ورقة خريفية @ork_khryfy
محررة ماسية
من هم الابرار
سئل الحسن البصري :من هم الابرار؟قال:"هم الذين لايؤذون الذر"(الدر المنثور)وبعضهم لايسلم منة اخوانة
5
4K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
حدائق فيينا :جزاك الله خير ودي إنك تكلمتي أكثر عن الأبرارجزاك الله خير ودي إنك تكلمتي أكثر عن الأبرار
غالي و الطلب رخيص
الكاتب: الإسلام اليوم/ أيمن بريك
الاحد 09 رمضان 1430الموافق 30 أغسطس 2009
أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" ـ أن عباد الله الأبرار أَبْعَدُ ما يكونون عن غرور التدين الذي قد يجعل الإنسان يشعر بالتفوق على الآخرين ، مُشِيرًا إلى أن الأعمال بحقائقها ومقاصدها ، لا بظواهرها .
وقال الشيخ سلمان ـ في حلقة الأربعاء من برنامج "حجر الزاوية"، والذي يبث على فضائية mbc ، والتي جاءت تحت عنوان "البر" ـ: إن الأبرار أبعد ما يكونون عن هذا الغرور ، يقول تعالى: ((لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، ولكن البر مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى)(البقرة: من الآية177) ، فهم يعالجون حب المال ولكنهم يعطونه (ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ)(البقرة: من الآية177) ، وهذا نوع من الإحسان الواضح الذي يسمى بالبر .
وأضاف فضيلته: ومن هنا يأتي الخروج عن التدين المزيّف الذي يكتفي بالمظهر أو الشكل ، حتى فيما هو مشروعٌ من إعفاء اللحية وتقصير الثوب ، والسجود لله -سبحانه وتعالى- ، لافتا إلى أن المقصد الأعظم من هذه المعاني هو ما ينعكس على القلب .
موهبة الصبر ؟!!
وتابع الدكتور العودة: ثم يقول الله تعالى: (وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ)(البقرة: من الآية177) ، وهذا نَوْعٌ من الصبر الذي يحتاج الإنسان إليه بشكل كبير، والذي بدونه لا يمكن أن يتحقق الإنسان حقيقة البر، ولا أن يحصل الإنسان على النجاح.
وأردف فضيلته : أن الصبر معنى عظيم جِدًّا ، فعلى الإنسان أن يتحلى بالصبر فيما يتعلق بالنجاح الدنيوي ، وفيما يتعلق بالعبادة وملاحظة آثارها على النفس والبحث عن مزيد من الترقّي ، كما أن الصبر يكون فيما يتعلق بالاكتشاف والاختراع ، فربما يكون إنسان على مقربة من النجاح، ولكنّ العجلة تَحْرِمُه من ذلك .
فليس نجاح الذين نجحوا لا في المال ولا في العلم ولا حتى في التديّن ، وإنما هو بسبب أن عندهم مزيدًا من المواهب ليست عند غيرهم، اللهم إلا موهبة واحدة هي "موهبة الصبر" ، فإذا وُجد عند الإنسان موهبة الصبر استطاع بها أن يتغلب على كثير من العقبات ؛ ولهذا قال الله -سبحانه وتعالى- (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت:35) .
صفات الأبرار
وذكر الشيخ سلمان أنّ من صفاتِ الأبرار أنهم يَجمعون بين الإحسان في الطاعة والإحسان في نفع الناس، وجَمْعَهُم بين الدافع الإنساني والدافع الإيماني، فبعض الناس قد يُحْسِنُون إلى الناس بدافع الشفقة على الآخرين فقط، لكنَّ الأبرار أضافوا إليه الدافع الإيماني، كما قال ربنا جلَّ عُلاه: "إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ".
وأضاف فضيلته: إن الناس يقولون: "اتَّقِ شرَّ مَن أحسنتَ إليهِ"، وهذا معنى صحيح، لكنْ ليس اتقاء شره بالبعد عنه، ولكن بمزيدٍ من الإحسان إليه، وليس بأن نترك الإحسان، ولم يكن إحسان الصحابة من أجل مقصدٍ آخر، حتى إنهم كانوا يُحسنون للحيوان وللطَّيْرِ، بل حتى لعَدُوِّهم يحسنون كما في الآية: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا"، قال ابن عباس والحسن وسعيد: لم يكن أسيرٌ يومئذ إلا المشركون، ومع ذلك كانوا يحسنون إليهم.
مواضع البر
وأوضح الشيخ سلمان أن هناك ثلاثة مواضع أساسية في القرآن الكريم تتعلق بـ" البر" ، هي :
الموضع الأول: في سورة البقرة ، يقول الله تعالى (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)(البقرة: من الآية177) وهذا مرتبط بتحويل القبلة من المسجد الأقصى ، إلى الكعبة؛ حيث شمت اليهود بالمسلمين، وبدءوا يعيرونهم ويتهمونهم بأن دينهم يتغير ويتنقل، فقال الله -سبحانه وتعالى-: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) أي أن الكعبة والقبلة إنما هي وسيلةٌ في العبادة، وليست غايةً أو مقصداً .
فالله عز وجل جعل الكعبة قيامًا للناس؛ لإقامة ذكر الله -عز وجل- كما في قول عائشة -رضي الله تعالى عنها- وأرضاها- ، فالإنسان قد ينسى القِبْلَة فيعفى عنه، كما أنه يمكن أن يجهلها، أو يكون عاجزًا عن الاستقبال ، أو مسافراً يتنفّل على راحلته، أو ما أشبه ذلك ، فيُعْفَى من استقبال القبلة ، فالهدف والمقصد هو ذات العبادة .
وأضاف فضيلته : ثم يقول الله -سبحانه وتعالى- (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)(البقرة: من الآية189) ، حيث كان بعضهم يعتقد أن من البر أنه إذا جاء من الحج لا يدخل البيت من بابه، وإنما يدخل من خلفه ، وكذلك ذكر الله -سبحانه وتعالى- (سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) وأنها ليست (كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)(التوبة: من الآية19) وهو إشارة إلى معنى عظيم؛ أن الأعمال هي بحقائقها ومقاصدها .
خوف وحب ورجاء
الموضع الثاني : في سورة الإنسان : يقول تعالى (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً) (الإنسان:5)، ويذكر صفة الأبرار : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) (الإنسان:7) ، وهذا يدل على أن الإيمان عندهم تحوّل إلى مشاعر خوف وحب ورجاء . وكذلك قوله: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ )(الإنسان: من الآية9) ، فنجد هنا الدافع الإيماني في الإطعام لوجه الله، فضلاً عن الدافع الإنساني إلى آخر الآيات .
الموضع الثالث : سورة المطففين ، فالله تعالى عتب على المطففين الذين يكيلون بمكيالين، واحد لهم وآخر للناس، ثم يقول: (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ) (المطففين:4) ، في إشارة إلى غياب الدافع الإيماني، والذي بغيابه يصبح الإنسان منطلقًا يعمل ما يشاء ؛ ولهذا قال: (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ)، ولهذا كان الحسن البصري يقول في صفة الأبرار: إنهم الذين لا يؤذون الذرّ -، فلا شك أن الذي لا يؤذي الذر لن يؤذي الزوجة ، ولا الجار ، ولا غيره من الناس .
بر الأبناء بالآباء
وفيما يتعلق بِبِرِّ الآباء والأبناء والعلاقة بينهما، أيهما الْمُقَدَّم وأيهما النتيجة ؟ قال الشيخ سلمان : يقول الله -سبحانه وتعالى- (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا)(الإسراء: من الآية23) ، فالأم التي مات زوجها وصبرت على أولادها صبراً طويلاً حتى وصلوا إلى ذلك المستوى تستحق الإشادة والثناء ، كما أن الأب الذي قضى عمره وحياته من أجل تربية أبنائه وتعليمهم يستحق أيضًا الإشادة والثناء ، ومن هنا يقول الله عز وجل: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ)(الإسراء: من الآية23) .
وضرب فضيلته أمثلةً لبر وطاعة الآباء، خاصةً عند كبرهم في السن ، قائلا: إن حيوة بن شريح كانت أمه تجره من المجلس وتقول : " قم اعلف الدجاج! فكان يقوم بكل أريحية ويعمل هذا العمل دون حرج ، كذلك الأب الذي كان في الحديقة وقام باختبار ولده ، وقال له ما هذا ؟ قال عصفور مرة ثانية ثالثة رابعة ، وفي الأخير تذمّر الولد وقال: قلت لك ألف مرة..! فقام الأب وأحضر دفتراً وقال للولد إنه عندما كان ابني عمره خمس سنوات ، و أربع سنوات سألني إحدى وعشرين مرة ما هذا ؟ فأقول له عصفور وفي المرة الواحد والعشرين كان يقولها له بنفس الروح التي قالها في المرة الأولى .
الطلب رخيص ياابلة التاريخ
الكاتب: الإسلام اليوم/ أيمن بريك
الاحد 09 رمضان 1430الموافق 30 أغسطس 2009
أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" ـ أن عباد الله الأبرار أَبْعَدُ ما يكونون عن غرور التدين الذي قد يجعل الإنسان يشعر بالتفوق على الآخرين ، مُشِيرًا إلى أن الأعمال بحقائقها ومقاصدها ، لا بظواهرها .
وقال الشيخ سلمان ـ في حلقة الأربعاء من برنامج "حجر الزاوية"، والذي يبث على فضائية mbc ، والتي جاءت تحت عنوان "البر" ـ: إن الأبرار أبعد ما يكونون عن هذا الغرور ، يقول تعالى: ((لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، ولكن البر مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى)(البقرة: من الآية177) ، فهم يعالجون حب المال ولكنهم يعطونه (ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ)(البقرة: من الآية177) ، وهذا نوع من الإحسان الواضح الذي يسمى بالبر .
وأضاف فضيلته: ومن هنا يأتي الخروج عن التدين المزيّف الذي يكتفي بالمظهر أو الشكل ، حتى فيما هو مشروعٌ من إعفاء اللحية وتقصير الثوب ، والسجود لله -سبحانه وتعالى- ، لافتا إلى أن المقصد الأعظم من هذه المعاني هو ما ينعكس على القلب .
موهبة الصبر ؟!!
وتابع الدكتور العودة: ثم يقول الله تعالى: (وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ)(البقرة: من الآية177) ، وهذا نَوْعٌ من الصبر الذي يحتاج الإنسان إليه بشكل كبير، والذي بدونه لا يمكن أن يتحقق الإنسان حقيقة البر، ولا أن يحصل الإنسان على النجاح.
وأردف فضيلته : أن الصبر معنى عظيم جِدًّا ، فعلى الإنسان أن يتحلى بالصبر فيما يتعلق بالنجاح الدنيوي ، وفيما يتعلق بالعبادة وملاحظة آثارها على النفس والبحث عن مزيد من الترقّي ، كما أن الصبر يكون فيما يتعلق بالاكتشاف والاختراع ، فربما يكون إنسان على مقربة من النجاح، ولكنّ العجلة تَحْرِمُه من ذلك .
فليس نجاح الذين نجحوا لا في المال ولا في العلم ولا حتى في التديّن ، وإنما هو بسبب أن عندهم مزيدًا من المواهب ليست عند غيرهم، اللهم إلا موهبة واحدة هي "موهبة الصبر" ، فإذا وُجد عند الإنسان موهبة الصبر استطاع بها أن يتغلب على كثير من العقبات ؛ ولهذا قال الله -سبحانه وتعالى- (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت:35) .
صفات الأبرار
وذكر الشيخ سلمان أنّ من صفاتِ الأبرار أنهم يَجمعون بين الإحسان في الطاعة والإحسان في نفع الناس، وجَمْعَهُم بين الدافع الإنساني والدافع الإيماني، فبعض الناس قد يُحْسِنُون إلى الناس بدافع الشفقة على الآخرين فقط، لكنَّ الأبرار أضافوا إليه الدافع الإيماني، كما قال ربنا جلَّ عُلاه: "إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ".
وأضاف فضيلته: إن الناس يقولون: "اتَّقِ شرَّ مَن أحسنتَ إليهِ"، وهذا معنى صحيح، لكنْ ليس اتقاء شره بالبعد عنه، ولكن بمزيدٍ من الإحسان إليه، وليس بأن نترك الإحسان، ولم يكن إحسان الصحابة من أجل مقصدٍ آخر، حتى إنهم كانوا يُحسنون للحيوان وللطَّيْرِ، بل حتى لعَدُوِّهم يحسنون كما في الآية: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا"، قال ابن عباس والحسن وسعيد: لم يكن أسيرٌ يومئذ إلا المشركون، ومع ذلك كانوا يحسنون إليهم.
مواضع البر
وأوضح الشيخ سلمان أن هناك ثلاثة مواضع أساسية في القرآن الكريم تتعلق بـ" البر" ، هي :
الموضع الأول: في سورة البقرة ، يقول الله تعالى (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)(البقرة: من الآية177) وهذا مرتبط بتحويل القبلة من المسجد الأقصى ، إلى الكعبة؛ حيث شمت اليهود بالمسلمين، وبدءوا يعيرونهم ويتهمونهم بأن دينهم يتغير ويتنقل، فقال الله -سبحانه وتعالى-: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) أي أن الكعبة والقبلة إنما هي وسيلةٌ في العبادة، وليست غايةً أو مقصداً .
فالله عز وجل جعل الكعبة قيامًا للناس؛ لإقامة ذكر الله -عز وجل- كما في قول عائشة -رضي الله تعالى عنها- وأرضاها- ، فالإنسان قد ينسى القِبْلَة فيعفى عنه، كما أنه يمكن أن يجهلها، أو يكون عاجزًا عن الاستقبال ، أو مسافراً يتنفّل على راحلته، أو ما أشبه ذلك ، فيُعْفَى من استقبال القبلة ، فالهدف والمقصد هو ذات العبادة .
وأضاف فضيلته : ثم يقول الله -سبحانه وتعالى- (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)(البقرة: من الآية189) ، حيث كان بعضهم يعتقد أن من البر أنه إذا جاء من الحج لا يدخل البيت من بابه، وإنما يدخل من خلفه ، وكذلك ذكر الله -سبحانه وتعالى- (سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) وأنها ليست (كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)(التوبة: من الآية19) وهو إشارة إلى معنى عظيم؛ أن الأعمال هي بحقائقها ومقاصدها .
خوف وحب ورجاء
الموضع الثاني : في سورة الإنسان : يقول تعالى (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً) (الإنسان:5)، ويذكر صفة الأبرار : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) (الإنسان:7) ، وهذا يدل على أن الإيمان عندهم تحوّل إلى مشاعر خوف وحب ورجاء . وكذلك قوله: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ )(الإنسان: من الآية9) ، فنجد هنا الدافع الإيماني في الإطعام لوجه الله، فضلاً عن الدافع الإنساني إلى آخر الآيات .
الموضع الثالث : سورة المطففين ، فالله تعالى عتب على المطففين الذين يكيلون بمكيالين، واحد لهم وآخر للناس، ثم يقول: (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ) (المطففين:4) ، في إشارة إلى غياب الدافع الإيماني، والذي بغيابه يصبح الإنسان منطلقًا يعمل ما يشاء ؛ ولهذا قال: (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ)، ولهذا كان الحسن البصري يقول في صفة الأبرار: إنهم الذين لا يؤذون الذرّ -، فلا شك أن الذي لا يؤذي الذر لن يؤذي الزوجة ، ولا الجار ، ولا غيره من الناس .
بر الأبناء بالآباء
وفيما يتعلق بِبِرِّ الآباء والأبناء والعلاقة بينهما، أيهما الْمُقَدَّم وأيهما النتيجة ؟ قال الشيخ سلمان : يقول الله -سبحانه وتعالى- (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا)(الإسراء: من الآية23) ، فالأم التي مات زوجها وصبرت على أولادها صبراً طويلاً حتى وصلوا إلى ذلك المستوى تستحق الإشادة والثناء ، كما أن الأب الذي قضى عمره وحياته من أجل تربية أبنائه وتعليمهم يستحق أيضًا الإشادة والثناء ، ومن هنا يقول الله عز وجل: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ)(الإسراء: من الآية23) .
وضرب فضيلته أمثلةً لبر وطاعة الآباء، خاصةً عند كبرهم في السن ، قائلا: إن حيوة بن شريح كانت أمه تجره من المجلس وتقول : " قم اعلف الدجاج! فكان يقوم بكل أريحية ويعمل هذا العمل دون حرج ، كذلك الأب الذي كان في الحديقة وقام باختبار ولده ، وقال له ما هذا ؟ قال عصفور مرة ثانية ثالثة رابعة ، وفي الأخير تذمّر الولد وقال: قلت لك ألف مرة..! فقام الأب وأحضر دفتراً وقال للولد إنه عندما كان ابني عمره خمس سنوات ، و أربع سنوات سألني إحدى وعشرين مرة ما هذا ؟ فأقول له عصفور وفي المرة الواحد والعشرين كان يقولها له بنفس الروح التي قالها في المرة الأولى .
الطلب رخيص ياابلة التاريخ
م.ابرار
•
اللهم اجعلنا من الابرار المتقين
عشان كده سميت بنتي ابرار يارب يرزقنا برها ويهديها ويجعلنا واياها من الابرار يارب
جزاك الله خير على الموضوع اختي
عشان كده سميت بنتي ابرار يارب يرزقنا برها ويهديها ويجعلنا واياها من الابرار يارب
جزاك الله خير على الموضوع اختي
الصفحة الأخيرة
ودي إنك تكلمتي أكثر عن الأبرار