فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr
فريق الإدارة والمحتوى
*~ مجتمعاتنا بين : المادة ..واللامادة ~*
المجتمعات الإنسانية كلها .. باتت تعج بالتنوع ،
والذي يغرينا ويستدرجنا كي نحصر اهتماماتنا بالماديات ..
...
وليست تلك الماديات التي تزخر بها الحياة ..
في الحقيقة إلا ظل باهت ..
للنفائس والكنوز التي تكمن في مناجم الباطن ..
وتنتظر من يكتشفها ..!
...
كلما توغل الإنسان في عالم المادة
تقهقر في عالم الروح ..
عالمنا هذا بات فيه الإنسان مركزاً جهوده على معرفة المادة ،
فانكفأ وتراجع عن معرفة نفسه ..
ولا ينفع المرء أن يعرف كل شيء ويهمل نفسه التي بين جنبيه..
فجوهر كل مادة يكمن في اللامادة ..
وابتعاد الإنسان عن معرفة ذاته ..
وانغماسه في المادة ..
جعله يبتعد عن حقيقة الحب في حياته
ذلك الحب. الذي يرتبط بالعائلة والمجتمع ..
ويحقق للإنسان التوازن العاطفي ..
والاستقرار النفسي..
...
الكثير منا اليوم يعيش أسير المادة ..
وقد أضاع الجوهر ..
وفقد بوصلة الطريق الصحيح ..
وآثر علاقات صنعتها هذه التكنولوجيا
على حقيقة الحب في الحياة .
نحن جميعاً نعرف ..
أن التكنولوجيا أصبحت جزءاً لايتجزأ من حياتنا اليومية ..
ويحق لنا بذلك أن نتساءل :
ماذا أعطتنا هذه التكنولوجيا ؟
وماذا أخذت منا ؟
هل هي صديقة لنا ..؟
أم عدوّة ..؟!
تعالين لنرى وجهي هذه العملة - إن صح التعبير -
...
من الناحية الإيجابية ..
شرعت لنا الأبواب ، لنلج إلى عالم ثورة نوعية
في مجالات عديدة : كالهندسة ،والطب ،والصناعة
والمواصلات ، والتواصـــــل ...
...
لكنها من ناحية أخرى أفرزت سلبيات كثيرة ..
منها على سبيل المثال لاالحصر :
فنون التزوير والاحتيال ،
وغياب المصداقية .. والمرجع الموثوق ،
والفوضى على أشكالها ،
خاصة فوضى التعبير عن الرأي والرأي المضاد ..
إضافة إلى سلب الأطفال براءتهم والحد من مخيلتهم ،
وإقحامهم في عالم البالغين ..
والإمعان في ابتعاد الفرد عن الطبيعة والتلقائية ..
وتطور الأسلحة المدمرة والتي باتت أشد فتكاً وأكثر تنوعاً
والاستعاضة عن التواصل الاجتماعي الحقيقي والمباشر ..
بالعالم الافتراضي ..الخادع في أغلب الأحيان ..
وكثيرة هي السلبيات ..
وعلى هذا نستطيع أن نقول :
أن الإنسان.. باتت تملكه التكنولوجيا المادية لايملكها ..
وأنه أصبح أسيراً ومنقاداً لها ..
باتت تفرض عليه نمط حياة متسارع..
وتقلبات حياتية شرسة ..
في ظل غياب مقلق للقيم والمقاييس ..
التي كانت شكلت رادعاً إنسانياً وإجتماعياً ..
خلال القرن المنصرم .
...
فهل نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد واقع الحال المؤسف ؟
أم ننظر بعين الفاحص فنضع التقييم ، والتقويم ، والتخطيط
لأجل مستقبل أكثر إنسانية وإشراقاً ؟!
جذور المشكلة ~
كما ذكرنا سابقاً فإن السلبيات تكمن
في تعلقنا بالتكنولوجيا المادية ، و تركها تتسلط على حياتنا ،
وإهمال اكتشاف ذواتنا .. والمثل يقول : أعرف نفسك !
لكنا بدل ذلك صار همنا معرفة المزيد عنها على حساب أنفسنا..
وانقدنا لها ، فتوارت معالمنا الخاصة ..
وأبتعدنا عن مجتمعنا الحقيقي وروابطه ..
...
إضافة إلى أن الزمن الراهن المرتبط بالمادة ارتباطاً وثيقاً
أصبح سريع الإيقاع ..
فالإنسان فيه يلهث للحاق بالوقت المتسارع ..
أي بات يعاني من الإجهاد وهو مرض العصر ..
إضافة إلى الشعور بأن العالم لم يعد يتمتع بالدفء والأمان
في ظل التقلبات البيئية ، والسياسية ، والاقتصادية ،
والديموغرافية القاسية ..
هذه الظروف زادت في إبعاد الإنسان عن نفسه ..
تكنولوجيــــــــــا الباطـــــــــــن ~
في وسط هذه الزوبعة التكنولوجية ..
التي أفقدت الإنسان التوازن في أمور حياته ..
أفرزت الحاجة في الأفق الإنساني علم مايسمى ..
بـ تكنولوجيا الباطن أو ( علوم الأيزوتيريك ) ..
وتحت مجهرها تختلف المعادلة ..
ذلك لأنها تحقق التوازن بين المادة ، واللامادة ..
...
وتعتبر تكنولوجيا الباطن ..
الإنســــــــــــان هو المحــــــــــــــــور ،
وتقول أن الكيان الإنساني يتألف من سبعة أبعاد ..
أدناهـــــــــــا الجسد ، وأعلاها الـــــــــــــــروح ..
وبالتالي فإن الجسد يمثل 7/1 من مجمل طاقات الإنسان ..
مايعني أن اهتمام الإنسان بالمادة ينبغي أن يكون في هذه الحدود ..
في حياته اليومية ..
وعلم الباطن التكنولوجي يدعو إلى تحريك ( عجلة الوعي الكامن )
الذي يوجد في باطن الإنسان والذي يمثل الجوهر ..
وقد يستطيع الإنسان بنفسه أن يحرك وعيه الباطن
ويوقظ. الملكات الروحية و( الأنا ) الكامنة بداخله ..
وهناك متخصصون في هذه المعالجات الروحية ..
والتي بدأ الكثير يلجأ إليها ..
وهي تعتمد بشكل رئيسي على التأمل ..
وبعض التمرينات التي تساعد على الاسترخاء..
ومن ثم الغوص في أعماق الذات ..
ولها طرق عديدة ، وأماكن متخصصة ..
من أجل تحقيق التوازن بين الروح والمادة
ونحن كمسلمون نمتلك آفاقاً روحانية واسعةً ..
إن جعلنا حركة حياتنا تعتمد على قوة إيماننا ..
تلك القوة المستمدة من الله ..
فبها نـــــــــــــــــــوازن أمور حياتنا ..
ونفوز بالسلام الذاتـــــــــــــي ..
...
والعبادات العميقة ...
تحقق لنا هذا الاعتدال في سائر أمور حياتنا
وهي تختلف عن العبادة الظاهرية التي لاتتصل بالجوهر ..
فعلى سبيل المثال :
أن نستريح في مصلانا بعد الانتهاء من الصلاة ونتأمل ..
أن نقـــرأ آيات الله بعمـــــق وتدبــــــــــــر ...
أن نمعن النظر بقلوبنا في آفاق ملكوت السماوات والأرض ونتفكر ..
أن ندرب قلوبنا وجوارحنا على الخشوع لربنا ، ونلتمس الشوق المتعاظم لقربه ..
بذا نحس بتآلف لطيف في كياننا بين متطلبات الجسد ، ومتطلبات الروح ..
وبين المادة واللا مادة ..
و أن نرتقي بإيماننـــــا .. سلوكاً وخلقاً ، ووعياً واجتهاداً ..
...
احجزي لنفسك لحظات خاصة بك ..
وأجري حواراً بينك وبينها ..
تعرفي عليها ...واكتشفي ملكاتك المودعة فيها ..
عززي ثقتك بذاتك ..
هدئي فكرك القلق اللاهث وراء بضاعة الدنيا ..
وجهي مسارك نحو الداخل ..
ناغمي بين رغباتك وتطلعاتك وبين صوت أعماقك ...
أحبي أنت وأصغي لمتطلباتها وحاجاتها الروحية ..
التي تشكل 7/6 من أبعاد الكيان الإنساني ..
بأجنحة الثقة بالله تعالى ..
وبالإنسجام الذاتي ..
ستحلقي عالياً في أجواء السلام ..
وتواجهي عالمك المتغير بثقة وتوازن ..
نتمنى لك حياة مستقرة في ظل
الوعي الإيماني الروحي .
4
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
تغريد حائل :الحبيبة فيض: أطروحاتكِ تفوق أيقونة " مميز " وتبقى كلمات الثناء خجلى أمام ينبوع فكركِ الباسق..! قطاف قّيم وسطور هادفة تتقازم أمامها الماديات المتكدسة بين فجوات المجتمع..! أجدتِ فيضنا بـــــ تجسيد المضمون.. فكرة ومعنى لا حرمكِ الله الأجر وأدام نبض قلمكِ الهادف!!الحبيبة فيض: أطروحاتكِ تفوق أيقونة " مميز " وتبقى كلمات الثناء خجلى أمام ينبوع فكركِ...
تغريد الحبيبة :
بارك الله بك غاليتي
فكل حرف منك يحمل معنى أكبر من المميز ..
وسخاء قلم مغدق يفوق الطرح ..
رعاك الله وسدد خطاك لكل خير ..
وأدام عطاءك
وكلل جهودك وتفانيك بالنجاح ..
ياعطر البيان .
بارك الله بك غاليتي
فكل حرف منك يحمل معنى أكبر من المميز ..
وسخاء قلم مغدق يفوق الطرح ..
رعاك الله وسدد خطاك لكل خير ..
وأدام عطاءك
وكلل جهودك وتفانيك بالنجاح ..
ياعطر البيان .
غاليتنا المبدعة فيض ...
أجدت فعلاً في طرحك القيم ...
نعم رغم ايجابيات التكنلوجيا الكثيرة
لكنها ابعدت الإنسان عن الاستقرار النفسي وحتى الأسري ....واصبح سعيه وراء كل ماهو جديد ..فقدت الحياة طعم البساطة والاستقرار .....موضوعك رائع يصب بمصداقية ....باسلوب شيق لايمل
بارك الله في سعيك وجزاك كل خير
أجدت فعلاً في طرحك القيم ...
نعم رغم ايجابيات التكنلوجيا الكثيرة
لكنها ابعدت الإنسان عن الاستقرار النفسي وحتى الأسري ....واصبح سعيه وراء كل ماهو جديد ..فقدت الحياة طعم البساطة والاستقرار .....موضوعك رائع يصب بمصداقية ....باسلوب شيق لايمل
بارك الله في سعيك وجزاك كل خير
المحامية نون :غاليتنا المبدعة فيض ... أجدت فعلاً في طرحك القيم ... نعم رغم ايجابيات التكنلوجيا الكثيرة لكنها ابعدت الإنسان عن الاستقرار النفسي وحتى الأسري ....واصبح سعيه وراء كل ماهو جديد ..فقدت الحياة طعم البساطة والاستقرار .....موضوعك رائع يصب بمصداقية ....باسلوب شيق لايمل بارك الله في سعيك وجزاك كل خيرغاليتنا المبدعة فيض ... أجدت فعلاً في طرحك القيم ... نعم رغم ايجابيات التكنلوجيا الكثيرة لكنها...
الغاليةنون :
أنرت في موضوعي
وأجزلت في حرفك
فلك كل الشكر على مشاركتك الرقيقة المحفزة
( والشكر لكل الأقلام ..
التي تمر مر الكرام )
أنرت في موضوعي
وأجزلت في حرفك
فلك كل الشكر على مشاركتك الرقيقة المحفزة
( والشكر لكل الأقلام ..
التي تمر مر الكرام )
الصفحة الأخيرة
أطروحاتكِ تفوق أيقونة " مميز "
وتبقى كلمات الثناء خجلى أمام ينبوع فكركِ الباسق..!
قطاف قّيم
وسطور هادفة تتقازم أمامها الماديات المتكدسة بين فجوات المجتمع..!
أجدتِ فيضنا بـــــ تجسيد المضمون.. فكرة ومعنى
لا حرمكِ الله الأجر
وأدام نبض قلمكِ الهادف!!