رماح ردينية @rmah_rdyny
محررة ماسية
......من أخطائنا نتعلم......
طيَّب الله أوقاتكن
الحياة مواقف..
وتجارب...
وعبر و عِظَات<<وأحياناً عضَّات وقرصات!!
والحياة الزوجية خير شاهد على كلامي نتقلب فيها مابين مرارةٍ وحلاوة
وفرحٍ وحزن..
إن تعكرت الأجواء أيام فهي ستصفو لأشهر والعكس صحيح!
وهذا مايجعل لها مذاق فريد ونكهة خاصة فلاشيء ثابت..
كما يوجد في هذا الكون كل شيء ونقيضه(ليل ونهار-شمس وقمر-قرٌ وحر) فكذلك هي الحياة الزوجية..متغيرة من يوم لآخر..
من خلال موضوعي هذا سأضع لكم سلسلة قصصية مستمرة بإذن الله أتحدث فيها عن بعض المواقف الزوجية والأخطاء وكيف يتعامل معها بعض الأزواج وكل ماأريده منكن هو التفاعل مع الموضوع والإدلاء بما لديكن كي نفيد ونستفيد..
ملحوظة:(القصص وهمية من خيالي المحض ولكن قد تحدث في أي بيت)
أبطال قصتي:الزوج ياسر
الزوجة لمياء..سأتناول في هذه السلسلة المتصلة مواقف مختلفة منذ بداية حياتهم الزوجية.
ياسر شاب لم يحالفه الحظ في الحصول على عمل حكومي لذلك كان يعمل في إحدى شركات القطاع الخاص بأجرٍ زهيد..لم تكن تلك مشكلة كبيرة...لكن المشكلة أتت فيما بعد حينما حدثت بينه وبين رئيسه في العمل بعض المشادات التي جعلته يعالج الموضوع بتقديم استقالته!!
وعاد يومها إلى المنزل ليزف الخبر السعيد إلى لمياء!
لمياء:ياسر؟سلامات!ليش راجع البيت بدري؟!تعبان؟!
ياسر:لا مو تعبان..إلا ارتحت من الهم اللي كنت فيه!
لمياء:مافهمت..
ياسر:لمياء....أنا تركت العمل!
لمياء(وهي تخبط صدرها مثل الممثلات لما يقولون يالهوي!!):طردوك؟!!
ياسر:ماعاش من يطردني..أنا تركتهم بمزاجي..
لمياء(وهي تولول):ياشماتة العدوين فيك يالمياء!بنقعد على البلاط يا ياسر؟!
ياسر:لابتقعدين على الرصيف إنتي وذي الحركات!
لمياء:تنكِت؟!وين عقلك؟كيف بناكل كيف بنشرب كيف بنعيش؟!
ياسر:اللي خلقنا مابينسانا..هذا هم أخواننا في أفغانستان فقارى بس عايشين ومبسوطين!
لمياء(بعصبية):لاترفع ضغطي..خلك واقعي ورانا مصاريف وإيجار وفواتير ماتقول لي مين بيسددهم؟!
ياسر:لاتزيديني هم تكفين!! من بكرة بأنزل وأدور شغل..
لمياء:ومن وين بتلقى ياحسرة؟!لو شاطر كان حافظت على وظيفتك!
ياسر:الله يصلحك وظيفتي هذي كرف على قلة راتب وليتنا نسمع كلمة شكر وحدة إلا الفكة من جُحا غنيمة!
وابتدأت حياة التقشف في بيت لمياء إلى حين الحصول على وظيفة جديدة!مع تنبيه ياسر لها مراراً بأن لاتخبر أحداً أنه ترك وظيفته!
كانت تكلم إحدى صديقاتها بالهاتف المحمول وبعد انتهاء المكالمة..
ياسر:كنتي تكلمين مين؟!
لمياء:صاحبتي سحر.
ياسر:وليش ماتكلمينها من الثابت؟ أوفر لك.
لمياء:الثابت من الشهر اللي فات مقطوع.نسيت؟!!
دخلت لمياء للمطبخ سوت قهوة وصينيتين حلى..
ياسر:إش له داعي هالتكلف؟كان وفرتي المقادير!
لمياء:من متى هالكلام؟!كل يوم وإحنا ناكل حلى مع القهوة!
المهم..مرت الأيام عصيبة على الزوجين..فياسر يقضي سويعات من النهار للبحث عن وظيفة وسرعان مايعود إلى المنزل وامارات الخيبة تلوح على وجهه!<<وماتقصر لمياء تزيد الطين بلة بالتضجر من الوضع!
وكعادة أي رجل شرقي إذا لم يجد عمل تفرغ لمراقبة زوجته وانتقادها!!
أصبحت لمياء متوترة طوال الوقت وتتمنى خروج ياسر من المنزل بدل ماهو كاتم على أنفاسها!!إلى أن أتى يوم وصاحت في وجهه:ياخــــــــــي متى تطلع من البيت؟الأكسجين نقص علي!!
ياسر:أمرك عجيب يالمياء هانم!يوم كنت أشتغل كنتي تتهاوشين معاي وتقولين:وينك؟شايف البيت فندق؟بس أكل ونوم؟والحين يوم صرت مرابط معاك مو عاجبك؟!
لمياء:طبعاً..مين هي الهبلة اللي تتمنى زوجها يقعد مقابلها 24 ساعة يأمر وينهى ويتدخل ويتمشكل؟لا وفوق هذا كله مشتغل علي قاضي وجيبك فاضي!
ياسر:أعوذ بالله..رجعنا للعيارة؟!كل يوم وإنتي تعيدين نفس الموال؟يعني أنا لقيت شغل وقلت لا؟!
لمياء:مالي شغل..تصرف دبِّر شغلة من تحت الأرض..ولابأروح أقعد عند أهلي يصرفون علي أحسن!!
شعر ياسر بالقهر وقال:ابشري يالمياء من بكرة بألف وأدور وأقط وجهي على أصحابي يدورون لي وظيفة لو يخلوني حارس عمارة بأوافق!انبسطتي؟!
وخرج من الغرفة وأغلق الباب بقوة..
ومرت الأيام ثقيلة إلى أن أتى أيام يتلقى فيها ياسر مكالمات غريبة فيسرع فوراً للخروج من المنزل!!
بدأ الشيطان يتسلل إلى عقل أختنا في الله (لمياء)..وبالذات بعد أن بدأت تشغل وقتها أحياناً بالدخول إلى المنتديات..!
عضوة تشتكي من تغير زوجها واتضح لها أنه يعشق غيرها!
وأخرى اكتشفته وقد تزوج بأخرى زواج مسيار!
وأخرى.....و....الخ..<<وعاد بعض النسوان حتى لو زوجها بريء..تكون هي خيالها واسع وعقلها يودي ويجيب!!
المهم استغربت لمياء من أوضاع زوجها اللي صار معاه فلوس ماتدري من وين يجيبها وسألته:
لمياء:ياسر؟إنت متسلف فلوس من أحد؟!
ياسر:لا ليش؟!
لمياء:لأني شايفة جيبك عامر..
ياسر:إيه..مو أنا الله يسلمك صرت أشتغل..
لمياء:مِن متى ياحظي؟!
ياسر:لي مدة بسيطة..
لمياء:وليش ماقلت لي؟!
ياسر:مو ضروري تعرفين أهم شي إني مو مقصِّر عليك!
لمياء:يااااااااااسلام..أنا زوجتك ومن حقي أعرف.أكيد شغلة تفشِّل عشان كذا ساكت!وبعدين أبغى أعرف متى يمديك تشتغل وإنت طول اليوم بالبيت؟ اللهم مرات لاجاك اتصال تخرج برة؟!!
ياسر:ايه بالضبط..لاجاني إتصال من الشغل أروح له...
لمياء:عشنا وشفنا!وش ذا الشغل اللي مدللينك فيه؟!يوم يتصلون وعشر لا وفي أي وقت من اليوم يستدعونك..لاااا ويعطونك عليه فلوس بعد!!
ياسر:مو لو أدري إنك بتحطين لسانك بحلقك كان علمتك!لكن للأسف بتحكين لكل من هب ودب وأنا ماأبغى أحد يدري عن شي مفهوم؟!!
وخرج ياسر من الغرفة وذهب ليستحم تاركاً علامات الاستفهام تدور على رأس لمياء!
مرت الأيام ولمياء تعيش بدوامة فياسر يتلقى اتصالات ويكاد يتكلم بهمس ثم يسرع لتبديل ثيابه والخروج فوراً من المنزل وإذا سألته رد عليها بكلمته المعهودة(شغل،شغل!)..ويتغيب لمدة سويعات ثم يعود ليغلق الموضوع كلما فتحته معه..
بدأت الشكوك تساورها مما حدا بها إلى اللجوء لأخيها طلال...فاستضافته ذات يوم بمنزلها وبدأت تحكي له عن خروج زوجها المفاجيء معللاً ذلك بالعمل..
طلال:طيب يمكن صادق ورايح للشغل.
لمياء:أي صادق واللي يرحم والديك..أنا متأكدة إن السالفة فيها إنَّ!
طلال:اخزي الشيطان زوجك رجَّال محترم ويعرف مصلحته..
لمياء(بعصبية وهي تفرك ايديها):أقول لك أنا متأكدة إنه في شي قاعد يصير من ورا ظهري هي وحدة من اثنين مالهم ثالث:يا إنه متعرف على وحدة من بنات إبليس وكل يوم يطلع معاها!
يا إنه يشتغل موزع حشيش ولامخدرات!!
طلال:ههههه والله إنتي اللي محششة وإبليس لاعب بمخك!هذا كلام تقولينه عن زوجك بالله؟
لمياء:طلال رجاءً لاتقعد تلعب بأعصابي الزمان هذا ماحد يضمن أحد والواحد ممكن يتغير بيوم وليلة..ماتقولي بالله وين قاعد يروح؟ وليش يكلم بالجوال بعيد عني؟ومن وين يجيب الفلوس؟!وليش يخبي عني وظيفته الجديدة؟
طلال(بتذمر):يعني إش المطلوب؟!
لمياء:المطلوب..إنك تراقبه!
طلال(باعتراض):ماشاء الله..فاضي لك أنا!أقطع أشغالي وأقعد مقابلك..!!
لمياء:لاتقطع أشغالك ولاشي..أساساً هو مو يومياً يطلع أحياناً تجيه هذه الاتصالات..أنا بأتصل فيك بس لاشفته بيطلع...
وبعد محاولات من لمياء وافق طلال أخيراً ينفذ لها طلبها.. وبعد أيام جاء اتصال غريب لياسر وخرج...وكانت لمياء قد أخبرت طلال بسرعة فأتى بسيارته ليلاحق ياسر الذي كان متوجه إلى مبنى المباحث!!!!
أخذ الاستغراب من طلال مأخذه وظل يلاحق ياسر من مكان لآخر...ولاحظ ياسر إن هناك من يراقبه فاستدار سريعاً بسيارته ونزل ليجد أن من يراقبه هو طلال أخو زوجته!!
وبعد أخذ وعطاء وشدٍ وجذب كشف طلال لياسر أوراقه...
ياسر:أختك هذي موسوسة..بالله أنا وجه نسوان وعلاقات ومخدرات؟!الشرهة مو عليها الشرهة على أفلام الآكشن اللي ساهرة عليها طول الليل!ماقالت لك بعد إني زعيم مافيا؟!
طلال:بصراحة وضعك محير وإنت مو راضي تحكي لها عن شي من حقها ياخي تشك فيك..
ياسر:أنا ماصارحتها لأن عملي حسَّاس ويتطلب سرية تامة..وأخاف تقول للجيران أو أي أحد..
وبعد نقاش اكتشف طلال إن عمل ياسر عبارة عن طُعم متعاون مع المباحث للإيقاع ببعض المشبوهين!!لذلك فهو يتخفى بلباسٍ مدني ومن المفترض أن لايخبر أحد بذلك لأن المسألة قد تهدد حياته!!وأن هذا العمل حصل عليه عن طريق زميل له يعمل بالمباحث!
طلال:آهاااا آثاري السالفة كذا؟!
ياسر:إيه هذي كل الحكاية..
طلال:بس أنا مو معاك في إنك تخبي عن لمياء لابد تقول لها..
بالفعل لما رجع ياسر البيت صارح لمياء عن طبيعة عمله...وقعدت تصرخ وتولول...وقالت له:ياأنا يا هالوظيفة!!إنت مجنون ترمي بنفسك للتهلكة؟!!
ياسر:لقيت غيرها وقلت لا؟!
لمياء:من بكرة تتركها يعني تتركها مفهوم؟!!!!
--------------
الشاهد في الموضوع:
-إن أي موضوع يمر بنا مع شريك العمر فمن المفترض إنه شكوكنا ماتكون كلها سلبية لابد من حسن الظن..
-السرية بين الزوجين لابد يكون لها حدود..مو كل شي ينقال ولا كل شي يتم التكتم عليه لابد من وجود ثقة مشتركة..
-أصالة الزوجة تتجلى في تحملها للأزمات والضغوطات...بعض النساء تحب زوجها في الرخاء ولاتعرفه في الشدة!!
تابعوني في قصص أخرى بنفس هذه الصفحة إن شاء الله...
ولكن قبل ذلك تعالوا لنتناقش حول موقف لمياء وياسر..
حياكم
92
13K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الموقف الثالث
في إحدى أيام عطلة نهاية الأسبوع كان ياسر يجلس مع زوجته لمياء أمام شاشة التلفاز يتابعان أحد البرامج ويرتشفان الشاي..
أخذ ياسر يتابع البرنامج وكانت المذيعة لبقة في طرح أسئلتها على الضيف..
فقال ياسر معلقاً:المذيعة هذي عليها أسلوب عجيب!أسئلتها ذكية جداً..!
لمياء وهي تنظر له من طرف عينها:طيب إقلب إقلب القناة..أساساً هذا برنامج ممل وش لنا بالسياسة؟!
انتقل ياسر إلى قناة أخرى وكانت تعرض عرضاً للأزياء...
لمياء(بانفعال):غيِّر القناة الله يرحم والديك!
ياسر:ليش؟خلينا نشوف عرض الأزياء!!
لمياء:هذا مو عرض أزياء هذا عرض أجساد!
انتقل ياسر إلى محطة أخرى وكانت قناة رياضية فيها برنامج تحليلي لإحدى المبارايات
لمياء:ياكرهي في الكورة والرياضة..إقلب بسرعة..
انتقل ياسر إلى قناة أخرى تعرض فيديو كليب لإحدى الأغاني والمطربة تتقلب على أريكة بطريقة مبتذلة..
ياسر مُعلقاً:هذي إشفيها تتلوى؟!
لمياء:عساها بعقرب تلدغها وتتلوى بحق وحقيقي هالساقطة!
وسحبت جهاز التحكم من يده واختارت برنامجاً للمسابقات..
بعد ثواني رن هاتف ياسر المحمول وكان المتصل فتاة لعوب..
ياسر:مرحبا..
الفتاة:السلام عليكم..
ياسر:وعليكم السلام..
الفتاة:وصلتني مسجات كثيرة من رقمك إنت راسلها؟!
ياسر:لحظة..
والتفت للمياء وهو يضع يده على سماعة الهاتف حتى لاتسمعه المتصلة وسألها:لمياء؟إنتي راسلة لأحد من صديقاتك مسجات من جوالي؟!
لمياء(باستغراب):لا طبعاً...عندي جوال بأستخدم جوالك ليش؟!
ياسر:الحرمة ذي تقول واصلها مسجات من جوالي..
لمياء:إفتح إفتح الإسبيكر..
فتح ياسر مكبر الصوت..
ياسر:لا ياأخت ماحد أرسل لك مسجات شكلك غلطانة..
الفتاة:وإذا كنت غلطانة...ممكن تعطيني من وقتك شوي؟!
ياسر:تفضلي..
الفتاة:ممكن أتشرف بمعرفتك؟!
لمياء(بصوت عالي):منهو اللي يتشرف بمعرفتك ياقليلة الشرف إنتي؟!تفووووووه!
فأنهى ياسر الاتصال فوراً بالضغط على الزر..
ياسر:الحين إنتي ليش تتلقفين وتتكلمين معاها؟!
لمياء(بحنق):ليش؟خايف على مشاعرها حضرتك؟
ياسر:لا ماتهمني..بس ماله داعي تردين عليها..
وأخذ الهاتف المحمول يرن مرة أخرى وإذ به نفس الرقم..
لمياء:منت راد عليها أنا اللي بأرد عليها هالقذرة..
ردت لمياء على المتصلة(بسخرية):نعم..أشوف اشتقتي لصوتي بسرعة؟!
الفتاة:لا وإنتي الصادقة اشتقت لصوت اللي جنبك!
لمياء:عسى روحك تطلع من جنوبك قولي آمين يابنت الـ.....!يا.....يا.....(كلام مشفر!)
سحب ياسر الهاتف من لمياء وأغلق الخط
ياسر(بعصبية):إش الألفاظ اللي قلتيها هذي؟إنتي مو متربية؟
لمياء:لا.. خلينا التربية لهالأشكال الله لايبارك فيها!
ياسر:وإنتي تنزلين مستواك لمستواها ليش؟ هذي وحدة فاضية وماتخاف ربها وش عليك منها؟
أخذ الهاتف يرن للمرة الثالثة..
ثارت لمياء وصاحت بياسر:خليني أشرشحها قليلة الأدب هذي والله لاأبلغ الهيئة عنها!
فأغلق ياسر المحمول وقال:هاه انبسطتي؟الجوال وقفلته..هذي البنت وتبغى تستفزك وإنتي أعطيتيها مرادها هالحين بتقعد كل دقيقة والثانية تتصل فيني!
لمياء:والله لو أعرف إنك بيوم رديت عليها من وراي ذبحتك!
ياسر:ومين قال لك بأرد عليها..وحتى لو رديت مابأعطيها وجه!
لمياء:مابتعطيها وجه؟أشك بكلامك..صوتها يجنن بنت إبليس هذي!
ياسر:هالحين يوم كنت عزوبي ماسويتها وكلمت بنات تبغيني يوم تزوجت أفكر أتعرف على هالأشكال؟!المفروض لما تشوفين ناس من هالعينات تحمدين الله إن عندك أهل يربونك ويخافون عليك مو مثل هالبنت اللي الفراغ لاعب بحسبتها لعب!
حاولت لمياء تتناسى الموضوع والغيرة شابَّة فيها..وبعد ساعات اتصلت بها جارتها(سلمى)تسولف معاها..
وراحت لمياء وحكت لها عن الموضوع..
سلمى:بعد هالموقف لازم تنتبهين لزوجك زين يالمياء..
لمياء:وش تقصدين؟زوجي عاقل وماراح يسويها..
سلمى:حتى لو عاقل..الرجَّال لو قصرَّت زوجته معاه بيوم من الأيام وطاحت في إيده وحدة من بنات إبليس صدقيني مايتردد إنه ينجرف معاها..ماغير اهتمي إنتي بزوجك ولاتتركين له فرصة يلتفت لغيرك..
أكملت لمياء المكالمة ثم أخذت تتأمل في كلمات جارتها لها...فأخذت تبالغ بالاهتمام بياسر وتدليله حتى أتى اليوم الثاني وهو الجمعة وعاد ياسر من صلاة الجمعة فاستقبلته بالحفاوة والترحيب ووابلٍ من المديح ورائحة البخور والغداء الشهي وسط اندهاش ياسر الذي كان معتاداً على نومها إلى وقت رجوعه من الصلاة..فأخذ يفكر إن خلف الأمر سراً وأن لمياء من المؤكد إنها تسعى إلى شيء كالذهاب إلى السوق مثلاً!
وفي المساء قرر الزوجان الذهاب إلى إحدى المجمعات التجارية الكبرى لتمضية الوقت وشراء بعض الاحتياجات المنزلية..
تجولا في المجمع قليلاً ثم جلسا لاحتساء القهوة في إحدى مقاهي المجمع..
ساد الصمت وظل ياسر يتلفت يمنة ويسرة ثم قال:عالم النسوان عالم غريب!
لمياء(بغيظ):إش تقصد؟
ياسر:الوحدة صرتي تعرفين شخصيتها من عبايتها!!
لمياء:وإنت ليش تطالع؟هذول أصلاً لو الوحدة منهم تخاف ربها كان سترت نفسها بدل الزركشة ولفت النظر الوحدة منهم عبايتها تحتاج عباية ثانية!إلا وإنت الصادق كل وحدة تعرف عقليتها ونيتها من عبايتها!!
ياسر:طيب على هونك على هونك وشفيك معصبة..
أخذ الزوجان يرتشفان القهوة ويستعيدان ذكريات سابقة وبعد لحظات أقبلت عليهما فتاة لايتجاوز عمرها الـ 18 سنة تكشف عن وجهها وجزء من شعرها مع قليل من المساحيق على وجهها ونظرات القلق بادية على محياها..
فبادرتهما قائلة:لو سمحتوا ممكن أسألكم سؤال؟
لمياء(بعصبية):لاسؤال ولاجواب!روحي ياماما العبي بعيد!
البنت(بغضب):لو سمحتي أنا مابألعب أختي الصغيرة ضاعت مني قبل دقايق عمرها 4سنين ولابسة فستان جينز كنت جاية أسألكم إزا كنتوا شوفتوها؟!
ياسر:لا ماشفناها..
البنت:شكراً..
وذهبت مبتعدة..فالتفت ياسر للمياء وقال:يعني لازم سوء النوايا هذا؟ماعندك أسلوب؟البنت جاية تستفسر على طول أكلتيها بقشورها وقلتي لها العبي بعيد؟!
لمياء:وش أسوي لها؟شكلها ماعجبني قلت يمكن تكون من إياهم!
ياسر:استغفر الله!وإنتي كل الناس عندك سيئين؟
لمياء:وإنت ليش زعلان؟أصلاً باين عليها ضايعة لو براسها عقل ماكان ضيعت أختها بالسوق!!!في أحد يضيِّع إنسان بالله؟!
ياسر:قومي قومي ياشيخة خلينا نروح السوبرماركت ناخذ مقاضينا ونسري!
وبعد أن قامت لمياء مع ياسر وتوجها إلى المتجر افتقدت لمياء حقيبتها فصاحت:ياسر شنطتي ضاعت!
ياسر:وين؟!
لمياء:ماأدري يمكن نسيتها بالكوفي شوب!
ياسر:آثاري مو بس البنات ضايعين!حتى الحرمة الكبيرة اللي عقلها براسها تضيع أغراضها!!
وعندما عادا إلى المقهى وجدا الحقيبة قد وقعت تحت الطاولة ومن حسن الحظ لم ينتبه إليها أحد ويسرقها..
ثم توجها إلى المتجر(السوبرماركت)وأخذا عربة ومضى الزوجان يتسوقان بهدوء حتى وصلا إلى قسم العناية الشخصية أخذت لمياء تتفحص الكريمات والشامبوهات ببطء لتختار الأنسب وكان يقف خلفها امرأتان معهما عربة تنتظرانها كي تنتهي ولكن لمياء مازالت تتفحص المستحضرات بعناية..وقامت إحداهن بدفع عربتها قليلاً وقالت لياسر:لو سمحت طريق نبغى نمر..
انتبهت لمياء إن المرأة تحدث زوجها فأسرعت وقالت:نعم إنتي وهي إش عندكم تلاحقونا من أول؟!!
المرأة:مالاحقناكم إحنا جايين نتسوق مثلنا مثلك..
لمياء(بانفعال):يلا تسوقي وش قاعدة تنتظرين؟
المرأة:ننتظرك..سادَّة علينا الطريق لك ساعة وإنتي واقفة قدام الكريمات!
سحب ياسر لمياء من يدها وهمس لها:بالهداوة يابنت الناس بالهداوة..
بعد جولة في المتجر انتهى بهما المطاف في قسم المحاسبة وكانت هناك امرأة تقف وبيدها سلة صغيرة فيها بعض العصير والبسكويت فقالت تستأذن من ياسر الذي كانت عربته ممتلئة:لو سمحت أنا مستعجلة وأغراضي قليلة ممكن أحاسب قبلكم وأمشي؟!
ياسر:تفضلي..
لمياء:وين تتفضل؟تعالي ياأخت إنتي.. إحنا جينا قبلك يعني إحنا نحاسب قبلك المسألة نظام وبالدور مو جايين نلعب..
الحرمة:أغراضي قليلة بأحاسب بسرعة وأمشي..
لمياء:مو شغلي..دوري لك كاشير ثاني وحاسبي عنده..
التقطت المرأة أغراضها وذهبت إلى قسم آخر للمحاسبة..
وياسر يشاهد لمياء بصمت وبتذمر!!
بعد الانتهاء توجه الزوجان بعربتهما بإتجاه السير الكهربائي المخصص لعربات التسوق للنزول بإتجاه مواقف السيارات فكانت لمياء تتقدم ياسر ثم ياسر خلفها وبيده العربة وكان خلف ياسر امرأة تمسك بعربتها الثقيلة وعلى حين غرةٍ منها اختل توازن هذه المرأة لتندفع بعربتها وتصطدم بياسر فاصطدم ياسر بلمياء!!
لمياء(بعصبية وصوت مرتفع):لا تعالي طيحي فوقه أحسن!
الحرمة:آسفة غصباً عني..
لمياء:أما صحيح ناس ماتستحي!
ياسر(وهو يشد على أسنانه):استحي على وجهك فرجتي الناس علينا..
وصلا إلى السيارة..وبعد أن ركبا بدأ الحوار والنقاش...
ياسر:يبغى لك إعادة نظر في أسلوبك وطريقة تعاملك مع الناس..
لمياء:أظن من حقي أغار عليك وأحافظ عليك من نسمة الهوا..
ياسر:ياشيخة غيرتك تخنق!إنتي كذا مابتحافظين علي إلا بتخليني أهرب من غير رجعة..
واستمر الحوار لينتهي بلا فائدة..
في اليوم التالي أتت سامية أخت ياسر لزيارتهما ومعها خادمتها وأطفالها..
وأخذ الأطفال يعبثون في المنزل والخادمة تطاردهما من مكان لآخر ولمياء تطارد الخادمة بعينيها!!
في آخر المطاف قالت لمياء للخادمة:اجلسي بالمطبخ ولاعاد أشوفك تجين بالصالة مفهوم؟!
الخادمة:بس مدام سامية في قول انتبه للبيبي!
لمياء(بعصبية):أنا بأنتبه لهم مالك شغل فيهم اجلسي هنا وبس لاأشوفك!
جلست الخادمة في المطبخ وهي متوترة..
وسامية مستغربة إن خادمتها ماتنتبه للأطفال..
لمياء:أنا قلت لها تقعد بالمطبخ..وإن بغيتي الصدق أنا ماأبغاك تجيبينها معاك مرة ثانية!!!
سامية:ليش؟سوت شي غلط؟
ياسر(بسخرية):لا ماسوت..بس زوجتي عندها مرض الغيرة وتبغى تحافظ علي!!
------
على ضوء ماسبق..أود أن نتناقش معكن ماهي الغيرة المحمودة؟وماهي الغيرة المذمومة من وجهة نظركن؟
متى وكيف تظهرين غيرتك لزوجك أو تخفينها؟
مما يجب أن نغار؟وكيف يكون الأسلوب المناسب للتعاطي مع بعض المواقف التي يحدث فيها تجاوزات من بعض النساء؟!!
حياكن الله
بانتظاركن
في إحدى أيام عطلة نهاية الأسبوع كان ياسر يجلس مع زوجته لمياء أمام شاشة التلفاز يتابعان أحد البرامج ويرتشفان الشاي..
أخذ ياسر يتابع البرنامج وكانت المذيعة لبقة في طرح أسئلتها على الضيف..
فقال ياسر معلقاً:المذيعة هذي عليها أسلوب عجيب!أسئلتها ذكية جداً..!
لمياء وهي تنظر له من طرف عينها:طيب إقلب إقلب القناة..أساساً هذا برنامج ممل وش لنا بالسياسة؟!
انتقل ياسر إلى قناة أخرى وكانت تعرض عرضاً للأزياء...
لمياء(بانفعال):غيِّر القناة الله يرحم والديك!
ياسر:ليش؟خلينا نشوف عرض الأزياء!!
لمياء:هذا مو عرض أزياء هذا عرض أجساد!
انتقل ياسر إلى محطة أخرى وكانت قناة رياضية فيها برنامج تحليلي لإحدى المبارايات
لمياء:ياكرهي في الكورة والرياضة..إقلب بسرعة..
انتقل ياسر إلى قناة أخرى تعرض فيديو كليب لإحدى الأغاني والمطربة تتقلب على أريكة بطريقة مبتذلة..
ياسر مُعلقاً:هذي إشفيها تتلوى؟!
لمياء:عساها بعقرب تلدغها وتتلوى بحق وحقيقي هالساقطة!
وسحبت جهاز التحكم من يده واختارت برنامجاً للمسابقات..
بعد ثواني رن هاتف ياسر المحمول وكان المتصل فتاة لعوب..
ياسر:مرحبا..
الفتاة:السلام عليكم..
ياسر:وعليكم السلام..
الفتاة:وصلتني مسجات كثيرة من رقمك إنت راسلها؟!
ياسر:لحظة..
والتفت للمياء وهو يضع يده على سماعة الهاتف حتى لاتسمعه المتصلة وسألها:لمياء؟إنتي راسلة لأحد من صديقاتك مسجات من جوالي؟!
لمياء(باستغراب):لا طبعاً...عندي جوال بأستخدم جوالك ليش؟!
ياسر:الحرمة ذي تقول واصلها مسجات من جوالي..
لمياء:إفتح إفتح الإسبيكر..
فتح ياسر مكبر الصوت..
ياسر:لا ياأخت ماحد أرسل لك مسجات شكلك غلطانة..
الفتاة:وإذا كنت غلطانة...ممكن تعطيني من وقتك شوي؟!
ياسر:تفضلي..
الفتاة:ممكن أتشرف بمعرفتك؟!
لمياء(بصوت عالي):منهو اللي يتشرف بمعرفتك ياقليلة الشرف إنتي؟!تفووووووه!
فأنهى ياسر الاتصال فوراً بالضغط على الزر..
ياسر:الحين إنتي ليش تتلقفين وتتكلمين معاها؟!
لمياء(بحنق):ليش؟خايف على مشاعرها حضرتك؟
ياسر:لا ماتهمني..بس ماله داعي تردين عليها..
وأخذ الهاتف المحمول يرن مرة أخرى وإذ به نفس الرقم..
لمياء:منت راد عليها أنا اللي بأرد عليها هالقذرة..
ردت لمياء على المتصلة(بسخرية):نعم..أشوف اشتقتي لصوتي بسرعة؟!
الفتاة:لا وإنتي الصادقة اشتقت لصوت اللي جنبك!
لمياء:عسى روحك تطلع من جنوبك قولي آمين يابنت الـ.....!يا.....يا.....(كلام مشفر!)
سحب ياسر الهاتف من لمياء وأغلق الخط
ياسر(بعصبية):إش الألفاظ اللي قلتيها هذي؟إنتي مو متربية؟
لمياء:لا.. خلينا التربية لهالأشكال الله لايبارك فيها!
ياسر:وإنتي تنزلين مستواك لمستواها ليش؟ هذي وحدة فاضية وماتخاف ربها وش عليك منها؟
أخذ الهاتف يرن للمرة الثالثة..
ثارت لمياء وصاحت بياسر:خليني أشرشحها قليلة الأدب هذي والله لاأبلغ الهيئة عنها!
فأغلق ياسر المحمول وقال:هاه انبسطتي؟الجوال وقفلته..هذي البنت وتبغى تستفزك وإنتي أعطيتيها مرادها هالحين بتقعد كل دقيقة والثانية تتصل فيني!
لمياء:والله لو أعرف إنك بيوم رديت عليها من وراي ذبحتك!
ياسر:ومين قال لك بأرد عليها..وحتى لو رديت مابأعطيها وجه!
لمياء:مابتعطيها وجه؟أشك بكلامك..صوتها يجنن بنت إبليس هذي!
ياسر:هالحين يوم كنت عزوبي ماسويتها وكلمت بنات تبغيني يوم تزوجت أفكر أتعرف على هالأشكال؟!المفروض لما تشوفين ناس من هالعينات تحمدين الله إن عندك أهل يربونك ويخافون عليك مو مثل هالبنت اللي الفراغ لاعب بحسبتها لعب!
حاولت لمياء تتناسى الموضوع والغيرة شابَّة فيها..وبعد ساعات اتصلت بها جارتها(سلمى)تسولف معاها..
وراحت لمياء وحكت لها عن الموضوع..
سلمى:بعد هالموقف لازم تنتبهين لزوجك زين يالمياء..
لمياء:وش تقصدين؟زوجي عاقل وماراح يسويها..
سلمى:حتى لو عاقل..الرجَّال لو قصرَّت زوجته معاه بيوم من الأيام وطاحت في إيده وحدة من بنات إبليس صدقيني مايتردد إنه ينجرف معاها..ماغير اهتمي إنتي بزوجك ولاتتركين له فرصة يلتفت لغيرك..
أكملت لمياء المكالمة ثم أخذت تتأمل في كلمات جارتها لها...فأخذت تبالغ بالاهتمام بياسر وتدليله حتى أتى اليوم الثاني وهو الجمعة وعاد ياسر من صلاة الجمعة فاستقبلته بالحفاوة والترحيب ووابلٍ من المديح ورائحة البخور والغداء الشهي وسط اندهاش ياسر الذي كان معتاداً على نومها إلى وقت رجوعه من الصلاة..فأخذ يفكر إن خلف الأمر سراً وأن لمياء من المؤكد إنها تسعى إلى شيء كالذهاب إلى السوق مثلاً!
وفي المساء قرر الزوجان الذهاب إلى إحدى المجمعات التجارية الكبرى لتمضية الوقت وشراء بعض الاحتياجات المنزلية..
تجولا في المجمع قليلاً ثم جلسا لاحتساء القهوة في إحدى مقاهي المجمع..
ساد الصمت وظل ياسر يتلفت يمنة ويسرة ثم قال:عالم النسوان عالم غريب!
لمياء(بغيظ):إش تقصد؟
ياسر:الوحدة صرتي تعرفين شخصيتها من عبايتها!!
لمياء:وإنت ليش تطالع؟هذول أصلاً لو الوحدة منهم تخاف ربها كان سترت نفسها بدل الزركشة ولفت النظر الوحدة منهم عبايتها تحتاج عباية ثانية!إلا وإنت الصادق كل وحدة تعرف عقليتها ونيتها من عبايتها!!
ياسر:طيب على هونك على هونك وشفيك معصبة..
أخذ الزوجان يرتشفان القهوة ويستعيدان ذكريات سابقة وبعد لحظات أقبلت عليهما فتاة لايتجاوز عمرها الـ 18 سنة تكشف عن وجهها وجزء من شعرها مع قليل من المساحيق على وجهها ونظرات القلق بادية على محياها..
فبادرتهما قائلة:لو سمحتوا ممكن أسألكم سؤال؟
لمياء(بعصبية):لاسؤال ولاجواب!روحي ياماما العبي بعيد!
البنت(بغضب):لو سمحتي أنا مابألعب أختي الصغيرة ضاعت مني قبل دقايق عمرها 4سنين ولابسة فستان جينز كنت جاية أسألكم إزا كنتوا شوفتوها؟!
ياسر:لا ماشفناها..
البنت:شكراً..
وذهبت مبتعدة..فالتفت ياسر للمياء وقال:يعني لازم سوء النوايا هذا؟ماعندك أسلوب؟البنت جاية تستفسر على طول أكلتيها بقشورها وقلتي لها العبي بعيد؟!
لمياء:وش أسوي لها؟شكلها ماعجبني قلت يمكن تكون من إياهم!
ياسر:استغفر الله!وإنتي كل الناس عندك سيئين؟
لمياء:وإنت ليش زعلان؟أصلاً باين عليها ضايعة لو براسها عقل ماكان ضيعت أختها بالسوق!!!في أحد يضيِّع إنسان بالله؟!
ياسر:قومي قومي ياشيخة خلينا نروح السوبرماركت ناخذ مقاضينا ونسري!
وبعد أن قامت لمياء مع ياسر وتوجها إلى المتجر افتقدت لمياء حقيبتها فصاحت:ياسر شنطتي ضاعت!
ياسر:وين؟!
لمياء:ماأدري يمكن نسيتها بالكوفي شوب!
ياسر:آثاري مو بس البنات ضايعين!حتى الحرمة الكبيرة اللي عقلها براسها تضيع أغراضها!!
وعندما عادا إلى المقهى وجدا الحقيبة قد وقعت تحت الطاولة ومن حسن الحظ لم ينتبه إليها أحد ويسرقها..
ثم توجها إلى المتجر(السوبرماركت)وأخذا عربة ومضى الزوجان يتسوقان بهدوء حتى وصلا إلى قسم العناية الشخصية أخذت لمياء تتفحص الكريمات والشامبوهات ببطء لتختار الأنسب وكان يقف خلفها امرأتان معهما عربة تنتظرانها كي تنتهي ولكن لمياء مازالت تتفحص المستحضرات بعناية..وقامت إحداهن بدفع عربتها قليلاً وقالت لياسر:لو سمحت طريق نبغى نمر..
انتبهت لمياء إن المرأة تحدث زوجها فأسرعت وقالت:نعم إنتي وهي إش عندكم تلاحقونا من أول؟!!
المرأة:مالاحقناكم إحنا جايين نتسوق مثلنا مثلك..
لمياء(بانفعال):يلا تسوقي وش قاعدة تنتظرين؟
المرأة:ننتظرك..سادَّة علينا الطريق لك ساعة وإنتي واقفة قدام الكريمات!
سحب ياسر لمياء من يدها وهمس لها:بالهداوة يابنت الناس بالهداوة..
بعد جولة في المتجر انتهى بهما المطاف في قسم المحاسبة وكانت هناك امرأة تقف وبيدها سلة صغيرة فيها بعض العصير والبسكويت فقالت تستأذن من ياسر الذي كانت عربته ممتلئة:لو سمحت أنا مستعجلة وأغراضي قليلة ممكن أحاسب قبلكم وأمشي؟!
ياسر:تفضلي..
لمياء:وين تتفضل؟تعالي ياأخت إنتي.. إحنا جينا قبلك يعني إحنا نحاسب قبلك المسألة نظام وبالدور مو جايين نلعب..
الحرمة:أغراضي قليلة بأحاسب بسرعة وأمشي..
لمياء:مو شغلي..دوري لك كاشير ثاني وحاسبي عنده..
التقطت المرأة أغراضها وذهبت إلى قسم آخر للمحاسبة..
وياسر يشاهد لمياء بصمت وبتذمر!!
بعد الانتهاء توجه الزوجان بعربتهما بإتجاه السير الكهربائي المخصص لعربات التسوق للنزول بإتجاه مواقف السيارات فكانت لمياء تتقدم ياسر ثم ياسر خلفها وبيده العربة وكان خلف ياسر امرأة تمسك بعربتها الثقيلة وعلى حين غرةٍ منها اختل توازن هذه المرأة لتندفع بعربتها وتصطدم بياسر فاصطدم ياسر بلمياء!!
لمياء(بعصبية وصوت مرتفع):لا تعالي طيحي فوقه أحسن!
الحرمة:آسفة غصباً عني..
لمياء:أما صحيح ناس ماتستحي!
ياسر(وهو يشد على أسنانه):استحي على وجهك فرجتي الناس علينا..
وصلا إلى السيارة..وبعد أن ركبا بدأ الحوار والنقاش...
ياسر:يبغى لك إعادة نظر في أسلوبك وطريقة تعاملك مع الناس..
لمياء:أظن من حقي أغار عليك وأحافظ عليك من نسمة الهوا..
ياسر:ياشيخة غيرتك تخنق!إنتي كذا مابتحافظين علي إلا بتخليني أهرب من غير رجعة..
واستمر الحوار لينتهي بلا فائدة..
في اليوم التالي أتت سامية أخت ياسر لزيارتهما ومعها خادمتها وأطفالها..
وأخذ الأطفال يعبثون في المنزل والخادمة تطاردهما من مكان لآخر ولمياء تطارد الخادمة بعينيها!!
في آخر المطاف قالت لمياء للخادمة:اجلسي بالمطبخ ولاعاد أشوفك تجين بالصالة مفهوم؟!
الخادمة:بس مدام سامية في قول انتبه للبيبي!
لمياء(بعصبية):أنا بأنتبه لهم مالك شغل فيهم اجلسي هنا وبس لاأشوفك!
جلست الخادمة في المطبخ وهي متوترة..
وسامية مستغربة إن خادمتها ماتنتبه للأطفال..
لمياء:أنا قلت لها تقعد بالمطبخ..وإن بغيتي الصدق أنا ماأبغاك تجيبينها معاك مرة ثانية!!!
سامية:ليش؟سوت شي غلط؟
ياسر(بسخرية):لا ماسوت..بس زوجتي عندها مرض الغيرة وتبغى تحافظ علي!!
------
على ضوء ماسبق..أود أن نتناقش معكن ماهي الغيرة المحمودة؟وماهي الغيرة المذمومة من وجهة نظركن؟
متى وكيف تظهرين غيرتك لزوجك أو تخفينها؟
مما يجب أن نغار؟وكيف يكون الأسلوب المناسب للتعاطي مع بعض المواقف التي يحدث فيها تجاوزات من بعض النساء؟!!
حياكن الله
بانتظاركن
الموقف الرابع
...مثل أي زوجة بهذا العالم..كانت لمياء تنقصها أغراض من السوق..السوق ذلك العدو اللدود لأي رجل شرقي عربي!
وإلى الآن لم يتوصل العلم الحديث لسبب العداوة المتأصلة بين الرجل العربي والسوق!
هل لأن ذلك يسبب له أزمة مالية؟!أم لأسباب أخرى لايعلمها إلا الرجل نفسه...
لمياء:ياسر محتاجة أغراض أبغى السوق..
ياسر:بكرة..
لمياء:ليش مو اليوم؟
ياسر:بس..أنا مشغول!
وكل يوم تنعادنفس هالأسطوانة مشغول..مشغول!
ولمياء تتأمل شخصية ياسر العجيبة والتي لايكاد يمر يوم من غير أن يردد كلمته المعهودة:مشغول..مشغول!
بماذا ينشغل؟وكيف؟ومتى؟ لاأحد يعلم فهو يشعر أنه مشغول طوال الوقت بينما النتيجة زيــــــرو!
وبعد مرور أكثر من أسبوع على تأجيل موضوع السوق..اتصلت أم لمياء على ابنتها لتخبرها إن أختها قادمة من مدينة أخرى لقضاء الإجازة و دعت والدة لمياء ابنتها لمياء للحضور كي ترى أختها..
لمياء:ياسر..أختي غادة بتوصل بكرة عند أهلي..فلازم أروح أسلم عليها أخواتي وزوجات أخواني مجتمعين عند أمي للعشاء
ياسر:بكرة يصير خير..
جاء اليوم الثاني...
لمياء:ياسر...متى أكون جاهزة؟
ياسر:جاهزة لـ إيش؟
لمياء:لزيارة أهلي..إشفيك نسيت؟!
ياسر:أوووه..كلمي أحد من أخوانك يجي ياخذك!
لمياء:ليش؟إنت إش عندك؟
ياسر:أنا مشغول!
لمياء:أي شغل هذا اللي طفشتنا فيه؟وبعدين أهلي ساكنين وراي بشارعين يعني مو بعيدين على طريقك حطني عندهم!
ياسر:لاتناقشين..خلي أخوك يجي ياخذك ولااقعدي في البيت وريحينا!
وكالعادة استسلمت لمياء للأمر الواقع واتصلت على أخوها يجي ياخذها كالعادة!!
بعد ساعة من زيارتها لأهلها...اتصل ياسر..
ياسر:أقول لمياء إنتي مو كنتي من مدة تبغين السوق؟!
لمياء(بفرحة):إيه كنت أبغاه بس لاتقول إنك بتوديني اليوم مامداني أجلس مع غادة!
ياسر:لا فهمتي غلط أنا مجنون أوديك؟!أنا قصدت مادامك ببيت أهلك خلهم هم يودونك السوق!
لمياء(بانفعال):ماشاء الله..أقول لك هم عازميني على العشاء..تقول لي خلهم يودونك السوق؟!
ياسر(بعصبية):خلاص خلاص..أنا الغلطان بغيتك تاخذين أغراضك وترتاحين!
لمياء:لا وإنت الصادق بغيت إنت ترتاح من مشاويري وترمي مسئوليتي على أهلي كالعادة!!
ياسر:طووط..طووط..أغلق الخط!!
قضت لمياء السهرة وانصرف الجميع وبقيت هي وأختها غادة...وكانت لمياء في انتظار ياسر كي يأتي ليأخذها إلى البيت وعندما فقدت الأمل اتصلت به..
لمياء:تعال خذني..
ياسر:خلي أحد من أخوانك يجيبك!
لمياء:كلهم رجعوا بيوتهم..
ياسر:خلاص إذن نامي عند أهلك!
لمياء:ياسلام..ليش إش عندك؟أظن بتقول مشغول؟ومابيمشي علي كلامك لأن الساعة صارت2ونص الليل أي شغل هذا اللي عندك؟!
ياسر(بعصبية):ماني مشغول بأروح أنام خلك عند أهلك وبكرة يصير خير..
واضطرت لمياء تبات عند أهلها وهي مو جايبة معاها أغراضها كل شي تسلفته!
اليوم الثاني عزمت أهلها بمناسبة وجود غادة عندهم...
غادة:اليوم ماأقدر بأروح لأهل زوجي أسلم عليهم...خليهابكرة..
مر ياسر أخذ لمياء ووداها البيت...
في البيت...
لمياء:ياسر..ترى أنا عزمت أهلي بكرة للعشاء ومحتاجة السوبر ماركت عشان أجيب شوية مقاضي..
ياسر:ماشاء الله عليك ياست لمياء..كل يوم فاتحة لك مشروع..إش رايك تنامين بالسوق أحسن؟!
لمياء:وإش أسوي لك؟طالما الإنسان عايش ويتنفس أكيد كل يوم بيكون له احتياجات..
ياسر:إذا شفت نفسي فاضي وديتك..
لمياء:أقول لك بكرة بيجون يعني محتاجة الأغراض ضروري لازم تفضى..
ياسر:يابنت الحلال البقالة اللي تحت اتصلي فيهم وبيطلعون لك الأغراض لين البيت!
لمياء:أي بقالة اللي تتكلم عنها كلها شبر في متر ونص الأغراض اللي أبغاها مو متوفرة عندهم..
ياسر(بانفعال):أعوذ بالله ماتعرفين تدبرين نفسك؟
لمياء:وليه أدبِّر نفسي وأنا عندي زوج يدبِّرني؟!
وأملت عليه طلباتها وجاب بعض الأغراض والباقي ماجابه!!
اليوم الثاني كانت لمياء ترتب البيت..
لمياء:الله يسعدك ياسر..لمبة المدخل اللي لها أكثر من شهر خربانة أبغاك تغيرها مو معقول بأستقبل أهلي في الظلام!
ياسر:بعدين مو وقته!
لمياء:متى بعدين؟كل يوم تقول نفس الكلمة..لين صارت البعدين حقتك شهر!!
وكلمة منها وكلمة منه وتبادل تُهم بالاهمال ركب العناد راسه ورفض يصلحها..اضطرت هي تطلع تصلحها بنفسها وماقصرت وهي نازلة من السلم زلَّت قدمها وطاحت!!
---
الصورة هذه قد تتكرر في كثير من البيوت ألا وهي اتكالية الزوج على غيره..وعدم رغبته في تحمل المسئولية بشكل كلي..معاً لنتناقش في الأسباب والحلول
حياكن
...مثل أي زوجة بهذا العالم..كانت لمياء تنقصها أغراض من السوق..السوق ذلك العدو اللدود لأي رجل شرقي عربي!
وإلى الآن لم يتوصل العلم الحديث لسبب العداوة المتأصلة بين الرجل العربي والسوق!
هل لأن ذلك يسبب له أزمة مالية؟!أم لأسباب أخرى لايعلمها إلا الرجل نفسه...
لمياء:ياسر محتاجة أغراض أبغى السوق..
ياسر:بكرة..
لمياء:ليش مو اليوم؟
ياسر:بس..أنا مشغول!
وكل يوم تنعادنفس هالأسطوانة مشغول..مشغول!
ولمياء تتأمل شخصية ياسر العجيبة والتي لايكاد يمر يوم من غير أن يردد كلمته المعهودة:مشغول..مشغول!
بماذا ينشغل؟وكيف؟ومتى؟ لاأحد يعلم فهو يشعر أنه مشغول طوال الوقت بينما النتيجة زيــــــرو!
وبعد مرور أكثر من أسبوع على تأجيل موضوع السوق..اتصلت أم لمياء على ابنتها لتخبرها إن أختها قادمة من مدينة أخرى لقضاء الإجازة و دعت والدة لمياء ابنتها لمياء للحضور كي ترى أختها..
لمياء:ياسر..أختي غادة بتوصل بكرة عند أهلي..فلازم أروح أسلم عليها أخواتي وزوجات أخواني مجتمعين عند أمي للعشاء
ياسر:بكرة يصير خير..
جاء اليوم الثاني...
لمياء:ياسر...متى أكون جاهزة؟
ياسر:جاهزة لـ إيش؟
لمياء:لزيارة أهلي..إشفيك نسيت؟!
ياسر:أوووه..كلمي أحد من أخوانك يجي ياخذك!
لمياء:ليش؟إنت إش عندك؟
ياسر:أنا مشغول!
لمياء:أي شغل هذا اللي طفشتنا فيه؟وبعدين أهلي ساكنين وراي بشارعين يعني مو بعيدين على طريقك حطني عندهم!
ياسر:لاتناقشين..خلي أخوك يجي ياخذك ولااقعدي في البيت وريحينا!
وكالعادة استسلمت لمياء للأمر الواقع واتصلت على أخوها يجي ياخذها كالعادة!!
بعد ساعة من زيارتها لأهلها...اتصل ياسر..
ياسر:أقول لمياء إنتي مو كنتي من مدة تبغين السوق؟!
لمياء(بفرحة):إيه كنت أبغاه بس لاتقول إنك بتوديني اليوم مامداني أجلس مع غادة!
ياسر:لا فهمتي غلط أنا مجنون أوديك؟!أنا قصدت مادامك ببيت أهلك خلهم هم يودونك السوق!
لمياء(بانفعال):ماشاء الله..أقول لك هم عازميني على العشاء..تقول لي خلهم يودونك السوق؟!
ياسر(بعصبية):خلاص خلاص..أنا الغلطان بغيتك تاخذين أغراضك وترتاحين!
لمياء:لا وإنت الصادق بغيت إنت ترتاح من مشاويري وترمي مسئوليتي على أهلي كالعادة!!
ياسر:طووط..طووط..أغلق الخط!!
قضت لمياء السهرة وانصرف الجميع وبقيت هي وأختها غادة...وكانت لمياء في انتظار ياسر كي يأتي ليأخذها إلى البيت وعندما فقدت الأمل اتصلت به..
لمياء:تعال خذني..
ياسر:خلي أحد من أخوانك يجيبك!
لمياء:كلهم رجعوا بيوتهم..
ياسر:خلاص إذن نامي عند أهلك!
لمياء:ياسلام..ليش إش عندك؟أظن بتقول مشغول؟ومابيمشي علي كلامك لأن الساعة صارت2ونص الليل أي شغل هذا اللي عندك؟!
ياسر(بعصبية):ماني مشغول بأروح أنام خلك عند أهلك وبكرة يصير خير..
واضطرت لمياء تبات عند أهلها وهي مو جايبة معاها أغراضها كل شي تسلفته!
اليوم الثاني عزمت أهلها بمناسبة وجود غادة عندهم...
غادة:اليوم ماأقدر بأروح لأهل زوجي أسلم عليهم...خليهابكرة..
مر ياسر أخذ لمياء ووداها البيت...
في البيت...
لمياء:ياسر..ترى أنا عزمت أهلي بكرة للعشاء ومحتاجة السوبر ماركت عشان أجيب شوية مقاضي..
ياسر:ماشاء الله عليك ياست لمياء..كل يوم فاتحة لك مشروع..إش رايك تنامين بالسوق أحسن؟!
لمياء:وإش أسوي لك؟طالما الإنسان عايش ويتنفس أكيد كل يوم بيكون له احتياجات..
ياسر:إذا شفت نفسي فاضي وديتك..
لمياء:أقول لك بكرة بيجون يعني محتاجة الأغراض ضروري لازم تفضى..
ياسر:يابنت الحلال البقالة اللي تحت اتصلي فيهم وبيطلعون لك الأغراض لين البيت!
لمياء:أي بقالة اللي تتكلم عنها كلها شبر في متر ونص الأغراض اللي أبغاها مو متوفرة عندهم..
ياسر(بانفعال):أعوذ بالله ماتعرفين تدبرين نفسك؟
لمياء:وليه أدبِّر نفسي وأنا عندي زوج يدبِّرني؟!
وأملت عليه طلباتها وجاب بعض الأغراض والباقي ماجابه!!
اليوم الثاني كانت لمياء ترتب البيت..
لمياء:الله يسعدك ياسر..لمبة المدخل اللي لها أكثر من شهر خربانة أبغاك تغيرها مو معقول بأستقبل أهلي في الظلام!
ياسر:بعدين مو وقته!
لمياء:متى بعدين؟كل يوم تقول نفس الكلمة..لين صارت البعدين حقتك شهر!!
وكلمة منها وكلمة منه وتبادل تُهم بالاهمال ركب العناد راسه ورفض يصلحها..اضطرت هي تطلع تصلحها بنفسها وماقصرت وهي نازلة من السلم زلَّت قدمها وطاحت!!
---
الصورة هذه قد تتكرر في كثير من البيوت ألا وهي اتكالية الزوج على غيره..وعدم رغبته في تحمل المسئولية بشكل كلي..معاً لنتناقش في الأسباب والحلول
حياكن
ما شاء الله
كل قصة تحكي مشكلة موجودة في مجتمعنا
ولي رجعة للنقاش في كل نقطة من النقاط باذن الله عز وجل
كل قصة تحكي مشكلة موجودة في مجتمعنا
ولي رجعة للنقاش في كل نقطة من النقاط باذن الله عز وجل
الصفحة الأخيرة
بعد سنتان مرت على زواج لمياء ومع مرور الأيام دخل شهر رمضان الكريم وكانت لمياء تقضي بعض ساعات فراغها على شاشة النت لتبحث عن أكلات جديدة تفاجيء بها زوجها..كان جهاز الكومبيوتر مشترك بين لمياء وزوجها لذلك فهما متفقان على أوقات محددة يقضيها كلاً منهما على الجهاز بالتناوب..
كان ياسر يحترم خصوصيات لمياء فلا يبحث خلفها عمَّا تصفحت!وكانت هي أكثر حرصاً بألا تترك شي خلفها فهي تمسح المحفوظات أولاً بأول لعلمها بأن ماتكتبه لايُرضي زوجها!!!
شأنها في ذلك شأن الكثيرات اللواتي لايدركن معنى نعمة الانترنت فبدلاً من أن تستخدمه في تطوير حياتها الدينية والزوجية والاجتماعية وزيادة رصيدها الثقافي من معلومات تهمها وتنفعها....نجدها تقضي الساعات في ذم زوجها والتشكي من تصرفاته في المنتديات على الملأ!!
والويل كل الويل لأي عضوة تحاول نصيحتها وتبين لها مدى خطأها في تصرفها وكأنها كتبت الموضوع فقط ليخبرها الجميع أن الحق معها وأنها تمشي في المسار الصحيح!
أخبرها ياسر ذات يوم أن حواراً هاتفياً دار بينه وبين والدته التي أخبرته أنها ستقضي العشر الأواخر+يوما العيد عنده حيث أن والدة ياسر تسكن مدينة أخرى وهي أرملة تبقى لها ابنة جامعية وابن بالثانوية أما البقية فقد تزوجوا..
ثارت لمياء:ماشاء الله..أحد يزور أحد بالعشر الأواخر؟!!
ياسر:وين المشكلة؟
لمياء:هذي أيام عبادة إحنَّا فاضيين للضيوف؟
ياسر:رمضان كله عبادة..وبعدين أمي ماهي ضيفة.. بيت ولدها يعني بيتها تشرف وتآنس بأي وقت..
لمياء:ياسلام وش عليك إنت مابتطبخ ولاتكرف أنا بس اللي بأظل واقفة نهاري بالمطبخ!!!!
ياسر(بعصبية):إنتي ماتستحين؟هذا كلام تقولينه؟نفس الأكل اللي تطبخينه لنا سوي مثله بس زيدي الكمية..يعني تبغيني أقول لأمي لاتجين زوجتي تتعب من الشغل؟!!!
لمياء:لا...بس خليهم يجون في العيد أفضل!!السنة الماضية نفس الشي جات أمك وأختك وأخوك نهاية رمضان وأول أيام العيد لازم هذي السنة بعد؟!
ياسر:يابنت الناس عيب عليك والله..هذا بدال ماتقولين أهلك هم أهلي وحياهم الله البيت بيتهم..تقولين لي كلمتين تسد النفس؟!!ترى كلها كم يوم وبيروحون..أجل كيف لو سكنوا معانا وش بتسوين؟!
لمياء:طيب ليه مايروحون لأخوك الثاني؟!
ياسر:لمياء؟إنتي اشفيك؟أقول لك أمي تبغي تجينا تقولين ليه ماتروح لأخوك؟!وش يوديها عند أخوي وهو في بلد ثاني يبغالها تذاكر عشان تسافر له أما إحنا أقرب لها تجينا بر..وبعدين أنا متأكد أمي لو فكرت تروح لواحد من أخواني أكيد حريمهم بيفرشون لها الأرض ورد ويحطونها على رووسهم مو مثل ياكريمة النفس والطباع!!!!
وخرج ياسر من الغرفة وهو غاضب من كلام زوجته وذهب لينام...بينما لمياء أحست من وجهة نظرها إن هذا ظلم لها أن تستضيف أهل زوجها في رمضان..مع إن زياراتهم لها قليلة جداً..فأسرعت إلى جهاز الكومبيوتر ودخلت إلى منتداها الذي اعتادت أن تكتب فيه مشاكلها أو بالتالي تنشر فيه أسرارها!! فكتبت التالي:
العنوان:الحقوني..زوجي وأهله بيقضون علي!
الموضوع:ياأخواتي ساعدوني بمشكلتي أنا في هم مايعلم به غير رب العالمين..أم زوجي وبنتها وولدها يبغون يقضون عندنا العشر الأواخر وأول العيد..الله لايسامحهم السنة الماضية سووا نفس الشي ماخلوني أتهنى برمضان كاتمين على نفسي طول يومي بالمطبخ وأسوي سفرتين وحدة عندنا الحريم والثانية عند زوجي وأخوه وأنا أدري إن هذا تخطيط من العجوز عشان ماتبغاني أعيِّد مع أهلي وأقعد أخدمها هي وبنتها!!!لا وفيها السكر يعني يبغالها فطور خاص وزوجي لاتقدير ولااحترام مؤيد أمه في مخططاتها يبغاها تجي تكتم على أنفاسي عشان ماأطلبه السوق ومقاضي العيد وأقعد طول يومي بالمطبخ أطبخ وأنفخ..شوروا علي الله يخليكم وش أسوي؟!
فجاءت ردود العضوات كالتالي:
1-الحال من بعضه أختي لاتشكي لي أبكي لك!!
2-عادي وين المشكلة اخدميهم هذول ضيوف عندك..
3-ياسلام زوجك وأهله يتحكمون فيك لأنهم شايفينك طيبة زيادة عن اللزوم حبيبتي قولي لزوجك أنا بأسافر لأهلي وبأعيد عندهم وإذا ماوافق دقي على أخوك يجي ياخذك..!!
كان رد لمياء على هذي الأخت(كيف أسافر لأهلي وأقعد عندهم وهم أساساً ساكنين بالشارع اللي وراي!!)
4-قولي له إذا بتجيب لي شغالة أستقبلهم!
5-أعوذ بالله أنا مدري إش يستفيدون أهل الزوج لما ينكدون على زوجة ولدهم..شوفي لو جوا عندك لاتقعدين معاهم ولاتضحكين بوجوههم وهم بيحسون إنهم مثقلين عليك وبيمشون..أما إن قعدوا فاسمحي لي أقول هذول ناس مايستحون!
6-ياأخوات إش الردود هذي الله يصلحكم..يعني العضوة قاعدة تشتكي من شكوى أنا ماأعتبرها مشكلة لازم تنطرح وإنتم تعينونها على فعل السوء الرسول عليه الصلاة والسلام قال(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) وإكرام الضيف مو بس بالأكل والشرب إكرام الضيف يبدأ بترحيبك بوجوده وبشاشتك باستقباله وتفانيك في خدمته فمابالكم لو كان الضيف هذا هو أم الزوج يعني بمنزلة أمك..انتم ترضونها على أمهاتكم؟إن أمك تروح لزوجة أخوك وماتقابلها بوجه زين؟
أعيدوا النظر في تقديم نصايحكم وترى المستشار مؤتمن...
وطبعاً لمياء تاركة شاشة الجهاز مفتوحة وتتابع الردود وكل شوي تقوم تسوي لنفسها شغلة..بعد ساعة صحى ياسر من غفوته وجاء عند شاشة الكومبيوتر وكانت لمياء بدورة المياة إلا شاف موضوعها والردود عليه وانصدم ضغط على لوحة التحكم وظهرت له كل مواضيعها وانصدم أكثر كانت عناوينها كالتالي:
-ياناس بأنهبل زوجي جدار ومايفهم بالرومانسيات!
-ساعدوني زوجي مايعطيني مصروف شهري!
-تعالوا شوفوا كيف سويت لزوجي وداخ من حركاتي!
-و؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!الخ......
وقعد يناظر الشاشة بعيون جاحظة!! أقبلت لمياء وشافته...
بادرها ياسر:لمياء؟إنتي تتكلمين عن حياتنا الخاصة بالمنتديات؟!
لمياء:ياسلام.إنت تتجسس علي؟!
ياسر:أنا ماتجسست هذا اللي لقيته قدامي وبعدين هذا مو موضوعنا..إنتي كيف تسمحين لنفسك تكتبين هذا الكلام يعني هذا جزاي يوم إني معطيك حرية تقعدين بالساعات مقابلة شاشة النت؟!بدل ماتطورين نفسك للأحسن وتتثقفين وتتعلمين حسن التبعل والتودد للزوج..وكيف تكونين إنسانة راقية عاقلة ألقاك تسبيني أنا وأهلي على رؤوس الملأ؟!!
لمياء:ياسر لاتاخذ المواضيع بحساسية زايدة..هذي مجرد فضفضة!! ولاتنسى إن الله قال(ولاتجسسوا)!
ياسر:كملي الآية الله قال(ولاتجسسوا ولايغتب بعضكم بعضا)ولا إنتي تسمعين الجزء اللي يعجبك وتتركين الباقي؟! وبعدين أي فضفضة هذي تغتابيني عند الناس وتقولين فضفضة؟
لمياء:مافيها شي ماحد منهم يعرفني أويعرفك مجرد سوالف تخفف الضغط النفسي!!
ياسر:تستهبلين إنتي ولا إيش؟ليه من قال لك ياإنسانة يامحترمة إن الغيبة حلال إذا كانوا الناس مايعرفونك وحرام إذا يعرفونك..رسول الله قال(الغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره)فتخيلي إن الشخص هذا هو زوجك كيف ياترى بيكون ذنبك؟!!
دمعت عيون لمياء واحتاست مو عارفة إش تقول..
ياسر:وبعدين لهذي الدرجة زيارة أهلي مسببة لك أزمة؟لو فعلاً إنتي إنسانة واعية كان بدل ماقضيتي الوقت تسبينهم في المنتديات كان أحسن لك تبحثين عن طرق تجهيز أكلات من بدري تختصرين فيها الوقت على نفسك وهم مابقي لهم إلا أيام ويجون كان بحثتي عن كيفية استغلال وقتك في رمضان بدل ماإنتي مقابلة النت أو التلفيزيون وسهرانة وإلا هي العبادة مابتعرفينها إلا لما يجون أهلي وبيعطلونك عنها؟!
لمياء:أنا مو شايلة هم شي غير الشغل أهلك على عيني..
ياسر:وتحسبيني بأصدقك وإنتي كاتبة بموضوعك الله لايسامحهم؟وإن أمي مخططة تخرب عليك العيد؟ماتخافين من ربك وإنتي تاركة نفسك تسوِل لك سوء الظنون؟يعني على بالك يوم إنها زوجتني لازم تتبرأ مني وتقطع علاقتها فيَّني؟مو من حقها تحس بدفء الأجواء الرمضانية مع عيالها؟
لمياء(وهي تكفكف دموعها من الإحراج):خلاص ياسر اعذرني أنا ماقصدت!
ياسر:وإفشاءك لحياتنا الخاصة واللي يدور فيها هذي فضفضة؟!أنا اخترتك من بين بنات الناس عشان تكونين زوجتي وتشاركيني حياتي وأئتمنتك على نفسي ومالي وبيتي وتاليتها ألقاك تفضحيني بالمنتديات؟!
لمياء:ااا...
قاطعها ياسر:لاتكملين أكيد بتقولين مايعرفوني!!الحرام حرام يعرفونك الناس أو مايعرفونك الذنب واحد والعقوبة وحدة..
ودار نقاش طويل عريض..ومرت أيام عصيبة على لمياء بعدها راسلت إحدى المشرفات عشان تحذف كل مواضيعها بالمنتدى..
وأصبحت تحاول اكتساب ثقة زوجها فيها من جديد..
الموقف هذا تناول جوانب كثيرة تحدث في أي بيت وبأي مجتمع...
للمعلومة:أنا ماأعارض طرح الاستشارات في المنتديات المخصصة بس إذا كانت صاحبة الاستشارة قد بذلت جهدها في البحث عن علاج مناسب لمشاكلها وقرأت واجتهدت ثم وجدت إن المشكلة عويصة وتستحق الطرح فعلاً...لكن أن تفشي كل صغيرة وكبيرة وكأنها تحكي لنا يومياتها هنا يجب أن تراجع نفسها ووتوقف!!
أترك لكن مناقشة الموضوع من جميع جوانبه..
حياكن الله