كلام العيون @klam_alaayon
عضوة شرف في عالم حواء
(مـ \سـ) || إنشقاق قلبين ||
قلبين ألتحما في يوم من الأيام ليصبحا قلب واحد بجسدين
وأيضا ً في يوم من الأيام انشقا ليخلف كل ُ منهما جرح عميق يزداد عمقه كل ما مرت السنين
حتى فقد كل منهما شكله
ونسي كل منهما كيف كان الآخر ... وكيف أصبح!
نهاية مشاعر دفينه انغرزت لـ 9 سنين
اجتمعا على رعايتها وسقايتها يوما ً بعد يوم ...
هل كانت أخوه؟
هل كانت صداقة؟
هل كانت أكثر من ذلك؟
نعم ... أكثر بكثييير!
مشاعر قوية ... أحدثت شرخا ً عنيفا ً
مفاجئا ً ولأسباب عندما امعنى النظر فيها .... وجدنا انها لا تحمل حتى ذرة وزن من المشاعر التي كانت بيننا
من هم أصحاب هذين القلبين؟
أنا ورفيقة عمري من الطفولة
قصة تأن بصدري كل مالاح طيف الذكريات التي جمعتنا .. حلوها ومرها
أو بالحقيقة لم تكن بها أية مرارة!!!
فلم أذق المرارة إلا بعد فراقنا ...
وللصدفة الغريبة اننا أول مرة إلتقينا فيها كنا بالتاسعة من العمر!!
كان لقائنا مضحك بعض الشئ .. فيه غرابة وفيه مفاجئة بالنسبة لنا نحن الإثنتين ...
فقد انتقلنا لتونا لبيتنا الجديد
في بلدتنا التي ولدنا بها ولكن أهلي كانوا ينتقلون
من منطقة إلى أخرى ... بسبب عمل والدي .. فهو بالقوات العسكرية ..
عدنا بعد 8 سنوات لبلدتنا الحبيبة والغالية
على قلبي وقلب أهلها ...
أتيت مع أهلي لرؤية بيتنا لأول مرة
كان والداي يتابعان امور البناء .. وما يترتب عليها من تأثيث وتنظيف ومتابعة
ورأيت سلّم العلية يجتذبني لأصعد إليه
وأرى الحاره من سطح المنزل ... وحقيقتا ً لم اقاوم هذا الشعور كثيرا ً
ووجدت عندها باب السطح ... وكان شبه مفتوح
بسبب العمال الذين كانوا يعملون بالمنزل ... ولم يكن هناك أحد غيري
كانت معي سيارة صغيرة ... لا ادري
كيف أصبحت بحوزتي!! فخطرت ببالي فكرة تسييرها على سور السطح مرورا من مقدمة المنزل إلى مؤخرته
وتوقفت فجأة لألمح أحدا ً من الجيران
يخرج راكبا ً دراجة هوائية صغيرة .... فشدني الفضول لرؤية من عليها!
وكانت هي عليها!!!!!!!!!!
كانت بمثل عمري ... فزاد فضولي لمتابعتها بكل هدوء
كانت فترة ما بعد العصر .. جو غائم ... ينثر بطياته رذاذ خفييف يداعب وجهي بكل رقة
وظننت لحظتها بأني غير مرئية!
ولكني تفاجئة بها حين نظرت لي فور خروجها!!
أرتبكت وتدحرجت مقلتي يمينا ً وشمالا ً
لأتجنب النظر إليها ... وإبدي عدم إهتمامي لها ونظرت ليدي لأتذكر السيارة الصغيرة
واعيد تسييرها فوق سور السطح .... ملقيتا ً بفضولي عرض الحائط ...
ولكني لم أكمل بضع خطوات إلا وأجد نفسي
اميل بعيني إتجاهها ... فوجدتها تقوم برفع مقود الدراجة كـ قفزات خفيفة ... وفهمت أنها تحاول لفت نظري!!!
وبالتأكيد نجحت في ذلك ... ولكن لدقائق معدودة
فحين فهمت اللفته
ادرت وجهي عنها وانا ابتسم بإستهزاء .. وكأنني لم أجد هذه الحركة تستحق الإلتفات!!!
فقاطعنا صوت الحق .. وأذن المؤذن
لصلاة المغرب .. حينها سمعت صوت أمي مناديا ً لي لكي أنزل من على السطح
فأخذت نظرة خاطفة عليها لأتأكد من لفت انتباهها وانني سأهم ّ بالذهاب ...
دخلت هي منزلها .. ونزلت انا من على السطح
لأجد أهلي وهم يأخذون بعض الأغراض .. ويستعدون للخروج من المنزل
فـ خرجت معهم ببطئ وركبنا السيارة ..
ونظرت لمنزلنا .. وما حوله .. بعدم إهتمام ... فقد كان كل شئ ممل بالنسبة لي!
وسمعت أبي وأمي يتحاوران ...
أمي وهي تبحث عن مفتاح بحقيبة يدها:
- دعنا نسلمّ المفاتيح لبيت فلان
حتى يرعون لنا الزرع ... فقد قالت لي زوجة فلان بأنها تهتم بالزرع كثيرا ً
والدي وهو يشغل محرك السيارة:
- حسنا ً... ولكن هل يوجد أحد
بالمنزل الآن؟
حينها رأيت السيارة تتوجه لمنزل تلك الفتاة!!!!!!!!!!!!
وياااااالها من صدفة بالنسبة لي ... سألت أمي بكل إستغراب:
- منزل من هذا؟؟؟
أمي بكل هدوء:
- منزل عمك فلان
أعدت صيغة السؤال بكل ذهوووول!!:
- من عمي!! وكيف يكون عمي؟؟ وهل هم أقاربنا؟؟ وهل عندي بنات عم لا أعرفهن؟؟؟
أمي بكل تملل من هجوم أسئلتي:
- نعم عمك يكون ابن عمي ... وهم من أقاربنا لا تعرفينهم من قبل ..
أجابتني ونظرها متجه إلى والدي الذي كان يقف أمام
منزلهم .. ويدق الجرس بإنتظار من يأخذ المفتاح ...
فأرى نفس الفتاة تخرج
له وتأخذ المفتاح منه وعينها تحدق لمن بالسيارة!!
وكانت مفاجئة جميلة
بالنسبة لي!
وأنتهى مشهد لقائنا الأول!
53
3K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
لم اخبركم عن أم فلانة .. كم هي إنسانة رائعة
بكل ما تحمله الكلمة من معنى ...
لم أصف لكم طيبة قلبها وصدق حبها لي
وكأنني إحدى بناتها ... حتى إنها تقف في صالحي إن صار بيننا اي خلاف او زعل طفولي
كانت تحضرّ لنا وجبات خفيفة
لذيذة كلها حب ... لم تكن مجرد زوجة عمي ... لم تكن خالتي
فقد كانت أمي الثانية .... فحبي لها مثل حبي لأمي ...
لقد غمرتني طول السنين الماضية
بحنان الأمومة الصادق ... لم أسمع منها بيوم من الأيام اي كلمة جارحة لي
لم أشعر أبدا ً بأي فرق بيني وبين بنات عمي ... كنت فعلا ً أختهن ....
مرت السنين ... والأيام
والمحبة تكبر وتزداد وتصبح أكثر متانة وصلابة ... دخلنا الإعدادية
ثم الثانوية ....
و آه من الثانوية!!!
ألفنا الأشعار عن الثانوية
ورددناها بكل طرب ... سجلنا اصواتنا ونحن نرددها بالمسجل مع التصفيق والإيقاعات المزعجة!!
لم نصدق اننا كبرنا وسندخل الثانوية!!
ولم نكن نعلم بأنها بداية النهاية!
.
أعذروني قد لا اصف لكم المشكلة الحقيقية
لأنها خاصة جدا ً ... ولكني سأصف لكم كيف فرق القدر بيننا كما جمعنا معا ً
سأصف لكم كيف يكون الشيطان
حاملا ً معولا ً يحفر به .. بين إثنين تحابا في الله ... وكيف انه ينتهز أي فرصة ليقعى في حفرته النتنه!!
كيف يفرق شملّ الأحباب
ويقلبهم في أيام معدودة إلى أغراب!
.
حدثت المشكلة ... وكانت كبيرة .. ليست هينا
وحدث الشرخ فجأةً من كلمة قالتها فلانة عني ... كلمة لأول مرة تدفعني إلى الحائط وتوجه لي سهم الإنسحاب!
كلمة واحدة ... قالتها فلانة .. قالتها حبيبة قلبي
قالتها من تعرفني وأعرفها منذ الصغر ... قالتها من تكن لي كل صدق المشاعر
لا أقول ان معها حق .. ولا أقول انه معي حق
فقد كنا نحن الإثنتين مخطأتين .... هي أخطأت .. وأنا حاولت إصلاح الخطأ بطريقة خاطئة وحين
دفعتني عنها بكلمتها ... لم اتمسك بالمحاولة مرة ً أخرى!
فقد حاولت 4 سنين .. إصلاح الذي كان ينكسر
بيننا لظروف خارجة عن إرادتنا نحن الإثنتين ...
ولكن يقال ان بعض الأمور إذا انسكرت
فإنها لا تتصلح .. ولا تعود كما كانت!
.
أعلانا الفراق ...... شيّدنا الخصام
كلُ منا مزقت الذكريات .... صور - مذكرات - أشرطة - هدايا
كل واحدة منا اعادت للأخرى
هداياها ... وصورها التي مزقت إلى نصفين! ودفاتر المذكرات إلى صفحات منفصلة
كل شئ كان يتهاوى ... وينهار
كل واحدة مننا اخذت سكيناً حاداً وغرزته بصدرها قبل صدر الأخرى!!
وإفترقنا!!
-=- يـ تـ بـ ـع -=-
كلام العيون :[ الجزء الثالث ] لم اخبركم عن أم فلانة .. كم هي إنسانة رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ... لم أصف لكم طيبة قلبها وصدق حبها لي وكأنني إحدى بناتها ... حتى إنها تقف في صالحي إن صار بيننا اي خلاف او زعل طفولي كانت تحضرّ لنا وجبات خفيفة لذيذة كلها حب ... لم تكن مجرد زوجة عمي ... لم تكن خالتي فقد كانت أمي الثانية .... فحبي لها مثل حبي لأمي ... لقد غمرتني طول السنين الماضية بحنان الأمومة الصادق ... لم أسمع منها بيوم من الأيام اي كلمة جارحة لي لم أشعر أبدا ً بأي فرق بيني وبين بنات عمي ... كنت فعلا ً أختهن .... مرت السنين ... والأيام والمحبة تكبر وتزداد وتصبح أكثر متانة وصلابة ... دخلنا الإعدادية ثم الثانوية .... و آه من الثانوية!!! ألفنا الأشعار عن الثانوية ورددناها بكل طرب ... سجلنا اصواتنا ونحن نرددها بالمسجل مع التصفيق والإيقاعات المزعجة!! لم نصدق اننا كبرنا وسندخل الثانوية!! ولم نكن نعلم بأنها بداية النهاية! . أعذروني قد لا اصف لكم المشكلة الحقيقية لأنها خاصة جدا ً ... ولكني سأصف لكم كيف فرق القدر بيننا كما جمعنا معا ً سأصف لكم كيف يكون الشيطان حاملا ً معولا ً يحفر به .. بين إثنين تحابا في الله ... وكيف انه ينتهز أي فرصة ليقعى في حفرته النتنه!! كيف يفرق شملّ الأحباب ويقلبهم في أيام معدودة إلى أغراب! . حدثت المشكلة ... وكانت كبيرة .. ليست هينا وحدث الشرخ فجأةً من كلمة قالتها فلانة عني ... كلمة لأول مرة تدفعني إلى الحائط وتوجه لي سهم الإنسحاب! كلمة واحدة ... قالتها فلانة .. قالتها حبيبة قلبي قالتها من تعرفني وأعرفها منذ الصغر ... قالتها من تكن لي كل صدق المشاعر لا أقول ان معها حق .. ولا أقول انه معي حق فقد كنا نحن الإثنتين مخطأتين .... هي أخطأت .. وأنا حاولت إصلاح الخطأ بطريقة خاطئة وحين دفعتني عنها بكلمتها ... لم اتمسك بالمحاولة مرة ً أخرى! فقد حاولت 4 سنين .. إصلاح الذي كان ينكسر بيننا لظروف خارجة عن إرادتنا نحن الإثنتين ... ولكن يقال ان بعض الأمور إذا انسكرت فإنها لا تتصلح .. ولا تعود كما كانت! . أعلانا الفراق ...... شيّدنا الخصام كلُ منا مزقت الذكريات .... صور - مذكرات - أشرطة - هدايا كل واحدة منا اعادت للأخرى هداياها ... وصورها التي مزقت إلى نصفين! ودفاتر المذكرات إلى صفحات منفصلة كل شئ كان يتهاوى ... وينهار كل واحدة مننا اخذت سكيناً حاداً وغرزته بصدرها قبل صدر الأخرى!! وإفترقنا!! -=- يـ تـ بـ ـع -=-[ الجزء الثالث ] لم اخبركم عن أم فلانة .. كم هي إنسانة رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى...
مرت سنة .. سنتين .. ثلاث سنوات
وانتهت فصول القصة بنهاية السنة الدراسية للثانوية العامة
انتقلت لإكمال دراستي بالخارج
وانتقل أهلي من الحاره القديمة .... وبقيت المنازل
ترسم خطواتنا وضحكاتنا بجميع أرجائها ...
عدت بعد سنة من الدراسة
وقمت بزيارة خاطفة لهم ... كانت من باب المجاملة والحفاظ على الود
فما قد إنكسر ... إنكسر وأنتهى!
والسبب تحلل وأختفى .. وعادت المياه
لمجاريها عند الجميع .... إلا مياهنا لم تعد ولن تعد ..
ومضت الأيام وجائني خبر مؤسف
كدر خاطري واثقل لياليّ ... سمعت خبر مرض خالتي الغالية أم فلانة
أصابها المرض الخبيث وأعيتها المعانات .... كم وكم تألمت لهذا الخبر الأليم ...
ودعيت ربي أن يشفيها ويبدل عذابها
بثوب العافية .... فـ بدأت سفراتها للعلاج ... ورجوعها بين فترة وأخرى
هممت خلالها ان أزورها وأطمئن عليها
ولكن الظروف منعتني قليلا ً .... فلقد تزوجت وإنشغلت بحياتي الخاصة
أتذكر مكالمة أجريتها مع خالتي .. وقالت لي جملة
بقيت ترّن في أذني للآن .... وكل ما تذكرت تلك الأيام ..
سألتها عن صحتها وحالها
وسألتني بكل حنان:
- فلانة ... أمازلتي تحبينني مثل زمان؟
آآآه من هذه العبارة ..... تلعثمت ولم استطع
الرد لوهله .... ولكني استجمعت نفسي وأجبتها بكل أسى:
- والله يا خالتي إني مازلت وسأظل أحبك مثل زمان وأكثر
فغلاتك عندي لن تتغير ... مهما كان ومهما حدث
أراحتها هذه الإجابة كثيرا ً .... وبدأت تفدي نفسها
علي وعلى محبتي لها .... للآن اتذكر صوتها المتعب والمرهق من شدة المرض تلك الفترة
ولكن الحمدلله بلغنا خبر شفائها وإستعادتها لعافيتها
وتجاوبها مع العلاج بشكل ممتاز .... يااااااه يا لفرحتنا ... كنت اخطط مع أمي
لزيارتها ان شاء الله خلال الأيام القادمة ...
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ... أجبرتني
الظروف على التأخر بالزيارة .... ولكني صادفتها في عزاء أحد أقاربي رحمة الله عليه
وكم فرحة لرؤيتها .. وضممتها إلي بشدة
وتمعنت بالنظر إلى وجهها الذي غيرته الآلآم ... فوجهها الجميل تغيرّ ...
لم أصدق بأنها تغيرت بهذه السرعة .... كم عانت خالتي العزيزة ... وكم تكابر على آلآمها
ابتسمت لي ... وقد فهمت سرّ تركيزي
عليها ... سألتها بحزن:
- خالتي التعب واضح عليك ... أتمنى من كل قلبي ان تستعيدي عافيتك وبريقك
الذي عهدناه ... وأن أراك دائما ً وإنتي بخير ان شاء الله
ضحكت وقالت:
- كل شئ بأجره ... والحمدلله انا بخير وعافية وشفيت ولله الحمد
ويجب على الإنسان ان يصبر ويتحمل ....
قاطعتنا إمرأة أخرى ... وتبادلت أطراف الحديث
مع خالتي وأستأذنت منها وأبتعدت عنها وقلبي يتألم لحالها .... ولإحساسي
بالشوق بعد ما أجبرتنا الظروف على الفراق ... عنها وعن توأمي الغالي ...
وأكملنا سيرنا بهذه الدنيا ... وبيوم ما سمعت خبر إنتكاستها
ورجوع المرض لها مرة ً أخرى!!!! يا لصدمتي!!
فقد كانت صدمة غير متوقعة لنا جميعا ً ..
وحين بلغني الخبر علمت بأنها سافرت فورا ً للخارج للعلاج
ووعدت نفسي بأني سأزورها بإذن الله
هذه المرة في المنزل ... بعد ان غبت عن هذا المنزل 5 سنوات ...
هذا المنزل الذي حفظت كل زاوية فيه ... وكل ركن من أركانة ...
وبعد يومين .. إستيقظت على صوت رسالة من أخي
كُتبى فيها مالم يكن في الحسبان .. :
- توفيت خالتي فلانة رحمة الله عليها
اترك لكم تصور حالي كيف كان
بعد قراءة هذه الرسالة ... أن اقوم من نومي على هذه الصاعقة!
بالأمس كنت اقول لأمي اني سأزورها ..
بالأمس فقط اخبروني بسفرها ... كيف ومتى ... لا حول ولا قوة إلا بالله .. لا حول ولا قوة إلا بالله
رحلت خالتي الغالية و أمي الثانية .. تركتنا
بلا إنذار ... تركتنا و أدمت قلوبنا من البكاء ...
اللهم لا إعتراض على حكمك و قضائك .. اللهم أرحمها و أغفر لها
و اسكنها فسيح جناتك .. وإرحمنا وجميع المسلمين ...
تأخر قدوم جثمانها بسبب مشاكل النقل الجوي
قالت لي إبنة عمي ... و الحزن يعتصر صوتها:
- جاءت امي معي و ها أنا أرى تابوتها ينقل مع الشحن! آآه يا امي
و آه يا غاليتي ... ذهبت انا و أمي للعزاء ... وكلٌ منا حائرة ومنصدمة
ولكننا مؤمنين بقضاء الله وقدره ... وأن منية الإنسان تأتي بدون توقع!
هذه اللحظات بحياتنا تمسك بنا وتهزنا بشدة حتى
نستيقظ من غفلتنا .... نعم غفلتنا !!
وصلنا وها هو زوجي يوقف سيارته امام باب المنزل
وقفت لبرهه انظر لمعالم هذا المنزل .. استعيد في ثواني معدودة سيلاً من الذكريات
احسست بشئ يضغط على حنجرتي بشدة
و شعرت بلسعات في عينيّ .... شددت من أزر نفسي و حاولت تمالكها
فهناك كثير من النساء في العزاء لن تفهم سر حزني الشديد هذا .... !
وخطوت بأقدامي التي اجرها خلفي لكي اكمل طريقي إلى
هذه الآلآم المتدافعة نحوي بعجل ...
سمعت صوت بكاء ونواح
وسمعت صوت حديث متبادل ... هكذا هو حال العزاء
ناس تحضر للواجب فقط .. وناس تحضر وقلبها متقطع على فقيدها
دخلت وعينيّ تبحث عن بنات عمي
أين هن .. وكيف حالهن!!
غرفة .. غرفتين .. صالة ... مجلس
ولم أجدهن!
أكملت صعودي للطابق الثاني
ياااااااه لم ادخل هذا الطابق الجديد علي!! والذي لم يرتسم على جدرانه اي من أيامنا الحلوه!
وأخيرا ً وجدت إحد بنات عمي ...
وبدون شعور .. أغرورقت عينيّ بالدموع الساااااخنة ...
أقبلت عليها أود تعزيتها ولكنني وجدتها تعزيني أنا !! فقد إنهرت بالبكاء وانا أحتضنها
بكيت كـ طفلة صغيرة ضائعة
وجدت من تعرفه!
هدأتني وصبرتني وانا التي يجب عليها
ان تهدأ الأخرى!!
سألتها بصوت مخنوق ومتقطع:
- أين فلانة؟
أجابتني بهدوء وإبتسامة خفيفة:
- فلانة لم تأتي للآن ... مازالوا ينتظرون إحضار أمـ ...... وسكتت
وسكت انا ايضا ً .. واشحت بنظري عنها
حتى لا أبدأ من جديد!!
بقيت انتظر قدوم فلانة .. وأنتظر لحظة إلتقائنا بعد هذه
السنوات الطويلة الباردة ...
دخلت فلانة وقد تجاذبتها النساء كل واحدة
من جانب .. تبكي وتنوح عليها ... وهي تصبرهن وتخبرهن ان خالتي في جنة الفردوس بإذن الله
تخيلوا معي صبرها!!
بقيت خلف النساء مستندة ً إلى حائط
أراقب ما يجري والرؤية تكاد تكون معدومة من الدموع ...
إنتبهت لي وانا بعيدة ... جائتني فورا ً
وتركت كل النساء .... نادتني وهي متجهة ً إليّ: فلانة ... فلانة
طأطأت برأسي في خجل ... أعاتب نفسي
بشدة وبقسوة ... ولكنها أخذتني بالأحضان بكل طيبة وحنان معتاد منها ...
حينها فقط!!
حنيها فقط ... أجهشت بالبكاء .. بمرااااارة وحرقة
بكااااء عمره 9 سنوات وفوقها 5 سنوات فراق ... شعرت بأن أشلاء قلبي تمزقت من شدة النحيب
وبادلتني البكاء ... ولكن بعبارات
تصبرني وتواسيني!! وتطمأنني بأني مازلت غالية عليها
وعتاب حنون يعبرّ عن إشتياقها للقائي منذ زمن ...
كلُ منا أعتذرت للأخرى على تقصيرها
وعدم تفهمها ... كل ُ منا كسرت جليد الجفاء ...
كلٌ منا ... أخرجت أنين السنين
وآه كم كانت مؤلمة .. شعرت بشحنة كبيرة ألقيت عن كاهلي!!
بعدها بقينا لساعات ... نتحادث
تارة ً نبكي وتارة نضحك!
خلالها نظرت إبنة عمي لي نظرة أليمة
محاولةً كبت كلام تتردد في قوله .. بادلتها النظر وقلت لها بهدوء:
- ما بك؟
ابتسمت وغضت نظرها ... وقالت:
- هل تعلمين بأن أمي سألت عنك قبل أن نسافر؟ كانت تريد ان تراك ...
وألحت برغبتها هذه وأفهمتها انك أصبحتي متزوجة ويصعب عليك المجئ لنا بأي وقت ....
آآآآآآآه .... أحسست بخنجر إنغرس بصدري
أجبتها بكل حزن والألم يعتصر قلبي:
- صدقيني لم أعلم بشئ إلا بعد سفركم ... وإلا لكنت أول الزائرين ..
ياليتك أخبرتني ... يااااااليــ ...
وغلبتني دموعي .. فأسكتتني ...
تبقى هذه الجملة تأن بأذني ... كل ما تذكرتها
إنا لله وإنا إليه راجعون
.
يـ تـ بـ ع
متابعة لك ،،،
ماشاء الله اسلوبك رائع وجذاب
ضحكت على حركاتكم البريئة مرحلة الطفولة لكن في الأخير الدموع تحولت سيول الله يسامحك :icon33:
اترقب التصاق القلبين
ماشاء الله اسلوبك رائع وجذاب
ضحكت على حركاتكم البريئة مرحلة الطفولة لكن في الأخير الدموع تحولت سيول الله يسامحك :icon33:
اترقب التصاق القلبين
الصفحة الأخيرة
بعد لقائنا الأول .... تجدد اللقاء مرة ً أخرى
ولكن هذه المرة كان بموده أكثر .. فقد علمت كلُ منا بإنها إبنة عم الأخرى ..
أتيت مع أهلي لنفس المتابعة
ولكني هذه المرة خرجت من المنزل للساحة الأمامية التي كانت
تجمعنا بجميع جيراننا ... ووقفت هناك انتظر تلك الفتاة التي للآن لا أعلم ما إسمها!!
أو بمعنى أصح .. نسيت
أن أسأل عن إسمها ..
وانا انتظر أخذت بعض الحصى
ألقي به بملل شدييييد .... تارة ً عيني على مكان الحصى الذي رميته
وتارة ً أخرى على باب منزل جيراننا
وأخيرا ً .... خرجت إبنة عمي
ولكن !!!!!!!!!!!!!!!!
كانت معها فتاة أخرى!
دار ببالي 100 سؤال .. ولكني بدون وعي
مني أعدت نفس التمثيلية لمشهدنا الأول!! وركزت إهتمامي على الحصى وإكمال إنتظاري لشئ آخر لا أعلمه!
وسمعت خطوات متثاقلة ... وأخرى متسارعة
تتجه نحوي ... وانا ألتقط الحصى رأيت أقدام تقف أمامي ... فوجدت نفسي أرفع عينيّ
إلى اصحابها وانا اخفي إبتسامة فرح خفيّه ..
ورفعت حاجبيّ في إستغراب و لساني حالي
يشدّني للكلام معهن ... ولكني ألتزمت الصمت وإنتظرت المبادرة منهن!!
حينها سمعت صوتها .. وهي تسأل
بكل تمردّ:
- ما إسمك؟
تنهدت ببطئ ونظرت للحصى وأجبتها:
- فلانة!! وأنتي؟
أجابتني بحماس شديد:
- أنا فلانة وهذه أختي فلانة
زادت فرحتي لمعرفتي بأن
إبنة عمي صارت إثنتين .... فقد كنت اتوق لأقاربي بشدةّ لبعدي عنهم سنين طويلة
غيرت محور حديثنا فجأة بدون مقدمات أخرى:
- هل تستطيعين ركوب دراجة هوائية؟ أم لا تعرفين؟!
أجبتها بسرعة ... ونبرتي ملئها الإستكبار:
- طبعا ً اعرف!!!!! هل توجد بها صعوبة!!
أخذت يدي وسبحتني معها وهي تقول:
- حسنا ً هيا بنا نركب الدراجة معا ً فلدى أخواني عدة دراجات!
فأخذت اسابقها من شدة حماسي
وانا اقول لها:
- هل نستطيع ركوبها في الشارع؟! اخشى ان ترانا أمي!
فإلتفت إلي وهي تكمل مسيرها:
- ولما تريدين ركوبها في الشارع؟؟؟؟ هنا نركبها افضل
قلت لها بإنزعاج بسيط:
- لا أحب ركوبها في الأماكن الوعره ..
أجابتني بكل حماس:
- حسنا ً كما تريدين , هيا بنا قبل ان يأذن المغرب
وركبت كلُ منا دراجة وانطلقنا بكل حيوية ونشاط الطفولة
إلى الشارع ... وكلي قلق من رؤية امي لي .. ولكن نشوة الحماس غلبتني!!
وتسابقنا وطرنا بأحلامنا التي
كانت تأخذنا إلى عالم آخر .. عالم لا يحمل بداخله إي تعقيدات فقط تسلية ومغامرات
حين عدنا وجدت أمي بإنتظارنا
وهي منزعجة ... أو بمعنى أدق ... غاضبة!
اوقفت الدراجة فورا ً ونزلت منها
بسرعه خارقة! من شدة الإرتباك .. كـ شخص قبض عليه وهو متلبس بالجريمة!
ووقفت معي إبنة عمي وأختها
نفس وقفتي .. ولكنهن وقفن بإستغراب .. ولا يعلمن من هذه المرأة
ولما وقفت فلانة ولم تكمل ركوبها ..
نظرت إلى إبنة عمي واعطيتها الدراجة
وشكرتها على هذه الجولة الممتعة وقلت لها بصوت منخفض
هذه امي والآن يجب ان اذهب ... وابتعدت عنهن بخطوات مسرعه
ولكن الحمدلله ان امي لم تأخذ
الموضوع بغضب ... فقد نبهتني بعدم الخروج بدون إذنها .. لأنها بحثت عني
ولم تجدني وانشغل بالها عليّ ....
بعدها خرجنا من المنزل مجددا ً
واثناء ركوبي السيارة وجدت إبنتا عمي تقفان عند باب منزلهما وتلوحان بإيديهما بإشارات من بعيد ..
فـ خاطبتهما بصوت عالي:
- مع السلامة .. قريبا ً سننتقل لمنزلنا ونلتقي مرة أخرى
وأجابت إبنة عمي التي في سني
بكل ودّ:
- بإنتظارك , مع السلامة
.
بعد عدة أيام انتقلنا فعلا ً لمنزلنا وأخيرا ً
فقد كنت اعدّ الأيام ... وانا في شوقّ للقائهن من جديد وقضاء وقت ممتع معهن ..
ولكم ان تتخيلوا كم من الذكريات
التي قد تقضيها طفلتين تكبران معا ً... يوميا ً بالساعات الطويلة وبكل الأوقات
كنا نتشارك الأسرار والمغامرات
والفرح والغضب والمشاغبات اللطيفة ...
كنت إذا رأيت حلما ً ... وقمت في الصباح الباكر
أذهب إلي منزلها وأدق الجرس .. فتجيبني الخادمة بأنها نائمة .. فأقول لها إفتحي الباب
انا سأوقضها !!
وأدخل لغرفتها وأوقضها من نومها بكل بساطة
وأقول لها تعالي رأيت حلما ً واريد ان اقصه عليك ... فتقوم مسرعتا ً من نومها بكل نشاط وحيوية
ونقعد عند درج المنزل ونتحدث طويلاً بدون كلل أو ملل!!
هذا أبسط مثال .. لما كان بيننا من توافق
ومن إنسجام ... لم تكن بيننا أي حواجز ولا حتى الظروف كانت تمنعنا من لقاء بعضنا وبأي وقت!!
كبرنا ونحن على نفس الأحوال
صرنا كـ توأمين لا يتفارقنا إلا للنوم!!
كانت لنا جلسة صغيرة .. خارج المنزل
ملاصقة لسور منزلنا .. عبارة عن 5 طوابيق بناء بقيت من أيام العمال الذين كانوا بمنزلنا يعملون ..
كونا منها 4 مقاعد .. وطاولة!!
ونظفناها من الحصى
وكانت جلستنا الدائمة .... وإسميناها " القاعده " ههههه
لم نكن نعلم ان هذا المسمى
سيكون له أثر بالمستقبل!!!
كنا نقضي فيها أسعد الأوقات
وأمتعها ... لعب و ضحك و مغامرات ... نأكل هناك ونشرب
ونستضيف جميع اقاربنا فيها !!!
حتى وقت الظهيرة ... لا مخلوق
في الخارج غيرنا .... لا توجد حتى مظلة تحمينا من أشعة الشمس!!
إذا تذكرت هذه الأمور استغرب
كيف استطعنا ان نبقى في الخارج في هذه الأوقات!!
نأتي من المدرسة ... ونبدل ونستحم
ونخرج للقاعدة!! حتى في الأيام الرعدية الممطرة كنا نخرج!
كنت اكتب بعض مذكراتي
والتواريخ المميزة التي جمعتنا في دفتر الملاحظات التابع للعسكرية!!!
لأنه يخص والدي ولديه منه عدة نسخ!!
حتى الآن هذا الدفتر معي!
.
يـ تـ بـ ـع