السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد اسأل ياشيخ عن سؤال محيرني
هو
عندما اتحدث لأحدى الاخوات التى تعرفت عليها بالمنتدى عن اخت اخرى بنفس المنتدى او منتدى اخر او عن اناس قريبين لي وهي لا تعرفهم بطبع ( يعني مثلا اشتكي لها او فقط نعلق على رد اخت من الاخوات بالمنتدى نتحدث عن طريق الماسنجر )
هل تعتبر غيبة ؟؟؟ ارجوا افادتي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أسأل الله العظيم أن يغفر لنا زللنا وخطأنا وعمدنا وجدّنا وهزلنا ..
أختي الكريمة ..
مفهوم الغيبة قد بيّنه لنا صلى الله عليه وسلم بعبارات واضحة :
" الغيبة ذكرك أخاك بما يكره "
فالغيبة هي أن يذكر الإنسان أخاه المسلم في غيبته بشيء يكرهه لو سمعه ، سواء كان ذلك يتعلق بأخلاقه أو بلبسه أو بشكله أو بغير ذلك .
وهي محرّمة بنصّ الكتاب والسنة : قال الله تعالى : (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) الحجرات/12 .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذِكرُك أخاك بما يكره ، قيل : أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه ) . رواه مسلم ( 2589 ) .
قال ابن عباس رضي الله عنهما :إنما ضرب الله هذا المثل للغيبه لأن أكل لحم الميت حرام مستقذر و كذا الغيبه حرام فى الدين و قبيح فى النفوس .
وتشتد خطورتها في أن الإثم يلحق السامع والمتكلّم ، لأنه مقرّ للمنكر مستمع له ؛ قال الإمام النووى - رحمه الله- في كتاب الأذكار :
اعلم أن الغيبه كما يحرم على المغتاب ذكرُها يحرم على السامع استماعُها و إقرارها، فيجب على من سمع إنساناً يبتدىء بغيبه محرمه أن ينهاه إن لم يخف ضرراً ظاهراً ، فإن خافه وجب عليه الإنكار بقلبه ، و مفارقه ذلك المجلس إن تمكَّن من مفارقته ، فإن قدر على الإنكار بلسانه ، أو على قطع الغيبه بكلام اخر، لزمه ذلك ،فإن لم يفعل عصى فإن قال بلسانه "اسكت" و هو يشتهى بقلبه استمراره فقال أبو حامد الغزالى "ذلك نفاق لا يخرجه عن الإثم ولابد من كراهته بقلبه . أ . هـ
والغيبة كما يقول أهل العلم لا تكون إلاّ :
- مع التعيين .
- أو الإبهام مع معرفة السامعين بالمتكلم عنه ؛ لأن معرفتهم حينئذ تنزل منزلة التعيين .
وعلى هذا : فالذي يظهر لي : أن الكلام كما ورد في صورة السؤال - لغير ضرورة - يعتبر من الغيبة ، لأن الكلام هنا لم يكن عن فعل مجرد إنما عن شخص له علامة تدلّ عليه يعرفها السامع ، كما أن أثر الغيبة متحقق من حصول الشحناء والبغضاء وتصنيف الآخرين وإيغار الصدور .
والواجب على المسلم أن يحفظ لسانه عن أن يقول ما لا يعنيه أو ما لا يزيده نفعاً يثقّل ميزانه يوم الميزان .
وبالله التوفيق .
☼♥زهرة☼♥ @zhr_44
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️