مفسدات القلوب وآثارها

إن للقلوب مفسدات قد لا تخطر على بال الكثير من الناس احدث عنها بإيضاح
اعلمي اختاه ان القلب لا نعيم له ولا لذة ولا إبتهاج ولا كمال إلا بمعرفة الله ومحبته والطمأنينة بذكره والشوق إلى لقائه قال إبن تيمية رحمه الله : إن في الدنيا جنة ومن لم يدخلها لم يخل جنة الآخرة وقال أحد العرفين مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها قالوا وما أطيب ما فيها قال : محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه والإقبال عليه والإعراض عما سواه وكل من له قلب حييشهد يشهد هذا
فأما من المفسدات للقلب 1_كثرة الخلطة : فكم جلبت كثرة خلطة الناس من نقمة وكم دفعت من نعمة وأنزلت من محنة واوقعت من بلية والمقصود الخلطة الفاسدة من رفقاء السوء قال تعلى ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )
والضابط النافع في أمر الخلطة : أن يخالط الناس في الخير ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات وإن دعت الحاجة إلى مخالطتهم في الشر فالحذر الحذر من ان يوافقهم وليصبر على أذاهم وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات فاليجتهد إن يقلب ذلك المجلس طاعة لله ولا يلتفت إلى الوارد الشيطاني القاطع له عن ذلك بأن هذا رياء ومحبة لإظهار علمك وحالك وليستعن بالله ويؤثر فيهم من الخير ما استطاع فإن عجز عن ذلك فليسل قلبه من بينهم وليكن فيهم حاضرا غائبا ويسمع كلامهم ولا يعيه لأنه أخذ قلبه من بينهم وهذا يسير على من يسره الله له ولينال العبد ذلك لا بد من أن يصدق مع الله ويديم اللجوء إليه ويلقي نفسه على بابه طريحا ذليلا ولا يعين على ذلك إلا المحبة الصادقه لله والذكر الدائم بالقلب واللسان

يتبع