحث في كيفيتها، التي لا تفيدنا معرفتها في شيء...
حسبنا أن نعيش في ظلال هذه الحقيقة المصورة، وأن نستشعر، ونحن نهمُّ بأية حركة، وبأية كلمة أن عن يميننا وعن شمالنا من يسجل علينا الكلمة والحركة، لتكون في سجل حسابنا، بين يدي الله الذي لا يضيع عنده فتيل ولا قطير... حسبنا أن نعيش في ظل هذه الحقيقة الرهيبة، وهي حقيقة لا مفر من وجودها، وقد نبأنا الله بها لنحسب حسابها، لا لننفق الجهد عبثاً في معرفة كيفيتها!
والذين انتفعوا بهذا القرآن، وبتوجيهات رسول الله الخاصة بحقائق القرآن، كان هذا سبيلهم: أن يشعروا، وأن يعملوا وفق ما شعروا... روى الإمام أحمد عن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله عز وجل بها رضوانه إلى يوم يلقاه. وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه»... قال فكان عَلْقَمَة يقول: «كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث» وحكي عن الإمام أحمد أنه كان في سكرات الموت يئن، فسمع أن الأنين يكتب، فسكت حتى فاضت روحه، رضوان الله عليه.
وهكذا كان أولئك الرجال يتلقون هذه الحقيقة فيعيشون بها في يقين
أرجو أن نكون جميعاً مخلصين النية لله عزوجل في كل ما نكتب وأنت نتوخى الحذر .. وأن نتقي الله عزوجل في كل حرف نقومون بكتابته
وتذكروا أن هناك من يقوم بتسجيل كل كلمة وكل حرف نقوم بكتابته في هذا المنتدى
وأننا سوف نحاسب على كل كلمة قمنا بكتابتها .. نرتجي من ورائها خداع مسلم أو التغرير به
وأن الله عزوجل سوف يكافئنا على كل كلمة كتبت لوجه الكريم
ولا ننسى قول الحبيب صلى الله عليه وسلم
(( والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))
أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
والله من وراء القصد
11
917
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الباشيه :صدقتي توخي الحذر في كل فعل وقول صغير كان ام كبير جزاك الله خيرصدقتي توخي الحذر في كل فعل وقول صغير كان ام كبير جزاك الله خير
جزاكـم الله الجنة ... وبوركــ فيكم وشكرا على المرور
محبوبة رنودة :جزاكـم الله الجنة ... وبوركــ فيكم وشكرا على المرورجزاكـم الله الجنة ... وبوركــ فيكم وشكرا على المرور
لا إله إلا الله
الصفحة الأخيرة
سبحان الله العظيم