مقدمة
لقد قرأت من كتابي " ترانيم الأنفاس و لآلئ الحكمة "
للمؤلف عبد الواسع بن شيهون
حوار مع الشهر الكريم
توفى قبل أن يأتي رمضان بيومٍ واحد، وقد كان
مشتاقاً للوصول إليه فشعر رمضان بإحساسه
المرهف نحوه فدعا لهُ بالرحمة والمغفرة.
فقال له :
انقطع عملك أيها المسكين في حين توزع الهدايا
والدرجات والعطايا والهبات ، وتتنزل السكينة والرحمات ،
وتتضاعف الأجور والحسنات في أيامي وليالي
فإنني أكرم المؤمنين بالصيام والقيام فأنا شهر
القرآن والغفران والعتق من النيران ظاهري
العطش والجوع وباطني الثواب والخشوع .
قال المتوفى : أيها الشهر الكريم قد نويت أن أصومك
وأقومك قبل مجيئك فهل لي أجر نيتي كما جاء في
الحديث إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرءٍ ما نوى .
قال له : اسمع يا من واريت الثرى فقد جاء في حديث آخر
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلى من ثلاث ،، الحديث .
قال المتوفى :
ويل لمن أدركك ولم يغفر له وأنت تكرم ضيوفك بأصناف
الطاعات وتجود عليهم بأفضل الخيرات ألم تكن فيك ليلة
هي خير من ألف شهر ، إسمع أيها الشهر
الكريم بلّغ الأحياء مني السلام وقل لهم تزودوا فإن خير
الزاد التقوى.فإني أتمنى من ربي أن أرجع
إلى الدنيا وأسجد لله سجدةً واحدة ً فلا أرفع
جبهتي من الأرض إلى قيام الساعة لما
رأيت من ظلمة القبور وأهوالها .
قال رمضان :
إن عمرةً فىَّ كحجةٍ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا
اعتمر أحد أقاربك وأهدى ثوابها إليك سيصلك أجرها
غير منقوص أو إذا تصدق أحد منهم بصدقة فسيصلك ثوابها كذلك .
قال المتوفى :
يا خير الشهور تعطف علىَّ وأنا في قبري وتهبني
الأمل وتشد من أزري تطمئنني وأنا في وجلٍ من
أمري أطال الله عمرك وتكون لهم ذخراً وثواباً إلى
حين كما كنت لي ذخراً وسنداً في الأعوام السالفة .
قال رمضان :
اسمع أيها الموسد في قبره الراجي رحمة ربه لم يكن
فضلي مقتصراً على المؤمنين فقط وإنما هناك باب في الجنة
اسمه الريان لا يدخل منه إلا الصائمون إكراماً
من الله وتفضيلاً منه عليهم .
قال المتوفى :
رغم طيبتك وفضلك وإحسانك فإن لك هيبةً
ووقاراً لم أرهما في الشهور التي قبلك
ولا في الشهور التي بعدك في الأعوام السابقة حينما كنت حياً .
قال رمضان :
لقد استمديت هيبتي من عظمة ربي المتجلية في إنزال
الملائكة بالبركات ، وتصفيد الشياطين بالسلاسل
والأغلال رحمةً من الله للصائمين وإحساناً منه للطائعين ،
وأما الوقار الذي رأيته في وجهي فقد أناره
المؤمنون بوجلهم وتقربهم واستغفارهم .
قال المتوفى :
أيها الشهر الكريم ما الدروس والعبر
المستفادة من معينك الذي لا ينضب ؟
قال رمضان :
الدروس والعِبر المستفادة مني :
أولاً :
أنا مدرسة الصبر والتربية والأخلاق أصقل
النفوس من شوائبها بالطاعات
حتى تكون نقية صافية من الذنوب والأدران .
ثانياً :
أجعل الأغنياء يشفقون على الفقراء وأشعرهم بالجوع
والعطش لكي تلامس الرحمة شقاف قلوبهم .
ثالثاً :
جعل الله العمل فيَّ مقترن بزكاة الفطر فمن أداها
طيبةً بها نفسه تقبلني الله منه .
رابعاً :
أنا شهر الجود والإحسان
فالرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم
كان جواداً وكان أجود ما يكون
فيّ حين يأتيه جبريل عليه السلام يدارسه القرآن ،
وكان عطائه في الخيرات كالريح المرسلة في العرصات .
قال المتوفى :
قل لي يا شهر البركات ما الدروس المستفادة من الموت ؟ !!
قال رمضان :
كان من الأجدر بك أن تسألني ما الدروس المستفادة من الحياة ؟
أما الموت فقد وقف بالناس خطيباً
ولم ينبس بكلمة ٍواحدة فسمي بالواعظ الصامت
الذي يهز بموعظته القلوب وتذرف من هيبته العيون ،
وتسهر من مصائبه الجفون اهتدى كثيرون من صمته ،
وفزع آخرون من حلمه واستفاد العلماء من علمه .
وفي ختام هذا الحوار ودع رمضان
الصائمين كما ودع أسير القبر أهله فحزنوا على شهرهم أشد من حزنهم على ميتهم .
ملاحظة: حقوق الطبع محفوظة للكاتب.
الكاتب
عبد الواسع بن شيهون
ألحكمة يمانية @alhkm_ymany
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
زائرة
•
جزاك الله خيرا على النقل .....الموفق
الحامدة الشاكرة :اهلا وسهلا باختي الحكمة يمانية وحياش الله وجزاش الله خير على النقل الجميلاهلا وسهلا باختي الحكمة يمانية وحياش الله وجزاش الله خير على النقل الجميل
أختي الحبيبة: الحامدة الشاكرة
تسلمين ياغالية على ترحيبك الجميل
تقبلي تحياتي المعطرة بلياسمين
تسلمين ياغالية على ترحيبك الجميل
تقبلي تحياتي المعطرة بلياسمين
الصفحة الأخيرة
وحياش الله وجزاش الله خير على النقل الجميل