هي أكبر طائفة إسلامية. مصادر التشريع السني هي القرآن وسنة نبي الإسلام محمد المتمثلة في الأحاديث النبوية المنسوبة إليه، ويأخذون الفقه عن الأئمة الأربعة، ويقرون بصحة خلافة الخلفاء الأربعة الأوائل أبو بكروعمروعثمان وعلي، ويؤمنون بعدالة كل الصحابة.
نشأة المذهب
يعتبر البعض أن أول موقف يمثل التوجه السني هو اختيار أبو بكر في السقيفةخليفة للمسلمين، حيث أن يؤمن المسلمين السنة بأفضلية أبو بكر، والخلفاء الثلاثة بعده على الترتيب، فتكونت العقيدة السنية والتي تؤمن بالقرآن والسنة. وهذا الطرح يؤيده السنة أنفسهم، في حين يرى الشيعة الإمامية أن اختيار أبو بكر في السقيفة كان مخالفا لتعاليم النبي محمد، والتي هي حسب رأيهم إمامةعلي بن أبي طالب للمسلمين والأئمة من نسله بعده. ويمكن القول أن الطائفة السنية تمايزت كطائفة إسلامية مستقلة في خلافة علي بن أبي طالب عن الخوارج. وعن فرق التشيع بعد صلح الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان، حيث تجنب أقطاب السنة الخوض في الخلاف بينهما، ومنهم ابن عمروأنس بن مالك.. ولكن لم يظهر الإنفصال الواضح بين السنة و الشيعة بعد. بل كان هناك حركة إنفصال تدريجية. وازدادت قوة هذه الحركة في زمن الدولة الأموية. حيث نشط بعض من الصحابة أو الفقهاء مثل أبو هريرة وحسان بن ثابت وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر وكذلك فقهاء المدينة، ورووا الأحاديث التي وصلت إلى مرحلة التدوين المتفرق؛ كما في صحيفة همام بن منبه تلميذ أبو هريرة، وما دونه عروة بن الزبيروأبان بن عثمان بن عفان وغيرهم وتبنى هذه الفكرة أئمة الفقه الأربعة لأهل السنة فيما بعد كما يتضح من نقولاتهم من فقهاء المدينة، حيث اعتمدوا على الكتاب والسنة بشكل أساسي.وعمر بن عبد العزيز قد رعى فقهاء المدينة ذوي العقيدة السنية. وفي نهاية العصر الأموي و بداية العباسي ظهر الإمام أبو حنيفة و تتلمذ الإمام مالك على يد ربيعة بن فروخ وهو أحد فقهاء المدينة السبعة. وكان الشيخان البخاري ومسلم اللذان جمعا الحديث يحتجان بربيعة. وغيرهم ممن جمعوا الحديث و تميزوا عن غيرهم ممن رفضوا الصحابة و خاضوا فيما وقع بينهم. و كان جمع الحديث في بداية الدولة العباسية الذين تميز في عهدهاالمدارس الأربعة التي أعتمدها العباسيون لا حقاً بشكل رسمي. بمعنى أن العباسيين سنة لأنهم أعتمدوا المدارس الأربعة للمذهب السني وشيعة لأنهم يدعون لآل البيت في نفس الوقت (حسب مفهوم عصرهم). بمعني ظهور التمايز الواضح و ليس التام بين المدارس السنية و بعض الفرق الشيعية في العصر العباسي.
المذاهب الفقهية السنية
تعود نشأة المذاهب الفقهية السنية إلى بداية الإسلام، وخاصة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه و سلم، حيث اجتهد صحابته وأتباعه والمسلمين عامة في تطبيق أقواله وأفعاله.
مع انتشار الإسلام وتوسعه وتعرضه للكثير من القضايا الجديدة الدينية والتشريعية كانت هناك حاجة ملحة للخروج باجتهادات لهذه القضايا الفقهية المستجدة وتلبية حاجات الناس والإجابة عن تساؤلاتهم ومن هنا نشأت جماعة من المتفقهين (العالمين) في الدين تعلم الناس في كل إقليم شؤون دينهم ودنياهم.
إن التوسع الجغرافي للإسلام وتنوع البيئات التي انتشر بها، وأيضا قابلية الكثير من النصوص الشرعية الإسلامية للاجتهاد فيها حسب الظروف والحالات أديا إلى نشوء مدارس فقهية منتشرة في الأمصار الإسلامية، وأصبح لكل عالم فقيه أتباع يعملون على نشر فتاواه وحتى العمل ضمن القواعد التي يضعها لإصدار فتاوى جديدة.
المذاهب الفقهية الأربعة التي انتشرت بشكل واسع عند اهل السنة وأصبحت رسمية في معظم كتبهم هي حسب ظهورها:
- مذهب أبي حنيفة النعمان
- مذهب مالك بن أنس
- مذهب الشافعي
- مذهب أحمد بن حنبل
عقيدة أهل السنة والجماعة
أصول الفقه
أصول الفقه لأهل السنة تقوم علي القرآن الكريم والسنة النبوية (حديث نبوي) والاجماعوالقياس. السنة النبوية مجموعة في كتب السنة العشرة ومنها صحيحي البخاري ومسلم وكتب السنن الأربعة كسنن أبي داود وسنن النسائي والمسانيد كمسند أحمد بن حنبل وغيرها كمصدر للاعتقاد والتشريع. لذلك فإن كل ما ورد في القرآن هو شرع للمسلمين وكل ما صَحَّ من سنة محمد، وتختلف السلفية (وإن كان هؤلاء الأئمة أصحاب المذاهب هم من السلف) مع باقي أهل السنة هنا في الأخذ بالآحاد وإن كان الأشاعرة والماتريدية تأخذ بها في مسائل السمعيات أو إذا تضافرت الأدلة على صحتها.
أركان الإسلام
مأخوذة من حديث أبي هريرة، وهي الركائز التي يبنى عليها الإسلام، وبفعلها يعتبر الإنسان مسلماً. وأركان الإسلام الخمس كما ذكرت في الحديث هي:
- الشهادتان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
- إقامة الصلاة
- إيتاء الزكاة
- صومرمضان
- حج البيت لمن أستطاع إليه سبيلا
الإيمان بالله
الإيمان بالملائكة
الإيمان بالكتب السماوية
الإيمان بالرسل
الإيمان باليوم الآخر"
الإيمان بالقدر خيره وشره
أركان التوحيد
هذه الأركان لم يبينها محمد ولا الصحابة على الرغم من أهمية موضوعها حيث لم يرد بها نص قرآني أو حديث نبوي أو قول صحابي ولم يقل بها غالبية علماء أهل السنة ومنهم الأئمة الأربعة أبو حنيفةومالكوالشافعي وأحمد بن حنبل وإنما انفرد بالقول بها السلفية ،وهي بحسب رأي السلفية تنقسم إلى:
- توحيد الألوهية
- توحيد الربوبية
- توحيد الأسماء والصفات
يعتقد أهل السنة أن بعض الأفكار والعادات التي استحدثتها الطوائف الأخرى المنتسبة للإسلام هي بدع مخالفة اللقرآن والسنة. من أمثلتها الغلو في الأشخاص. وغلو الخوارج في تفسير آيات الوعيد حتى كفروا كل من يرتكب إثماً. كذلك رؤى القدرية والجهمية حول القدر تعد من البدع في نظر أهل السنة؛ فهذة البدع لم تكن في عهد الرسول أو السلف الصالح وينسبونها إلى تأثر المسلمين بثقافات البلاد التي يفتحوها.
الجدول التالي يعرض وجهة النظر السنية من ناحية أن أهل السنة والجماعة هم أهل الوسطية في المعتقدات.
القضاء والقدر
الجبرية :غلوا في إثبات القدر، فنفوا فعل العبد أصلا، وجعلوا الإنسان مقسورا ومجبورا وليس له اختيارات أبدا.
أهل السنة والجماعة : فتوسطوا وجعلوا له اختيارا، ولكن اختياره مربوط بمشيئة الله: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وقالوا: إن العباد فاعلون والله خالقهم وخالق أفعالهم، كما ذكر القرآن: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ. فهذا توسطهم في باب القضاء والقدر.
القدرية : فرطوا في القضاء والقدر، وقالوا إن الإنسان هو الذي يخلق أفعاله وليس لله قدرة على هداية العبد أو على إضلاله.
مسالة الإيمان والدين
الحرورية والمعتزلة : فالحرورية يسمون مرتكب الكبيرة كافرا ويستحلون دمه وماله، وأما المعتزلة فقالوا: إن مرتكب الكبيرة خرج من الإيمان ولم يدخل في الكفر فهو بمنزلة بين المنزلتين.
أهل السنة والجماعة : جعلوا الإنسان مستحقا اسم الإيمان واسم الإسلام، ولو كان معه شيء من الذنوب وشيء من المعاصي، فمرتكب الكبيرة عندهم ناقص الإيمان، قد نقص إيمانه بقدر ما ارتكب من معصيته، فلا ينفون عنه الإيمان أصلا ولا يخرجونه من الإسلام بالكلية، ولم يجعلوا المذنب كامل الإيمان بل جعلوه مؤمنا ناقص الإيمان.
المرجئة والجهمية : فالمرجئة قالوا: أن مرتكب الكبيرة مؤمن كامل الإيمان ولا يستحق دخول النار، وقالوا لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة، فعندهم أن من صدّق بقلبه ولو لم يعمل فهو مؤمن كامل الإيمان.
علي بن أبي طالب
النواصب والخوارج : النواصب قالوا : بفسق علي بن أبي طالب، والخوارج قالوا : بكفر علي بن أبي طالب.
أهل السنة والجماعة : قالوا أن علي بن أبي طالب خليفة راشد وأنه أفضل من عشرات الألوف من الصحابة إلا ثلاثة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وكلهم ذوي فضل، ولكنه ليس معصوما كعصمة الأنبياء.
الشيعة : فالإثناعشرية قالوا : بأنه معصوم كعصمة الأنبياء وأنه أفضل من كل الأنبياء إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والسبئية قالت : بألوهيته.الديمغرافيا هو فرع من علم الاجتماع يدرس الخصائص السكانية البشرية مثل الكثافة السكانية والتوزع السكاني الجغرافي. ويلاحظ أنه من بين كل عشرة أشخاص من المسلمين فإنك ستجد تقريبا تسعة من أهل السنة والجماعة بينما ستجد شخص واحد من الطوائف الأخرى المنتسبة للإسلام، فهذا أدى إلى أنه لأول وهلة حينما تسمع بأن هذا شخص هو مسلم فإنك ستتعامل معه على أنه سني. فأهل السنة والجماعة هم موجودين في كل دول العالم الإسلامي وهم الأغلبية باستثناء بعض الدول الإسلامية القليلة، وهذه الاستثناءات تعود في أغلب الأحيان لأسباب سياسية أو قبلية أو اجتماعية، فأهل السنة والجماعة هم جماعة المسلمين، بل إن البعض يصور أهل السنة والجماعة على أنهم يشكلون البحر السني وأن بقية الطوائف هي بمثابة جزر في هذا البحر.
النفوذ وسعة الانتشار
يعد المذهب السني أكثر المذاهب الإسلامية أتباعا وسعة انتشار، حيث يبلغ عدد متبعيه حوالي 90% من مسلمي العالم . كما يعد
المذهب الرسمي لمعظم الدول الإسلامية اليوم وقديما كان المذهب الرسمي للعديد من دول الإسلام السابقة شرقاوغربا، فعلى سبيل المثال اعتمدت الدولة العثمانية المذهب الماتريدي السني كمذهب رسمي كما اعتمدت المدرسة الحنفية كمصدر لأحكام وتشريعات الدولة، مع الاعتراف بالمذاهب الأخرى وتعيين قضاة ومدرسين لها. ويمكن القول أن أهل السنة والجماعة هم الغالبية الساحقة في دول العالم الإسلامي والتي هي خمسين دولة باستثناءإيران وأذربيجان والبحرين والعراق حيث يشكل الشيعة الإثني عشرية الأغلبية، وسلطنة عمان حيث يشكل الإباضية الأغلبية.
تعداد المنتسبين للطائفة السنيةحسب "الموسوعة المسيحية العالمية" للمؤلف "دايفد باريت": فإن عدد أهل السنة في عام 2000 ميلادية يقدر بتقريبا 1,002,000,000 نسمة، بينما عدد طائفة الرومان الكاثوليك (الطائفة الكاثوليكية) عام 2000 ميلادية بما يقارب 1,057,000,000 نسمة، وبالتالي حسب هذه الموسوعة فإن الفرق بين طائفة أهل السنة والجماعة والطائفة الكاثوليكية هو 55 مليون نسمة. وكذلك أيضا حسب "الموسوعة المسيحية العالمية" للمؤلف "دايفد باريت" : فإن عدد جميع الطوائف التي تنسب نفسها للإسلام عام 2000 ميلادية هو تقريبا 1,188,000,000 نسمة، بحيث يشكل أهل السنة والجماعة الغالبية حيث عددهم بما يقارب 1,002,000,000 نسمة (أي ما يعادل84.34 بالمئة)، بينما تشكل الطوائف الأخرى غير أهل السنة والجماعة ما يقارب من 186,000,000 نسمة (أي ما يعادل 15.65 بالمئة)، وتضيف "الموسوعة المسيحية العالمية" للمؤلف " دايفد باريت": بأنه يولد يوميا ما يقارب من 340 ألف شخص منهم 68 ألف مسلم، أي بالتالي يولد 60 ألف سني يوميا.
في أحدث الدراسات والتي نشرتها وكالات الأنباء العالمية بلغ تعداد المسلمين لعام 2009 حوالي 1,57 مليار نسمة، وحسب نفس الدراسة فإن نسبة أهل السنة والجماعة بلغت ما بين (87% - 90%)، وهذا يعني أن نسبة أهل السنة والجماعة تتراوح ما بين (1,37 - 1,4)مليار نسمة
منقول مع قليل من التعديل للفائدة
استغفر الله العظيم واتوب اليه