<div align="center">السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية وقبل الدخول في الموضوع أود لفت أنظار الجميع إلى الفصل بين ما يحدث في مصر وبين الحكم الشرعي للخروج على الحاكم
<font color="Red">الحكم الشرعي للخروج على
بل الصدى @bl_alsd
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بل الصدى
•
الأخوات المشرفات
لو كان ممكنا أن يعدل نص المشاركة الأولى ليظهر الموضوع كاملا فيها لكنت شاكرة لكن
لو كان ممكنا أن يعدل نص المشاركة الأولى ليظهر الموضوع كاملا فيها لكنت شاكرة لكن
كلامك رائع
اللهم انصر اخواننا في مصر اختي والله قلوبنا معكم
يارب انصرهم يارب وابعد عنهم الشر والاشرار وولي عليهم خيارهم يارب العالمين
اللهم انصر اخواننا في مصر اختي والله قلوبنا معكم
يارب انصرهم يارب وابعد عنهم الشر والاشرار وولي عليهم خيارهم يارب العالمين
الصفحة الأخيرة
وها هو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية وقبل الدخول في الموضوع أود لفت أنظار الجميع إلى الفصل بين ما يحدث في مصر وبين الحكم الشرعي للخروج على الحاكم
الحكم الشرعي للخروج على الحاكم معروف وغالب العلماء فيه على منع الخروج إلا وقت الكفر البواح وبشروط وتفصيلات ليس المقام مقامها
أما ما يجري في مصر من مظاهرات واعتصام فهو أمر يسمح به القانون- الوضعي الذي تعمل به السلطة عندنا- ويقول الحاكم أنه يقبله ....فهؤلاء المتظاهرين لم يعصوا الحاكم أو يخالفوه فيما يظهر لنا من كلامه (ولا ذنب لهم إن كان يظهر غير ما يبطن)
هو يقول صراحة أنه يحترم حقهم في التظاهر والتعبير عن رأيهم بحرية .......وبالتالي فالمتظاهرون ليسوا عصاة للحاكم ......بل هو ونائبه ورجالهم يقولون أن المتظاهرين شباب وطني
لنا الظاهر والله يتولى السرائر
ولنعد إلى مصر وشعبها
اعتدنا -خاصة مع الإعلام الفاسد- على تصوير الشباب على أنهم تافهون مدللون ....عقولهم خاوية ....وضمائرهم ميتة ......وانتماؤهم لوطنهم معدوم.......وغاية همهم مباراة كرة قدم أو مغني جديد ......والجاد منهم إما مكافح طحنته ظروف الحياة القاسية .....وإما أناني مشغول بالعمل وجمع المال ....وإما طالب علم يتعلم الدين ويترك الدنيا وما فيها
اعتدنا على أن اهتمامات الشباب بأي موضوع جاد اهتمامات سطحية تنتهي بعد قليل ...قبل موعد المباراة!!!!!!
اعتدنا على اعتبار جيل الشباب هو جيل الخواء والتحرش بالنساء والمخدرات والحلم الأبدي بالهجرة!!!!
اعتدنا على اعتبار المال وآخر صيحات الثياب وأحدث الهواتف المحمولة وزواج اللاعب الفلاني هي الأمور التي تملأ عقول نصف الشباب .....والنصف الآخر بائس يائس! وكلاهما منفصل تماما عن سائر شرائح المجتمع!
اعتدنا على أن يبرز الإعلام استعداد الشباب للتناحر والتعصب الديني والكروي وأي تعصب من أي نوع ....المهم أن تبقى الصورة هي تهور الشباب وحكمة السلطة في التعامل مع الأمور!!!!!!!!
واعتدنا أيضا على اعتبار الشعب -كما يصوره الإعلام- شعبا طيبا متسامحا لا يعرف كيف يقول لا .......شعب طيب لأنه ضعيف .......يكتفي بالتذمر والسخط .......شعب سلبي غير منظم ولا يجيد سوى الكلام!
هذه هي الصورة التي سوق لها إعلام السلطة وركز على سلبياتها بدعوى الواقعية ......حتى كدنا أن نصدق ........وكاد الجميع
ثم جاء 25 يناير ليهدم كل ذرة في هذه الصورة البغيضة ......بلا استثناء!
ورأينا لأول مرة منذ سنوات طويلة وجه مصر الحقيقي ........ورأينا شعب مصر الحقيقي ....وشباب مصر الحقيقي!
الشباب -بارك الله فيهم- أعقل وأحكم وأقوى وأشجع من أي تصور لأي شخص يدعي الهدوء والاتزان!
كنت أتعجب من إصرارهم على وصف المظاهرات بأنها سلمية وحرصهم الشديد على عدم إتلاف أي شيء في طريقهم .....ظننتهم يحاولون أن يتفادوا إثارة غضب الشرطة حتى تمر المظاهرة بسلام....فوجدتهم يهدفون إلى ما هو أعمق : كشف وحشية زبانية النظام غير المبررة أمام العالم ......وقد فعلوا!
ثم تحولت المواجهات مع الشرطة إلى العنف وبدأ تفريق الشباب بالمياه وقنابل الدخان والرصاص المطاطي ....فوجدنا الشباب الموصوف سابقا بالتفاهة والسطحية وقلة الصبر لا يبالي ......بل ولا يخاف الرصاص الحي ......كل رصاصة تقتل شابا تزيد زملائه إصرارا على الثأر له .....لا بالعنف ولكن بمزيد من الصبر حتى يسقط الطاغية الذي طالما قتل جنوده شبابا أبرياء لمجرد الاشتباه
واكتشفنا أن الشباب لا ينسى!
فوجئنا بعدها بانسحاب الأمن المركزي بعد عجزهم أمام الشباب العزل ثم بهروب عدد من المجرمين من السجون إضافة إلى انتشار أعمال للسرقة ....في غياب الشرطة كان من الممكن أن يستمر هذا طويلا لولا أن الشعب ليس سلبيا لا يجيد سوى الكلام ......بسرعة وخلال ساعات نظم أفراد الشعب العاديين بكل أعمارهم -بدءا من 12 وحتى ما فوق الستين- عاما فرقا شعبية لحماية المنازل والممتلكات العامة ....فرقا تسهر حتى الصباح وتفتش كل سيارة مارة -بما في ذلك سيارات الشرطة نفسها- بحثا عن مجرمين أومخربين!
تعلمنا كذلك أن الشعب يميز جيدا بين الطيب والخبيث ......ظهر ذلك بوضوح في استقبال الشعب للجيش حتى قبل أي بيان رسمي بأن الجيش لن يؤذيهم
تعلمنا كذلك مع اعتصام الآلاف من الشباب والفتيات والرجال والنساء أن كل الأكاذيب التي صدعونا بها عن انتشار التحرش والتعصب والاشتباكات والسرقة أكذوبة كبيرة
لم يشهد الميدان الذي يتجاوز عدد المتظاهرين فيه المليون أحيانا حالة تحرش واحدة بالنساء.......رغم وجود نساء يقضين الليل في الميدان مع أسرهن
لم يشهد الميدان حالة سرقة واحدة
لم يشهد الميدان حالة اشتباك او تشاجر لأي سبب
سارت الأمور منظمة تماما بما في ذلك تنظيف الميدان الذي يقوم به الجميع على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية ......والتكافل في امور الطعام والشراب إلى حد جعل وكالات الأنباء العالمية تسميه : دولة ميدان التحرير لا من زاوية سياسية وإنما لبراعة الشباب في تسيير أموره
حتى الطائفية والتشاحن بين المسلمين والنصارى كان أكذوبة كبرى استثمرها المنتفعون لمصالحهم لتسفر عن سلاسل بشرية من شباب النصارى يحمون ظهور المسلمين وقت أداء الفروض الخمسة التي تؤدى جماعة في وقتها في الميدان
الخلاصة أن الأزمة الحالية أسفرت عن مصر الحقيقية .....وكشفت لنا نعم الله التي لم نكن نشعر بها
نعم خسرنا كثيرا : 300 ضحية نسأل الله لهم منزلة الشهداء ....وأكثر من 5000 مصاب .....ومليارات الجنيهات ......ولكن المكاسب أكثر وأعمق
وختاما : لو أن الأمور تدار في مصر وفقا لشرع الله ما حدث شيء مما حدث ........ولو أنها تدار كما تدار الدول الغربية ما حدث شيء مما حدث ....... ولكن النظام استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير .......وليته أخذ من النظم الغربية حريتها وعدلها معا .....لكنه أضاف حريتها -المعدلة بطريقته- إلى ظلمه وجوره فكانت وبالا عليه
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمن ابتغى العز في غيره أذله الله