بسم الله الرحمن الرحيم
عادل بن عبدالعزيز المحلاوى
نزلت بك عشر مباركة
من رحمة الله بالعباد – وهو الغني عنهم – أن جعل أفضل أيام رمضان آخره إذ النفوس تنشط عند قرب النهاية ,
وتستدرك ما فاتها رغبةً في التعويض , والعشر الأواخر هي خاتمة مسك رمضان ,
وهي كواسطة العقد للشهر لما لها من المزايا والفضائل ,
التي ليست لغيرها ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفي بها احتفاءً عظيماً ,ويعظمها تعظيماً جليلاً ,
وماذاك إلا لعلمه بفضلها وعظيم منزلتها عند الله تعالى – وهو أعلم الخلق بالله وبشرعه المطهر- .
لماذا نستغل العشر؟
إن المؤمن يعلم أن هذه المواسم عظيمة , والنفحات فيها كريمة ,
ولذا فهو يغتنمها , ويرى أن من الغبن البين تضييع هذه المواسم , وتفويت هذه الأيام ,
وليت شعري إن لم نغتنم هذه الأيام فأي موسم نغتنم ؟
وإن لم نفرغ الوقت الآن للعبادة فأي وقت نفرغه لها؟
لقد كان رسول الهدى عليه الصلاة والسلام يُعطي هذه الأيام عناية خاصة ويجتهد في العمل فيها أكثر من غيرها.
.ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها)أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها ) رواه مسلم.
وكان (( إذا دخل العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله )) متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها
وفي المسند عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم فإذا كان العشر شمر وشد المئزر.
أيها الناصح لنفسك :
- تذكر أنها عشرة ليال فقط , تمر كطيف زائر في المنام , تنقضي سريعاً , وتغادرنا كلمح البصر ,
فليكن استقصارك المدة معيناً لك على اغتنامها .
- تذكر أنها لن تعود إلا بعد عام كامل , لا ندري ما الله صانع فيه , وعلى من تعود ,
وكلنا يعلم يقيناً أن من أهل هذه العشر من لا يكون من أهلها في العام القادم – أطال الله في أعمارنا على طاعته - ,
وهذه سنة الله في خلقه (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (الزمر:30) ـ
وكم أهلكنا الشيطان بالتسويف وتأجيل العمل الصالح , فهاهي العشر قد نزلت بنا أبعد هذا نسوف ونُؤجل ؟
تذكر أن :
غدا توفي النفوس ما كسبت --- ويحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم --- وإن أساءوا فبئس ما صنعوا
- تذكر أن فيها ليلة القدر التي عظّمها الله , وأنزل فيها كتابه , وأعلى شأن العبادة فيها
ـ(من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) أخرجه الشيخان .
,والعبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ثلاث وثمانين سنة قال تعالى : (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر:3) ,
فلو قُدِر لعابد أن يعبد ربه أكثر من ثلاث وثمانين سنة ليس فيها ليلة القدر , وقام موفق هذه الليلة وقُبلت منه ,
لكان عمل هذا الموفق خير من ذاك العابد , فما أعلى قدر هذه الليلة , وما أشد تفرطنا فيها ,
وكم يتألم المرء لحاله وحال إخوانه وهم يفرطون في هذه الليالي وقد أضاعوها باللهو واللعب والتسكع في الأسواق ,
أُو في توافه الأمور .
- تذكر أنك متأسياً بخير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم , وقد تقدم بعض هديه خلال العشر,
فاجعله حاملاً لك لاغتنام هذه الليالي الفاضلة .
أعمال يجتهد فيها الصادقون خلال العشر :
- القيام في هذه الليالي , وفضل قيامها قد جاءت به النصوص المعلومة , واجتهادات السلف يعلمها كل مطلع على أحوالهم ,
بل ومن عباد زماننا من سار على هديهم ,
يذكر أحد الإخوة أن رجلاً معروفاً في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يصلي التراويح مع الإمام
ثم يتنفل بالصلاة إلى صلاة القيام ثم يصلي مع الجماعة صلاة القيام ثم يصلي إلى قبيل الفجر ,
هذا ديدنه كل عام . أرأيت الهمة ؟ هل عرفت كم نحن كسالى ؟
ومن مشايخنا من يختم القرآن في هذه العشر كل ليلتين مرة في صلاة القيام .
ويبقى الأمر المهم ما الذي جعلهم يقومون وننام ؟ وينشطون ونكسل ؟
إنه الإيمان واليقين بموعود الله الذي وعد به أهل القيام , ولهذه الليالي مزايا على غيرها ,
أضف إلى اللذة التي تذوقوها حتى آثروا القيام ,
وما أجمل ما قاله بعض العلماء –عن لذة المناجاة – حيث قال :ـ
لذة المناجاة ليست من الدنيا إنما هي من الجنة أظهرها الله تعالى لأوليائه لا يجدها سواهم .
ولتعلم يا رعاك الله أن البعد عن الذنوب والمعاصي أثر في التوفيق للطاعة ,
فالطاعة شرف ورحمة من الرحمن لا ينالها إلا أهل طاعته .
فلندع عنا التواني والكسل , ولنسعِ للجد في العمل , فعما قليل نرحل , وبعد أيام نغادر هذه الدنيا ,
ونخلفها وراءنا ظهريا , فلماذا التسويف ؟
- اغتنمها في الدعاء – فدعاء ليلة القدر مستجاب – تذكر حاجتك لربك ومولاك , فمن يغفر الذنوب إلا هو ؟
ومن يُثيب على العمل الصالح إلا الكريم سبحانه ؟
ومن ييسر العسير , ويحقق المطلوب ويجبر المكسور إلا صاحب الفضل والجود؟
فاغتنم هذه الفرصة فرب دعوة صادقة منك يكتب الله لك رضاه عنك إلى أن تلقاه ,
ولا تنسى الدعاء لإخوانك فهو من علامات سلامة القلب ,
وأيضا ًالدعاء للمسلمين من الولاة والعامة ,
ولا تحتقر دعوة فرب دعوة يكون فيها الخير لأمتك .
- (ساعات السحر) في هذه العشر كثير من الناس يكونون مستيقظين هذه الساعة , وهو وقت شريف مبارك ,
وتعجب ممن يُمضون هذه الساعة في الأحاديث الجانبية
أو لا يرتبون قضاء حاجتهم الضرورية قبل هذا الوقت فينشغلون بها عن اغتنامه ,
أما الذين عرفوا قيمة هذه الساعة وعلو منزلتها فلا تجدهم إلا منكسرين ومخبتين فيها ,
قد خلا كل واحد منهم بربه يطرح ببابه حاجته , ويسأله مطلوبه , ويستغفره ذنبه ,
آلا ما أجلها من ساعة , وما أعظمه من وقت , فأين المغتنمون له؟
- احرص على اعتكاف العشر كلها – دون التفريط بواجب من حق أهل وولد - , فإن لم تستطع فلا أقل من الليالي أو ليالي الوتر ,
فقد كان هذا هديه عليه الصلاة والسلام في هذا العشر,
ويُشرع للأخت المسلمة أن تعتكف كالرجال إذا تهيأت لها الأسباب وأمنت على نفسها , أو على الأقل الليالي .
ومن بشائر الخير ما نراه من كثرة المعتكفين والمعتكفات في الحرمين وفي مساجد الأحياء في مدن وقرى العالم الإسلامي ,
ولتحرص على اغتنام هذا الوقت بالطاعة , وملئه بما ينفع ومجاهدة النفس على ذلك .
- أوصيك أخي بتطهير قلبك
فهذه أيام الطهارة والتسامح والتجرد لله تعالى , واجعل حظ النفوس جانباً , فأنت ترجو المغفرة , وتأمل عفو ربك ,
وليكن شعارك العفو عن الناس وعمن ظلمك , واجعل هذا من أرجى أعمالك هذه الليالي,
ولله در ابن رجب في لطيفته يوم قال تعليقا على حديث عائشة " اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني " ـ
إذ يقول : من طمع في مغفرة الله وعفوه فليعف عن الناس فإن الجزاء من جنس العمل .
- اجعل بعض مالك للصدقة ولا تحتقر القليل فهو عند الله عظيم مع صدق النية , وتذكر أن المال غادٍ ورائح ,
وما تنفقه باق لك , وأنت ترجو قبول دعائك هذه الليالي وللصدقة أثرها في قبول الدعاء والإثابة على العمل ,
ومن أحسن إلى عباد الله أحسن الله إليه .
أسأل الله لي ولكم القبول , وأن يعاملنا بفضله وإحسانه
المصدر
http://www.twbh.com/index.php/site/article/read_ashara-mabarakh
جزى الله اصحاب هذا التوجيه عن المسلمين كل خير
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ:
"يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟"، قَالَ:
"قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي". أخرجه الترمذي
نُذكِّر بالفوائد التالية:
1- ليلة القدر قد تكون إحدى ليالي
29،27،25،23،21
من رمضان.
2- العبادة فيها خير من ألف شهر كما ورد في السورة الكريمة، فالصلاة فيها بصلاة ألف شهر
وكذلك الصدقة فاحرصوا على الصدقة فيها يرحمكم الله فلعل الريال فيها يعدل عند الله ثلاثين ألفا.
3- تبدأ العبادة فيها من بعد صلاة المغرب إلى طلوع الفجر.
4- الإكثار فيها من الصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن والاستغفار
وخصوصا الدعاء الذي ورد في الحديث أعلاه.
وإليكم مقطع قصير عن
حكم ليلة القدر مع إختلاف المطالع
لفضيلة الشيخ / محمد حسان حفظه الله
http://www.youtube.com/watch_popup?v=6ada9cFp9yQ#t=44
سبحان الله ، والحمدلله ، ولا اله الا الله ، والله اكبر ، ولاحول ولاقوة الا بالله
اضغط هنا .. صدقني مراح تندم وستؤجر بإذن الله
اضغط هنا .. حياكم الله في مدونتي
ـ حياكم الله في قروب ـ
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
عبيــــر الــــورد
•
الله يوفقك ويجزاك بكل خير يارب
جزاك الله كل خير
واسأل الله كما بلغنا رمضان ان يبلغنا ليلة القدر
ويعننا على قيامهااا ايمانا واحتسابااا
واسأل الله كما بلغنا رمضان ان يبلغنا ليلة القدر
ويعننا على قيامهااا ايمانا واحتسابااا
،صباح الخير ،،،
يـ الله ما أعظم ما نقلتي ،، لعلنا في كل عام نقرأ ،،
مثل ما وضع في هذا المتصفح ،، ولكن وجدت فيه ما لامس شغاف قلبي ولله الحمد على ذلك ،،
أسأل الله من قلب صادق ،، أن يوفقنا في هذه الليالي المباركه ،،
ويعلم الله كم من الحزن والفرح أحمله في داخلي هذه الليله ،،
الحزن : بسبب قرب انتهاء هذه الليالي العظيمه ،، ما أصعب ليلة توديعه ستكون ،،
ونحن لا نعلم هل سيطيل الله في اعمارنا العام القادم حتى نعيش هذه الاجواء من جديد أم لا ،،
:
الفرح : في داخلي أحس بفرحه لم أشعرها منذ زمن ،، فرحه غير عاديه ،،
لا أعلم ما سببها ،، أحس وكأنها ليله غير عن باقي الليالي ،، حتى أني قلت ذلك ،،
لأحد الأخوات التي جاءت لزيارتي هذه الليله ،،
وأتحدث أيضا لاختي الصغيره ،، وأقول لها أنا فرحانه الليله جدا ،، قالت حتى أنا ،،
لعل دخول هذه الليالي المباركه التي انتظرتها على أحر من الجمر هو سبب فرحتي ،،
اللهم لا تحرمني هذه الفرحه وجددها علي وعلى جميع المسلمين يارب العالمين ،،
واللهم أنك عفو تحب العفو فـ عفو عني يارب العالمين ،،
يـ الله يا كريم ،، اجعلنا من المجتهدين في هذه الليالي الذين تقبلت منهم صيامهم وقيامهم وصالح أعمالهم ،،
بارك الله فيك ووالديك اختي الكريمه على قيم ما نقلتي وكتب الله أجرك ،،
يا هلا ،،
،،هنا ركب الأغرااااااااااااااااااب،،،
يـ الله ما أعظم ما نقلتي ،، لعلنا في كل عام نقرأ ،،
مثل ما وضع في هذا المتصفح ،، ولكن وجدت فيه ما لامس شغاف قلبي ولله الحمد على ذلك ،،
أسأل الله من قلب صادق ،، أن يوفقنا في هذه الليالي المباركه ،،
ويعلم الله كم من الحزن والفرح أحمله في داخلي هذه الليله ،،
الحزن : بسبب قرب انتهاء هذه الليالي العظيمه ،، ما أصعب ليلة توديعه ستكون ،،
ونحن لا نعلم هل سيطيل الله في اعمارنا العام القادم حتى نعيش هذه الاجواء من جديد أم لا ،،
:
الفرح : في داخلي أحس بفرحه لم أشعرها منذ زمن ،، فرحه غير عاديه ،،
لا أعلم ما سببها ،، أحس وكأنها ليله غير عن باقي الليالي ،، حتى أني قلت ذلك ،،
لأحد الأخوات التي جاءت لزيارتي هذه الليله ،،
وأتحدث أيضا لاختي الصغيره ،، وأقول لها أنا فرحانه الليله جدا ،، قالت حتى أنا ،،
لعل دخول هذه الليالي المباركه التي انتظرتها على أحر من الجمر هو سبب فرحتي ،،
اللهم لا تحرمني هذه الفرحه وجددها علي وعلى جميع المسلمين يارب العالمين ،،
واللهم أنك عفو تحب العفو فـ عفو عني يارب العالمين ،،
يـ الله يا كريم ،، اجعلنا من المجتهدين في هذه الليالي الذين تقبلت منهم صيامهم وقيامهم وصالح أعمالهم ،،
بارك الله فيك ووالديك اختي الكريمه على قيم ما نقلتي وكتب الله أجرك ،،
يا هلا ،،
،،هنا ركب الأغرااااااااااااااااااب،،،
الصفحة الأخيرة