سارا 2010

سارا 2010 @sara_2010_1

عضوة فعالة

مـن هـنـآ نـبـدأ وفـي الـجـنـة نـلـتـقـي|| ~ مـجـهـودي الـخـآص

الأسرة والمجتمع

WIDTH=0 HEIGHT=0




أختي الحبيبة..

لكِ وحدك.. من بين هذا الوجود.. أبعث هذه الرسالة، ممزوجة بالحب، مقرونة بالود، مكللة بالصدق، مجللة بالوفاء، فافتحي أيها الحبيبة مغاليق قلبك.. وأعـيـريني سمعك .. حتى أهمس في أذنك..
أختي ..

إنكِ تحملين قلباَ بتوحيد الله ناطقاً، ومن ناره خائفاً، وفي جنته راغباً، على الرغم من تفريطك
فها أنا ذا أمد يدي إليكِ وأفتح قلبي بين يديك.. وأضع كفي بكفك لنمشي سوياً على الصراط المستقيم.

فقد غرق الكثير من الناس في بحار الذنوب والمعاصي بحثاً عن متاع النفس ولذتها..وإشباعاً لشهوتها ... فما زادتهم سوى هموماَ دائمة وأحزاناَ بالليل والنهار..

يا من يصر على الآثام في صلد
لا
تأمننً العمر والأيام راكضة
و قد يجيء بما لم تحذر القدر
في الدهر زجر و في الأحداث
موعظة



إلى متى الغفلةأمة الله ؟!!
أين ندمكِ على
ذنوبكِ ؟!
ف
تخيلي نفسكِ إذاتطايرت الكتب
و
نصبت الموازين
و قد نوديتِ باسمكِ على رؤوس
الخلائق
أين فلانة بنت فلانة
؟
و قد تخطى بكِ الصفوف إلى ربكِ للعرض عليه ..
و الوقوف بين يديه سبحانه ..
فيا حسرة قلبكِ
و يا
أسفك على ما فرطتِ فيه من طاعةربكِ
فهل ينفعك البكاء
؟!
و
هل تفيدكِ الحسرات ؟!




أما آن لكِ الانضمام إلى قوافل العائدات ؟!!

قال تعالى :"
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ".

قال صلى الله عليه وسلم :"التائب من الذنب كمن لا ذنب له ".فالله أشد فرحاَ بتوبة العبد حين يتوب إليه ..

و للتوبة شروط لا بد منها لقبول التوبة عند الله وهي:


1 ــ الإقلاع عن المعصية أي تركها فيجب على شارب الخمر أن يترك شرب الخمر لتُقبل توبته والزاني يجب عليه أن يترك الزنا، أما قول: أستغفر الله. وهو ما زال على شرب الخمر فليست بتوبة.

2ــ العزم على أن لا يعود لمثلها أي أن يعزم في قلبه على أن لا يعود لمثل المعصية التي يريد أن يتوب منها، فإن عزم على ذلك وتاب لكن نفسه غلبته بعد ذلك فعاد إلى نفس المعصية فإنه تُكتب عليه هذه المعصية الجديدة، أما المعصية القديمة التي تاب عنها توبة صحيحة فلا تكتب عليه من جديد.

3 ــ والندم على ما صدر منه، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "الندم توبة ".

4 ــ وإن كانت المعصية تتعلق بحق إنسان كالضرب بغير حق، أو أكل مال الغير ظلمًا، فلا بدّ من الخروج من هذه المظلمة إما برد المال أو استرضاء المظلوم؛ قال النبي عليه الصلاة والسلام: "من كان لأخيه عنده مظلمة، فليتحلله قبل أن لا يكون دينار ولا درهم".

5ــ ويشترط أن تكون التوبة قبل الغرغرة، والغرغرة هي بلوغ الروح الحلقوم، فمن وصل إلى حدّ الغرغرة لا تقبل منه التوبة، فإن كان على الكفر وأراد الرجوع إلى الإسلام لا يقبل منه، وإن كان فاسقًا وأراد التوبة لا يقبل منه؛ وقد ورد في الحديث الشريف: "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر".

ويشترط أن تكون قبل الاستئصال، فلا تقبل التوبة لمن أدركه الغرقمثل فرعون لعنه الله

وكذلك يشترط لصحتها أن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها، لما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام: "إن في المغـــرب بابًا خلقــه الله للتوبة مسيرة عرضه سبعون عامًا لا يُغلق حتى تطلع الشمس منه".
فما أعظم
التوبة وما أسعد التائبين، فكم من أناس فاسقين فاسدين بالتوبة صاروا من الأولياء المقربين الفائزين.
و لنا من قصص التائبات عبره ..
فهذه توبة فتاة متبرجة تقول:
تسع بنات وخمس ذكور هم عدد أفراد أسرتي بالإضافة إلى الوالدين .. كان همّ الوالدة الأكبر هو تزويج البنات التسع ، وقد شاع في مجتمعنا الفاسد أنّ البنت لكي تجد عروساً لا بد أن تتعرى باللبس القصير !
، وتتجمل بالماكياج ! وتصفّف شعرها على أحدث خطوط الموضة !!
عشنا الفساد بأكمله .. تزيّنا .. وخرجنا بأحدث زينتنا ، وكنا فرائس لذئاب بشريّة .. هذا بنظرة ، وذاك بكلمة .. وكل على شاكلته ..
في ذلك الوقت ، لم نكن نعرف من الإسلام سوى الأركان الخمسة فقط ، وليتنا عملنا بها .. إلا أن ظاهرة بدأت تظهر بين الفتيات آنذاك ، الواحدة تلو الأخرى ، إنها ظاهرة لبس الحجاب .. كنت أرى تلك الفتيات وأنا جدّ محتارة إلى أن قررت إحدى أخواتي الثمان لبسه فلبسته .. في بادئ الأمر رحبّت به العائلة ، ثم لم تمض أيام حتى بدأت مضايقة الأم لها !
وذلك لما تسمعه من الجيران وخالاتي بأنّ من تتحجّب لن تتزوج ! ، وكلّهم يقول : إنها ربما ارتدت الحجاب لعاهة تريد إخفاءها ! ، فجنّ جنون أمّي ، وبدأت في مشاكستها بكلّ ما تملك ، حتّى أصبحت تناديها بـ ( المسلمة ) ! استهزاءً بها ، حتّى وصل الأمر إلى الضرب في كثير من الأحيان ! ، أمّا أنا فأرجو الله المغفرة ، فقد كنت من أجل أن أفوز برضى أمّي أبالغ في التجمّل والتبرّج ، فكانت تعيرها بي ، وكنت دائماً محل تقدير وثناء ..
ومرّت سنتان أو ثلاث وأنا على هذه الحال ، وفي يوم 19 جانفي 1987م ( 1407هـ ) خرجت مع بعض زميلاتي في نزهة (!) ، وفي الطريق مررنا بكنيسة ، وبعد مشاورات قرّرنا الدخول .. فوجدنا العديد من النصارى يصلّون صلاتهم ( هداهم الله جميعاً ) . .خرجت وأنا أحسّ بشيء ما يعتلج في صدري ، لم يعجبني حالي .. وهالني تمسّكهم بدينهم المحرف ، وخشوعهم في صلاتهم ( ) . . . أشياء عدّة لا أستطيع حتّى التعبير عنها ، وفي يوم الجمعة 21 جانفي – وهذا اليوم لا أنساه أبداً – كنت منهمكة في غسل الأواني ، فإذ بي أسمع حديثاً كان يدور بين أخواتي ، حيث ذكرت إحداهنّ أنّها رأت البارحة في منامها أن القيامة قد قامت ، ثم بدأت تصف ما رأته من أهوال وشدائد .. ارتجف قلبي بشدّة .. تركت ما في يدي ودخلت عليهنّ الغرفة ، وحلفت يميناً إن هي أعطتني حجاباً أن ألبسه غداً ، وأواظب على الصلاة ولا أتركها أبداً .. والله شهيد على ما أقول ، فأحضرت لي أختي حجاباً ، فعقدت العزم على لبسه وأنا على مائدة العشاء ..
قلت لأبي : أودّ أن ألبس الحجاب غداً إن شاء الله ! ..
صمت قليلاً ، ثمّ قال : موافق ، لكن بشرط .
قلت : ما هو .
قال : ألّا تنزعيه أبداً ..
فقلت : موافقة .
نظرت أمي إليّ نظرة طويلة ولم تقل شيئاً ، لأن الكلمة الأولى والأخيرة في البيت كانت لوالدي .
لم أنم تلك الليلة ، لا أقول من شدة الفرح ، وإنّما خوفاً من الغد .. حامت حولي وساوس الشيطان .. أسئلة كثيرة كانت تدور في مخيّلتي : لمَ تدفني نفسك بهذا الثوب ، وأنت دائماً تحبيّن الانطلاق ، وتعشقين الجمال . .ثيابك . .شعرك .. قدّكِ .. لم تخفين كلّ هذا ؟
نهضت باكراً ، وارتديت الحجاب .. كانت خطواتي متثاقلة ، واحدة للأمام ، والأخرى للخلف .. الأولى تقول لي .. تقدّمي والله معك ، والثانية تقول : لمَ تفعلين هذا ؟ وزينتك ، وجمالك .. !

استعذت بالله من الشيطان ، وخرجت .. الجميع جاؤوا يهنئنني على هذا القرار .. لن أنسى أبداً ذلك اليوم ، جلّ زميلاتي جئن في أحلى لباس ، وآخر موضة تسريحة شعر ، فبقيت أنظر حائرة في أمري ، لكن الله عز وجل لم يتركني ، بل هيّأ لي مجموعة من الأخوات الصالحات انتشلنني من بحر الندم والضياع إلى عالم لا حدود له ، عالم آخر ملائكي .. فاخضرّت الحياة في وجهي وأزهرت ، ثم أنعم الله عليّ فحملت المصحف وحفظت ما تيسّر منه ، ودخلت المسجد .. فتحت الكتب أمامي في العقيدة والفقه والحديث والسيرة ، وحتّى الأناشيد الإسلامية .. كلام طيب .. علمت بتحريم الغناء ، ومصافحة الأجنبيّ ، وإظهار الزينة ، فإذا الحلال بيّن ، والحرام بيّن ، وحتّى الوالدة الكريمة بعد أن تحجّبت بناتها التسع ، وبدأنا نُسمعها من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه سلم الشيء الكثير ، تغيّرت كثيراً ، وأصبحت الصدر الحنون لنا ولزميلاتنا في المسجد ولله الحمد والمنّة ، أمّا موضوع الزواج ، فقد كان الأمر على عكس ما كانت تعتقد ، فقد تزوج سبع بنات من التسع من إخوة صالحين ، وبقيت اثنتان ، وهما على وشك الزواج إن شاء الله .
أمّا أنا فقد أخذت مكاني في المسجد عوضاً عن الشوارع والأسواق ، والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات ، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله . .
تقول أخرى:
لا ادري بأي كلمات سوف اكتب قصتي؟ أم بأي عبارات الذكرى الماضية التي أتمنى أنها لم تكن سوف أسجلها؟
فقد كان إقبالي على سماع الغناء كبيرا حتى إني لا أنام، ولا استيقظ إلا على أصوات الغناء، أما المسلسلات والأفلام فلا تسل عنها في أيام العطل لا افرغ من مشاهدتها إلا عند الفجر.

في ساعات يتنزل فيها الرب سبحانه إلى السماء الدنيا فيقول: ((هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه سؤله)) (متفق عليه).
وأنا ساهرة على أفلام الضياع أما زينتي وهيئتي فكهيئات الغافلات أمثالي في هذه السن قصة غريبة، ملابس ضيقة وقصيرة، أظافر طويلة، تهاون بالحجاب، إلى آخره.

اثر المعلم الصالح القدوة وفي الصف الثاني ثانوي دخلت علينا معلمة الكيمياء، وكانت معلمة فاضلة صالحة شدني إليها حسن خلقها، وإكثارها ذكر الفوائد، وربطها مادة الكيمياء بالدين.
حملتني أقدامي إليها مره لا ادري ما الذي ساقني إليها؟ لكنها كانت البداية.
ثم جلست إليها مره ومرتين فلما رأت مني تقبلا واستجابة نصحتني بالابتعاد عن سماع الأغاني ومشاهدة المسلسلات.
قلت لها: لا استطيعقالت: من اجلي.
قلت: حسنا من أجلك وصمت قليلا ثم قلت لها: لا ليس من أجلك بل لله إن شاء الله.
وكانت قد علمت مني روح التحدي.
فقالت: ليكن تحديا بينك وبين الشيطان فلننظر لمن ستكون الغلبة.
فكانت آخر حلقه في ذلك اليوم فلا تسل عن حالي بعد ذلك وأنا اسمع من بعيد أصوات الممثلين في المسلسلات، أأتقدم وأشاهد المسلسل؟ إذا سيغلبني الشيطان.
من تلك اللحظة تركت سماع الغناء ومشاهدة المسلسلات، ولكن بعد شهر تقريبا عدت إلى سماع الغناء خاصة، واستطاع الشيطان على الرغم من ضعف كيده كما اخبرنا الله أن يغلبني لضعف إيماني بالله.
وفي السنة الثالثة وهي الاخيره دخلت علينا معلمة أخرى كنت لا أطيق حصتها وعبارتها الفصيحة ونصائحها، إنها معلمة اللغة العربية وفي أول امتحان لمادة النحو فوجئت بالحصول على درجة ضعيفة جدا، وقد كتبت المعلمة في ذيل الورقة عبارات عن إخلاص النية في طلب العلم وضرورة مضاعفتي للجهد، فضاقت بي الأرض بما رحبت فما اعتدت الحصول على مثل هذه الدرجة ولكن وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم.
ذهبت أحثوا الخطى إليها فبأي حق توجه علي هذه العبارات؟ فأخذت تحدثني عن إخلاص النية في طلب العلم و.... و...

عِظم أمانة القرآن وفي اليوم التالي أخبرتني إحدى الأخوات أن المعلمة تريدني فلم الق لذالك بالا.
ولكن شاء الله أن أقابلها عند خروجها وهي تحمل في يدها مصحفا صغيرا صافحتني ووضعت المصحف في يدي، وقبضت على يدي وقالت: لا أقول لك هديه ، ولكن أمانه، فإن استطعت حملها وغلا فأعيديها إلي.
فوقع في نفسي حديثها، ولكني لم استشعر ثقل تلك الأمانة إلا بعد مقابلة إحدى الأخوات الصالحات.
فسألتني: ماذا تريد منك؟فقلت: أنها أعطتني المصحف وقالت لي أمانه فتغير وجه هذه الأخت الصالحة.
وقالت: أتعلمين ما معنى أمانه؟ تعلمين ما مسئولية هذا الكتاب؟ تعلمين كلام من هذا؟ وأوامر من هذه؟ عندها استشعرت عظم هذه الأمانة.
وكان القرآن الكريم أعظم هدية أهديت إلي، فانهمكت في قراءته، وهجرت وبكل قوة وإصرار العناء والمسلسلات.
إلا إن هيئتي لم تتغير قصة غربية، وملابس ضيقة، وأما تلك المعلمة فقد تغيرت مكانتها في نفسي، وأصبحت أكن لها كل حب وتقدير واحترام، هذا مع حرصها على الفوائد في حصتها وربط الدرس بالتحذير مما يريده منا الغرب من التحلل والإباحية ونبذ كتاب الله جانبا.
وفي كل أسبوع كانت تكتب لنا في إحدى زوايا السبورة آية من كتاب الله وتطلب منا تطبيق ما في هذه الآية من الأحكام.
وهكذا ظلت توالي من نصائحها، بالإضافة إلى نصائح بعض الأخوات، حتى تركت قصة الشعر الغربية عن اقتناع وأنها لا تليق بالفتاة المسلمة المؤمنة، وأنها ليست من صفات أمهات المؤمنين.
فتحسن حالي ولله الحمد، والتزمت بالحجاب الكامل من تغطية الكفين والقدمين، بعدما كنت أنا وإحدى الصديقات نحتقر لبس الجوارب حتى إننا كنا نلبسه فوق الحذاء؛ استهزاء ونضحك من ذلك المنظر.
أنهيت الثانوية العامة، والتحقت بجامعة (( الإمام بن سعود الإسلامية )).


وفي يوم من الأيام ذهبت مع إحدى الأخوات إلى مغسلة الأموات؛ فإذا المغسلة تغسل شابه تقارب الثالثة والعشرين من عمرها، ولا استطيع وصف ما رأيت...
تقلب يمينا وشمالا لتغسل وتكفن وهي باردة كالثلج.
أمها حولها وأختها وأقاربها أتراها تقوم وتنظر إليهم آخر نظرة وتعانقهم وتودعهم؟ أم تراها توصيهم آخر وصيه؟كلا لا حراك وإذا بأمها تقلبها على خديها وجنبيها، وهي تبكي بصوت وتقول: اللهم ارحمها.. اللهم وسع مدخلها.. اللهم اجعل قبرها روضه من رياض الجنة، وتقول لها: قد سامحتك يا ابنتي، ثم يسدل الستار على وجهها بالكفن.
ما أصعبه من منظر، وما ابلغها من موعظة، لحظات وتوضع في اللحد ويهال عليها التراب، وتسأل عن كل ثانيه من حياتها.
فو الله مهما كتبت من عبارات فلن أستطيع أن أحيط بذلك المشهد، لقد غير هذا المشهد أمورا كثيرة في حياتي؛ زهدني في هذه الدنيا الفانية.


لا تحقرن من المعروف شيئا واني أتوجه إلى كل معلمة وداعيه بل إلى كل مسلمة أيا مركزها ألا تتهاون في إسداء النصح، وتقديم الكلمة الطيبة، حتى لو أقفلت في وجهها جميع الأبواب، حسبها أن باب الله مفتوح.

عودي أخيه كما أتوجه إلى كل أخت غافلة عن ذكر الله منغمسة في ملذات الدنيا وشهوتها عودي إلى الله أخيه.
فو الله إن السعادة كل السعادة في طاعة الله، والى كل من رأت في قلبها قسوة، أو ما استطاعت ترك ذنب ما أن تذهب إلى مغسلة الأموات وتراهم وهم يغسلون، ويكفنون، فو الله إنها من أعظم العظات، وكفى بالموت واعظا، اسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة.

وتقول أخرى :

كنت متمادية في المنكرات والعصيان ولكم حاولت والدتي نصحي وتذكيري لدرجة أنها تبكي أمامي، ولكن بدون فائدة.
ظللت أسيره في طريق مظلم كالح، أتخبط فيه بين الأوهام والخيالات، وعندما يسدل الليل ستاره الأسود المخملي؛ أفكر فيما اعمله غدا، وعندما يشرق النهار أبلج واضحا؛ احمل هم الليل وبماذا سأقضيه.
ليس لي هم إلا الدنيا، وإضاعة الأوقات بدون فائدة وتمر ساعات وأنا ما بين أغنية ومجلة، أو فيلم ساقط، وهكذا ألبستني الغفلة من ثيابها ألوانا شتى، وذات يوم مللت من ذلك الروتين اليومي، ومن نصح والدتي وتذكيرها لي بوالدي المتوفى –رحمة الله- وحرصه علي.

تأثير القرآن
وفجأة دخلت غرفتي التي تضج بالأشرطة والمجلات والصور، وفتحت نافذة غرفتي فإذا بصوت إمام المسجد يهز مسامعي، وكلمات بارئي تفعل ما تفعله في نفسي من تأثير كبير.

سبحان الله .. ما اشد تلك الكلمات وما أعظمها

" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ(25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (30 )وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُالْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ " (35)


إنها الحياة الحقيقة ... ما أقسى الموت، وما اشد غفلتي عنه، القبر لقد طوته الغفلة في طي النسيان في حياتي، والصلاة ماذا عنها؟ إنها مجرد عادة إن وجدت في نفسي متفرغة أديتها، وإلا تركتها كغيرها من الفرائض، وكتاب الله لا تمسه يداي إلا في المدرسة إن حضرت هذه الحصة، وإلا هربت مع قريناتي.
ودق جرس الإنذار في نفسي مدويا، وانهالت الأسئلة في كل جانب من جوانحي.
يا إلهي...
ماذا أعددت لسؤال ربي؟
ماذا أعددت للقبر وضمته والموت وسكرته؟
لا شيء أبدا؛ لا رصيد لدي لأنجو به، ولا زاد أتزود به سوى حفظ عشرات الأغاني الماجنة.
يا إلهي... ماذا سأفعل؟ راح من عمري الكثير؛ ذنوب بالليل وآثام في النهار... إذا لابد من الرجوع... الرجوع إلى الله، والاستعداد ليوم تشيب فيه الولدان، وتضع كل ذات حمل حملها.
لابد من الاستيقاظ والعمل بالجد، والإخلاص، لعل الله أن يعفو عن الكثير، ويقبل مني القليل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.








21
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

**الشووق**
**الشووق**
جزاك الله خير
كللي حنيه
كللي حنيه
جزيتي الجنه حياتي .... بجد موضوع قمــــة بالروعه .....
الحرف الناطق
الحرف الناطق
في ميزان حسناتك ربي يوفقك ..
اطياف الذكرى ~
موضوع رائع الله يجزاك ألف خير راح يكون عندي بالمفضلة أرجع له وقت قسوة قلبي الله يعيذنا منها و يكفينا شرها:(
سارا 2010
سارا 2010
تــشــرفـــت بـــمــروركـــم الــعـــــــطــــر..