صرخة جريح

صرخة جريح @srkh_gryh

عضوة نشيطة

هذه اخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا

الأسرة والمجتمع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ان المسلمين اليوم في ظل الحضارات المتقدمة والمعيشة


الفارهه وقد نسوا او تناسوا كتاب ربهم ....


وانشغلوا بتوفير ماقد تشتهييه انفسهم ... وانسلخوا من مفاهيم


القيم الاسلامية ....واصبحوا يتبعون نمط اهل الضلال


بلا وعي ولا ادراك ....


قد اصبحوا فريسة سهلة لأعدائهم ...


فهاهي الحروب والمحن تمر بهم ولا تكاد تحرك لهم ساكنا


الا من رحم ربي وبقي فيه باقية من ايمان ....


وقد اثرت تلك الحضاره وذلك الاسلوب المعيشي الراقي


على اخلاقهم فقد بدأ الصراع يدب بينهم على اقل سبب كان ....



إن المشاهد لسلوكيات المسلمين في الوقت الراهن لتصيبه


دهشة شديدة مما آل إليه أمر المسلمين!


حتى لقد انتشرت مقولة: إن في بلاد المسلمين إسلام بلا مسلمين،


وفي بلاد الغرب مسلمين بلا إسلام!!


وذلك للدلالة على عدم اتصاف المسمين بأي أخلاق للإسلام،


في الوقت الذي يتحلى فيه الغربيون بصفات من الإسلام مع عدم إسلامهم!!!


وما نراه من اخلاق قد تصبغ بها اغلب المسلمين اليوم الا شاهدا على ذلك ....


فها نحن نرى تفكك الاسر ....ونرى الظلم المتفشي بين مختلف


قطاعات المجتمع ....


فكم نواجه في حياتنا من اخلاق سيئة تصدرمن اشخاص


قد لانسئ لهم ولا تربطنا بهم سابق معرفه ولكنه الجهل بالدين


والتخلف عن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..


الذي ضرب لأمته اروع نموذج في الاخلاق الحميدة والصفات الفاضلة ...


حتى اعدائه من المشركين والكفار شهدوا له بذلك ...


اننا بشر ....والانسان ضعيف الا بقوة الله ....فهو في حاجة اخوانه المسلمين ....


ولكن من ينظر للمجتمع يجد مايهول منه العقل من اخلاق من اشخاص مسلمين


يصلون خمسهم ويصومنون شهرهم ....


كما نرى من حال بعض من تولوا رياسات كبرى او مناصب


عليا فهم مع من تحتهم او في حاجتهم من ابشع مانرى ومع


من هم من طبقتهم او فوقهم...


من احسن الناس اخلاقا !



فقد نجد هذا الاب وهو يحاول ان ينتصر لتلك البنت المظلومة من هذا الزوج


فيواجه بأناس قد بردت قلوبهم عن الحق ويماطلون به


ويدفعونه من عند الابواب دفعا ...


وقد نجد ذلك المريض وقد اهلكه المرض وهو يتجه الى هذا الطبيب


الذي قد علق به املا بعد امله بالله ....فإذا به يجده غير مبالا ولا مهتم


ويعامله بأشد قسوة وكأنه قد سرق شيئا من امواله او اساء الى احد من اولاده ...


ونجد ذلك الشرطي الذي قد اوقف الناس ليستفزهم بأخلاقه المعهوده


فهو شرطي ومن حقه ان يفعل مايشاء وان تكلم احد فمصيره السجن ....


والكثير الكثير مما لايسع له المجال والى الله المشتكى ...


وقد ابدع الكاتب محمود محمد الخزندار


حين الف كتابه :



هذه اخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا


فقد جعله ابوابا وفصول وشرحا وافيا لما ينبغي ان يكون عليه


المسلمون من اخلاق تسمو بها انفسهم وتعلو بها درجاتهم عند ربهم


وتجعلهم صفا قويا واحدا امام اعدائهم ...


وهذه مقتطفات يسيرة منه :



لماذا الاخلاق ؟


إن التربية الأخلاقية تؤخذ بالمعايشة والقدوة والمواقف الحياتية ...


وما الكتابة عن الاخلاق سوى إشارات تدل على الطريق وتذكر بالقيم


وترفع الابصار الى القمم لنرى البون الشاسع بين مانحن فيه


وما ينبغي ان نكون عليه !!



لقد ملك المسلمون في قرونهم الاولى ـ قرون الخير ـ اعلى مستوى


من التربية الاخلاقية ,


وكان الناس يدخلون في هذا الدين افواجا لما يرون من حسن المعاملة


وجميل الاخلاق اكثر مما كانوا يدخلونه بالمناظرات الكلامية والمنطق


السديد في العرض .


كانوا يملكون من القدوة اكثر مما يملكون من قوة البيان ,


وخاصة في دعوة العجم حيث لم يكونوا يملكون مزيد بيان ,


واستطاع ذلك الجيل ان يدخل الناس في دين الله قبل ان يعرف منطق ارسطو


والفلسفة اليونانية , وبعد ان دخلت اليه الفلسفة وعلم الكلام بدات تضمر


التربية الاخلاقية وبدات تتنامى على حسابها العلوم العقلية .


اذا تحدثنا عن الافكار : تتعدد المواقف بتعدد المشارب ,


وان تحدثنا في قضية فقهية : تجاذبتا الخلافات المذهبية واختلفنا اكثر


في الراجح والمرجوح , والمعتبر وغير المعتبر ..


وان حاولنا ان نتحدث في العقيدة : لايخلو الامر من الفرق والملل والنحل ,


والتفسيق والتبديع والتكفير . .


اما اذا تحدثنا في الاخلاق : فالحسن منها تكاد تجمع على حسنه العقول


البشرية كما تجمع على قبح القبيح منها .


وتضيق دائرة الخلاف حولها بين المؤمنين وحتى مع غير المسلمين


وان احب الناس اليك لينفضون عنك حين تكون فظا غليظ القلب ..


وإن ابغض الناس ليحتكمون إليك حين تكون صادقا وامينا ..


ان الاخلاق الاسلامية تدعو الناس الى السمو وتراعي نفسية البشر


واحتياجاتهم وقدراتهم على الارتقاء ...


وهي تشمل جميع جوانب حياة الانسان :مع ربه ومع الناس في بيته


وفي عمله وفي خلوته وفي المجتمع وفي الظاهر والباطن ....


ان الاخلاق الاسلامية تكون اصيلة في نفس صاحبها بحيث يصدر منه


الخلق نفسه كلما تكرر الموقف نفسه الذي يقتضي ذلك الخلق فلا يتغير


خلقه مع الضعفاء ولا الاقوياء ...


ولا يتغير خلقه في حال رضاه ولا غضبه ولا في حال خلوته او جلوته ...


فلا يظهر خلقا حسنا ويبطن خلقا سيئا ...


ولكن لماذا السبب في هذا الثبات على نفس الاخلاق


الكريمة مع الناس سواء ؟؟؟؟؟



لانها تعبدية....


مستمدة من شرع رب البشر ,فهي ليست رأيا بشريا ولا نظاما وضعيا ..


واذا اراد بها المسلم وجه الله فإنها ستنفعه في دنياه واخرته ....


ذلك لأن الخلق الحسن من خصال التقوى ولا تتم إلا به، فإذا


رزق الله العبد التقوى وحسن الخلق فقد منحه القيام بحقوقه


وحقوق عباده،وبذلك يفوز العبد بمحبته ومعيته ونصره،


والأمن من عذابه، والفلاح برضاه وكريم ثوابه،


فإنه سبحانه يحب المحسنين( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)


وقال في ثواب المتقين المحسنين(أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم


وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين
)


سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم :


ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟


قال: ((تقوى الله وحسن الخلق)).
وقال لأبي ذر :


((اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها،


وخالق الناس بخلق حسن)).



وفي الصحيحين عن النبي قال:

((إن من خياركم أحسنكم خلقا)).



وفي صحيح مسلم عنه قال:


((البر حسن الخلق)).



وفي الترمذي قال عليه الصلاة والسلام:


((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم


القيامة من خلق حسن؛ وإن الله يبغض الفاحش البذيء)).



وفي رواية:


((وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة)).



وقال :


((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لأهله)).


وروي عنه قال:


((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا)).



وروي عنه أنه قال:


((إن هذه الأخلاق من الله تعالى؛ فمن أراد الله به خيراً


منحه خلقا حسنا)).



وروي عنه :


((إن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد)).



وقال عليه الصلاة والسلام:


" يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة "



وورد في مسند الإمام أحمد رحمه الله عن النبي أنه قال:


((إن الله سبحانه قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم،


وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من يحب،


فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه)).



فأخبر أن الناس متفاوتون في الأخلاق كما أنهم متفاوتون في الأرزاق،


وتضمن ذلك حث كل مؤمن أن يجتهد في التخلق بالخلق الحسن،


كما يجتهد في طلب الرزق بالمباح من المهن، وما أعطي أحد عطاء خيرا


وأفضل من خلق حسن يدله على الصلاح والتقى، ويردعه عن السفاه


والفساد والردى. والمتحلون بمحاسن الأخلاق ...


هم أفضل الناس على الإطلاق ....


ولو ان المسلمين اليوم اتبعوا هذه الايات وتلك الاحاديث لما


كان هذا حالهم ولكانت حياتهم كلها سعادة والفة وتعاونا وإخاء....


ولكن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ...
5
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

( شـــذراتـ الـذهـبـ)
ولكن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم
نعم هذا هو اساس الاخلاق
صرخة جريح
صرخة جريح
وسأورد لكم بعض المقتطفات من هذا الكتاب عسى الله ان ينفع بها ....




السماحة :



حين تجد امرءا سهلا ميسرا ، يتنازل عن حظ نفسه او جزء من


حقه ،ليحل مشكلة هو طرف فيها ،او ليطوي صفحة طال الحديث فيها ،


او ليتالف قلبا يدعوه ،او ليستطيب نفس اخيه .....


وهو قبل ذلك لايتعدى على حق اخيه ،ولا يلحف في المطالبة بحقوقه ...


فذلكم هو الرجل السمح وتلك هي السماحة .


وصاحب السماحة لايحرص على إيقاع الناس في الحرج ،


ولا يشغله التفكير بما له عن التفكير بما عليه ..


من سماحة مع إخوانه وتقدير لظروفهم ...


وفي الحديث الصحيح :ان الصحابي ابا اليسر _رضي الله عنه


كان له على رجل قرض فلما ذهب لإستيفاء حقه ..أختبأ الغريم


في داره لئلا يلقى ابا اليسر ...وهو لايملك السداد ..فلما علم ابو اليسر


أن صاحبه يتخفى منه حياء لعدم تمكنه من اداء ماعليه


أتى بصحيفة القرض فمحاها ،


وقال (إن وجدت قضاء فاقض ،وغلا فأنت في حل )....


وإنه مما يتنافى مع روح السماحة أن يقع الإخوة في جدالات تافهة


لأمور سياسية ،أو قضايا فكرية ،أو توقعات غيبية ،ثم تجدهم ينفضون


متباغضين ،وما كانت البداية الا روح الجدل


و(ماضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل )ولحث المسلمين على


السماحة في الحوار والتنازل عند الاختلاف وعدم الوقوع في مغبة الجدل ،


تعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة لمن تنازل:


(انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا )



ولا يمكن ان يكون سماحة وتنازلا إلا حين يكون محقا ،


وانه لعسير ،وان اجره لكبير .


ومن نتائج انعدام روح السماحة ان تغدو امتنا تتبارى


بالسنتها ،فتنقلب الى امة كلام بدل ان تكون امة عمل ،


وتضيع الاوقات في الشد والجذب والاخذ والرد ،وكل يناصر رايه ..


إن مما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم على امته (منعا وهات )


ومما كره لهم (قيل وقال ،وكثرة السؤال نوإضاعة المال )


وإن مما عرَف به رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان


قوله (الإيمان الصبر والسماحة )


وكأنما اراد بالسماحة علاقة العبد بأخيه ، بحيث تغلب عليها


السهولة والمياسرة والسماحة ،وقابلية التوسيع والتنازل لرضى الله ،


وفيما يرضي الله ،وربما كان من حكمة الربط بينهما ان السماحة تقتضي


قدرا كبيرا من الصبر والحكمة (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الامور )
صرخة جريح
صرخة جريح
أدفع بالتي هي أحسن :


كم سيكون مجتمعا بغيضا ذلك المجتمع الذي يتبارى الناس فيه


بما يدبرونه من الكيد ردا على إساءة ..؟!


وكم ستكون نفسا خبيثة تلك النفس التي لاتطمئن حتى تكيل


الصاع صاعين لمن أخطأ في حقها ...؟!


إن تربية النفس على الإحسان تبدا بالخروج من( الإمعة )


الى التميز بالشخصية :


(لاتكونوا إمعة ،تقولون ان احسن الناس احسنا ،وإن ظلموا ظلمنا ،


ولكن وطنوا أنفسكم إن احسن الناس أن تحسنوا ،


وإن أساؤوا فلا تظلموا )


كما جاء هذا المعنى في قول عثمان رضي الله عنه


(فإذا أحسن الناس فأحسن معهم ،وإذا أسأؤوا فاجتنب إساءتهم )


قال تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك


وبينه عدواة كأنه ولي حميم )


يقول ابن عباس في تفسيرها (أمر المسلمين بالصبر عند الغضب ،


والحلم عند الجهل ،والعفو عند الإساءة ،فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله


من الشيطان ،وخضع لهم عدوهم ،كأنه ولي حميم )


وحال الدافعين بالحسنى المحافظة على وقارهم واتزانهم


وعدم الانجراف مع استفزازات المحرشين اللاغين وقد وصفهم


الله عز وجل بقوله (والذين هم عن اللغو معرضون )


ومن آخر ماوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته


وهو يوصي بالانصار خيرا ...(فمن ولي شيئا من أمة محمد


صلى الله عليه وسلم ،فاستطاع ان يضر فيه احدا او ينفع فيه احدا ،


فليقبل محسنهم ،ويتجاوز عن مسيئهم )


ولو كان كل انسان سيقابل أخاه بمثل شره لتخلى الناس عن خصال الخير ،


وغدوا في غابة لاضابط لها ولا رابط ،خاصة وان صور الإساءة


قد تغري بالدفع بمثلها _على اقل الأحوال_وقد جاء صحابي يشكو


(يارسول الله إن لي ذوي ارحام ،أصل ويقطعون ،وأعفو ويظلمون ،


وأحسن ويسيئون ،أفأكافئهم ؟


قال (لا.إذا تتركون جميعا ،ولكن خذ بالفضل وصلهم ،


فإنه لن يزال معك من الله ظهيرا )


وهذا من أعلى مقامات العفو ،بأن تقابل الإساءة بالإحسان ،


وهنيئا لمن قدر على ذلك (وما يلقاها الا الذين صبروا


وما يلقاها الا ذو حظ عظيم )


وبذلك تحيا معاني الخير في النفوس ...ويتبارى الناس في الاحسان ...


وتغلق ابواب الشر على الشيطان ولا يتاح للإساءة أن تتفاقم ،


ويغمرها الإحسان ...ويقضي على دوافعها
دمي ولادمعة أمي
نسال الله ان يزين قلوبنا بالايمان
أخر مرة
أخر مرة
ما شاء الله ..الله يجزاك خير على جميل العباره و لطيف التذكير ..