بسم الله ؛ توكلت على الله ولا حول ولا قوة لي إلا به
توقفت عند كلمة من كلمات الأديب الأريب الفقيه الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- وقفة طويلة رغم قصرها ، ولعلّ الكثير سيتعجب من طول الوقوف وعلى أي شيء كان؟ كانت تلك الكلمة في مقدمة خاطرة له بعنوان "عامٌ جديد" فقال -رحمه الله-: "لمّا قعدت أكتب في هذا الفصل ، لم يكن في ذهني شيء عن الموضوع الذي أكتب فيه"
لما قرأت كلمته استشعرت من أعماقي أنه إنسان عظيم عاش ليبلّغ وليدعُ إلى دين عظيم
فكم بالله عليكم من أفكار تدفقت إلى مخيلاتنا فتجاهلنا نداءها وصرخاتها للخروج فماتت قبل ولادتها !!
بل لقد أصبحت مخيلاتنا مقابر جماعية لأفكار إبداعية ، أتدرون لمَ؟
لأننا استهنا بالعمل لديننا ، بل قبل هذا لإصلاح قلوبنا
لقد تعلمت منه -رحمه الله- أن أمسك قلمي وإن لم يَدُر بخلدي كلام ، لأطلق لفكري العنان ، ولأدع تلك الأفكار تتدفق بالصفحات ، فلعلّ يخرج من بينها نفع أنتفع به عند ربي يوم العرض عليه ، ومن يدري؟ فهو يوم عظيم نحتاج فيه لأقل القليل من الصالحات المنجيات.
يا مسلمين ..
إلى متى نغفل عن "حقيقة الحياة" أو "حقيقة الوجود"؟
والله لو فقهنا تلك الحقيقة الموجودة الغائبة لعشنا حياة غير التي نعيشها ولتذكرنا قول الله -جل في علاه-: (أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) فحينها ندرك تماماً الفرق بين الحياتين بل بين الحياة الحقيقية وحياة اللاحياة ؛ ولقلنا من أعماقنا "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا".
إننا نحتاج إلى وقفات مع النفس وليست وقفة ، ليسأل كلٌ منا نفسه ، لماذا أعيش؟ لماذا آكل وأشرب؟ لماذا أنام وألبس؟ لماذا أصلي؟ ولماذا أصوم وأتصدق؟ و..و..و.. من عاداتنا وعباداتنا.
للأسف نحن نعيش لنعيش ونستمتع فقط ، وصرنا في غفلة تامة عن ما بعد ذلك حتى صارت عبادتنا عادات وحركات لا ندرك معانيها العميقة العظيمة.
لقد نسينا الكأس المُر لمن لم يستعد له ؛ إنه "كأس المنية" الذي لابد أن نذوقه كما ذاقه أسلافنا من قبلنا.
فإلى متى ننشغل بسفاسف الأمور والله يحب معاليها؟
وإلى متى تتوجع قلوبنا وتتألم ولا نداويها؟
لقد مرضت حتى شارفت على الموت ، أفلا نتداركها؟
ومنا من قد مات قلبه وهو لاهٍ لا يدري!!
أفلا يطلب له الحياة قبل أن تفارق الروح منه الجسد؟
يا مسلمين ..
هي دعوة للنفس أولاً أن نسعى لإصلاح قلوبنا ولإخراجها من سجن مقيت إلى عيش رغيد حيث سعة الفضاء والراحة والهناء ، ثم إصلاح من حولنا ، فإصلاح أمتنا بحول الله وقوته فتعود أمجاد الأجداد وعزة الأحرار.
لنترك الدنيا لأهلها ، فهم يعمرونها لخراب ينتظرهم ، ولنعمّر نحن أُخرانا بالأعمال الصالحة والقربات الحسنة ، لنعيم بإذن الله ينتظرنا.
ولا ييأس أحدٌ منكم من صلاح نفسه ، بل إن المسلم المؤمن يحسن الظن بالله على ما عنده من سيئات ليقين القلب أنه له ربٌ غفور يقبل التوب.
وليكن أول طلبنا هو الهداية من الله -عز وجل- القائل في الحديث القدسي: (يا عبادي كلكم ضــال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم) ، لنطلب الهداية بالدعاء وقراءة القرآن ، وركعات خاشعات بالأسحار ، وصدقات بالإسرار ، وظمأ الهواجر بالنهار ، وسننال مطلوبنا بإذن الله بالصدق والإخلاص ، ونتذوق النعيم الذي يحدثنا به الصالحون ، ونحيى حياة طيبة هنية مصداق قول الله -جل في علاه-: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياةً طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) ، هذا غير النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول في جنات ربي -جعلنا الله من أهلها-.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
انشر تؤجر فالدال على الخير كفاعله
...
فقيرة إلى عفو الله @fkyr_al_aafo_allh
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
اللهم اهدنا واولادي وامة محمد اجمعين واجعل قرة اعيننا في الصلاة والقران وارزقنا حبك وحب الصالحين