الانشغال بالتقنية.. العلاقات الاجتماعية مهددة! أحبت "لمياء" أن تجتمع بأسرتها في يوم الخميس لدى منزل جدتها، فبنات خالتها وأعمامها وشقيقاتها مجتمعات، فتخيلت قبل مجيئها لمجلس الأسرة أن تدار الأحاديث الشقية والممتعة، بل ومناقشة الأمور الأسرية الطارئة، حيث مازالت الأجواء الأسرية التي عاشتها حينما كانت طفلة وهي تزور بيت جدتها عالقة في ذاكرتها، زيارة " لمياء" هذه المرة لم تكن بحسب توقعاتها، فالجميع كان حاضراً إلاّ أنهم برفقة أجهزة " البلاك بيري"، والذي لم يكف عن طن الرنين، فابنة خالتها كانت "تدردش" مع ابنة عمتها، على الرغم من أن المسافة التي تفصل بينهما هي طاولة صغيرة، فيما انغمست خالتها الكبرى بجهاز "اللابتوب" تتنقل عبر المنتديات النسائية، وبقيت ابنة شقيقتها البالغة من العمر ثماني سنوات تلعب ب"لعبة القفز" في هاتف والدتها المتنقل، ولم تكن خارج تلك الدائرة المشغولة بعالم الاتصالات سوى جدتها السبعينية التي كانت ممددة على سريرها تنظر لأبنائها وأحفادها الذين هم موجودون ولكنهم غائبون، معلقون في الفراغ والوهم، نهضت "لمياء" مقتربة من جدتها، أمسكت بيدها وقبلتها ثم سألتها: هل ترغبين بفنجان قهوة؟، رفعت الجدة رأسها ونظرت بحنان وبابتسامة إلى "لمياء" متسائلة: ألست معهم في هذا الذي "يُطنطن"؟، ابتسمت وقالت: لا يا جدتي أنا هنا معك، احكي لي عن أيام زمان.
لم تكن "لمياء" من تتوق إلى أيام زمان حينما كانت الأسرة والأفراد والجيران والقرية والحي بقلب واحد، الجميع يعرف الجميع، والتواصل حي لم يقطعه "الانترنت"، بل ولا يحتاج لدردشة "البيبي"، التي مزقت جميع مفاهيم التواصل الإنساني، حتى أصبح هناك سأم من التقنية ووسائل الاتصالات، والتي تسببت بانشغال الأب عن زوجته، وانشغال الأبناء عن والديهم، بل وانشغال الموظف عن وظيفتهفي البداية قالت "وفاء مبارك": إن الجميع أصبح مشغولاً بوسائل التقنية والاتصال، والتي أصبحت تبعث على السأم والملل، مضيفةً أنه حينما سافرت عبر القطار، لاحظت أن الناس أصبح لديهم فقد للوعي، بسبب الانغماس ب"الانترنت" والجوال وعالم "الفيس بوك" و"التويتر"، وغيرها من وسائل الاتصالات التي أسيء استخدامها، مشيرةً إلى أنه بالرغم من الفوائد التي تحمله تلك التقنية، إلاّ أن الكثير من الركاب على اختلاف فوارقهم الفكرية والاجتماعية من ذكور وإناث وأطفال انشغلوا بها كثيراً، فطالبة الجامعة بعد أن تراجع في محاضراتها بعد لحظات تدخل دردشة "البلاك بيري"، وكذلك يفعل الرجل البالغ الذي لا يسأم من التنقل عبر المواقع الالكترونية، والأطفال أصبحت ثقافة "الجهاز" هي المسيطرة، حتى أصبحوا يفضلونها كنوع من الهدايا على غيرها من لعب الأطفال، ذاكرةً أن الأمر تحول إلى حالة من السأم والملل من محيط اجتماعي المسيطر عليه التقنية، والتي فقدت معناها الحقيقي في ظل الاندفاع الكبير لها.
عالم آخر
وقالت "هيفاء الحمد": إن الإنسان هو من يحدد كل الأشياء النافعة والضارة في حياته، ففي الوقت الذي سيطرت فيها التقنية على عقول الكثير من الناس في المجتمع، نجد أن هناك من الأناس من مازال يرفض حتى اقتناء الجوال العادي دون مميزات لمجرد الاتصال، مستشهدةً بقصة عمها البالغ من العمر (50) عاماً، والذي مازال يرفض أن يحمل في جيبه جهاز جوال، على الرغم من المحاولات الكثيرة لأبنائه أن يقتنيه، خاصةً أنه يخرج لوحده وقد يتأخر فيقلق الجميع، مشيرةً إلى أنه اشترى ابنه الأكبر ذات يوم جهاز جوال حديثا، لكنه رفض تلك الهدية؛ لأنه يشعر أنه حينما يرغب بالاتصال بأحد من أسرته أو أبنائه أو أشقائه، فأنه لن يحتاج للهاتف بل سيذهب لهم بقدميه، ذاكرةً أن مثل هؤلاء الأشخاص مازالوا يتمسكون بالقيم القديمة في تعاملاتهم الاجتماعية، مؤكدةً على أنه ليس من الخطأ أن يجاري المرء التقنية وما يستحدث بها، ولكن الخطأ أن تسيطر على حياة الناس، فتشكل جميع سلوكياتهم وتعاملاتهم في الحياة.
وأضافت: حتى العادات الجيدة تغيرت لدى المجتمع كالتواصل وتبادل التهاني من خلال الزيارات، مبينةً أن تحديد مصير حياتنا أصبح يقرر برسالة جوال، وهو ما يتضح من خلال تطليق أحد الأشخاص لزوجته عبر رسالة جوال كتب فيها: "أنت طالق"!، ليتحول الطلاق إلى إلكتروني أيضاً، مضيفةً أن تعدد المغريات في وسائل التقنية الحديثة، حولت المرء إلى إنسان مستهلك يبحث عن الجديد دائماً، فيقتني جهازا ثم يتخلص منه ويشتري الآخر، ثم يسمع عن تقنية أخرى فيقتنيها، حتى أصبح حتى ذوي الدخل المحدود أيضاً من مقتني الأجهزة التي تباع ب(1000) ريال، وربما وصل السعر إلى (2000) ريال، ثم يعود ليشتكي من الحياة الاقتصادية وضيقها مع موجة الغلاء، حتى تحولنا إلى شعب متناقض حتى في سلوكياتنا.
مللكة الورد @mllk_alord
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
زماااااااان أول راااااااااااااااااح
الحين حتى الأهل معد يتحملوا بنتهم وعيالها
ولا يتحملوا زوجة ولدهم وعيالهااااااااا
والأخت معد تتحمل أختها وعيالهااااااااا
الأهل صاروا نفسهم متقاطعين كل واحد ما يتحمل الثاني
وشلون تبين الجيران يتحملوا بعض
الله يرحمنا برحمته صدق زمن صعب ويخووووف
خلاص زمان وين واحنا الله المسستعان
متصدقون لو اقولكم انا عماني مانشوفهم الا بالعيد وبناتهم بعد واحنا بحي واحد الله المستعان
متصدقون لو اقولكم انا عماني مانشوفهم الا بالعيد وبناتهم بعد واحنا بحي واحد الله المستعان
الصفحة الأخيرة
ربنا ييسر الامور