معاملة الجار في الاسلام

ملتقى الإيمان

الاصطلاح الشرعي هو من جاورك جواراً شرعياً، سواء كان مسلماً أو كافراً، براً أو فاجراً، صديقاً أو عدواً، محسناً أو مسيئاً، نافعاً أو ضاراً، قريباً أو أجنبياً، غريباً أو بلدياً. أوصى الإسلام بالجار، وأعلى من قدره؛ حيث قرن الله حق الجار بعبادته عز وجل وبالإحسان إلى الوالدين، واليتامى، والأرحام. قال الله تعالى )وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ(
أما السنَّةُ النبويةُ فقد استفاضت نصوصُها في بيان رعاية حقوقِ الجارِ،ومن أجلِّ تلك النصوص وأعظمها ما جاء في الصحيحين من حديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مازال جبريل يوصني بالجار حتى ظننت أنه سيوَرِّثه( أي: ظننت أنه سَيبْلُغني عن الله الأمرُ بتوريث الجارِ الجارَ. جاء في الحديث: ‏(‏من أشراط الساعة سوء الجوار وقطيعة الأرحام‏)‏‏.‏ حقوق الجار على وجه التفصيل كثيرة جداً،ولكن الرسول شملها في هذا الحديث : عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه سُئل عن حق الجار ؟ فأجاب : \’إن استقرضك اقرضه وإن استعانك أعنـه وإن احتاج أعطيته وإن مرض عدتّـه وإن مات تبعت جنازته وإن أصابته مصيـبة ساءتك وعزيته. ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تعرف له منها. ولا تستطل عليه بالبناء لتُشرف عليه وتسد الريح إلا بأذنه. وان اشتريت فاكهة فأهدِ له منها وإلا فأدخلها سراً. ولا يخرج وُلدك بشيء منه يغيظون به ولده. وهل تفقهون ما أقول لكم، لن يؤدي حق الجار إلا بقليل ممن رحم الله .

نستطيع اختصار حقوق الجار الى اربعة رئيسية: أولها:

كف الأذى: فالأذى على كل أحد بغير حق محرم، وأذية الجار أشد تحريما ً. جاء في صحيح البخاري عن أبي شريح رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن قيل: من يا رسول الله؟ قال: من لا يأمـن جاره بوائقـه) وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله إن فلانةً تصلي الليل، وتصوم النهار، وفي لسانها شيء تؤذي جيرانها سليطة، قال: (لا خير فيها هي في النار(

حماية الجار: فمما ينبه لشرف همّة الرجل نهوضُه لإنقاذ جاره من بلاءٍ يُنال به في عرضه، أو بدنه أو ماله، أو نحو ذلك.

الإحسانُ إليه : فذلك دليل الفضل، وبرهان الإيمان، وعنوان الصدق. جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره.( ومن ضروب الإحسان إلى الجار تعزيته عند المصيبة،وتهنئته عند الفرح، وعيادته عند المرض، وبداءته بالسلام، وطلاقة الوجه عند لقائه، وإرشاده إلى ما ينفعه في دينه ودنياه، ومواصلته بالمستطاع من ضروب الإحسان.

الجار احتمال أذاه: وذلك بأن يغضيَ عن هفواته، ويتلقى بالصفح كثيراً من زلاته، ولا سيِّما إساءةً صدرت من غير قصد، أو إساءةً ندم عليها، وجاء معتذراً منها؛ فاحتمالُ أذى الجارِ ومقابلةُ إساءتِه بالإحسان من أرفع
الأخلاق، وأعلى الشيم. روى المرّوذي عن الحسن: ليس حسنُ الجوارِ كفَّ الأذى، حسنُ الجوارِ الصبرُ على الأذى. فمن أثـار حسن الـجوار: ورد في الأحاديث النتائج الإيجابية للمحسن لجاره منـها :الشفاعة وزيادة الرزق وزيادة الأعمار وعمارة الدار. فعن الإمام الصادق رضي الله عنه: أن الجار يشفع لجاره. حسن الجوار يزيد في الرزق . حسن الجوار يعمر الديار ويزيد في الأعمار
4
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام الاثنين
ام الاثنين
بارك الله فيك 000غاليتي وكثر الله من امثالك
*هبة
*هبة
من أجلكم هنا
من أجلكم هنا
جزاكِ الله خير
سهرانه.
سهرانه.
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وأثابك الجنه ...

ودي وتقديري :
سهرانه.