منكرات الزفاف والزينة~
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أضحك وأبكى، وأمات وأحيا، وخلق الزوجين الذكر والأنثى، أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له،
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، له الكبرياء في السموات والأرض وهو الحكيم الخبير،
وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أخواتي في الله: في مثل أيام الإجازات تكثر الزيجات، فلله الحمد والمنَّة، لكن المقام وحال كثير من الأنام في مثل هذه الأيام، يستوجِب العظة والذكرى، نصحًا وتذكيرًا لأولى الأحلام والنهى.
تلك التذكرة يا أخوات مما نشاهده بأمّ أعيننا، وأخباره تملأ أسماعنا، بل ولربما صنعته أيدينا ومن غيرنا وأهلينا من منكرات وخطيئات، تعجّ بها أفراحنا وتمحق بركة أعراسنا،
أخواتي لنتحسّس الداء، علّنا نتوب ونستغفر ونعرف وننكر ونجانب ونحذر، علَّ الله أن يرحمنا ويسبغ نعمه علينا ولا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
و ها هي بعض المنكرات /
المغالاة في المهور.. فقد أصبح الزواج اليوم محاطًا بأغلال الفخر الزائفة والخيلاء الكاذبة، والآباء والأمهات والقدوات في المجتمع بأيديهم القضاء على كثير من المشاكل
والعادات والتقاليد التي جعلت العزوبة تفشو في شبابنا والعنوسة تغزو بناتنا..لقد ظن بعض الناس أنه كلما زاد المهر كلما زاد شرف وقدر ابنته، والعكس هو الصحيح لفعل
النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي ما أصدق امرأة من نسائه ولا بنتًا من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية ونصف، أي: ما يعادل اليوم 116 ريالاً.
ولقوله صلوات الله وسلامه عليه: ((أعظم النساء بركة ـ وماذا يريد الزوج وأهله وأهل الزوجة سوى البركة؟! ـ أيسرهن مؤونة))، فكلما زادت المهور والتكاليف قلت البركة والخير،
وكلما كان الاقتصاد والتيسير عظمت البركة بإذن الله، ولو تتبعنا بعض حالات الطلاق لوجدنا الزواج كان قائمًا على الكلفة والتعسير والمبالغة مما أفقده بركته حتى وقع الطلاق.
التكلّف والسرف في عقد القران والملكة، حتى أصبحت كالزواج، تحجز من أجلها القصور وتذبح الذبائح الكثيرة، وكان الأولى هو التيسير والتواضع.
من العادات عند البعض ما يسمى بالكساوي لأم الزوجة ووالدها وبعض أقاربها، إما مالاً أو هدايا ونحوها، وقد يعدّ من عيوب الزوج ومناقصه عدم دفع هذه الكساوي، بل قد لا يتمّ العقد لو أصرّ على عدم تقديمها.
ومن المنكرات خلوة الخاطب بالمخطوبة وخروجها معه قبل العقد بحجة التعرف على الأخلاق والطباع، مما أوحت به الشاشة والأفلام، وهذا منكر وحرام، فما لم يتم العقد فلا تجوز الخلوة بها لأنها أجنبية عنه، ولا تجوز مصافحتها، ولا النظر إليها ولو بوجود محرم لها حتى يتم العقد عدا النظرة الشرعية.
عدم النظر للمخطوبة نظرة شرعية..عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: خطبت امرأة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أنظرت إليها؟)) قلت: لا، قال: ((انظر إليها؛ فإنه أحرى أن يؤدم بينكما))، قال المغيرة: فأتيتها وعندها أبواها وهي في خدرها، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن انظر إليها، قال: فسكتا، قال: فرفعت الجارية جانب الخدر، فقالت: أحرّج عليك إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تنظر إليّ لما نظرت، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمرك أن تنظر إلي فلا تنظر، قال: فنظرت إليها ثم تزوجتها فما وقعت عندي امرأة بمنزلتها.
أن يستبدل بعض الناس النظرة الشرعية بالصور الشمسية، وهذا مع حرمته لا يرضى به إلا قليل الغيرة والحياء.
12
924
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ومن المنكرات دبلة الخطوبة، تلكم العادة النصرانية الوافدة على المسلمين، وقد تكون من ذهب يلبسه الرجل، وهذا إثم على إثم، ومنكر على منكر؛ لما فيها من الاعتقاد الباطل والتقليد المُضرِّ.
ومن المنكرات قراءة الفاتحة ونحوها بعد الموافقة أو عند العقد، فإنه من البدع المحدثة في الدين.
عدم التحري في اختيار الزوجة أو الزوج، كالزواج من امرأة لا تصلي، أو تزويج من لا يصلي، فإنه منكر عظيم.ولو علم ولي المرأة أن خاطبها لا يصلي ولو بعد العقد وجب عليه فسخ هذا النكاح ومفارقة هذا الزوج، ولأن تبقى الفتاة في بيت أهلها معززة مكرمة مصونة محفوظة خير من أن تتزوج برجل لا يصلي أو فاسدٍ في دينه وأمانته مرتكبٍ للموبقات والكبائر مجاهرٍ بها.
ومن المنكرات دخول الزوج على زوجته أمام النساء الأجنبيات،وهو منكر عظيم، أن يدخل الرجل على النساء وقد يدخل معه بعض أقارب الزوجة أو إخوانها، وقد تُلتقط لهم الصور التذكارية والعياذ بالله، يدخل على النساء وهن في كامل زينتهن، ومَنْ فيها حياء تتغطّى أثناء دخوله. فأي منكر أعظم من هذا؟! وأي وقاحة وسوء أدب وقلّة غيرة واعتداء على أعراض المسلمين واستهانة بها أكثر من هذا؟!
ومن المنكرات المبالغة من النساء في ثوب الزفاف الذي قد يصل سعره إلى عشرات الآلاف، كل ذلك مفاخرة وشهرة وإسراف وتبذير، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من لبس ثوب شهرة ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة)).
ومما يترتب على هذا الثوب أن بعض النساء لكبر حجمه لا تستطيع أن تلبس العباءة فوقه، فتخرج من الزفاف لتركب مع زوجها بلا عباءة، وبحجّة أن السيارة مُستّرة والزجاج مغطّى! فأين الستر والحياء؟! وأين الحشمة والفضيلة التي تربّت عليها هذه الفتاة؟!
ومن العادات القبيحة اتّباع الزوج وزوجته وهما خارجان من القصر بموكبٍ من السيارات مع تصفيق وغناء وضرب لمنبهات السيارات في أوقات متأخرة من الليل والناس نيام، وأحيانًا مع أذان الفجر، أو أثناء صلاة الفجر والعياذ بالله، وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت)).
ومن المنكرات العظيمةـ ظاهرة الأغاني والحكم فيها بين واضح، فالمباح المشروع لا يرفضه أحد، والمحرم الممنوع لا يبيحه أو يرضاه مسلم يخاف الله ويرجوه.وللأسف فبعض الناس عن آيات الله معرضون، وللمحرم والمنكر مستمعون ممارسون، وكأنهم لا يسمعون ولا يعلمون ولا يعقلون ولا يفقهون، (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) .
ومن المنكرات والآفات الظاهرة المنتشرة في الأعراس والحفلات ما تظهر به بعض أخواتنا المسلمات من طيب يشمّ من مسافات، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((أيّما امرأة استعطرت فمرّت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية))، وكان بإمكانها أن تؤخّر التعطّر إلى حين دخولها مكان الزفاف أو غيره.
ومما عمّت به البلوى ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ تلك الملابس الفاضحة العارية التي يلبسها كثير من المسلمات في صالات الأفراح وغيرها، ملابس يندى جبين المؤمن الغيور والمؤمنة الغيورة التقية من سماع وصفها، فكيف برؤيتها؟!! كل ذلك بحجة أنه يجوز لبسها عند النساء وأمامهن! إن من أعز ما يملكه الإنسان هو الحياء والعفاف والفضيلة، والمرأة إذا تعرّت وتبذّلت ـ ولو أمام النساء ـ فماذا بقي لها من الحياء والعفاف والفضيلة؟!
ومن المنكرات العظيمة الإسراف في الولائم والذبائح ونحوها..وقد قال تعالى (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا)..
وختامًا /
رسالتي إلى كل مؤمن ومؤمنة، إلى ذوي الغيرة على محارم الله، قوموا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
مروا واصبروا وانهوا واحتسبوا، فإن لم تفعلوا فالشر سيستطير، والحساب بين يدي العلي الكبير عسير...