معنى (لا إله إلا الله)

بسم الله الرحمن الرحيم
معنى (لا إله إلا الله)
في ضوء تهليلات النبي صلى الله عليه وآله وسلم دبر كل صلاة
عن أبي الزبير قال: ((كان ابن الزبير يقول في دُبُر كلّ صلاة حين يسلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دُبُر كلّ صلاة)).

قال الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظهما الله تعالى:
"وفي هذه التهليلات الثلاث ذكر للتوحيد بذكره كلمته (لا إله إلا الله) ف(لا إله إلا الله) هي كلمة التوحيد، ثم أُتبعت في كل مرة من المرات الثلاث بما يؤكد على معناها ويحقق مدولولها والإيمان بها،
· في المرة الأولى قال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) وقد قلنا إن (لا إله إلا الله) فيها نفي وإثبات، نفي للعبودية عن كل من سوى الله، وإثبات للعبودية بكل معانيها لله وحده، فأكد النفي والإثبات بقوله (وحده لا شريك له) فقوله (وحده) هذا تأكيد للإثبات، وقوله (لا شريك له) هذا تأكيد للنفي، وهذا فيه الاهتمام بمقام التوحيد، الذي هو مدلول (لا إله إلا الله) ف(لا إله إلا الله) كلمة التوحيد الذي هو عبادة الله والبراءة من الشرك {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً} وأكّد ذلك بقوله (وحده لا شريك له).
· ثم في التهليلة الثانية قال: (لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه) هذا تحقيق للمعنى والمدلول، معنى (لا إله إلا الله) ألا نعبد إلا الله، هذا هو معناها، أُتبعت بتحقيق معناها وتحقيق مدلولها، قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء}.
· وفي المرة الثالثة قال: (لا إله إلا الله مخلصين له الدين) وهذا أيضًا تحقيق لمدلول (لا إله إلا الله) لأن (لا إله إلا الله) كلمة الإخلاص، إخلاص الدين لله {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} قال جلّ وعلا: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} قال في التهليل (لا إله إلا الله مخلصين له الدين) أي: ديننا خالص لله، ومعنى خالص: أي صافٍ نقي، لم يرد به إلا الله، والله سبحانه وتعالى لا يقبل العمل إلا إذا كان خالصًا لوجهه،لم يُبتغ به إلا الله سبحانه وتعالى، ولهذا جاء في الحديث القدسي: ((قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)).
ولهذا علينا جميعًا أيها الأخوة أن نحافظ على هذه التهليلات محافظة تامة أدبار الصلوات المكتوبة، خمس مرات، مع استشعار المعنى والتوحيد الذي تدل عليه.
وفي ضوء هذه التهليلات المباركة التي يقولها كل مسلم دبر كل صلاة مكتوبة، لو قيل لأحدنا:
ما معنى (لا إله إلا الله) في ضوء ما تحفظه من تهليلات ثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دبر كل صلاة؟
أحسن ما يقال في تعريف (لا إله إلا الله) أخذًا من هذه التهليلات المباركة:
ألا نعبد إلا الله وحده لا شريك له مخلصين له الدين.
ولم نزد في هذا على تهليل نبينا صلى الله عليه وسلم أدبار الصلوات
وهذا نستفيد منه فائدة:
أن هذه التهليلات التي شُرع لنا أن نقولها أدبار الصلوات هو تعميق للتوحيد في القلب وتمكين له في النفس وتوسيع لمساحته، وتثبيت له، وهذه لا يستفيدها من يأتي بهذه الألفاظ دون وعي لمعانيها ومعرفة بدلالاتها، وإنما يستفيد من ذلك من يحرص على فهم المعاني ومعرفة مدلول الأذكار المأثورة عن نبينا صلى الله عليه وسلم" اهـ

المرجع:
"شرح تبصير الناسك بأحكام المناسك" الشريط (1) من د 58:16 (باختصار يسير)

"صحيح مسلم" ( كتاب المساجد ومواضع الصلاة/ باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته/ 594 ) ورواه أبو داود والنسائي وأحمد
"صحيح مسلم" (كتاب الزهد والرقائق/ باب تحريم الرياء/ 2985)


رابط الموضوع
http://alrrodaldani.blogspot.com/