بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
قراءة القران يجتمع فيها خمس مقاصد ونيات كلها عظيمه فمن قرأ القران يريد الثواب فقط أعطي الثواب والمقصود بـ( الثواب ): لفظ ( ثوب ) لغة، يدل على العود والرجوع؛ يقال: ثاب يثوب، إذا رجع. و( المثابة ): المكان الذي يثوب إليه الناس، قال تعالى: { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا } (البقرة:125)، معناه: مكانًا يثوب الناس إليه على مرور الأَوقات. و( الثواب ): ما يرجع إِلى الإنسان من جزاء أعماله .
ولفظ ( الثواب ) ورد في القرآن الكريم على خمسة معان:
أولها: بمعنى جزاء الطاعة،ومنه قوله تعالى:{ نعم الثواب وحسنت مرتفقا } (الكهف:31)، أي: نعم الأجر والثواب .
ثانيها: بمعنى الفتح والظفر والغنيمة، ومنه قوله تعالى: { فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة } (آل عمران:148)، فثواب الدنيا: هو الفتح والنصر والغنيمة .
ثالثها: بمعنى وعد الكرامة، ومنه قوله تعالى: { فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار } (المائدة:85)، أي: وعدهم .
رابعها: بمعنى الزيادة على الزيادة، ومنه قوله تعالى: { فأثابكم غما بغم } (آل عمران:153)، أي: زادكم غمًا على غم .
خامسها: بمعنى الراحة والخير، ومنه قوله تعالى: { من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة } (النساء:134)، أي: عند الله الراحة والخير .
ثم إن أهل العلم يذكرون فروقًا بين بعض هذه الألفاظ؛ من ذلك، أن لفظ ( الثواب ) يقال في الخير والشر، لكن الأكثر استعماله في الخير، قال تعالى: { ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب } (آل عمران:195)؛ وكذلك لفظ ( المثوبة )، قال تعالى: { ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير } (البقرة:103)؛ وقال سبحانه: { قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله } (آل عمران:60)؛ و( الإثابة ) تستعمل في المحبوب كثيرًا، قال تعالى: { فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار } (المائدة:85)، وفي المكروه قليلاً، قال تعالى: { فأثابكم غما بغم } (آل عمران:153)؛ ولفظ ( التثويب ) لم يرد في القرآن إلا فيما يكره، قال تعالى: { هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون } (المطففين:36) . ولفظ ( الثواب )، وإن كان في اللغة يطلق على الجزاء الدنيوي والأخروي، إلا أنه قد اختص في العرف بالجزاء الأخروي على الأعمال الصالحة من العقائد الحقة ، والأعمال البدنية والمالية، بحيث لا يتبادر منه عند الإطلاق إلا هذا المعنى؛ في حين أن مصطلح ( الأجر ) يطلق على الجزاء الدنيوي والأخروي معًا .
ومن الفروق بينهما، أن ( الأجر ) يكون قبل الفعل المأجور عليه؛ لأنك تقول: ما أعمل حتى آخذ أجري، ولا تقول: لا أعمل حتى آخذ ثوابي؛ لأن الثواب لا يكون إلا بعد العمل، قال تعالى: { يا أبت استأجره إن خير من استأجرت } (القصص:26)، وقال أيضًا: { على أن تأجرني ثماني حجج } (القصص:27) . والأجر: إنما يكون فيالأعمال البدنية من الطاعات، ويدل عليه قول أمير المؤمنين * لبعض أصحابه في علية اعتلها : " جعل الله ما كان من شكواك حطا بسيئاتك " فإن المرض لا أجر فيه،لكنه يحط السيئات ، ويحتها حت الأوراق.
وقد ورد في ترتيب الثواب على قراءة القران نصوص كثيرة منها:
قال تعالى( وإذا قرئ القران فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون)الأعراف (204 ).
وقال تعالى " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين"ا الإسراء (82)
وقال تعالى (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) - سورة يونس: آية (57)
عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)
وعن أبي أمامه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه"
، وعن جابر بن عبد الله قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذا للقرآن ؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدَّمه في اللحد "صحيح البخاري
تم ولله الحمد
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️