السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقالة من ذهب كتبها نشرت في صحيفة الوطن
25 / 12 / 1426هـ
للكاتب
علي بن سعد الموسى
هل يكفي مجرد الامتناع عن أكل - زبدة -
دنماركية لتكون هذه الخطوة البليدة الباردة
بمثابة انتصار لنبي وهادي هذه الأمة؟ أولاً،
فالمسألة ليست انتصاراً لنبي تعهد ربه أن يتم نوره:
نحن ننتصر لأنفسنا ولكرامتنا أما نبينا المصطفى فقد عاش وانتصر لنفسه.
لم تزده أحابيل وحيل قريش إلا قوة ولم يمت عليه أفضل الصلاة والسلام
إلا برأس شامخ مرفوع ولم يغمض عينيه غمضتهما الأخيرة
إلا وقد رأى رسالته بشارة تضرب في أعماق الأرض.
نحن لا ننتصر له لأننا أضعف بكثير من هذه الخطوة.
نحن ننتصر لأنفسنا المهزومة المكسورة،
فالنبي في الصحف الدنماركية إشارة لنا لا إشارة عليه أو له.
النبي في غنى تام عن نصرتنا له ولو كان بيننا لطلبنا الانتصار لأنفسنا لا له.
المسألة ليست في حاجة إلى بيانات شجب.
إنها بحاجة إلى أجندة عمل.
المسألة ليست بحاجة إلى بيانات منظمات وهيئات
لا تخرج توصيتها عن الورق.
المسألة بحاجة إلى قرارات دول.
يفترض أن نضع هذه الزبدة على النار لا أن نحفظها في ثلاجة.
أن تستدعي كل دولة سفراء الزبدة المعتمدين لتبلغهم قراراً واحداً
واضحاً لا خيارات فيه:
أن يوقفوا هذا العبث فورياً وخلال أسبوع
وإذا لم يكن باستطاعتهم أن يوقفوه فليركبوا الطائرات
في نهاية ذات الأسبوع وليعودوا إلى تلك - الكوبنهاجن -
ليستمتعوا مع شعبهم هناك بقراءة الصحف.
يفترض في القرار ألا تنفرد به دولة واحدة من دول الرابطة
أو المؤتمر وألا تخذله أخرى تحت لغة دبلوماسية مغلفة.
إذا لم تكن لدينا شيمة الاعتزاز بمبادئنا وعلى رأسها ديانتنا،
فأين يكون الاعتزاز،
وإذا لم تظهر هذه الكرامة واضحة جلية ولو بطرد سفير
فإن أول من سيحتقرنا هم هؤلاء السفراء الذين تصلهم نسخ صحفهم إلى مكاتبهم عبر الحقائب الدبلوماسية. إنهم يقرؤون إهانة نبينا وإهاناتنا داخل سفاراتهم وتحت حصانة العرف الدبلوماسي.
أما أن تكون أغلى قراراتنا وزبدة احتجاجاتنا أن نقاطع زبدة،
فهذا قرار ضعف يستحق رسوماً كاريكاتورية في ذات الصحف. نريد لقرارنا الجماعي أن يهز دولة لا أن يذهب إلى خراج بقرة. نريد أن نبلغ كل سفير أن المسألة أبلغ من اعتذار وأقوى من مساومة.
نريد أن نبلغهم أننا من بين كل ديانات الأرض، وحدنا،
نصلي على موسى وعيسى ونعترف بكل الأنبياء
ونقرّ أننا أتباعهم وعلى طريقتهم في الرسالة الخاتمة.
نريد منهم، لا معاملة بالمثل، بل أن يوقفوا هذا العبث.
نريد لأنفسنا ألا نكون مجرد أمة امتنعت عن زبدة
ولو استمرأنا هذا الفعل لوجدنا أنفسنا غداً في صحف أخرى
وفي دول أخرى نقاطع لها الأرز أو الكاكاو.
عندما نهان أو تدوس العنصرية على كرامتنا
لا أدري لماذا لا نفكر فوراً في احتجاجات المعدة
وزبدة القولون ومشروب البطن.
ذلك أننا اليوم مع الأمم مجرد بطن.
الريم2002 @alrym2002
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
كوب قهوه
•
الله يعطيك العافيه
الصفحة الأخيرة