من روائع الطنطاوي..

ملتقى الإيمان

أول شيء بنات ادعو لي ربي يرزقني بوظيفة في بنك اسلامي عاجلا غير آجل..ويرزقكم بالتوفيق والأزواج الصالحين لمن هي غير متزوجة،،ويهدي زوج المتزوجة فيكم..يارب ياسميع يابصير..ألا تعلمون ان الله على كل شي قدير؟!!!!!!!
وهذي أقوال الطنطاوي رحمه الله:

المستقبل الحق
ينقضي العام , فتظن أنك عشته , وأنت في الحقيقة قد مته , لا تعجبوا من هذا ودعوني أوضح الفكرة بالمثال :
أنت كالموظف الذي منح إجازته السنوية شهرا كاملا , إذا قضى فيها عشرة أيام يكون قد خسر منها عشرة أيام فصار الشهر عشرين , فإذا مر عشرون صار الشهر عشرا , فإذا تم الشهر انقضت الإجازة فكأنها لم تكن . فالمستقبل في الدنيا شيء لا وجود له , إن يوم لن يأتي أبدا , لأنه إن جاء صار وطفق صاحبه يفتش عن " مستقبل " آخر يركض وراءه .
إنه ( كما قلت مرة) مثل حزمة الحشيش المعلقة بخشبة مربوطة بسرج الفرس تلوح أمام عينيه فهو يعدو ليصل إليها , وهي تعدو معه فلا يدركها أبدا .
إن المستقبل الحق في الآخرة , فأين منا من يعمل له ؟ بل أين من يفكر فيه ؟ !
وقد يكون هذا الذي أقوله ( فلسفة ) ولكنها فلسفة واقعية إنها حقائق لا يفكر فيها أحد منا .
نحن كالمسافر في الباخرة أو في الطائرة , همه الغرفة الجميلة , أو المقعد المريح , ويركب في الدرجة الأولى ويأكل أطيب الطعام , ويتصفح الجرائد والمجلات , وينقل بصره فيما حوله أو تحته من المشاهد , ولكن هذا كله لأيام السفر , وأيام السفر معدودة , أفما كان خيرا له لو فكر فيما يريحه في إقامته الدائمة في البلد الذي يمضي إليه ؟ أما كان أنفع له لو تحمل بعض المتاعب في ليالي السفر القليلة ووفر ماله ليشتري به الراحة في سنوات الإقامة الطويلة ؟
أم شغلته متعة السفر عن التفكير في سبب السفر , وجمال الطريق عن غاية الطريق ؟ الحياة سفر , فكم من الناس يسأل نفسه لم السفر ؟ وإلى أين الرحيل ؟ كم منا من يسأل ما الحياة ؟ ولماذا خلقنا ؟ وإلام المصير ؟
2
398

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مشاعر 99
مشاعر 99