والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد:
الكثير منا حينما تسأل في مسألة معينة، أو فتوى
يطاردها الشعور بالخجل والضعف.فلا تستطيع
قول لا أعلم.
وإنما المصيبة تفتي من عندها..وكما نعلم دائما.
من قال لا أعلم فقد أفتى.
فإليك هذه الرسالة:
لا أعلــــــــــــــــــــــــــــــم
هي لكل محاور ولطالب العلم خاصة.. فمن
الإخلاص لله والخوف منه أن يقول لا أعلم في
مسألة لا يعلمها، أو يطلب الإمهال حتى
يراجعها.. روي عن الإمام مالك _ رحمه الله_ أنه
سئل عن ثماني وأربعين مسألة، فقال في اثنتين
وثلاثين منها: لا أدري.
فإذا حاورت فلا تخجل أن تستوضح غامضاً أو أن
تسأل عن مجهول، لأنك إن سكت فربما يكون
الحرج بعد أشد وليته وحده، بل معه تهمة الجهل
والتستر عليه والتعالم.
قال بعضهم: (( ينبغي للعالم أن يعلم جلساءه
قول: لا أدري حتى يكون ذلك في أيديهم أصلا
يلجؤون إليه ، فإذا سئل أحدهم عما لا يدري،
قال: لا أدري)) وقال بعضهم: من قال لا أعلم؛ فقد
أفتى.
وقد يخجل بعض الناس من قول (لا أدري) فيما
يجهله حتى لا يظهر بمظهر الخجل أمام الآخرين،
لكنه ينسى أن قوله ذلك له معنى أخر وهو أنه
حقيقة يدري ما قال عنه قبل أن يدري.
قال عمر بن عبد العزيز: من قال لا أدري فقد
أحرز نصف العلم؛ لأن الذي له على نفسه هذه
القوة قد دلنا على جودة التثبت وكثرة الطلب
وقوة المنة.
ختاما:
أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت في إيصال
رسالتي البسيطة. لأننا وللأسف ابتلينا بأناس
يفتون من غير علم ولا دليل.
وأسأل الله تعالى أن يجعل ملتقانا في أعالي
الجنان.
ولاتحرموني وتنسوني من عواتكم لي...