موضحا قدر الإمكان المنهج الصحيح لمعالجة هذه القضية وفق منهج أهل السنة والجماعة. والموضوع طويل وعناصره كثيرة، ولكنني سأحاول الاختصار قدر الإمكان ولعلي أكتفي من القلادة بما أحاط بالعنق.
فلحوم العلماء مسمومة ورحم الله أبن عساكر حيث يقول:
(أعلم يا أخي وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب).
(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).
ألخص أسباب الحديث عن هذا الموضع بما يلي:
أولا أن مكانة العلماء في الإسلام مكانة عظيمة، فيجب تعظيمهم وإجلالهم.
ثانيا تساهل كثير من الناس في هذا الجانب.
ثالثا وقوع طلاب العلم في علمائهم من حيث لا يشعرون.
رابعا عدم فهم كثير من الدعاة للمنهج الصحيح في هذه القضية.
خامسا وأخيرا وهو مهم جدا الهجمة الشرسة المنظمة من المنافقين والعلمانيين على علماءنا تبعا لأسيادهم من اليهود والنصارى.
من أجل ذلك جئت أتحدث معكم أيها الأخوة، وأبين بعض هذه الأسباب فأقول:
النقطة الأولى مكانة العلماء وفضلهم يقول جل وعلا:
(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).
ويقول سبحانه:
(إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء).
ويقول جل وعلا:
(وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم).
وأولو الأمر كما قال العلماء هم العلماء، وقال بعض المفسرين أولو الأمر الأمراء والعلماء.
ويقول جل وعلا:
(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير).
وروى البخاري عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
(من يرد الله به خيرا يفقه في الدين).
قال أبن المنير كما ذكر أبن حجر:
( من لم يفقه الله في الدين فلم يرد به خيرا).
وروى أبو الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
(فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة القدر، العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهم، وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر).
وهو حديث حسن أخرجه أبو داوود والترمذي والدارمي.
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة كما قال الإمام الشيخ عبد الرحمن أبن سعدي رحمه الله:
(أنهم يدينون الله باحترام العلماء الهداة).
من عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يدينون الله ويتقربون إلى الله جل وعلا باحترام العلماء الهداة.
قال الحسن:
(كانوا يقولون موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار).
وقال الإمام الأوزاعي:
(الناس عندنا أهل العلم ومن سواهم فلا شيء).
وقال سفيان الثوري:
(لو أن فقيها على رأس جبل لكان هو الجماعة).
لو أن فقيها كان على رأس جبل وحده لكان هو الجماعة.
الناس من جهة التمثال أكفاء…… أبوهمُ أدم والأم حواء
فإن يكن لهم في أصلهم نسب….... يفاخرون به فالطين والماء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهمُ…… على الهدى لم استهدى أدلا
وقدر كل امرأ ما كان يحسنه…… والجاهلون لأهل العلم أعداء
أما تعظيم العلماء ووجوب تقديرهم واحترامهم، فاسمعوا إلى قوله تعالى:
(ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه).
ويقول جل وعلا:
(ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).
والشعيرة كما قال العلماء كل ما أذن وأشعر الله بفضله وتعظيمه، إذا العلماء قد أذن الله وأشعر الله بفضلهم وتعظيمهم:
(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير)
فتعظيمهم واجب:
(ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه).
(ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).
قال أحد العلماء:
(أعراض العلماء على حفرة من حفر جهنم).
وفي صحيح البخاري عن أي هريرة رضي الله عنه، قال قالَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(قال الله عز وجل من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب).
أيها الأخوة كلنا ندرك أن من أكل الربى فقد آذنه الله بالحرب:
(فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله).
إن لم ينتهي آكل الربى عن أكله الربى فليأذن بحرب من الله ورسوله، كلنا يدرك هذه القضية.
ولكن هل نحن ندرك أيضا أن من آذى أولياء الله فقد حارب الله جل وعلا:
(قال الله عز وجل من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب).
روى الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة والشافعي رحمهم الله أنهما قالا:
(إن لم تكن الفقهاء أولياء الله فليس لله ولي).
قال الشافعي: (الفقهاء العاملون).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما:
(من آذى فقيها فقد آذى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومن آذى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقد آذى الله عز وجل).
إذا أيها المؤمن، أخي الكريم هل ندرك مكانة العلماء ؟
لعلنا من خلال النصوص التي ذكرتها وتحدثت عنها تبين لنا بعض ما يجب علينا في حق علمائنا، ولعلها مناسبة طيبة أن أنبه إلى خطورة اللسان لأننا تساهلنا في ألسنتنا.
Rahmooon @rahmooon
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
زمن غربة
•
بارك الله فيك ونفع بك 00
Rahmooon
•
وفيك وفي جميع المسلمين
اللهم آرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه
اللهم آرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه
الصفحة الأخيرة