:42:--------------------------------------------------------------------------------
مخ الطفل حساس كآلة التصوير
إن مخ الطفل حساس كآلة التصوير ، فهو مستعد للعمل في ساعات اليقظة ،
وتؤثر فيه الأعمال الطيبة والأحاديث الحسنة أو السيئة التي يسمعها ويقوم
جهازه المخي تلقائياً بتصويرها ، والطريف أن هذه الصور هي التي ستحدد
طريق واُسلوب حياته المستقبلية ونهجها . أي عندما يكبر الطفل ويضع
أقدامه في المجتمع ، يعمل وفق ما تعلمه في طفولته ، وفي الحقيقة إن
الافلام التي صورها وخزنها أيام الطفولة في ذهنه ، تظهر في شبابه ،
فيجعلها برنامجاً لحياته ويعيش بين الناس طبقاً لتلك الأفكار .
والملاحظ أن تعاليم مرحلة الطفولة تكون لها جذور عميقة ، وترسخ في
الذهن ولا يمكن محوها بسهولة ، ولهذا السبب فإنها تبقى حتى نهاية العمر .
والأعمال القبيحة والكلام البذيء هو مضر ومذموم دائماً وفي كل مكان ،
ولكنهما أمام الأطفال الصغار أسوأ وأكثر ضرراً ، لأن الأطفال يتعلمون
أعمال الآخرين بدون وعي ، ويحفظونها في أذهانهم ، ويتصرفون طبقاً لها .
إن الأشخاص الذين يرتكبون ذنباً أمام الأطفال ويعملون سوءاً أمام أنظارهم
وأسماعهم الحساسة ويقولون السوء ، فهؤلاء في الحقيقة يرتكبون جريمتين ؛
الأولى أنهم يرتكبون الذنوب ، والثانية أنهم يصنعون إنساناً مذنباً .
إن الآباء والاُمهات الذين يهمهم حسن تربية أطفالهم ، ويرون أنفسهم مسؤولين
أمام الله تبارك وتعالى ، عليهم مراقبة أعمالهم دائماً.
إن الاُسر التي يتصف فيها الوالدان بالعنف الخشونة واللسان البذيء وتتبع
عيوب الآخرين والكذب والنفاق وغيرها من الخصال السيئة ، فإن أبناءهم
ينشأون مثلهم بنفس الاخلاق السيئة ، وعندما يكبرون فإنهم بالدرجة الاولى
يكونون سبباً لتعاسة الوالدين ، وبعد ذلك يصبحون بلاءً على سائر الناس .
وهذا يبين مدى آثار ما تعلموه في مرحلة الطفولة حتى نهاية العمر*
همس@ @hms_133
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
يعطيك العافية على الموضوع ..