مسلمو الدانمارك يشيعون أشهر أئمتها

مسلمو الدانمارك يشيعون أشهر أئمتها
الشيخ أحمد أبو لبن

كوبنهاجن-شيع الآلاف من أبناء الأقلية المسلمة بالدانمارك يشاركهم المئات من أفراد الأقليات المسلمة في الدول الأوروبية المجاورة جثمان الشيخ أحمد أبو لبن أشهر وأقدم دعاة الدانمارك.
وأوضح مراسل إسلام أون لاين.نت أن المئات من أبناء الأقلية الإسلامية تدفقوا على مستشفى "فيذ أور" في العاصمة كوبنهاجن لوداع الشيخ أبو لبن فور سماع خبر وفاته مساء الخميس عن عمر يناهز (59 عاما) بعد صراع طويل مع المرض.
وبدأت مراسم الدفن بصلاة الجنازة على جثمان الشيخ عقب صلاة اليوم الجمعة في مسجد "التوبة" التابع للوقف الإسكندنافي بكوبنهاجن والذي يعد أكبر وأهم المؤسسات الإسلامية بالدانمارك، ثم شيع إلى المقبرة الإسلامية في جنوب العاصمة بمشاركة آلاف المسلمين من عدد من أنحاء شمال أوروبا.

وفي الوقت نفسه من المقرر أن يقيم أبناء الأقليات المسلمة صلاة الغائب على أبو لبن في عدد كبير من مساجد السويد والنرويج وألمانيا.

وعقب تأكد خبر وفاته، نعى الوقف الإسكندنافي في بيان وصل إسلام أون لاين.نت نسخة منه الشيخ أبو لبن بقول: "أيتها الأقلية المسلمة في الدانمارك بمزيد من الحزن والألم وإيمان عميق بالله تعالى وصبر المؤمنين ننعى إليكم فقيدنا الغالي فضيلة الشيخ أحمد أبو لبن (أبو عبد الله) الذي وافته المنية مساء الخميس 1-2-2007".


دور محوري

ويعد أبو لبن أكثر أئمة الأقلية المسلمة حضورا في الإعلام الدانماركي، خاصة بعد أن لعب دورا محوريا في قضية الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام التي اندلعت في سبتمبر 2005 عندما نشرت صحيفة "يولاندز بوستن" الدانماركية 12 رسما كاريكاتيريا مسيئا للنبي الكريم.

ودافع أبو لبن عن الرسول بكل الطرق القانونية والدعوية من خلال المشاركة في رفع دعوى قضائية ضد الصحيفة.

وساهم في تأسيس "اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية"، والتي تضم 27 منظمة إسلامية في الدانمرك لتساهم في التعريف بشخص النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه، و تعرض على إثر ذلك لهجمة إعلامية وسياسية شرسة, حيث طلبت أحزاب اليمين المتشدد بطرده من البلاد.

وعمل الشيخ من أجل دمج المسلمين في المجتمع الدانماركي بالمشاركة في العدد من الندوات والمؤتمرات التي تناولت هذه القضية.

كما شارك في لقاءات عديدة مع وزراء وسياسيين دانماركيين لمناقشة أوضاع المسلمين في الدانمارك، نتيجة لاحتفاظه بعلاقات جيدة مع المسؤولين.

ولم يقتصر دور أبو لبن الدعوي في أوروبا على الدانمارك فقط بل شارك بخطب ودروس علمية في المساجد والمراكز الإسلامية في عدد من عواصم الدول الأوروبية على رأسها برلين والسويد والنرويج، وساهم في تأسيس أكبر مساجد مدينة ميلان الإيطالية.

وولد الشيخ أحمد عبد الرحمن أبو لبن في مدينة يافا الفلسطينية عام 1948 وانتقل بعد النكبة مع عائلته إلى مصر حيث أتم دراسته الثانوية في مدارسها وحصل على شهادة الماجستير في الهندسة من إحدى جامعاتها عام 1969.

ودرس العلوم الشرعية بمصر على مدار سبع سنوات متتالية وتتلمذ على يد كل من الشيخ حسن أيوب والشيخ محمد الغزالي.

وبدأ الشيخ مشواره الدعوي في العديد من الدول في الخليج العربي وعمل في الكويت والإمارات ثم انتقل بعد ذلك إلى نيجيريا حيث عمل فيها خطيباً ومرشداً دينياُ لفترة.

وقدم الشيخ أبو لبن إلى الدنمارك في عام 1984 بناء على طلب من قادة الأقلية الإسلامية، وعمل منذ ذلك الحين في مجال الدعوة والإرشاد وتنقل في العديد من دول شمال أوروبا.

وأسس الشيخ مؤسسة الوقف الإسكندنافي في العام 1996, التي تعتبر من أكبر وأهم المؤسسات الإسلامية في الدنمارك، وتقدم خدمات عديدة للأبناء الأقلية المسلمة.