لبى عيني @lb_aayny
عضوة
مشعل .. مُشرَّد و«يتيم» لأبوين على قيد الحياة
تنازل عن «الطب».. ويسكن الأرصفة.. ويأكل بقايا الطعام
مشعل .. مُشرَّد و«يتيم» لأبوين على قيد الحياة
تحرشوا بي جنسياً.. وعندما قاومتهم ضربوني وهربوا
مشعل اليتيم المتفوق ينام على الارصفة
طلال المالكي-الخبر
عام كامل، قضاه الشاب مشعل، في عالم «الضياع»، متخذاً من شوارع المنطقة الشرقية وأرصفتها، منزلاً له، ومن صناديق القمامة، ثلاجة طعام، لعل يجد فيها ما يسد جوعه، وعندما يسأله أحد ما، أين أبواك، يعلن أنه «يتيم»، لأبوين على قيد الحياة، ماتت في قلبيهما الرحمة والشفقة بصغيرهما، فتركاه يواجه ظلم البشر وغبن الدنيا بمفرده، رغم غناهما... مشعل، الذي حصل على 96 بالمائة في الثانوية العامة، وكان يحلم أن يكون طبيباً سعودياً، يفيد بلده ووطنه، قرر أن يقص علينا حكايته مع المعاناة والحرمان، وكيف كان مطمعاً لمتحرشين به جنسياً، قبل أن يتلقى عرضاً «مغرياً» للعمل في عصابة تخصصت في سرقة المنازل، ولكنه قاومها، مستعيناً بذكريات، تؤكد أنه «ابن عائلة محترمة»، هذا قبل أن يختتم حديثه معنا بعبارة «حسبي الله ونعم الوكيل فيما أنا فيه الآن».. ومن هنا كانت بداية القصة..
ضرب وحرمان
ويقص مشعل حكايته من البداية "بعد ولادتي بخمسة عشر يوماً، طلق والدي والدتي، بعد أن قررا الانفصال"، مضيفاً : "تزوج والدي من امرأة أخرى، وعشت عند والدتي ، حتى أكملت عامين, وبعدها قررت هي الأخرى أن تتزوج، وتركتني عند جدتي لوالدي، التي تولت، رغم كبر سنها، ومرضها، تربيتي والإنفاق علي".
ويتابع مشعل "عانيت خلال هذه الفترة من ضرب والدي لي لأتفه الأسباب، لدرجة ان الضرب ترك آثاراً في جسمي، حتى هذه اللحظة، وعندما أذهب إلى المستشفى كي أعالج هذه الآثار، كان يهددني بمزيد من الضرب، إن صرحت لأحد في المستشفيات التي أذهب إليها، من يضربني"، مؤكداً أن "كره أبي لي، وعدم رغبته ان يراني أمامه، جعله يلاحقني بسيارته في أحد الأيام، محاولاً دهسي حتى أموت ويتخلص مني، ويدعي أمام الشرطة أن الحادث غير مقصود، فما كان مني أن فررت من أمامه، واختبأت داخل حارة ضيقة، لم يستطع أن يدخلها بسيارته الفارهة".
معدل ممتاز
ويتابع مشعل حديثه المؤلم، بعد أن يمسح دمعات، فرت من عينيه "بعد أن أتممت مرحلة الثانوية، ونجحت بتقدير ممتاز، وحصلت على 96 بالمائة، رغم كل الظروف التي مرت بي، والضغوط المادية والنفسية التي لازمتني, تردت حالة جدتي الصحية، وبقيت في المستشفى، ولم تعد تستطيع الصرف علي، فتركت المنزل مجبراً، وذهبت للبحث عن جامعة، أواصل الدراسة في إحدى كلياتها, خصوصا أنني كنت اطمح في الالتحاق بكلية الطب، وكانت رغبتي الأولى، منذ كنت صغيراً، ولكن دون جدوى، فلم تقبلني أي جامعة، رغم ارتفاع معدلي، باستثناء جامعة في الجوف، فذهبت إليها، ولكن لم استطع مواصلة الدراسة فيها، بسبب عدم وجود سكن لي هناك، ولا عمل يعينني على تكاليف الدراسة والحياة في هذه المدينة، فرجعت إلى الشرقية، وتركت الدراسة الجامعية".
وظائف شاغرة
ويواصل مشعل حديثه "قررت البحث عن أي فرصة عمل أو دراسة في المنطقة الشرقية، وقدمت أوراقي في كل جامعة، وفي مؤسسة أو شركة لديها وظائف شاغرة، ولكن لم يقبلني أحد، فعملت في محل ألعاب الكترونية بدوام 10 ساعات يومياً، وبراتب 1000 ريال فقط، ولم استطع مواصلة العمل أكثر من 15 يوماً، لعدم توفير صاحب المحل سكناً لي، ولا حتى مواصلات، فتركت العمل، وبدأت معاناتي في الشوارع، فليس لي أحد هنا، وأهلي لا يريدون رؤيتي، ووالدي يرفض الإنفاق علي"، مضيفاً "هل تتخيلون أنه لم يعطني ريالا واحدا باعتباري ابناً، منذ أن وعيت على هذه الدنيا، مع أنه يعمل في وظيفة حكومية جيدة، ويتقاضى راتباً كبيراً، وأمي أيضاً التي تعمل معلمة، براتب جيد، لم تفكر أن تساعدني بشيء، علماً بأنها تعلم أنني أتسول في الشوارع وأنام في الحدائق العامة".
بقايا الطعام
وتطرق مشعل إلى فصول معاناته في شوارع الشرقية "عمر هذه المعاناة، عام كامل، ذقت فيه الذل والمهانة، فيكفي أنني دون مأوى ولا طعام"، مضيفاً "كنت أسكن في الحدائق العامة، وأنام على الأرصفة، وأتناول ما تبقى من طعام زبائن المطاعم"، موضحاً "كنت أجلس مكان الزبون إذا خرج من المطعم، لألتهم ما تبقى من طعام على الطاولة"، موضحاً "عرف بعض أصحاب المطاعم حقيقة ما أفعله، فبعضهم طردني وزجرني بشدة، وهددني باستدعاء مكافحة التسول, والبعض الآخر كانوا يتركون الطعام فترة على الطاولة، حتى يتسنى لي أن آكله", موضحاً "إذا لم أجد طعاماً على الطاولة، آكل أي شيء في صندوق القمامة، ولو كان خبزاً فقط", وقال: "حاولت ان أعمل في أي وظيفة، لأحصل على المال لتأمين طعام جيد لي, فكنت أغسل السيارات للمتنزهين في الحديقة، مقابل أي شيء، حتى لو كان المقابل رغيفا من الخبز، أو قطعة بسكويت أسد بها جوعي".
تحرش جنسي
ويكشف مشعل عن تحرشات، تعرض لها، من قبل مجهولين في إحدى الحدائق التي كان يبيت فيها "في أحد الأيام، وعندما كنت نائماً في غرفة بوابة حديقة الملك فهد في الدمام، استفقت على ركلات مجموعة من الشبان، محاولين التحرش بي جنسياً، فقاومتهم، واشتبكت معهم بشراسة، مستعيناً بذكريات قديمة، تقول انني ابن عائلة محترمة"، مضيفاً "أحسوا أنني لست بصيد سهل المراس، فولوا مدبرين، وتركوني، ولكن بعد أن أوسعوني ضرباً وهددوني بعدم إبلاغ الشرطة عما حدث، و إلا سيأتون مرة أخرى، لضربي حتى الموت, فبقيت أنزف أياماً عدة ، أعاني خلالها الإعياء الشديد ، لدرجة أنني لم أستطع الذهاب إلى المستشفى ، خوفا من أن يسألوني عن المتسبب في هذه الجروح، ولا استطيع الإجابة"، وقال باكياً "لا ألوم من ضربوني أو تحرشوا بي، والذين لم يرفأوا بحالي، طالما أن أفراد عائلتي سبقوهم في عدم الرحمة بي، ولم يوفروا لي الحماية، ولم ينتشلوني من الشوارع".
عصابات الجريمة
ويتابع مشعل تفاصيل قصته "لم أكن مطمعاً للشبان الذين تحرشوا بي جنسياً، ولكن كنت صيداً ثميناً بالنسبة لآخرين، يعملون في ترويج المخدرات"، موضحاً "كنت أتجول في شوارع الثقبة، فعرض علي مجموعة من الشباب، بعد أن وجدوني أتجول في الشوارع، وأنام على الأرصفة، وليس لدي أهل أو مسكن، عرضوا علي أن أبيع المخدرات، وأوزعها، فأكون مروجاً وناقلاً لها، وان يعطوني مقابل ذلك، مبلغا مجزيا، ويوفروا لي السكن أيضاً، فرفضت هذا العمل، رغم إني كنت أتضور جوعاً، وفي أمس الحاجة للمال والسكن, والسبب أنني لم أتربى على ذلك، وديني يحرم هذا العمل الدنيء", مضيفاً "هناك من عرض علي أن اشترك في عصابات لسرقة السيارات والمنازل، وعرضوا علي أن أعمل مراقباً للمنزل وأصحابه، والتأكد من عدم عودة صاحب المنزل أو وجود سيارته في المنزل, والتأكد من خلو الشارع من دوريات الأمن, بينما يقوم البقية بالسرقة، ووعدوني بعد ذلك أن يقوموا بتعليمي أصول السرقة على حد قولهم، فأكون فردا منهم، وأقتسم معهم حصيلة السرقة، ولكنني رفضت بشدة ونشب بيني وبينهم ملاسنة حادة، وهربت منهم حتى لا يؤذوني بعد أن عرفت سرهم".
الذئاب البشرية
ويقول مشعل: "قبل شهر تقريبا تعرفت على رجل قرر أن يعطف علي، فأعطاني 800 ريال، لأسكن بها في إحدى الغرف، بإيجار يومي قدره 50 ريالاً, وانتهى المبلغ قبل يومين، الأمر الذي يحتم علي العودة إلى الشوارع من جديد، لأنام على الأرصفة، وأتعرض لعصابات النشل والسرقة".
ويستطرد مشعل فصول قصته، بعد أن يلتقط أنفاسه ويقول: "لا أريد شيئا سوى أن أكمل دراستي، وان يعينني أحد على مصاريف الدراسة والسكن، فأريد أن أكون عضوا نافعا في المجتمع، وهو أبسط حقوقي"،وأضاف "درست وتخرجت بتقدير ممتاز، وعملت كل ما علي، رغم كل ما مر بي من ظروف قاهرة، فلماذا لا تتاح لي الفرصة حتى أعين نفسي بنفسي، ولماذا أترك هكذا للذئاب البشرية، فتتربص بي، مستغلة أنني وحيد، لا حول لي ولا قوة".
شي يحز بالنفس ويكسر الخاطر .....
مشعل ادعوا من الله العلي القدير ان يعوضكـ خير ماعنده
المصدر
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13644&P=39
43
3K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
هو آآسرني
•
الله يغنيه من واسع فضله
لا اله الا الله ...
لا حوول ولاقوة الا بالله ..
المستعـآن ..
الله يكون في عـونه ويعووضه خير .
استغفر الله واتـوب اليه .
لا حوول ولاقوة الا بالله ..
المستعـآن ..
الله يكون في عـونه ويعووضه خير .
استغفر الله واتـوب اليه .
الصفحة الأخيرة