مشكلة إحدى الفتيات .. قرأتها في موقع للإستشارات .. كان الجواب عليها مفيد جداً .. فأحببت أن تشاركنني قرائته ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة ملتزمة أحفظ القرآن بفضل من الله، وكأي فتاة كنت أتمنى أن يرزقني الله تعالى الزوج الصالح الملتزم،
ودعوت الله كثيرا فسبحانه لا يخيب من دعاه,
أحببت ابن جيراننا الملتزم الصالح الذي يحافظ على صلواته كنت أرى فيه هدي الصالحين ونور الأتقياء،
طبعا أحببته حباً عفيفاً فلم أتحدث إليه قط, ولكني كنت أراه من النافذة في كثير من الأحيان وأدعو الله أن يرزقني إياه زوجاً لي إن كان لي خير فيه.
عشت أحلم بهذا الشاب عامين تقريبا ولكن منذ شهر تقدم لخطبة فتاة غيري فكانت صدمة قوية بالنسبة لي،
وبعدها بفترة خُطِبت أعز صديقة لي لابن عمها الشاب الصالح الذي أحبته، فشعرتُ بالوحدة و الألم،
كما أنني أصبت بعين وحسد فتحولت حياتي إلى ألم ارتشفه في كل وقت،
فذهبت إلى الحرم وسألت الله الفرج والشفاء والستر وما هي إلا أيام فتقدم لي شاب غير ملتزم فوافقت على الرغم من شروطه الكثيرة في الشكل والمظهر وقيل لي بأنه استاء حينما علم بأنني ملتزمة!
ولكنني سكت وقلت في نفسي لعله الرجل الصالح الذي دعوت الله تعالى أن يرزقني إياه من يعلم؟
لكن اكتشفت مؤخرا أنه يدخن فصُدِمتُ وبكيتُ كثيرا وعادت أشرعة حلمي البعيد بالبزوغ تذكرت ابن الجيران الذي احببته و تذكرت حسن سمته شعرت بالألم أني لم أحظ به وأن الذي تقدم لي يختلف عنه تماما
ثم أن الشاب الذي تقدم لي تردد كثيرا في خطبتي بسبب التزامي فاعتذرت أخته لما حصل وأنهت الموضوع..
فسبحان الله تعالى له الحمد الشكر كما يحب يرضى انكسرت كثيرا, أحب شاباً صالحاً فلا يخطبني وأرضى بشاب غير ملتزم فيزهد فيَّ بسبب التزامي, ابتلاء لا يعلمه إلا الله..
أرشدني أخي في الله، واعتبرني ابنتك التي لم تنجبها ولم ترها في حياتك قط!!
الجواب
لا يزال في الناس بقية من أهل الخير.. كثيرات يبحثن عن الزوج الصالح ويتمنين زوجاً صالحاً، وأنت مثال على من يتمنى الصلاح وينشده اثبتي على دينك وحبك لأهل الصلاح.
أما بالنسبة للزواج فتلك مسألة تتعلق بالتوفيق والذي سنشرح لك طرفاً منه..
وأما تعلقك بشخص معين فهذا خطأ ترتكبه الفتاة في حق نفسها لأنها رهنت سعادتها بما لا تملكه،
ولا يجوز لك التعلق برجل أجنبي بحيث تتمنينه وتتخيلين حياتك معه وتتبعي أخباره،
فهذه مقدمة يبسطها الشيطان ليزرع عليها كثيرا من الموبقات فيما بعد، فتجاهلي كل مشاعرك نحوه واحمدي الله أنه لم يكن زوجك، لأن الله لم يصرفه إلا لحكمة لا تعلمينها ولو علمت بها لانصرفت عنه.
أما مسألة التوفيق:
مساكين نحن البشر لا نعلم ما الذي ينفعنا وما الذي يضرنا وإذا علمنا ما ينفعنا لا ندري هل قدره الله لنا أم لا، وإذا قدر لنا هل نستطيع تحمله أم لا، فالله يعلم ونحن لا نعلم والله يقدر ونحن لا نقدر
خذي هذا المثال:
شاب يقدم أوراقه ليقبل في إحدى الجامعات بكلية الطب, وفي كل ليلة يدعو الله أن يوفقه وكذلك والداه ويوصي أقاربه ومن يعرفهم بأن يدعوا له بالتوفيق..
لكن ما التوفيق في ذهن هذا الشاب؟؟!!
التوفيق بالنسبة له هو أن يقبل في الجامعة بينما التوفيق في علم الله قد يكون هو القبول في الجامعة وقد يكون التوفيق عدم القبول،
وحين يكون التوفيق ألا يقبل في الجامعة وحين يستجيب الله دعاءه ودعاء والديه فيوفقه فهذا يعني أنه لن يقبل لأن الله وفقه كما طلب،
وإذا ظهرت النتيجة سوف يحزن ويتكدر وربما يقول دعونا الله بالتوفيق لكن الله ما استجاب والحقيقة أنه سأل التوفيق والتوفيق لا يعلمه إلا الله
هو جل في علاه من يحدد التوفيق ما هو وما صفته وكيف يكون ومتى يكون ومع من سيكون وبأي مقدار يكون،
قال الله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}البقرة216
التوفيق: سر علمه عند الله ونحن نسأله من الله، ولأنه سر فقد نكون وفقنا في شيء ونحن لا ندري فعلينا أن نعلم أن الله أهل لكل خير وما يريده لنا خير مما نريده لأنفسنا،
مثال ذلك: جين أسر زيد بن حارثة في الجاهلية وأصبح عبداً لا شك أن هذا أمر غير محبوب ولا شك أنه شعر بالهم والحزن الشديد حين نجا الناس من الأسر ووقع هو في يد العدو، لكنه كان عين التوفيق لأنه أصبح مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فوفقه الله للإسلام والجهاد ومات شهيداً في غزوة مؤتة المشهورة {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} البقرة 185
عليك أن تطلبي التوفيق من الله في أمر زواجك واطلبي التوفيق وأنت تشعرين وتؤمنين بأن التوفيق بيد الله،
فلا يطلب من أحد سواه وأن التوفيق لا يحدده إلا الله ولا يحدد موعده إلا الله،
بمعنى نسأل الله التوفيق لأنه عليم قدير رحيم حكيم. وحين تكون حاجتنا عند الله فعلى أعيننا أن تقر وتهنأ فلقد أوت إلى ركن شديد.
مرة أخرى كيف يكون شكل التوفيق؟ الله هو الذي يحدد ذلك وليست خيالاتنا.
لك عند الله نتيجة سعيدة بإذنه تعالى: اطلبيها منه بحب وثقة واقبليها منه عز وجل بحب ورضا.
وأسأل الله أن يوفقك.
** شمس ** @shms_34
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ووفقك الى ما يحبه ويرضاه