هناك مخالفات ومحاذير يكثر وقوعها في الدعوة إلى الله عبر الشبكة:
1- نشر الأحاديث المنكرة والضعيفة في رسائل النصح والتوجيه ، والغالب وقوع ذلك من أناس عوام محبين للخير غير متخصصين في العلم الشرعي أو من أناس متأثرين بمناهج أهل البدع.
2- المبالغة والإكثار من ذكر القصص الخرافية أو الغريبة التي تخرج عن العادة واستخدام هذا أسلوبا في الوعظ وهذا مما أنكره السلف فينبغي الإقتصاد في ذلك والإقتصار على القصص الثابتة الموافقة للشرع والعادة.
3- الوصف الشديد والتفصيل لذكر الفواحش والمنكرات مما قد يغري بعض المدعويين ويحرك غرائزهم خاصة من كان قريب العهد بالفسق ، والواجب ذكر المنكرات على سبيل الإجمال وعدم الدخول في تفاصيل الحادثة لأن ذلك لا فائدة فيه ويفضي إلى مفسدة.
4- إسلوب الطعن في الولاة والعلماء وهذا منهج مخالف لمنهج السلف الصالح ، والواجب على من رأى مخالفة أن ينصح العلماء وينبه على الخطأ بأسلوب علمي رصين دون التعرض لأشخاص العلماء تحقيقا للمصلحة ودرءا للمفسدة ومراعاة لحرمتهم وانتهاكها سبيل للفتنة ووقوع في الفرقة.
5- دخول الداعية في مسائل التكفير والتبديع والتصدر للفتوى في ذلك والحكم على الأعيان وغير ذلك من المسائل الكبار التي من وظائف العلماء الراسخين وهذا مسلك خطير زلت فيه أقلام وأقدام ، والواجب على الداعية الكف عن ذلك وعدم الدخول في هذه الفتنة إلا أن يكون ناقلا عن أهل العلم وحسبه في التنفير عن هذه الأفعال وصفها بالحكم التي تقتضيه من الكفر أو البدعة دون التعرض للحكم على المعين.
6- تصدر الداعية للفتوى وإصدار الأحكام للناس وهو ليس من أهل الفقه المحيطين بأصول الفتوى ،
والقول على الله بغير علم أمر عظيم نهى عنه الله عزوجل وقرنه بالشرك ،
وبعض الدعاة هداهم الله يتصور أن الأمر سهل فيكثر النقل عن المفتين في أول الأمر وينجح في إقناع الناس ثم يبدأ يقيس بنفسه ويلفق بين الفتاوى ويجتهد وهو لا يملك آلة الإجتهاد ويقع في كلامه كثير من الأوهام والأخطاء والواجب عليه الكف عن ذلك والإقتصار على نقل فتاوى العلماء مع التصريح بذلك لئلا يغتر به العامة.
7- التعالم وإظهار الإحاطة بالمسائل والحرص على تخطئة العلماء الكبار في كل مناسبة وهذا الصنيع يكثر وقوعه من الطلاب المتوسطين في المواقع العلمية والملتقيات وقد يصدر من بعض المشائخ الذين تعجلوا التصدر وهو يدل على ضعف البصيرة وشهوة خفية في القلب.
8- نشر رسائل وطلبات الفقراء والمحتاجين والمصابين والتعاطف معها دون التحقق منها ووضع آلية معينة لقضاء حاجتهم وحل مشاكلهم
والإستجداء بهذه الطريقة أصبح من أكبر وسائل الإحتيال وأكل أموال الناس بالباطل وقد يتورط فاعل الخير بقضايا أمنية ،
فالذي أراه إغلاق الباب بالكلية إلا أن تتولى القضية جهة مختصة موثوق بها أو شيخ موثوق به وتكون هناك آلية واضحة في المشاركة.
9- دخول الداعية في مناظرة أهل البدع والرد عليهم وهو لم يتمكن بعد في العلم ويتخصص في الفرق والمذاهب وليس عنده إطلاع وتحقيق في شبهات المخالفين وطرائقهم ، وكثير من أهل الخير تحملهم الغيرة على دخول مواقع المبتدعة ومناقشتهم وهذا مسلك خطير قد يفتن المرء عن دينه ويبتلى القلب بشبهات لا يتمكن من التخلص منها.
10- نشر الرسائل عبر البريد الإلكتروني المشتملة على شبهات الكفار والمبتدعة ومطاعنهم في الإسلام أو الرسول أو القرآن أو التاريخ الإسلامي من غير رد قوي يكشف زيفها ويبطل حجتها أو نشرها مع ردود ضعيفة مما يجعل الشبهة تستقر في النفوس الضعيفة ، وقد نهى السلف عن الإستماع للشبهات أو نشرها أو الإشتغال بها وكان أئمة السنة يشددون في ذلك وإنما رخصوا للعالم أن ينظر فيها ويبطلها ويرد على أهلها.
11- دعوة بعض المشاركين إلى فعل هيئات وصفات وصيغ مبتدعة في العبادات كالوصية بالذكر الجماعي أو صلوات محدثة أو أوراد خاصة أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في أوقات محددة أو احتفال بزمان ومكان ليس له أصل في الشرع ، وكثير من الجهال يدعون لذلك محبة للخير وتأثرا بالبيئة من غير معرفة بالشرع وهذا الذي أفسد الإسلام وأمات السنة.
12- وضع جداول زمنية أو خطوات عملية خاصة للتوبة أو فعل الصالحات أو إحصاء السيئات والحسنات مما لم يرد التعبد فيه بالشرع وفيه حرج ومشقة ومنافاة لسماحة الدين وتشبها بأغلال النصارى ، والعجب كل العجب من انتشار ذلك عند بعض الدعاة وكم من مريد للخير لم يبلغه.
13- الاشتغال بنشر الفضائح وتتبع العورات للمخالفين والحديث عن أحوالهم الشخصية ، وهذا من الظلم والتعدي والسفه الذي ينزه عنه الداعية إلى الخير وليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في شيئ وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عفيف اللسان يكني عما يستفحش وسنة الله ماضية فيمن فعل ذلك فمن تتبع عورات الناس تتبع الله عورته ، وليس من الأدب والمروءة الإشتغال بذكر أفعال وفضائح أهل الفسق والمجون لأن أخبارهم مشهورة عند العامة ولا يليق بالداعية التعرض لذلك.
14- التساهل في إظهار صور النساء لغرض التحذير أو حكاية حادثة أو بيان واقع وهذا لا يجوز مطلقا مهما كانت الغاية والغاية لا تبرر الوسيلة شرعا ، وينبغي لمن اضطر لذلك أن يطمس صورة المرأة ويخفي معالمها والشريعة حرمت ذلك لأن مفسدته راجحة على المصلحة المتوهمة.
15- التوسع في وصف المعاشرة الجنسية وآداب الجنس ومسائله ، وبعض المنتسبين للدعوة يطيل البحث في تلكم المسائل ويشغل الأمة بها ويزعم أنها بحاجة ماسة لموضوع التربية الجنسية ، وكل ذلك مخالف للأدب والحشمة والحياء الذي جاء به الشرع وعادة الشرع التكنية عن هذه الأمور والتوسع في ذلك ليس من طريقة أهل الديانة والصيانة وباب لتحريك الشهوات عند المراهقين وإشغالهم بما لا طائل به.
16- التواصل مع أهل البدع وأصحاب التوجهات العصرية المخالفة للسنة ،
ومما يؤخذ على بعض المواقع الإسلامية استكتاب هذه الأقلام وإظهارها والثناء عليها والتوسع مع أصحابها بحجة إثراء الواقع ومعالجة القضايا المعاصرة وغير ذلك من الحجج الضعيفة ،
والواجب على دعاة السنة عدم التواصل معهم وإبرازهم للأجيال إتقاءً لبدعتهم وكفا لشرورهم وتغرير الأمة بهم ،
وفي علوم أهل السنة وأطروحاتهم ما يكفي ويغني عن علوم أهل البدع ، وكلام قليل مؤصل من الكتاب والسنة خير من كلام كثير مبني على قواعد بدعية وآراء عقلية.
17- ينبغي على الداعية المؤثر الذي يحرص على نشر أحكام الشرع وآدابه وأن تكون له كلمة مسموعة في الناس يقبلون نصحه وتوجيهاته أن يكتب باسمه الصريح
وأن يتجنب ما استطاع الكتابة باسم مستعار وشخصية وهمية لأن ذكر الأحكام ونقل الفتاوى من باب رواية الأخبار الدينية ،
ولا يقبل ذلك إلا من شخص عرف بالضبط والعدالة أما مجهول العين أو الحال فلا يقبل منه شيء واستخدامه لذلك يورث لدى المتلقي شك وريبة فيما يقول ،
اللهم إلا في أحوال خاصة قد يضطر الداعية لإبهام اسمه إذا اقتضت المصلحة أو خشي وقوع مفسدة ،
والواجب على الدعاة وأهل الخير عدم قبول الأحكام والآراء ممن يجهل حاله لا سيما في مسائل التكفير والقضايا المصيرية.
18- ومن السلوكيات الخاطئة استخدام السب واللعن والفحش مع المخالف :
وهذا لا يسوغ شرعا مهما عظم جرم المخالف أو أساء لأهل الفضل والمشروع للداعية ترك ذلك وأن يكون عفيف اللسان مع المخالف غير سباب ولا شتام ،
وأن يكون همه بيان الحق وإنكار الباطل وهداية الضال ،
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عف اللسان مع اليهود وغيرهم ،
وهذا من أدب الدعوة الذي يرغب المخالف في ترك باطله وقبول الحق من أهله ، وهو أمارة على النصح والرحمة ومحبة الخير في خطاب الداعية.
هناك أناس محبون للخير راغبون في نشر الدعوة والفضيلة من العامة ليسوا من أهل الإختصاص والعلم ولهم مشاركات كثيرة وأعمال عديدة في مجال الإنترنت ،
وهم مأجوون إن شاء الله مالم يقعوا في مخالفة ،
روى الترمذي في سننه عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ) ،
ولا يشترط في جواز مشاركتهم العلم والخبرة في الدعوة ، ولكن ينبغي وضع :
ضوابط عامة لمشاركاتهم لتصحيح العمل والوقاية من الأخطاء:
أولا- الإقتصار في نقل الفتاوى والمواضيع على العلماء المعروفين بسلامة المنهج وصحة الإعتقاد.
ثانيا- الدقة والتثبت في نقل الفتاوى والأحكام والحرص على توثيق ذلك.
ثالثا- عدم الخوض والمشاركة في النقاشات العلمية والفقهية.
رابعا- سؤال العلماء عما يشكل من المسائل الخاصة والعامة.
خامسا- الحرص على نشر اعتقاد أهل السنة الصحيح والتحفظ والتحقق مما ينشر في هذا المجال وتوعية الناس وتبصيرهم بخطر البدع والخرافات.
سادسا- إحترام العلماء وتوقيرهم وصون اللسان والكف عن الوقوع في أعراضهم والإعتذار عنهم ولو صدر منهم ما يخالف رأي الشخص وهواه.
بقلم : خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
منقول
تطرق لها المقال جزيتي الجنة ومن كتب ووالديكم ..
يستحق النجوم ..غاليتي