و سيعود الـحُب غريبا !!
أجلس و
أقلب النظر في " الرحيق المختوم " فأقرأ :
(ما كنت أطيق أن املأ عيني منه إجلالا له ، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت .. لأني لم أكن املأ عيني منه )
يغمرني اندهاش طفولي J
و يتراءى لي .. أني أشتم (رائحة عطر )
يفوح شذاها .. من تلك الجملة الراحلة
ما أجمل القلوب الواثقة
يقولها عمرو بن العاص - رضي الله عنه -
و هو يعني بها حبيبه و حبيبنا صلى الله عليه وسلم
و لا ضير
فحينما يكون الحب .. أخوياً ..إيمانياً .. صادقاً
فلا شيء يدعوا إلى الخوف
و ترحل بي عذوبة طاغية و أنا أقرأ جملة أخرى في سير أعلام النبلاء
يقول الزهري :
( كنت آتي عروة .. فأجلس ببابه مليا.. ولو شئت أن أدخل.. دخلت..فأرجع وما أدخل .. إعظاما له )
حسنا تأمل الثقة في التعبير :
( ولو شئت أن أدخل دخلت .. فأرجع وما أدخل.. إعظاما له )
و لا ضير
وحينما يكون الحب .. أخوياً ..إيمانيا.. صادقا
فلا شيء يدعوا إلى الخوف
أعود لتلك الجملة .. الذي تفيض قدسية و طهرا
و التي يوردها البخاري في صحيحه :
ذُكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو .. فقال :
( ذاك رجل .. لا أزال أحبه )
حسنا تمعن
(ذاك رجل .. لا أزال أحبه )
لا ضير
فحينما يكون الحب .. أخوياً ..إيمانياً .. ربانيا ً
و لا يكون لــ(فتات الدنيا) حظ منه
فلا شيء يدعوا إلى الخوف
فإذا ما هدأ .. من الروح
و حاكم نفسك إلى قوله صلى الله عليه وسلم
( ما تواد اثنان في الله .. فيفرق بينهما .. إلا بذنب يحدثه أحدهما )
ثم أمض في طريقك
و لسنا في ذلك .. بحاجة لــ(مزيد إثبات )
فلأن نالت الغربة من ( دين ) منزل من السموات
( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا)
فما الحب عنها ببعيد
و لأن كانت الغربة .. تظني بالروح
فهي تستبد بالقلب ..و تفتك بالحب ..
و لقد تساءلت .. حين يأس
هل بات( هذا الطهر ).. في ( زمن الإنحلال) .. ضربا من الاستثناء ؟!
هل ستمُرُ بالحب ( سنين عجاف ) .. لا بشائر لــ(سـِمانٍ ) بعدها
كما يعيشه الحب .. في سنواته الأخيرة ؟!
هل بات الحب الأخوي ( الــمُـعين على الحق ) .. غريبا ؟!!
فتراءت لي آيتان .. كافيتان .. شافيتان
إحداها في ( الكهف) .. و الأخرى في ( آل عمران )
فأقبلت الأولى :
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ..)
ثم تبعتها الثانية
( فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً )
فأما عن الأولى : فيقول أبن سعدي ففيها الأمر بصحبة الأخيار)
وأما عن الثانية : فيقول العلماء أنها أحد ( عوامل الثبات الخمسة )
و من منا .. يأبى الثبات ؟!!
أقول
( لو سألتم عن الحب .. أهو موجود ؟!! .. وكيف نعثر عليه ؟!
لقلت : نعم موجود.. ولكنه نادر ..
وهو ثمرة توفيق إلهي .. وليس ثمرة اجتهاد شخصي
وشرط حدوثه : أن تكون النفوس خيرة أصلا .. جميلة أصلا،
والجمال النفسي والخير .. هما المشكاة .. التي يخرج منها هذا الحب "
أي جمال نفسي
أكمل .. من جمال نفوس عبدت من ( كمل جماله ) ؟!!
(إن الله جميل .. يحب الجمال )
و أي خير متجذر
أشمل .. من قلوب عُمِرت بالخير ؟!!
( وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)
و هنا تتجلى المحبة الإيمانية الصادقة
فما كان لغير الله.. تنسفه أقل خصومه
و ما كان لله ..فلئن (تقطعت الأواصر في الأرض يوما )
فما ذلك إلا لأنها اتصلت بأواصر بالسماء .. يحملها صدق دعاء
و ما لـ(دنو أرض )..إلى (علو سماء )
من سبيل
اللهم إنا أحببناهم فيك ..
و ما إقترابنا منهم .. لأنهم قربونا منك
فأجعل هذا الحب .. لك قربة
و لحبك .. شفيعا مُوصلا
و لظلك في يوم الحشر .. ضمانا
و إلى جناتك دليلا هاديا
مما راق لي
أحب التميز @ahb_altmyz_1
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
بارك الله فيك