من عجائب هذا الزمان ... أمي إني أكرهك !!!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم



والصلاة والسلام على أشرف المرسلين



سيدنا محمد صلى الله وعليه وسلم



أما بعد :



نحمد الله عز وجل ونستغفره ونستعين به من شرورأنفسنا



ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له



ومن يضلل فلا هادى له .




من عجائب هذا الزمان مانسمعه هذة الأيام

!
!
!

نسمع من تقول إني أكرهك يا أمي !!!!!!!




أتقولين لمن حملت فيكي تسعة أشهر وعانت فيهم من الآلام المبرحة



وكان طعامك من جسمها وكنتي كلما كبرتي تزيدي عليها من الضرب



في أحشائها وكانت تتحمل كل ذلك من أجلك



وكانت التغيرات تحدث بجسمها وتفقد جمالها وأنوثتها من أجلك



وكان رد الجميل بمزيد من الآلام والضرب !!!!!



وعندما أردتي الخروج منها قسوتي عليها



وظلت تصرخ وتصرخ وتصرخ من الآلم



وتتألم من إجلك ومازالت تعاني حتي الأن من ظلمك وقسوة قلبك



وعندما خرجتي إلي الدنيا أخذتك وضمتك إلى صدرها الحنون



لتطعمك من جسمها ومن صحتها



فقدت راحتها من أجلك سهرت عليكي ولم تسمحي لها بالراحة قط



الأم التى ظلت طوال حياتها تحنو علي هذا وتُطعم هذا



يا ربي ما أرحمك ...



هل يمكن بعد كل هذا أن نسمع من تقول إني أكرهك يا أمي !!!!!



أتقولين لها إني أكرهك سبحان الله



أتقولين فمن قال الله تعالى فيها



وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا



إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا



فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا



وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا



يقول تعالى آمرا بعبادته وحده لا شريك له



و" قضى " أي أمر وألزم وأوجب



" ربك ألا تعبدوا إلا إياه " ولهذا قرن بعبادته بر الوالدين



فقال " وبالوالدين إحسانا " أي وأمر بالوالدين إحسانا



كقوله في الآية الأخرى " أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير "



وقوله " إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف "



أي لا تسمعهما قولا سيئا حتى ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيئ



" ولا تنهرهما " أي ولا يصدر منك إليهما فعل قبيح



وأمرنا بالقول الحسن والفعل الحسن



فقال " وقل لهما قولا كريما "



أي لينا طيبا حسنا بتأدب وتوقير وتعظيم .



أرأيتي إن الله سبحانه وتعالى قرن عبادته وعدم الشرك به



والواحدنية ببر الوالدين



حتى أف أمرنا الله ألا نقولها



ثم نري من تقول إني أكرهك يا أمي



سبحان الله أليس ذلك من عجائب هذا الزمان !!



ولا يختص بر الوالدين بأن يكونا مسلمين ,



بل إن كانا كافرين يجب برهما فما بالك إذا كان



والديك مسلمين



وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم



قال : ( رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي .



رغم أنف رجل أدرك أبويه عند الكبر أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة .



ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ) رواه البخاري



فالسعيد الذي يبادر اغتنام فرصة برهما لئلا تفوته بموتهما فيندم على ذلك .



والشقي من عقهما , لا سيما من بلغه الأمر ببرهما .



فقد لاتجدين عملا يدخلك الجنة سوي برها



وعنه صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أي العمل أحب إلى الله



قال الصلاة على وقتها قال ثم أي



قال بر الوالدين



قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله



قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني .رواه البخاري



سبحان الله بر الوالدين مقدم علي الجهاد في سبيل الله



وأنتي تقولين ما تقولين !!!



وعنه صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏ ‏ألا أنبئكم بأكبر الكبائر



ثلاثا الإشراك بالله وعقوق الوالدين



وشهادة الزور ‏ ‏أو قول الزور ‏



‏وكان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏متكئا



فجلس فما زال يكررها حتى قلنا



ليته سكت . (رواه مسلم)



وعن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال‏ أتى رجل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم



‏فقال ما تأمرني قال‏ بر‏ ‏أمك ثم عاد فقال‏ بر ‏أمك ثم عاد الرابعة



فقال بر‏ ‏أباك .رواه أحمد



هذا ما أمرنا به رسولنا الكريم فماذا فعلتي أنتي ؟!!



وعن عبد الله بن عمرو ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏يقول



جاء ‏ ‏رجل ‏ ‏إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فاستأذنه



في الجهاد فقال ‏ ‏أحي والداك قال نعم



قال ففيهما فجاهد (رواه البخاري)



أي خصصهما بجهاد النفس في رضاهما وفيه أن بر الوالدين



قد يكون أفضل من الجهاد



وعن ‏ ‏معاوية بن جاهمة السلمي ‏ ‏قال ‏ أتيت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم



‏فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك ‏ ‏أبتغي بذلك وجه الله



والدار الآخرة قال ‏ ‏ويحك أحية أمك قلت نعم قال أرجع فبرها ثم أتيته



من الجانب الآخر فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك ‏ ‏أبتغي بذلك



وجه الله والدار الآخرة قال ويحك أحية أمك



قلت نعم يا رسول الله قال فارجع إليها فبرها



ثم أتيته من أمامه فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك



‏أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة قال ويحك أحية أمك قلت نعم يا رسول الله



قال ويحك الزم رجلها فثم الجنة ‏.ابن ماجه




وماذا تريد ين أختي الفاضلة بعد ذلك ..



يا حبيبتي يا أمي



هما من يستطعان إدخلك الجنة



وأنتي تفعلين ذلك بهما




إخواني كما يمكن برهما حتي بعد وفاتهما



فعن ‏ ‏أبي أسيد مالك بن ربيعة ‏ ‏قال بينما نحن عند النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم



‏إذ جاءه رجل من ‏ ‏بني سلمة ‏ ‏فقال يا رسول الله أبقي من ‏



بر ‏‏أبوي شيء أبرهما به من بعد موتهما قال ‏ ‏نعم الصلاة ليهما


‏ ‏
والاستغفار لهما وإيفاء بعهودهما من بعد موتهما



وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما .ابن ماجه



وقوله ( الصلاة عليهما ) ‏‏أي الدعاء لهما بالرحمة



وقوله ( لا توصل إلا بهما ) ‏‏أي بسببهما




وماذا فعلتي أنتي لتكسبي حبها وثقتها ؟!!



تحاسبيها علي قسوتها ولم تحاسبي نفسك !!!



أتدرين ماذا فعلتي لتقسو عليكي ذهبت مع هذا



وتحدثتي مع ذاك ولم تسمعي لها حديث !!



عجيب أمرك تريدين أن تكون ملاكا جميلا لا تأمرك بشئ !!!



وتفعلين ما يحلو لكي !!



وماذا فعلتي أنتي لتكسبي ثقة أمك هل أطعتي أمك ؟؟؟



هل تتحدثين إليها في أمورك عموما ؟؟؟



أليست لها حق عليكي ؟؟؟



إليست لها كل الحقوق ؟؟؟



تقولين ... ليست لها حقوق !!!



تقولين إنهم جيل غير الجيل وإنها لن تستطيع فهمك .. هل جربتي ؟؟؟



هل جربتي تتحدثين إليها عن حياتك الشخصية ؟؟؟



أصدقائك يعلمون عنكي أكثر مما تعلم أمك !!!



تتحدثين إلي أصدقائك كأنهم يريدون الخير لكي أكثر منها !!!



وهي من تريد لكي السعادة كل لحظة أكثر من أي مخلوق أخر ..



وهي من قد تكون سبباً فى دخولك الجنة ..



وقد تكون سبباً لدخولك النار بسبب عقوقك لها ...



أليس عقوقها من أكبر الكبائر كم أخبرنا الحبيب صلي الله عليه وسلم ؟؟؟



إرجعي إلي أمك بالحنان فلن تجدي من يحبك ويخاف عليكي ويحنو عليكي مثلها



إرجعي قبل فوات الأوان وقبل أن تندمي ...



إشتري لها الهدايا وقبلي يديها ورجليها ليلا ونهارا ...



إشتري لها الزهور فهي تستحق أكثر من ذلك ..



فهي من قد تكون سببا لنجاتك من النار ..



وسلامي وحبي وتقديري لكل أم ...



أحبك يا أمي ...



بل أعشقك يا أمي ...




إخواني ولنا عودة لعقوق الوالدين




هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل
منقول