al7neen @al7neen
عضوة
مرحباً بالشتاء
قال تعالى : ( أًلَمَ تَرَ أَنَ اللهَ يُزجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَينَهُ ثُمَّ يَجعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الوَدقَ يَخرُجُ مِن خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنَ يَشَاءُ وَيَصرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرقِهِ يَذهَبُ بِالأَ بصَارِ )
تتعاقب الفصول على الناس والمؤمن الحق من وقف مع هذه النعمة وتدبرها حق التدبر وشكر الله لأجلها قولا وعملا .
لم ترد كلمة الشتاء في القرآن الكريم سوى مرةً واحدة وذلك
في قوله تعالى : ( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ) .
قال عمر رضي الله عنه : ( الشتاء غنيمة العابدين ) .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : ( مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام ).
نفس الشتاء
قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( اشتكت النار إلى ربها فقالت : يارب أكل بعضي بعضًا فأذن لي بنفسين ، نفس في الشتاء ونفس في الصيف ، فهو أشد ما تجدون من الحر ، وأشد ما تجدون من الزمهرير ) متفق عليه .
* والمراد بالزمهرير شدة البرد .
قال ابن رجب رحمه الله : فإن شدة برد الدنيا يذكر بزمهرير جهنم .
وهذا مايوجب الخوف والأستعاذة منها ، فأهل الأيمان كل ما هنا من نعيم وجحيم يذكرهم بما هناك من النعيم والجحيم حتى و أن شعر القوم بالبرد القارس فيدفعهم هذا إلى تذكر زمهرير جهنم ، ويوجب لهم الاستعاذة منها ، ويذكرهم بالجنة التي يصف الله عزوجل أهلها
فيقول عزوجل ( مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً ) قال ابن رجب رحمه الله : فنفى عنهم شدة الحر والبرد .
قال قتادة رحمه الله : علم الله أن شدة الحر تؤذي وشدة البرد تؤذي فوقاهم أذاهما جميعاً .
فيدفعهم هذا الى النصب والى التهجد فكل ما في الدنيا يذكرهم بالأخرة .
- - - - - - - - - -
ما يقال عند هبوب الريح
عن عائشة رضي الله عنها قال : كان رسول الله إذا عصفت الريح
قال : اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به . رواه مسلم
الدعاء لا يرد وقت نزول المطر
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ثنتان ما تردان : الدعاء عند النداء وتحت المطر )
رواه الحاكم وحسنه الألباني ،،
قال المناوي : أي لا يرد أو قلما يرد فإنه وقت نزول الرحمة .
من فعل النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول المطر
عن أنس رضي الله عنه قا ل: أصابنا مع رسولالله مطر فحسر – أي كشف –
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه المطر فقلنا يا رسول الله : لم صنعت هذا ؟
قال : لأنه حديث عهد بربه . رواه مسلم
ما يقال خشية التضرر عند زيادة المطر
قال الرسول صلى الله عليه وسلم في مثل هذا الحال : ( اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم الآكام والضراب وبطون الأدوية ومنابت الشجر ) رواه البخاري .
* الآكام : التلول المرتفعة من الأرض _ الضراب : الروابي والجبال الصغار .
وعن عبيد بن عمير رحمه الله أنه كان إذا جاء الشتاء قال : يا أهل القرآن طال ليلكم طويل لقراءتكم فاقرؤوا ، وقصر النهار لصيامكم فصوموا .
- - - - - - - - - -
الغنيمة الباردة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة ) رواه أحمد وحسنه الألباني .
* قال الخطابي : الغنيمة الباردة أي السهله ولأن حرة العطش لاتنال الصائم فيه .
قال ابن رجب رحمه الله : معنى أنها غنيمة باردة أنها حصلت بغير قتال ولا تعب ولا مشقة ، فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفوا صفوا بغير كلفة .
فحري بك أقتناص هذه الغنيمة لا سيما في الأيام الفاضلة مثل الأثنين والخميس أو الأيام البيض ونحو ذلك .
قال الحسن رحمه الله: ( نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه ) .
ولذا بكى المجتهدون على التفريط - إن فرطوا - في ليالي الشتاء بعدم القيام ، وفي نهاره بعدم الصيام .
ورحم الله معضداً حيث قال : ( لولا ثلاث: ظمأ الهواجر ، وقيام ليل الشتاء ، ولذاذة التهجد بكتاب الله ما بالبيت أن أكون يعسوباً ) .
- - - -
هذا خبر من قبلنا ، أما خبر أهل زماننا فنسأل الله أن يصلح الأحوال ، تضييع للفرائض
والواجبات ، و اجتراء على حدود رب الأرض والسموات ، وسهرٍ على ما يغضب الله ، ويظلم القلب ، ويطفىء نور الأيمان .
من أكبر نعم الله عليك التي قد لا تراها عيناك أن يفرغ قلبك عما سواه
** اللهم خذ بأيدينا أخذ الكرام عليك ||
......................................................
1
882
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
al7neen
•
سبحان الله
الصفحة الأخيرة