بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صل الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حياكن الله أخواتي الكريمات
منح أحد التابعين معلم أبنه مكافأة سخية حيث حفظ الإبن الفاتحة ,وقال للمعلم :إن لو كان يملك ماهو أكثر من هذه المكافأة لأعطاه إياه ,لأنماحفظه الإبن أثمن من أي نقود . هكذا فهم الأولون قيمة تحبيب الأطفال في القرآن وربطهم به لسانا وأخلاقا ,وأدركو أهمية جعل القرأن جزءا مهما في حياة هؤلاء الأبناء يشبون على تلاوته وحبه وحفظه.
نحن نعلم جميعا فضل القرآن وفضل تعلمه وتعليمه فقد دعا سيدنا محمد صل الله عليه وسلم أصحابه والتابعين من بعدهم إلى تعلم القرآن وقراءته وشجعم على حفظه
وكان يقدم الحافظ على غير الحافظ ويقول " وأحقهم بالإمامة أقرؤهم " و"خيركم من تعلم القرآن وعلمه " رواه مسلم
وقوله "أقرؤوا والقرآن فإنه يأتي يوم القامة شفيعا لإصحابه " رواه مسلم
ونحن كآمهات وأباء علينا أن نحرص على تعليم القرآن لأطفالنا واليقين بأنه عقل المؤمن ودستور حياته إذا تمسك بتعاليمه لن يضل أبدا ,كما أن القرأن هو خير ما يثبت النفس , ويفسح أمام العقل آفاق العلوم والمعارف الإنسانية .
وحب الطفل للقرآن يعينه على حفظه وبعده عن آفات اللسان كلها , كما أن الطفل إذا أحب القرأن وفهمه ثم عمل به كان هذا صدقة جارية في ميزان حسنات والديه يلبسهما الله بها تاج الكرامة يوم القيامة .
وهناك بعض الوسائل التي تحبب الطفل في القرآن منها :
· القراءة أمامه وخاصة لو كان الوالدان يقرآن معا .
· إهداء الطفل مصحفا خاصا به يتجاوب معه ويشعر بملكيته ومكانته.
· تحفيزه وتشجيعه على دخول المسابقات القرآنية .
· تسجيل صوته وهو يقرأ فهذا يشجعه ويحثه على التجويد والتحسين .
· الدفع به إلى حلقات المسجد وحثه على إمامه المصلين في النوافل .
· الإهتمام بأسئلة الطفل حول القرآن ,والحرص على الإجابه عن هذه الأسئلة بشكل مبسط وميسر .
· قص قصص القرآن على الطفل فهو يحب القصص.
** كيف يحفظ **
ومن واقع خبرة عملية يقول الشيخ محمود بقوش – إمام وخطيب ومحفظ - : إن أفضل مراحل تعلم القرآن الكريم هي فترة الطفولة المبكرة (3-6 سنوات ) حيث يكون عقل الطفل يقظا وملكات الحفظ لديه نقية ورغبته في المحاكاة والتقليد قوية .
وهناك مفاتيح عدة تعين الوالدين والمربين على تحبيب الطفل في القرآن
أولا :
أحترام طفولته ,حيث إن الطاقة الحركية لديه كبيرة , وقد لا يستطيع الجلوس صامتا منتهبا طوال فترة التحفيظ ,لذلك لا مانع من تركه يتحرك وهو يسمع ويردد تحت نظر المحفظ او أحد الوالدين .
ثانيا :
المكافأة وذلك بإهدائه شيئا يحبه حتى ولو قطعة حلوى , كلما حفظ قدرا من الآيات ,أو اثناء عليه أمام زملائه أو رسم نجمه في كراسته , فإن زاد في الحفظ زدنا له عدد النجوم ,وهكذا .
ثالثا :
للفهم دور كبير , فشرح معاني الكلمات بأسلوب شيق , وبه دعابات وأساليب تشبيه , مما ييسر الحفظ والإستحضار .
رابعا :
احترام عقليته ,فعلى الوالدين ألا يستهينوا بعقل الطفل , إذ إن لديه قدرة كبيرة على تخزين المعلومات , فلا تكون الإجابه عن الأسئلة سطحية هشة ,بل يجب أن تكون مقنعة حتى لا يشعر بالدونية والإستهانة به .
خامسا :
التنافس فغرس روح المنافسة بين الأطفال مهم جدا , فأفضل ما يمكن أن يتنافس عليه الصغار هو حفظ كتاب الله على أن يكون المحفظ ذكيا لا يقطع الحبل الرفيع بين التنافس والصراع ولا يزرع في نفوسهم الحقد على زملائهم المتميزين .
سادسا :
بالحب تبلغ ما تريد .... ومن الضروري عدم الإسراف في عقاب الطفل غير المستجيب , فيكفي إظهار الغضب , وإذا أستطاع المحفظ أن يحبب تلاميذ فيه فإن مجرد شعور أحدهم بأنه غاضب منه لأنه لم يحفظ سيشجعه على الحفظ حتى لايغضب منه مرة أخرى .
سابعا :
مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال ,على المحفظ أن يعرف سبب تعثر بعض الأطفال في الحفظ ..هل هو نقص في القدرات العقلية ؟ أم وجود عوامل تشتيت في المنزل ؟ وغير ذلك بحيث يحدد طرية التعامل مع كل متعثر على حده.
ويشير الشيخ محمد إلى أن أنسب السور للطفل وأيسرها حفظا من قصار السور لأنها تقدم موضوعا متكاملا في أسطر قليلة فيسهل حفظها ولا تضيق بها نفسه .
ثامنا :
لا تسأم من كثرة طلباته .. حبث تجب المسارعة إلى تلبيتها قدر المستطاع , خاصة إذا طلب الذهاب إلى فضاء الحاجة , مع العلم بأنه لن يطلبها بلسانه , بل سيكتفي بتحريك أصبعه السبابة ( الإشارة المعروفة ) , وكثيرا ما يطلب الأطفال ذلك
معايشة القرآن
وتوضح د.منى سلامة أن من أكثر مصادر قوة الأمة الإسلامية هو تقديسها وتعظيمها للقرآن الكريم , ولا خلاف على أن القرآن هو سر نهضة الأمة وريادتها وسيادتها بل وقيادتها للأمم .
وتطرح د.منى سؤالا :لماذا مع وجود القرآن بين أيدينا ومن حولنا لم نصبح قادة الأمم علميا وإيمانيا وأخلاقيا ؟
وتؤكد أن السبب ليس القرآن , ولكنه عدم فهم وتفعيل معانيه في الحياة , وعدم تطبيق أخلاقه ومعاملاته .
ومن هنا , جاءت فكرة مشروع يعمل على تعليم الأطفال معاني القرآن وتطبيقه في حياتهم ومعايشته ليل نهار ,حتى يستشعر الطفل أن هذا القرآن قد جاء له هو في عصره الذي يحيا فيه - في غرفة نومه وملعبه وفصله – ولم يجيء لقوم سابقين ولا لعصر ماض , فيدرس القرآن بالطرق العصرية التي يحبها الأطفال , ويتفاعلون معها , ويجدون في حصة القرآن الكريم التشويق والمتعة والحركة والمناقشة والنشيد واللعبة , ولكي تستكمل الفائدة نقوم بتدريب المعلمين والمربين من خلال دورة تدريبية تؤهلهم لتعلم مهارات التدريس الأساسية لتطبيق البرنامج , وتوصيل المعنى القرآني بالأنشطة للأطفال في مختلف الأعمار .
وتؤكد د.منى أن ما تم مراعاته في هذا العمل السعي لغرس ثلاثة معان أساسية لدى الأطفال وهي :
· القدرة على النقد والتمييز بين الصواب والخطأ لإعطاء صورة حقيقية عن الواقع , ليعين الطفل , ليس فقط على فعل الخير والثبات عليه ولكن أيضا مدافعة الشر ومقاومته .
· تغليب الجانب العملي والإبتكاري على الجانب القولي والخطابي , والسعي إلى إتقان العمل وجودته والتعاون مع الأخرين من أجل تحقيقه , والتوازن في هذه الأعمال بين ما يعود مردوده عليه شخصيا أو المجتمع المحيط به ووصلا إلى العالم والكون .
· التفكير المستقبلي الذي يجعل الطفل متطلعا إلى الأفضل دائما ومقدما أحسن ما لديه من أجل حياة أفضل في الدنيا وثواب أعظم في الآخرة .
أهم الوسائل :
- اختيار المحفظ المناسب وتوجيهه إلى الأساليب المناسبة .
- أن يحب الطفل المحفظ ويرتبط ب وجدانيا.
- عدم العقاب على عدم الحفظ (خاصة البدني) ولكن يمكن استخدام الحرمان .
- أن تكون لدى المحفظ مهارات شخصية جذابة تشد الطفل (بشوش – حركي – يلعب مع الأطفال ).
- استخدام مقترحات مختلفة للدرس حسب ذكاء الأبناء ( ماذا يحدث لو – قصة - فزورة – تمثيل حركي – تصوير مكاني ).
- تنوع الأساليب وعدم التركيز على التلقين وحده.
- عدم المقارنة بين الأبناء في مهارات الحفظ والاسترجاع .
- عدم الإلزام بالحفظ قبل 7 سنوات.
- عدم قتل طفولة الأبناء لغرض الحفظ الجيد .
- وهناك وسائل مبتكرة لتدعيم حب القرآن يرشدنا إليها د.سعد منها :
· كتابه ما تم حفظه في لوحة جميلة والاحتفاظ بها .
· توفير برامج المحفظ الآلي ليستخدمها الطفل بنفسه .
· إبتكار وسائل تتحدى قدرات الأبناء , ولكن مع الترغيب .
· إعداد لوحات شرف لكل للحافظين وما يحفظون .
· اختيار الوقت المناسب في التحفيظ فلا يكون (بعد يوم تعب – بعد وجبة ثقيلة - بعد توتر نفسي – في وقت اللعب – بعد يوم دراسي طويل ).
· ابتكار وسائل عامة لتدعيم الحفظ (قصة – رحلة شهادة تقدير – حفله بسيطة بعد حفظ كل جزء (دون مقارنه )- وإشعاره بأن القرآن مصدر نفع مادي له ).
· تحويل احتياجات الطفل إلى محفزات على حفظ القرآن .
· تقديم المحفزات بشيء من الذكاء والإبداع والإشعار بالحب .
منقول من مجلة الوعي الإسلامي مجلة كويتية شهرية جامعة جزى الله كاتب الموضوع خير الجزاء وجعله في ميزان حسناته .
منقوول
دعواتكم
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بنت الفنطاس
•
رفع
الصفحة الأخيرة