هي الايام ... جعلها الله دولة بين الناس .. إمتحانات وأبتلائات ومصائب .. وقدرها الله عزوجل قبل ان يبرئها
فكل مايصيب المؤمن منها هو تكفيرللذنوب ورفع للدرجات وتمحيص الخطايا ....
....
..
.
يختلف البشر في التعايش مع أحداث الحياه بأختلاف أجناسهم ونفسياتهم ومدى أيمانهم ويقينهم بالله عزوجل ..
حينما قرأت مسابقة الحياة الاجتماعيه تبادرت الى ذهني تلك المراه التي اعتبر حياتها مثل اعلى لي
................................ أستاذنتها في سرد بطولتها بقلمي فأذنت لي ....
....
..
كنت صغيره حينما أنفصل ابي عن أمي وعاش كل منهم في مدينة .. بقيت مع أبي وما لبث الا ان تزوج
وكابدت قساوة الحياة ومرارة الايام الى ان أصبح عمري 14 فتقدم شخصآ لخطبتي ولم يكن من نفس قبيلتي
وافق ابي ... كان ذلك الرجل رجلآ طيبآ حنونآ كريمآ عشت معه أجمل أيامي فلقد كنا نتقاسم حلو الايام ومرها ... كانت احواله الماديه ضعيفه ومع ذلك لم يقصر في واجباته أتجاهي او اتجاه اولاده .. انجبت له 5 من الاولاد وابنتين
كل من يشاهده في الحي يقولون له ياابا عبدالله الا ترحم حالك كل سنه تلد زوجتك ؟
فيرد قائلآ : الله المعطي وهو الرزاق ..
بعد عشرة دامت 10 سنوات مرض زوجي مرضآ شديدآ وأخبرنا الاطباء بان حالته عصيبه وبقي في مرضه شهرآ ثم انتقل الى رحمة الله ...
ترك لي سبعة من الابناء لايزالون صغار...
ضاقت الدنيا في عيني .. اولادي ينظرون اللي ماافعل ؟؟ .. وانا اخفي عنهم لوعتي وحزني وحيرتي في أمرهم ...
تقدم لي الكثير لاني لازلت شابه وعلى قدرآ كبيرآ من الجمال .. أطفالي صغار ... ليس لوالدهم دخل مادي
الايام موحشه .. الناس لايشعرون بجرحي .. شبابي , أطفالي , حياتي ,
جميعها أفكار يتلاطم موجها في عقلي ...
اذا جن الظلام لممتوا صغاري حولي وأنمتهم بقربي حتى اذا خلدوا ... رجعت الى حيرتي ماذا أختار ؟؟؟؟
لم يمهلني الوقت لاختار فكان على ان اعجل في قراري ..... اولادي حولي وعيونهم ترقبني كأني اقرأ في عيونهم ماذا يحدث غدآ ياامي ؟؟
أجيبهم بنظرة " لاتخافوا ولا تحزنوا فنحن في مركبآ واحد "
نعم يجب ان اصمد ولن يخيب الله مسعاي قررت ان اكون لهم الاب الذي سيسعى ليجلب لهم الرزق .
ويرعاهم ويحميهم .. وأكون الام الرحيمه والصدر الحنون...
شحنت عزيمتي بمن لا اله غيره .. توكلت على حسبي الله ونعم الوكيل .. أطلقت مبدئي الذي سأعيش به وهو
سأصنع من السم العسل ولا حياة مع الياس ...
كأن اكبر ابنائي ذو التسع سنوات يحاول دومآ ان يقف لجانبي ويشعرني بوجوده ... فيحتذي أخوته حذوه ..
كانت بدايتي كيف اجد مصدر رزق لي ولاولادي ؟؟
ماكان مني الا ان جمعت ماكان عندي من مصوغات "ذهب" وتدينت من قريبه مني مبلغ من المال ......
ويسر الله لي فحصلت على مبلغ قليل ولكن في ذلك الزمن كان مبلغآ مناسب .. وأشتريت لي بضاعة من أقمشه وملابس وما الى ذلك من مايستهلكه النساء ... واخبرت جميع من يسكن في الحي باني لدي بضاعه للبيع ..
دارت الايام مابين مكسبآ وخساره ولكني على صمودي ... كأن أجمل منظرآ اراه حينما يرخي الليل سدوله وأرى ابنائي حولي وفي حضني وهم في أتم الصحه والعافيه ..
كنت أخاف على بناتي فلم أسمح لهما بالدراسه .. ابنائي جميعآ اصبحوا في المدارس .. احوالنا الماديه شبه ضعيفه لكننا نجد قوت يومنا ....
ذات يوم جاءت لي احد قريباتي وقالت : يام عبدالله مأكان افظل لو تزوجتي فلان ؟؟ !!! انه رجل غني سيقدر جمالك
وتعيشي معه في نعيم بدل هذا الذل .... قلت لها الخيره فيما أختاره الله .. لاني لااريد ان اخوض معها في حديث لايجدي ..
فسمعت ابنتي ماقالت هذه المراة وذهبت تبكي ولم اعلم مابها ,,,,
ذهبت المراة ..... وبعد ساعات طرق الباب ... ذهب ابني عبدالله ليفتح الباب ؟؟!!!!!
جأني وعلامات الاسى والغبن على وجه !!!!!!!
قلت له ياعبدالله مالذي حدث ؟
قال : جارنا ابا فهد جاء يعطينا صدقات امواله وزكاة فطره .فطردته وأغلقت الباب في وجه ...
بكاء عبدالله وقال امي هل نحن فقراء حتى يتصدق علينا الناس .؟؟؟
جاءت اخته من الغرفه وقالت ياعبدالله امي سوف تتزوج ؟؟؟؟
ولدي الكبير يبكي لانه راى جارنا يقدم لنا صدقاته ..
ابنتي تبكي لانها سمعت ان احدآ من الرجال خطبني ...
خارت قواي يارب الارباب ويامسبب الاسباب أفتح لي أبواب رزقك ورحمتك ..
مر ذلك العيد مابين جارحآ ومجروح أحاول ان ادخل الفرحة في قلوب صغاري وأضمد جراحهم ..
مأصعب تلك الايام ..
تحدتني الظروف لكني قهرتها وتجبرت امامها بصلاتي ودعائي ان يصلح ربي ابنائي ويحفظني وأياهم من
عاتيات الايام ...
سمعت من سهام الكلام الكثير ... فحينما ازج باولادي في معترك الحياه اذا قائل يقول " مابال هذه المراة هل تعتقد انها ربت رجال ... ان تربية المراة لاتجدي .. " وأخر يقول عن اولادي :
" هؤلاء تربيه أمراه " وهذه الكلمه تقال للاحتقارلانهم يرون أن لايربي الرجال إلا الرجال ..
فكأن شرياني يتبخر ألمآ ووجعآ مضنيآ ...
لكن ربي معي كنت أشعر بنفحات رحمته وايقنت ان الله لن يخيبني .. صدقت مع الله في سري وعلانيتي
ولم اتوجه لغيره .. كتمت ضعفي عن الناس وادويته في سجودي ... وعلى سجادتي ارقت اصدق الدموع والدعوات لرب السماوات ان يبلغني في اولادي ويريني فيهم مايسرني ..
لم أكتفي بالدعاء فلقد عملت بالاسباب ...
وحرصت على تربية ابنائي على الدين والاستقامه وأخترت لهم بنفسي أصدقائهم فكنت انخل هؤلاء الاصدقاء في منخل الدين والرجوله ..
أكملت تجارتي الى ان تخرج ابني عبدالله من الثانويه . قرر العمل ليساعدني ويساعد اخوته ليكملوا تعليمهم ...
قدر الله لابني رجلآ طيبآ كان مديره في العمل . كأن يكافئه في عمله ويحفزه على التقدم ويوصيه بأخوته ...
الى ان أستطاع عبدالله ان يشترى بيتآ وناوي فيه ودخل مجال التجاره واصبح اخيه الذي بعده ضابطآ
والذي بعده طبيب والاخر مهندس كبير في شركة بترول والذي بعده يعمل برتبه كبيره في أحدى الوزارات
وتزوجن بناتي من رجال صالحين من خيرة الشباب ...
ولا زالت جدتي لامي الى اليوم تنعم ببر ابنائها الذين افنت شبابها من أجلهم ... من جد وجد ومن زرع حصد فلقد حصدت جدتي زرع أيامها ولياليها خيرآ ....أسال الله أن يختم لها أعمالها بالصالحات وان يحييها مادامت الحياة خير لها ويتوفاها مادامت الوفاة خير لها ...
مــــــــخرج
اشعر ان حياة جدتي تقول :
لاتجزعي فوراء كل ليل صبحآ سينبلج ..
يفتق من الامل والعزم ماكان مكنون ..
هذا البيت كتبته لهذه القصه .
\عذا نجد
في ضعفنا أو قوتنا ..
ليس لنا إلا الله وحده ..
تجربة رائعة ..
مليئة بمعاني الصبر والمصابرة ..
كان بودي لو أنك أكثرتِ من المواقف التي تتجلى فيها صعوبة الموقف
وقوة اليقين بالله ..
موفـقــــــهـ
: )