من سرق عفة أطفالنا ؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم
كتبة معلمتي الغالية ومربيتي نورة بنت ناصر العجمي حفظة الله .
مقولة دائماً ما نرددها أطفالنا فلذات أكبادنا من حقهم علينا أن نربيهم أحسن تربية
من سرق عفة أطفالنا ؟!! مقولة دائماً ما نرددها أطفالنا فلذات أكبادنا من حقهم علينا أن نربيهم أحسن تربية , وأن ننشئهم على التقوى والصلاح والأخلاق الحميدة , لكن هل حقاً وفيناهم كل هذه الحقوق ؟! أم أننا اكتفينا بإدخالهم أفضل المدارس ووفرنا لهم وسائل الترفية المنوعة ؟! ومع إقبال أبنائناعلى مشاهدة التلفاز أصبحت تظهر في كل يوم قنوات جديدة لتناسب رغباتهم ، ولا يخفى ما للإعلام من دور في تحسين سلوك الطفل أو تشويهه! لذلك تنافست الشركات على إصدار وظهور القنوات المتخصصة للأطفال ولكل منها هدف وشعار معين والتي تتنوع فيها الأفلام الكرتونية بشكل كبير وتتداخل ألوانها الجميلة ، تشرق البسمة على شفاه الصغار وقد سلب المعروض أعينهم وعقولهم .. ولا شك أن هذه الأفلام أو ما تسمى بـ(( الرسوم المتحركة )) تؤثر في أطفالنا وتصغ قناعاتهم وأولوياتهم بل وقيمهم حتى قيل إن هذه المسلسلات الكرتونية هي صانعة القيم الأول في عالم الطفولة !! لكن المتأمل ـ بعين المربي ـ يجد قلة منها صالحاً لتحقيق الأهداف الترفيهية والتعليمية السوية للطفل , بل إن أغلب المعروض ذا فائدة محدودة وربما بلا فائدة ! بل أصبح الكثير من هذه الأفلام الهابطة وما يصحبها من الأغان المبتذلة تتكاثر كالفطر بعد أن أصبحت مشروعاً تجارياً يحقق الربح المادي ولو على حساب أخلاق أبنائنا وبناتنا ودينهم ، الكل يشكو من هذه الأفلام وقلما يتبع شكواه بفعل إيجابي . فأول ما يُعانيه الآباء في هذه القنوات هو غياب الهوية الإسلامية والعربية ؛ فالأفلام المخصصة للفتيان نجد أن بطل الفلم ورمز القوة للفتى رجل خيالي ذو شبكة وهمية قادر ـ كما يعرضوه صانعوه ـ على كل شيء ، كالرجل الحديدي وغيره من الأفلام الخارقة للواقع إذا يغلب على طابعها العنف والخيال الذي يؤثر كثيراً في سلوك الأطفال , وبالتالي السير بدون أهداف ولا قيم, في حين نجد أن الأفلام الخاصة بالفتيات نجد أن بطلة الفلم ورمز الأنوثة والجمال فتاة ذات مواصفات غربية محضة تبدو بملابس غير محتشمة , يبدو منها البطن تارة ، ويبدو الفخذ منها تارة أخرى , وما يصاحب ذلك من معاكسات ، وحب ، ورقص رجل وامرأة ، وتقبيل ؛ تنشر الفجور والعهر بأشكاله وصوره , بل بلغت الجرأة ليدعوا كذباً في بعض الأفلام أن البطل إذا شرب الخمر حصل على القوة , فالأنوف والخدود الحمراء دلالة على الثمالة في أفلام الكرتون. وليتها أكتفت بهذا بل هناك حملة شرسة لمهاجمة عقيدتنا، والمسلمات وزعزعتها , من ذلك : التركيز الرهيب على قضية السحر , فلقد بثوه بضخامة حتى أنك لا تكاد تجد قناة تخلو مسلسلاتها الكرتونية منه , حتى أن أطفالنا ترسخ عندهم بعض المفاهيم حول السحر مثل كون هناك ساحر شرير وساحر طيب !! وأنه لا بأس بإستخدام السحر في حل المعضلات , بل تجاوزت ذلك لتعلم الأطفال كيف يكونوا كاثوليكيين مخلصين !!! نعم فقد عرضت إحدى القنوات حلقة لطفلة تتحدث عن المسيحية , وتعلم الأطفال كيف يكونوا كاثوليكيين !! وتحدثت عن صلاة النصارى ومعتقداتهم ومحبتهم للخير والسلام, وفي حلقة أخرى كان الحديث عن البوذية ومعتقداتها !! وأخرى تعرض فلماً كارتونياً يقف البطل أمام الصليب ويصلي له حينما يقع في مشكلة , ثم تنحل بفضل قوة الصليب !! , وأطفال يسجدون لصورة في معبد بوذي , وطفلة تستطيع خلق توأم لها ؛ محاولة لتدميرالدين الإسلامي ولا حول ولا قوة إلا بالله . وعلى صعيد آخر قضية استنساخ الأرواح , وهي الزعم بأن الروح لما تخرج من جسد الميت تنتقل إلى جسد آخر قد يكون دمية أطفال أو كلباً أو حتى تسيح في الأرض لتنتقم لصاحبها قبل أن يأتي ملك الموت ويأخذها. فهذه القنوات التي تدّعي البراءة والطهر تبث سمومها في الخفاء لتلوث عقول أطفالنا النقية , وتفسد أرواحهم الطاهرة , وتدمر أخلاقهم الإسلامية ؛ حيث الفساد في المضمون . وعرفت بعض القنوات كيف تؤكل الكتف فقدمت للإطفال إعلانات جلبت للأهل المتاعب بسبب طلبات ابنائهم بكل مايستجد من إعلان , فتسوق كل شركة منتجاتها على أنها رائعة مغذية ، وتدهش الأطفال من فرط حلاوتها : اللبن الرائع ، الجبن الخارق ، الألعاب التي لا تمل منها أبداً ، البسكويت المتحرك ، الملابس البراقة الخارقة ..!! ، في حين أنها غالباً ما تكون مضرة لصحة الطفل ؛ لما تحتوي عليه من مواد حافظة تسمّم جسده الصغير. هذا بالإضافة إلى إعلانات الألعاب التي توهم الطفل أنه يستطيع تحريكها ، واللعب بها كما يحدث في المسلسل الكرتوني الذي خرجت منه ، مع أن الحقيقة خلاف ذلك , وبالتكرار والإيهام ينزلق الطفل نحو الاستهلاك : يستهلك كل شيء وأي شيء دون تفكير أو انتقاء بالإضافة إلى أنها تلقن أبناءنا أشياء مغلوطة ومفاهيم خاطئة عن أنفسهم وعن الحياة ، فمثلاً : نجد المراهق ينخدع بإعلان عن السجائر ؛ يوهمه بأنه سيصبح وسيماً إذا وضع السجارة في فمه ، أو إذا أرتدى نوعاً معينا من الثياب !!. والعجيب أن شعار القناة يوهم المشاهد بأنها ستخرج جيلاً واعياً مثقفاً ومتحلٍ بالقيم الإسلامية, والعكس هو الصحيح فقناة تدثرت بشعار" شباب المستقبل " و" أخرى أحلى عالم " !! وهي في الحقيقة تدس السم في العسل . لا ألوم أطفالنا إن تعلقوا بمثل هذه الشخصيات الكرتونية ، بل ألوم من يستطيع صنع الشخصية الإسلامية العربية لأطفالنا من العقول المفكرة وأصحاب رؤوس الأموال والتربويين ، لتقاعسهم عن تقديم شخصية المسلم المستقيم ، والمسلم العالم ، والمسلم المخترع ، والمسلم الفاتح والمجاهد والفارس ، ونحوها من الكارتونات المنتقاة بعناية والبرامج الهادفة والمفيدة. هناك بعض المبادرات لهذه المشاريع ، لكنها نادرة جداً ، والموجود يبدو بمواصفات فنية متواضعة ، وطرق عرض ضعيفة ، مقارنة بما يقابلها من النماذج كثرة وتنوعاً وفي حضور إعلامي طاغ . إذ لا يوجد عاقل يرضى أن نصمت أمام من يسرق عفة أبنائنا ويحول تربية الأسر إلى هباء منثور تحت جحيم هذا البث السفيه الذي يحطم البناء الأسري والمجتمعي , هل وجود اللصوص ومروجي المخدرات وعصابات المافيا رغم قوتها ستجد من يبرر لها أو يرفض مواجهة الشرطة والأمن في كل مجتمع لمحاربتهم ؟؟ فهناك من هو مستفيد من هذا الفساد والإجرام ؟؟ فهل هذا مبرر لها ؟ فإلى كل المربين والمصلحين والإعلاميين العقلاء ، بل إلى كل ولي أمر يرغب في تنشئة أبنائه على الاستقامة في الفكر والسلوك أن لا يقف صامتاً أمام هذا المد الكرتوني المبتذل الذي لا يهدف إلا إلى الربح المالي ويوغل في الفحش والبذاءة إلى درجة سيئة . فمن خلال تحليل محتوى جميع الأبحاث والدراسات وتوصيات اجتماعات الإعلاميين والمهتمين بالشأن التربوي بل ومن تحليل آلاف التعليقات التي نلاحظها على موقع القنوات ، نجد المؤشر على أن الوعي المجتمعي والجماهيري بما تبثه هذه الفضائيات والرفض له تمتلئ به ملفات ودراسات عديدة ، فالنفس المستقيمة ترفض هذا الابتذال ، فالوعي موجود وبقوة وسيتحول بعد ذلك إلى قوة تغييرية تؤتي أكلها إن شاء الله ولو بعد حين ، فالأنهار العظيمة تتشكل بداياتها من أنهار صغيرة أو جداول مائية أصغر . وفي الختام أتمنى أن يفهم جميع أولياء الأمور أن حياة الطفل ليست مشاهدة القنوات فقط , أرى وأسمع أن الكثير من الاطفال من يوم يستيقظ إلى أن ينام وهو إما على التلفاز أو يلعب (بلاستيشن ) !!! نفتقر في الحقيقة إلى همة ووعي في تنمية ثقافة أبنائنا , فمن منّا أهدى إلى إبنه أو ابنته قصة جميلة وحثه على القراءة ؟؟ أو أخذه إلى مكتبه عامة أو تجارية , ونمى في نفسيته حب (الكتاب) , من منّا نمى عقلية إبنه وتفكيره بالألعاب التعليمية ؟؟ وتكثر التساؤلات... فإني أسأل الله أن يساعد الجميع على حماية أطفالنا من تأثير هذه القنوات الهابطة ، فمجتمعاتنا تبحث عن بناء الإنسان وليس نزع هويته الإسلامية وتدمير الأسرة المسلمة .
الكاتب : نورة بنت ناصر العجمي حفظة الله
وانصح نفسي والاخواة الاستفادة من مقالاة اختنا حفظة الله والبحث عنها بقوقل وتستفاد منها
sahary @sahary
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
تقبلي مروري