ماذا تعرف عن شركة نستلة ومستحضرات لوريال التجميلية؟
د. إبراهيم علوش
لفت نظري إصرار بعض الأصدقاء على مقاطعة منتجات شركة نستلة nestle الغذائية وكنت أرى في ذلك نوعاً من المغالاة باعتبار أن المقاطعة يجب أن تتركز على المنتجات الأمريكية والصهيونية أولاً، خاصة في ظل قلة البدائل للعديد من السلع الواجب مقاطعتها في الكثير من الدول العربية التي تحرص أنظمتها على مصالح المستوردين الكبار والشركات متعدية الحدود أكثر مما تحرص على تنمية الصناعة الوطنية.
وشركة نستلة للمنتجات الغذائية بالطبع شركة سويسرية القاعدة والملكية، ودولية المبيعات والاستثمارات. وهي نموذجٌ حيٌ لما يسمى بالشركات الدولية الكبرى. ومن منتجاتها الشائعة في الوطن العربي النسكافيه Nescafe وشوربة ماغي Maggi وشوكولاتة كيت كات Kit Kat وغيرها الكثير مما تستطيعون أن تجدوه على موقع الشركة على الإنترنت www.nestle.com ، ولعل أحد أهم استثمارات شركة نستلة اليوم هو حصتها في شركة مستحضرات التجميل الفرنسية لوريال L Oreal التي سنأتي على ذكرها بعد قليل.
المهم، خلال البحث عن استثمارات نستلة في الكيان الصهيوني تبين لي أنها تملك 50,1 بالمئة من شركة الأغذية "الإسرائيلية" أوسم Osem ، وقد أعلنت شركة نستلة حسب وكالة رويترز في 24 كانون الأول/ديسمبر عام 2000 أنها سوف تستثمر ملايين الدولارات لتشغيل مركز بحث وتطوير لها في الكيان الصهيوني. هذا مع العلم أن شركتي نستلة وأوسم تنتجان الأغذية بصورة مشتركة في مصنع لهما في بلدة سديروت في صحراء النقب. وبسبب تقديرها الكبير لدور نستلة في دعم الاقتصاد الصهيوني، قامت حكومة رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق نتنياهو عام 1998 بتقديم جائزة جوبلي لممثل الشركة بيتر برابك ليتمات، وجائزة جوبلي هي أرفع جائزة تقدمها دولة الكيان للأشخاص والمؤسسات المعترف بدورها الكبير في تقوية الاقتصاد الصهيوني.
وعندما قرأت هذا أدركت أن إصرار أصدقائي المذكورين أعلاه على مقاطعة نستلة كان في محله، إذ ليس من المعقول أن نشتري أغذية ومشروبات شركة تنال الجوائز على دعمها للاقتصاد الصهيوني، حتى لو لم تكن أمريكية أو صهيونية، فهذا كمن يدفع مالاً ليشرب دم أخيه وليأكل لحمه، وليذهب النسكافيه والكيت كات إلى الجحيم، خاصة وهي سلع ذات بدائل.
وبعد ذلك بدأت أتحرى عن شركة لوريال للمستحضرات التجميلية التي تملك فيها نستلة حصة كبيرة. وهي شركة فرنسية القاعدة والملكية، ودولية المبيعات والاستثمارات. وقد دفعت شركة لوريال غرامة قدرها 1,4 مليون دولاراً للحكومة الأمريكية عام 1995 عقاباً لها على رسالة أرسلتها إلى مكتب المقاطعة العربية في دمشق تدعي فيها أنها أوقفت الإنتاج في دولة العدو. ولكن الحقيقة على ما يبدو هي غير ذلك حسب مسؤول في لوريال أصر في تصريح لصحيفة الجيروزاليم بوست في 15 حزيران / يونيو 1999 أن الشركة كانت "تضحك" على الجامعة العربية، وأن مبيعاتها واستثماراتها لم تنقطع في الكيان الصهيوني منذ أكثر من عشرين عاماً. وقد جاء في التقرير نفسه للجيروزاليم بوست أن الشركة تقوم بعرض منح دراسية قيمة الواحدة منها عشرة آلاف دولار بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس دولة "إسرائيل"، هذا مع العلم أن الشركة جعلت من دولة الكيان المركز التجاري لعملياتها في كل المنطقة، في تجسيد عملي لمفهوم "الشرق الأوسط الجديد"، كما أنها بنت مصنعاً في مجدل حاميك يسترزق منه حوالي أربعمائة "إسرائيلي"، وهي تقوم بأنشطة بحث وتطوير مع شريكاتها الصهيونية. ولذلك كله، تلقت الشركة عام 1998 أيضاً جائزة جوبلي لدعم الاقتصاد الصهيوني عن طريق ممثلها باسكال كاستر سان مارتان. كما أن المؤتمر اليهودي الأمريكي عبر على موقعه على الإنترنت عن رضاه الحماسي بأن شركة لوريال أصبحت صديقة حميمة ل"إسرائيل".
ولا ننسى بالطبع أن لوريال ترتبط مالياً وقانونياً بشركة نستلة... ومن مستحضراتها التي تشتريها النساء العربيات أرماني Giorgio Armani ولانكوم Lancome وفيشي Vichy وردكن Redken وكشاريل Cacharel ولاروش-بوساي La Roche-Posay وغارنييه Garnier وبيوتيرم Biotherm وهلنا روبنشتاين Helena Rubinstein ومايبليين Maybelline وعطور رالف لوران Ralph Lauren وكارسون Carson.
وأود أن أضيف في هذا السياق أن بعض المواطنين العرب أدى بهم الإحباط مما جرى في العراق إلى التراخي في ممارسة المقاطعة، بينما نحن اليوم بحاجة لتطبيق هذه الفكرة أكثر من أي وقتٍ مضى.
Lأحلى قمرL @lahl_kmrl
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وليُرينهم الله مانصنع...
المقاطعة جهادنا. ونصرنا لإخواننا ونصرنا لأنفسنا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئ يخذل امرأً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته) ]. أورد أبو دوود