إحسبها صح ... وعبي رصيدك ..
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل لديك رصيد ؟ ولا أقصد رصيدك في البنوك إن ما أقصده رصيدك عند الله فهل تمتلك رصيد بالحسنات تستطيع أن تسحب منه عند الحاجة .. نعم فلو صادفت موقفاً يوماً وأحتجت إلى الله . فبما عساك أن تدعوه وبأي عمل تتشفع عنده فقد يكون رصيدك لا يسمح . ولعل قصة أصحاب الصخرة أكبر مثال فلما نزلت الصخرة وسدت عليهم الكهف فإنهم عرفوا إنه لا ملجأ لهم من هذا الموقف العصيب إلا بالدعاء إلى الله والتوسل إليه بصالح أعمالهم فقد كان لهم رصيد عند الله ولذلك فرج الله عنهم .
إذاً... وقفة جادة يجب أن تقفها مع نفسك ... ماذا عساك تفعل لو كنت مكانهم هل لديك رصيد من الحسنات . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( احفظ الله تجده تجاهك ) وقال صلى الله عليه وسلم ( تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) فكم موقف مر علينا وشعرنا بالخجل من الدعاء إلى الله لعلمنا بتقصيرنا وسأذكر قصة شاب مر عليه موقف غير حياته بل وبدل من رصيده بعد أن كان فارغاً إلا من السيئات . فيحكي أحد المشايخ أنه خلال سفره إلى أحد الدول الغربية رأى في أحد المساجد شاباً قد امتلأ وجهه بنور الإيمان فتعجب الشيخ من أن يجد في مثل هذا البلد وأجواءه المليئة بالفتن مثل هذا الشاب الصالح . فسأله الشيخ : ما الذي جاء بك إلى هذه البلدة . فرد عليه الشاب : أنا هنا في هذا المسجد منذ شهر لم أخرج منه . فإستغرب الشيخ وقال له : كيف ولماذا ؟ فقال الشاب : أنا أتيت قبل عدة أشهرإلى هذا البلد وإنبهرت كغيري من الشباب فبعد أن كنت مكبوت في بلدي ووجدت هنا كل الملذات وكل شيء تحت متناول يدي فلا يوجد أحد يقول لك حرام أو ممنوع ولا يوجد من يحاسبني . فأخذت أنهل من كل المحرمات . إلى أن مرضت مرضاً شديداً . فمكثت في شقتي وحيداً أسعل بشدة لدرجة أن أسقط من فراشي على الأرض . وفي يوم سعلت فيه بشدة ووقعت وحاولت أن أقوم فلم أستطع . فأخذت أصيح يا رب يا رب ... وبكيت ثم أفقت وقلت لنفسي : الأن تقول يا رب .... فبأي وجه أنادي ربي . فأنا لا أصلي ولا أصوم ولا أعرف الله . أقول يا رب بماذا ؟! وعندها وقعت هذه الكلمات على قلبي بشدة فإرتعشت وأخذت أبكي بحرقة وخرجت أجري بسرعة أبحث عن أول مسجد فوجدت هذا المسجد فدخلت فيه ولم أخرج من يومها .... سبحان الله . لماذا ننتظر الموقف الصعب والمرض وعندها نتذكر الله . فقد يكون المرض لا شفاء منه وقد يكون الموقف به خاتمتنا .
فمن الآن لنعزم على تعبئة رصيدنا بالحسنات مع بداية العام الجديد . ولنجعله عام الصفقات الكبيرة والفرص الثمينة وكما نرى في بعض إعلانات البنوك * إحسبها صح * ونحن نقول لك أحسبها صح فلا نضيع الفرصة من بين أيدينا فما أكثر سيئاتنا وما أقل أعمالنا الصالحة فلنجعل رصيدنا يزيد بالحسنات المضاعفة .
واللهم أجعلنا ممن يفوز بالأجر المضاعف وأجعلنا من الفائزين بالفردوس الأعلى ... آمين .
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الأمل والأماني
•
معقول ما عجبكم الموضوع
الصفحة الأخيرة