هل عكّر ADHD صفو حياتك؟

هل عكّر ADHD صفو حياتك؟
سامي طفل مشاغب جداً، دائماً مشغول حتى عندما كان في سن ما قبل المدرسة، إنه يمزق المنزل كالإعصار، يصرخ، يتسلق الأثاث، لا يلهو بأي لعبة أكثر من عدة دقائق ثم يندفع بدون سابق إنذار.
لم تقلق أمه كثيراً، قالت إن الصبيان دائماً هكذا وسوف يتخلص من هذه المشكلة عندما يكبر.
الآن عمره ثماني سنوات ولا يزال التعامل معه صعباً، كل يوم تخوض أمه صراعاً طويلاً لجعله يجلس لكتابة فروضه المدرسية البسيطة. شخّص الطبيب حالة الطفل على أنها حالة ADHD (Attention-Deficit Hyperactivity Disorder) وهي مجموعة من التصرفات لدى العديد من الأطفال وبعض البالغين تساهم في خلق مشاكل في علاقاتهم بأسرهم ومجتمعهم وتؤدي إلى صعوبات في التعلم، هم أكثر حركة واندفاعاً ممن هم في مثل عمرهم ويجدون مشكلة في التركيز الانتباه في المدرسة.
3-10% من الأطفال في العالم لديهم هذا الاضطراب ، كانوا يظنون قديماً أنه موجود لدى الصبيان فقط إلا أن الدراسات بينت أنه موجود لدى البنات أيضاً ولكن بنسبة أقل ثلاث مرات.
هؤلاء الأطفال يتصرفون بلا تفكير لا يستطيعون البقاء هادئين لفترة طويلة أو التركيز على شيئ ربما يفهمون ما يطلب منهم ولكن يجدون صعوبة في التنفيذ. كل الأطفال طبعاً يتصرفون كذلك في بعض الأوقات وبشكل خاص عندما يكونون قلقين أومتحمسين، ولكن الفرق أن أعراض ADHD تكون موجودة في كل الأوقات وتؤثر على قدرة الطفل المدرسية والاجتماعية.
ما هي أعراض ADHD؟
تقسم إلى مجموعتين من الأعراض أعراض عدم التركيز وأعراض فرط النشاط قد توجد إحداهما أو كلاهما لدى الطفل المصاب ب ADHD:
1- أعراض عدم التركيز والانتباه:
1- يجد الطفل مشاكل في اتباع التعليمات.
2- يجد مشاكل في الانتباه والتركيز على لعبة أو عمل معين في المدرسة أو المنزل، ويخطئ أخطاءً طائشة في وظائفه المدرسية.
3- يضيّع أشياءه في المنزل والمدرسة.
4- يبدو أنه لا ينصت.
5- لا يلقي بالاً إلى التفاصيل.
6- يبدو غير منظم.
7- لا يستطيع أداء المهام التي تتطلب تخطيطاً مسبقاً.
8- كثير النسيان.
9- مشوش الذهن سريع التشتت.
2- أعراض فرط النشاط:
1- كثير الحركة والدوران، لا يستطيع الجلوس في مقعد.
2- يركض ويتسلق بشكل غير مناسب.
3- لا يستطيع اللعب بهدوء.
4- يندفع في الكلام ويقاطع الآخرين دائماً.
5- لا يستطيع الوقوف في الدور.
6- يتكلم كثيراً.
7- يتصرف وكأن في داخله محركاً دواراً.

ما هي أسباب ADHD ؟
تشير الأبحاث إلى وجود تغيرات جينية تؤدي إلى نقص في كيميائيات الدماغ المسؤولة عن تنظيم التفكير، وإلى نقصان حجم الأجزاء المتعلقة بالانتباه في الفص الأيمن من الدماغ، ونقصان حجم مقدمة الدماغ.
ما هي الأسباب المؤدية إلى هذه التغيرات الجينية؟
لم يتم تحديد سبب رئيسي حتى الآن إلا أن الأبحاث أعطت عدة احتمالات:
1- احتمال وراثي: وجود حالة ADHD عند أحد الأبوين أو الأقرباء المقربين والاحتمال الوراثي أكبر عندما تكون الأم مصابه منه عندما يكون الأب كذلك .
2- التدخين أثناء الحمل.
3- معاقرة الخمر عند أحد الأبوين تزيد احتمال الإصابة بمقدار الضعف وعند كليهما بمقدار ثلاثة أضعاف.
4- ولادة مبكرة قبل الاكتمال ونقصان الوزن.
5- تأذّي الدماغ أثناء الولادة.
6- مشاهدة التلفاز المفرطة لدى الأطفال الصغار.
الجدير بالذكر أن أكاديمية طب الأطفال الأمريكية AAP (American Academy of Pediatrics) توصي بألا يتعرض الطفل تحت سن العامين إلى أشعة أية شاشات مثل التلفاز والفيديو والكومبيوتر وال DVD . وبعد سن العامين يجب ألا تزيد عدد ساعات تعرضه عن ساعة أوساعتين يومياً مع مراقبة النوعية.

هناك بعض الأمور لا تؤدي إلى الإصابة ب ADHD ولكنها تزيد الأمر سوءاً مثل:
1- الفوضى العائلية.
2- موت أحد الأبوين.
3- انفصال الأبوين.
4- إساءة معاملة الطفل.
5- الإهمال.
6- ملونات الطعام والإضافات.

ماذا أفعل في المنزل لأساعد طفلي؟
وجود حالة ADHD في المنزل تتطلب تغيير نمط الحياة المنزلية قليلاً، وإليك بعض النصائح التي تسهل التعامل مع طفلك:
1- ضعي جدولاً زمنياً للحياة اليومية (مثل مواعيد الاستيقاظ والأكل واللعب وأداء الواجبات المنزلية والمدرسية ومشاهدة التلفاز وألعاب الفيديو والنوم) والصقيها في مكان يشاهده الطفل.
2- ضعي قواعداً منزلية واضحة وبسيطة، واشرحي للطفل ماذا سيحدث لو اتبع القواعد أولم يتبعها، اكتبي القواعد وبجوارها ماذا سيحدث لو لم تتّبع.
3- تأكدي من أن توجيهاتك قد فهمت من قبل طفلك: حاولي استدعاء انتباه طفلك انظري في عينيه وأخبريه بصوت واضح، هادئ، وبشكل محدد ماذا تريدين، يجب أن تكون التوجيهات دائماً بسيطة وقصيرة، دعيه يردد التوجيهات بعدك.
4- كافئي السلوك الحسن: شجعي طفلك ولا تبخلي بعبارات الاستحسان عندما ينهي كل خطوة من المهمة الموكلة إليه.
5- تأكدي من أن طفلك تحت المراقبة دائماً: قد يؤذي نفسه بسبب تهوره واندفاعه.
6- راقبي سلوك طفلك مع أصدقائه: أحياناً يجد هؤلاء الأطفال صعوبة في تعلم المهارات الاجتماعية، لذلك فإن مكافأة السلوك الجيد تعززه.
7- نظمي روتيناً لأداء الواجب المدرسي:
انتقي مكاناً دائماً لأداء الواجبات المدرسية، بعيداً عن ما يشتت الطفل مثل التلفاز أو أشخاص آخرين أو ألعاب الفيديو، قسّمي وقت أداء الواجب إلى أجزاء صغيرة ,اعط الطفل استراحات بينها.
8- ركّزي على الجهد لا على النتائج:
كافئي الطفل عندما يحاول إنهاء واجبه المدرسي وليس من أجل الحصول على علامات عالية، يمكن وضع مكافئات إضافية عندما يحصل الطفل على علامات عالية.
9- تحدّثي إلى معلمة طفلك:
راقبي كيف يكون طفلك في المدرسة والصف والباحة، دعي المدرسة ترسل لك ملاحظات أسبوعية عن تطوره.
10- ساعدي طفلك على اكتشاف موهبته، مثل الرياضة أو غيرها، عندما يختبر النجاح تتعزز ثقته في نفسه ويتطور للأفضل.

هل يمكن الشفاء التام؟
يحدث الشفاء التام في 15-20% من الحالات وإذا تم التشخيص المبكر والعلاج تحت 2-4 سنوات أما إذا تم التشخيص بعد الخامسة ترتفع النسبة إلى 50%، ولكن في أغلب الحالات ينتهي فرط النشاط في نهايات المراهقة ولكن يبقى الطفل سهل التشتت وقليل التركيز، إن وجود أبوين محبين داعمين، ووجود التعاون بين البيت والمدرسة والطبيب يؤدي إلى فرص أفضل للتماثل للشفاء عند الكبر.

ما هو العلاج؟
تظهر بعض الأدوية نجاحاً على مدى العقود الماضية مثل Stimulants –Nonstimulants، قد تنتج عنها أعراض جانبية مؤقتة طفيفة مثل نقصان الشهية – أرق – نزق – مغص معدي معوي، قد تفشل هذه الأدوية في حالات نادرة جداً مثل زيادة فرط النشاط بدلاً من نقصانه، قضم الأظافر، مص الإصبع، زيادة مشاكل الكلام عند الطفل الذي يعاني في الأصل من مشاكل في الكلام، نوبات الغضب. احذري من مضادات الاكتئاب لأنها تزيد من خطر الانتحار عند الأطفال والمراهقين.
هل يوجد علاج طبيعي؟
تشير الأبحاث إلى أن الطفل المصاب ب ADHD يعاني من نقصان في الحموض الدسمة لذلك يساعد إعطاء الطفل سلسلتي حموض دسمة أوميغا3 وأوميغا6 وتوجد في السمك وزيت بذور الكتان وبعض الخضار.
قد يجدي نفعاً إعطاء الطفل زيت السمك ولكن النتائج لا تظهر بين ليلة وضحاها لذلك يجب إعطائه للطفل لمدة عام للحصول على نتائج ومن مميزاته أنه رخيص الثمن وتأثيراته الجانبية قليلة جداً.

بكثير من الصبر والدعاء والتوكل على الله، تحصل المعجزات.. ونبني جيلاً هو جيل الأمل بمستقبل أفضل.