حاولي أن تجلسي يوما وحدك, استعرضي في ذاكرتك كل من تحبين, سواء من المشاهير أو من العوام, ثم اسألي نفسك: هل تحبين أن تكوني معهم يوم القيامة؟ وهل هم من الصالحين الذين يُرجى أن يكونوا من أهل الجنة؟ أم أنهم من العصاة الفاسقين؟ عليك أن تتذكري دائما أن المرء مع من أحب.
فقد جاء رجل إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وقال له: يارسول الله, متى الساعة؟ فقال له رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"وما أعددت للساعة؟", أي ما هو العمل الذي عملته وادَّخرته كي ينفعك يوم القيامة؟ فقال الرجل: حب الله ورسوله, فقال له رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "فإنك مع من أحببت", وفي رواي أخرى "المرء مع من أحب".
كان أنس بن مالك-رضي الله عنه- أحد الصحابة الجالسين في ذلك اليوم, وسمع ما قاله رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لذلك الرجل, وهو الذي روى لنا هذا الحديث, يقول أنس –رضي الله عنه-: فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "فإنك مع من أحببت".
ثم بين لنا أنس –رضي الله عنه-, سبب فرحه وفرح الصحابة معه فقال: فأنا أحب الله ورسوله, وأحب أبا بكر وعمر, فأرجو أن أكون معهم, و أنا لم أعمل بأعمالهم.
هذا الحديث يبين فضل حب الله ورسوله, وحب الصالحين وأهل الخير من الأحياء والأموات, ومن دلائل محبة الله ورسوله: طاعتهما وامتثال أمرهما, فنعمل كل ما أمرنا به الله ورسوله, وأيضا اجتناب نهيهما, فنترك كل ما نهانا عنه الله هورسوله, وكذلك التأدب بالآداب الشرعية, فحب الله ورسوله, ليس مجرد كلمة نطلقها, بل ينبغي أن تكون مقرونة بالعمل.
ولايُشترط في الانتفاع بمحبة الصالحين, أن نعمل عملهم, ونرقى إلى درجتهم, لأننا لوعملنا عملهم لكنا منهم ومثلهم, فنحن نطيع الله ورسوله, نفعل ماأمرنا به, ونترك ما نهانا عنه, ولكننا لا نرقى إلى مرتبة هؤلاء الصالحين, إلا أننا نتقرب إلى الله تعالى بحبهم, وهذا الحب يجعلنا مثلهم.
ففي رواية أخرى, أن ذلك الرجل الذي سأل النبي –صلى الله عليه وسلم- عن موعد قيام الساعة, حينما قال له النبي –صلى الله عليه وسلم-: ما أعددت لها؟ قال: يا رسول الله, ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ولاصدقة,ولكنني أحب الله ورسوله, ومعنى قول ذلك الرجل, أنه ما أعد ليوم القيامة كثير صلاة ولاصيام ولا صدقة غير الفرائض, فهو كان يؤدي الفراض التي فرضها الله عليه, ولكنه لم يكن يكثرمن النوافل, وهي الزائدة عن المفروض.
ومع ذلك فهو يحب الله ورسوله.. دائم الذكر لله, وذكر الله: خشيته, فالإنسان إذا أقبل على عمل معين, وكان ذاكرا لله سبحانه, ويعلم أن الله يراه, ومطلع عليه, فإنه لن يفعل حراما, حتى لو كان وحيدا في صحراء خالية,أو كان يغلق على نفسه بابا بين جدران أربعة,فحب الله ورسوله خير عاصم له من الزلل.
فهي بنا من الآن, نسعى إلىحب الله ورسوله.. حبا يدفعنا إلى الخير, ويمنعنا من الوقوع في المعاصي, وأيضا نحب الصالحين, ونسعى للإقتداء بهم, لعل الله سبحانه وتعالى ينفعنا بحبهم, ويجمعنا بهم يوم القيامة.
(اللهم ارزقنا حبك, وحب من يحبك, وحب كل عمل يقربنا إلى حبك........................ آمين):26: :26: :26:
*نقلا عن مجلة (ماجد).
سنا الإسلام @sna_alaslam_1
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️