المزاح هو جزء طبيعي من العلاقات البشرية، ممكن أن يكون مسليّاً، وكذلك ممكن أن يكون طريقة جيّدة لحل الصدامات الصغيرة، ولكن هناك خط رفيع بين المزاح والسخرية. من مهارات الحياة المهمّة التمييز بين درجات السخرية ومعرفة التعامل مع السخرية المؤذية.
الحديث على الغداء هو طريقة فعّالة لمساعدة الأطفال لتكوين الخبرة فيما لو كانوا يتعرّضون للسخرية، أو يسخرون من الأطفال الآخرين.
أ- إذا كان طفلك يتعرّض للسخرية:المشهد:
غيث طفل في الثامنة نادراً ما يأكل، سألته أمّه هل هناك شيء ما ؟ أجهش بالبكاء وقال:" الأطفال في المدرسة يسخرون منّي، ينعتونني بالغبي دائماً" وتنهّد.
من الصّعب التحدّث مع الأطفال عن كونهم موضع سخرية في المدرسة، لأنّهم يملكون مشاعر سيئة دفينة عن هذا الموضوع.
الكلمات التي تحتاجينها:
بهدوء" : أحبّ أن أعرف ماذا حصل، لماذا لا تخبرني ماذا حدث"
لماذا؟
أحد الطرق المهمّة لإعطاء طفلك دعمك هو الاستماع المصحوب بالاحترام، سماع تجربته عمّا حدث يكون قبل تقديم النصح.
الكلمات:
" لابدّ أنّ هذا يُشعر المرء بمشاعر مؤلمة"
لماذا؟
معرفة مشاعر الطفل بدون إطلاق أحكام هي طريقة لجعل الأطفال يشعرون بالأمان للحديث معنا عن المواضيع الصعبة والمحرجة.
الكلمات:
" أتذكر عندما سخر منّي الأولاد عندما كنت طفلةً"
الشعور بالوحدة أو العزل أحد المشاعر المؤلمة التي تصاحب الطفل الذي يتعرّض للسخرية في المدرسة. عندما يسمع أنّك واجهت ظروفاً مماثلة في المدرسة عندما كنت طفلة يشعر أنّه ليس وحده، ومعظم الأطفال يحبّون القصص.
الكلمات:
" لنفكّر حول ما يمكننا عمله حول ذلك"
من الأفضل ألّا تبدأي بحلّ المشكلة حتى يشعر طفلك أنك تفهمين الوضع أو تحاولين أو تفهميه، إنّ إشراك الطفل في إيجاد حلّ للمشكلة يساعده على الشعور بقوّة الشخصيّة وينمّي في الطفل مهارات مهمّة.
الكلمات:
" أنت تعلم، من الصعب التصديق، ولكن معظم الأطفال الذين يسخرون من أقرانهم ليسوا سعداء"
لماذا؟
من المفيد أن يفهم الطفل أنّ الأطفال المزعجين ربّما تكون لديهم مشاكل تدفعهم للأذى.
الكلمات:
" هل تريدني أن أفعل شيئاً حيال ذلك"
لماذا؟
قد يرغب الطفل بتدخّل الأهل وقد لا يرغب، ولكن المهم تقديم المساعدة على شكل خيار، فربما يشعر أن التحدّث إلى أولياء الأطفال الآخرين أو المعلّمين قد يزيد الأمر سوءاً ويجعله محطّ سخرية بشكل أكبر.
نصائح حول المحادثة:
بعض الأطفال أكثر حساسية من غيرهم، يعتمد الحوار الذي نجريه معهم على ما نعرفه عنهم، اسألي نفسك هذه الأسئلة:
هل أطفالي حسّاسون بشكل معقول أم مفرط؟
هل حدث هذا الأمر سابقاً؟
كيف يتأقلمون عادة مع زملائهم؟
هل يستطيعون الضحك على أنفسهم؟
" رُوي أن ملكاً عظيم الجاه والسلطان خرج في رحلة صيد مع نفرٍ من حاشيته، في الغابة علق غصن شجرة بشعره فنزعه، فتبيّن أنه ليس إلّا شعراً مستعاراً وأن الملك أصلع الرأس، ضحك الجميع، فكيف تصرّف الملك؟ ضحك مع الضاحكين. " من المفيد تعليم الطفل أن أفضل طريقة لمواجهة هكذا مواقف هي أن تشارك الضاحكين الضحك فلا يشعروا بأنها نقطة ضعف لديه فيكرروها.
معظم الأطفال يكونون هدفاً للسخرية في وقت من الأوقات، شجّعي أطفالك للابتعاد عن الألعاب الخشنة التي تنتهي بإنقاص قدر أحد ما لأنها قد تؤدي إلى مشاعر مؤلمة أو حتّى إلى شجار.
إذا كان الطفل هدف للسخرية بشكل مستمر فربما يكون يرسل رسائل تشجّع بقية الأطفال على ذلك، في هذه الحالة تحتاجين إلى مساعدة أخصّائي في نفس الأطفال.
ب- إذا كان طفلك يمارس السخرية من الأخرين:
المشهد:
قالت بسمة ذات التسعة أعوام بينما تتناول البطاطس المقلية: " هناك طفل لا أحد يحبّه في المدرسة، كلّنا نسخر منه كثيراً، إنه عبارة عن غباء مطبق دماغه كقطعة خشب".
بعض الأطفال يُحرجون أو يخجلون من إيذاء الآخرين، بعضهم لا يدركون كم من المؤلم إيذاء الآخرين، ربّما تكونين غاضبة أو محرجة من سلوك طفلك، هذه المشاعر تجعل الحديث مع طفلك صعباً، هناك بعض الاقتراحات لجعل الحوار مستمراً:
الكلمات التي تحتاجينها:
بهدوء: " أودّ أن أعرف ماذا حدث، لماذا لا تخبرني؟"
لماذا؟
أعطي الطفل فرصته ليشرح، حتى لو أنه قام بخطأ فادح، لا تجعليه في موضع المتهم المدافع عن نفسه.
الكلمات:
" أتساءل كيف يشعر هذا الطفل عندما يسخر منه الأطفال بهذا الشكل؟"
لماذا؟
تشجيع الطفل على تخيّل شعور ضحيّة السخرية كيف يكون ينمّي قدرته على الرحمة والتعاطف.
الكلمات:
" هل تذكر كيف كان شعورك عندما كان علاء يسخر منك في المدرسة؟"
لماذا؟
مساعدة الطفل على تذكّر حدث مشابه في حياته طريقة جيّدة أيضاً لتطوير الذكاء العاطفي لديه.
الكلمات:
" أحياناً عندما يسخر الأطفال من الأطفال الآخرين يشعرون بالقوة لفترة قصيرة من الزمن"
لماذا؟
يشعرالأطفال أحياناً بالتهديد من السؤال المباشر، العبارات العامّة أو قصةعن حياته الشخصية قد تساعد الطفل على الاستجابة بدون الشعور أنه تحت البؤرة.
نصائح للحوار:
معظم الأولاد يعرفون أنه من الخطأ السخرية بشكل مؤلم، وقد يشعرون بالذب حيال ذلك، تذكّري أن الهدف من هذه المحادثة ليس إذلال وإحراج طفلك وإنّما مساعدته على التوقّف عن إيلام الأطفال الآخرين عمداً، ومعرفة المزيد عن أنفسهم عندما يكونون في هكذا وضع.
شجّعيه على الابتعاد عن الألعاب التي تؤدي إلى إهانة أحد ما أو إلى شجار.
يتعلّم الأطفال التصرّف في المنزل قبل المدرسة، قبل الحديث إلى طفلك عن هكذا موقف ألقي نظرة على أنواع السخرية التي تتم بين أفراد الأسرة، هل تقومين أنت وشريكك بالسخرية من أطفالك إلى درجة البكاء، هل ساعدت أطفالك على معرفة الحدّ الفاصل بين المزاح والسخرية؟
من المهم تحديد قواعد واضحة حول المزاح في المنزل، من الخطوط الحمراء "المزاح مع الآخرين" حول شيء ليس بمقدورهم التحكم به مثل الصفات الجسمانية، الدين، العرق، أنواع الإعاقة، الأسماء والألقاب... ويجب اغتنام الفرص من أجل ترسيخ المفهوم الإسلامي (في تحريم السخرية) في نفس الطفل عن طريق قصة قصيرة وتحفيظه الآية الكريمة: قال الله تعالى:
﴿يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن﴾ (الحجرات آية 11).
ويجب إفهام الطفل أنه إذا قام بهكذا نوع من السخرية فإن آباء الأطفال الآخرين أو المعلّمين سيتدخلّون.
الأطفال الذين يسخرون من زملائهم بشكل مستمر ربما يعانون من مشاكل في الثقة بالنفس أو مشاكل أخرى تحتاج إلى تدخل أخصائي نفسي.
غراس الإسلام @ghras_alaslam
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
إنزين هذا الكلام ينطبق على عيالي...
وبحاول آطبقه .....
شنقول حق الأمهات إلي عيالهم ...أهم إلي يسخرون ويأذون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟