من يمــسـح دمـعــي يــا أبــتــي
خرج ليستنشق هواء نقياً بعد أن أحس بالاختناق ..
وقف في منتصف الطريق يرقبه وهو قادم من بعيد ..
سار نحوه بخطى مسرعة حتى وصل إليه..
أبي.. أبي, ثم ارتمى بين أحضانه ..
قائلاً :
من يمسح دمعي يا أبتي !!
من يحميني من يــؤيـني ..؟!
وإذا أستيقظت من نومي ؟!
من يطعمني من يسقيني ؟!
فإذا به يجيب ؟!
قائلاً :
ما بك يا بني ؟!
هل ضللت الطريق ؟!
أمسك بيده ليوصلة إلى البيت ...
سار بخطوات يسيره وهو لا زال متشبث به لا يريد أن يتركة ...
يا أبتي مهلاً ...
ففؤادي ...
يكويه شوقي ...
وحنيني ....
يا أبتي مهلاً ...
وأسمعني ...
ولماذا أمي تجافيني ...
قد كانت يوماً ...
ترعانا ...
نلعب نضحك ...
وهي ترانا ...
وإذا أفسدنا ...
غرفتها ...
جاءت بالبسمة ....
تلقانا ...
كم كسرنا ...
من أكوب ...
كم بالكرة ...
رمينا الباب...
كم شاجرنا ...
من أصحاب ...
وإذا أقبلنا ...
نخبرها ...
قالت ما هذا .. .
بصواب ..!!
أبتــاااه.. أجبني ..
ففؤادي
قد أرادة الهجر ..
خراب
أبتـــا ه .. رويدك
لا تذهب ...
لا تتركني دون ...
جواب ...
أقبلت إليه ...
لأمسكه ...
غادر عنى ...
دون إياب ...
ذهبت أمي ...
لن ألقاها ...
وأبي يتبعها ...
ليراها ...
وبقيت أنا ...
وحدي أبكي ...
إن الأسرة ...
ما أغلاها ...
عن اليتيم ..
حرف :بوح قلم رحمها الله
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
1)- النجاة من أهوال يوم القيامة وسلوك الطريق المؤدي إلى رضوان الله ..
قال تعالى } فلا أقتحم العقبة ، وما أدراك ما العقبة ، فك رقبة ، أو إطعام في يوم ذي مسغبة
، يتيماً ذا مقربة {
ذكر ابن كثير في تفسيره هذه الآيات } فلا اقتحم العقبة { قال الحسن البصري
} فلا اقتحم العقبة { قال : عقبة في جهنم ,
وقال قتادة أنها عقبةٌ قحمة شديدة فأقتحموها بطاعة الله عز وجل} فلا أقتحم العقبة {
قال ابن زيد : أي أفلا سلك الطريق التي فيها النجاة والخير ، وذكر عدة أمور منها
أطعام اليتيم وخص منهم اليتيم القريب حيث قال تعالى } يتيماً ذا مقربة {
أي ذا قرابة منه ..
فياله من فضل عظيم وكم منا من يستهين بأمر الإحسان لليتيم .
2) - سبب لزوال قسوة القلب
ولا أدل من ذلك الرجل الذي شكا إلى رسول الله r قسوة يجدها في قلبه
فأوصاه صلوات ربي وسلامة عليه بمسح رأس اليتيم عن أبي هريرة رضي الله عنه :
أن رجلاً شكا إلى الرسول الله r قسوة قلبه فقال : (( أمسح رأس اليتيم
و أطعم المسكين )) رواه أحمد
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال أتى النبي r رجلاً يشكوا قسوة قلبه
قال : ((أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك أرحم اليتيم وأمسح رأسه
وأطعمة من طعامك يلين قلبك وتدرك حاجتك )) رواه الطبراني
3) – النجاة من عذاب الله تعالى و أي منا لا يريد أن ينجو من عذاب الله تعالى
عن أبي هريرة t قال : قال الرسول الله r (( والذي بعثني بالحق لا يعذب الله يوم القيامة
من رحم اليتيم ولان له في الكلام ورحم يتمة وضعفة ولم يتطاول على جارة
لفضل ما أتاة الله تعالى ))
4) – مضاعفة الحسنات لقول الرسول r عن أبي أمامة t : أن رسول الله r قال
((من مسح على رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له في كل شعره مرت عليها
يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين
وفرق بين أصبعه السبابة والوسطى )) رواه الإمام أحمد
5) – نوع عظيم من أنواع البر ومن أعظم القربات التي يتقرب بها العبد لمولاه
ويطلب بها رحمتة ورضاه
وليس ذلك إلا لفضل اليتيم ومنزلتة العظيمة فالله ما خلقة وابتلاة إلا لحكمة
عظيمة وليرفع قدرة ويعلي ذكره حيث أن المولى جل في علاة كرمة
بأن ذكر حاله في القرآن الكريم فقرنه بالبر وهو من أعظم القربات عند الله تعالى
قال تعالى : } لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ
ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ
وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ
وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ {
بقلم :
بوح قلم رحمها الله