الأثربة

الأثربة @alathrb

عضوة فعالة

::محاسبة النفس::

ملتقى الإيمان

ومحاسبة النفس نوعان:


نوع قبل العمل ونوع بعد.




فأما النوع الأول:فهو أن يقف عند أول همه وإرادته ، ولا يبادر للعمل حتي يتبين له رجحانه علي تركه.




قال الحسن رحمه الله : (( رحم الله عبداً وقف عند همه , فإن كان لله مضي ، و إن كان لغيره تأخر ))


وشرح هذا بعضهم فقال: إذا تحركت النفس لعمل من الأعمال وهم به العبد


وقف أولاً ونظر :




هل ذلك العمل مقدور له أو غير مقدور ولا مستطاع ؟




فإن لم يكن مقدورا لم يقدم عليه ، وإن كان مقدوراً


وقف وقفة أخري ونظر :
هل فعله خير له من تركه، أو تركه خير له من فعله
؟



فإن كان الثاني تركه ولم يقدم عليه ، وإن كان الأول



وقف وقفة ثالثة ونظر :





هل الباعث عليه إرادة وجه الله -عز وجل- وثوابه أو إرادة الجاه والثناء والمال من المخلوق ؟

فإن كان الثاني لم يقدم عليه ، وإن أفضي به إلي مطلوبه ، لئلا تعتاد النفس الشرك ، ويخف عليها العمل لغير الله فبقدر ما يخف عليها ذلك يثقل عليها العمل لله تعالي ،حتي يصير أثقل شئ عليها ،

وإن كان الأول وقف وقفة أخري ونظر :
هل هو معان عليه ، وله أعوان يساعدونه وينصرونه إذا كان العمل محتاج لذلك أم لا ؟



فإن لم يكن له أعوان أمسك عنه ، كما أمسك النبي -صلي الله عليه وسلم- عن الجهاد بمكة حتي صار له شوكة وأنصار ، وإن وجده معاناً عليه فإنه منصور


ولا يفوت النجاح إلا من فوت خصلة من هذه الخصال ، وإلا فمع إجتماعها لا يفوته النجاح .

فهذه أربع مقامات يحتاج إلي محاسبة النفس عليها قبل العمل




، فما كل ما يريد العبد فعله يكون مقدوراً له ،


ولا كل ما يكون مقدوراً له يكون فعله خيراً له من تركه ،


ولا كل ما يكون فعله خيرا من تركه يفعله لله ،


ولا كل ما يفعله لله يكون معاناً عليه ،




فإذا حاسب نفسه علي ذلك تبين له ما يقدم عليه ، وما يحجم عنه .




النوع الثاني : محاسبة النفس بعد العمل ،




وهو ثلاثة أنواع :


أحدها : محاسبتها علي طاعة قصرت فيها من حق الله تعالي ، فلم توقعها علي الوجه الذي ينبغي .






وحق الله تعالي في الطاعة ستة أمور تقدمت وهي : الإخلاص في العمل ، والنصيحة لله فيه ، ومتابعة الرسول فيه ، وشهود مشهد الإحسان فيه ، وشهود منة الله عليه ، وشهود تقصيره فيه بعد ذلك كله .




فيحاسب نفسه : هل وفي هذه المقامات حقها ؟ وهل أتي بها في هذه الطاعة ?
الثاني : أن يحاسب نفسه علي كل عمل كان تركه خيراً له من فعله .




الثالث : أن يحاسب نفسه علي أمر مباح أو معتاد :




لم فعله ؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة ؟


فيكون رابحاً ,




أو أراد به الدنيا وعاجلها ?



فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به .


منقول من إغاثة اللهفان للعلامة ((ابن قيم الجوزية))
منقول
3
319

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

tawasul
tawasul
جزاك المولى خيرا على هذا النقل
حلمي أكون داعية
جزاك الله خيرا

والله كنت باكتب الموضوع لكن سبقتيني قدرالله وما شاء فعل
الأثربة
الأثربة
بارك الله فيكم اسعدني مروركم