بسم الله الرحمن الرحيم
هكذا ينبغي أن يكون المؤمن
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين ، نبينا محمد و على آله، و صحبه أجمعين .
أما بعد :
إن على المؤمن أيها الأحبة أن يعيش بين إخوانه متواضعا هينًا لينًا ، لا يرى نفسه أفضلَ منهم مهما بلغت منزلته وعلت درجته،( وعباد الرحمن الذي يمشون على الأرض هونا )
قال الإمام البغوي ? رحمه الله- : يعني بالسكينة والوقار متواضعين غير أشرين ولا مرحين ولا متكبرين ".
تفسير البغوي ( 3 / 375)
محققا بتواضعه أمر سيد المرسلين و أفضل الخلق أجمعين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم، الذي قال:"إن الله أوحي إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد". رواه مسلم ( 2865) عياض بن حمار ? رضي الله عنه-من حديث
ما نقصت صدقةٌ من مال، وما زَادَ الله عبدًا بعفوٍ إلا عِزًّا ، وما تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إلا رَفَعَهُ الله" . رواه مسلم (2588 )
(وما تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إلا رَفَعَهُ الله ) فيه وجهان احدهما يرفعه في الدنيا ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة ويرفعه الله عند الناس ويجل مكانه والثاني أن المراد ثوابه في الآخرة ورفعه فيها بتواضعه في الدنيا ". الشرح على صحيح مسلم ( 16/142)
قال الشيخ السعدي ?رحمه الله-:"وفي قوله صلى الله عليه وسلم : " وما تواضع أحد لله " تنبيه على حسن القصد والإخلاص لله في تواضعه ، لأن كثيرا من الناس قد يظهر التواضع للأغنياء ليصيب من دنياهم ،أو للرؤساء لينال بسببهم مطلوبه ،وقد يظهر التواضع رياء وسمعة ، وكل هذه أغراض فاسدة،لا ينفع العبد إلا التواضع لله تقربا إليه ، وطلبا لثوابه ، وإحسانا إلى الخلق ، فكمال الإحسان وروحه الإخلاص لله ". بهجة قلوب الأبرار (ص132 )
وكان سهلا ، لين الجانب مع الناس أجمعين ، يُعين من طلب منه العون ، ويُلبِّي دعوة من دعاه حتى و إن كان فقيرا ، فعن أبي هريرة ? رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لو دُعِيتُ إلى ذِرَاعٍ - أي ذراع شاة-، أو كُرَاعٍ ?كراع شاة- لَأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إلي ذِرَاعٌ أو كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ ". رواه البخاري ( 2429)
قال العيني ? رحمه الله-:وفي هذا الحديث : دليل على حسن خلقه صلى الله عليه وسلم وتواضعه وجبره لقلوب الناس ،وعلى قبول الهدية وإن كانت قليلة ، وإجابة من يدعو الرجل إلى منزله ، ولو أعلم أن الذي يدعوه إليه قليل"
تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا)
قال الشيخ السعدي ?رحمه الله - :" إرادتهم مصروفة إلى الله ، وقصدهم الدار الآخرة ، وحالهم التواضع لعباد الله ، والانقياد للحق والعمل الصالح . وهؤلاء هم المتقون الذين لهم العاقبة الحسنى". تفسير السعدي (ص 625 )
وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين
أبو عبد الله حمزة النايلي
نوره . . @norh_119
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️